تعليق على وصف العلامة مقبل لتفسير المنار:

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
53
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

تعليق على وصف العلامة مقبل لتفسير المنار:

في كتابه الموسوم" ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية" يقول العلامة اليماني مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:"من التفسير المسمى بالمنار وهو بالظلام أشبه..."-ص10- ثم أورد بعض تفسيرات محمد رشيد رضا -رحمه الله تعالى- الغريبة و المخالفة لما نقل عن المفسرين سلفا وخلفا، لكن الذي يظهر و الله أعلم أن هذا الوصف من العلامة مقبل رحمه الله تعالى فيه شيء من الشدة، فتفسير المنار رغم ما فيه من التأويلات و التفسيرات التي قامت على تقديم العقل –كما هو شأن المدرسة العقلية التي يعتبر صاحب المنار من أقطابها- يبقى هذا التفسير من التفاسير المهمة والتي حوت بين طياتها دررا و فوائد وحكما و منارات يهتدى بها في مواجهة حمالات التغريب.
سُئل الإمام الألباني رحمه الله: ما رأيكم في تفسير المنار للسيد رشيد رضا؟
فاجاب: (تفسير المنار) تفسير جيد -إجمالاً- وهو يعالج مشاكل المسلمين اليوم، وفيه بحوث اجتماعية وسياسية وتاريخية لا توجد في كتب التفسير المعروفة سابقا، بل لا توجد في كتب المعاصرين ؛ لأن السيد رشيد رضا عالم كبير وسياسي مسلم ، لكن في الوقت نفسه له انحرافات عن السنة في كثير من المواطن؛ مثل أحاديث عيسى والدجال والمهدي، وكذلك له فتاوى في أول أمره مخالفة للحق، ولكنه -بعدُ- اعتذر عن بعضها.اهــ - مسائل وأجوبتها/ للعلامة الألباني مجلة (الأصالة) عدد 2 ص73-
والرجل كما هو معلوم اختلف فيه الناس بين مادح وقادح، ولكل وجهة هو موليها، فرحم الله الشيح رشيد رضا وغفر له.
والله أ
 
بسم الله الرحمن الرحيم...الحمد لله رب العالمين..أما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا أخي الكريم..أرى والله تعالى أعلم ان تفسير المنار بحاجة الى مراجعة شاملة من جانب لتحديد الاخطاء والتنبيه عليها ولتطوير ودراسة بعض الافكار الطيبة المعاصرة من جانب آخر..والله تعالى أعلم.
 
لا يوجد كتاب البتة نأخذ كل ما فيه سوى الكتاب الذي حوى كلام المتصف بكمال الجلال والجمال جل جلاله، ومن ثم فإن تركت كل كتاب وجدت فيه ما أكرمك الله بأن عرفته - ولم يعرفه غيرك - من الطامات، فستغيب عنك معارف وفوائد.

التحلي بالإنصاف خلق عزيز،
صدق فيه قول الزيلعي: " والله يأمر بالعدل، وما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب ".

قال ابن تيمية:" وهذه الآية [ يعني آية: " وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " [المائدة: 8] ] نزلت بسبب بغضهم للكفار، وهو بُغض مأمور به. فإن كان البغض الذي أمر الله به، قد نهى صاحبه أن يظلم مَن أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل أو شبهة، أو بهوى نفس؟ فهو أحق أن لا يُظلم، بل يَعدِلُ عليه ".

والفقه أن تجمع بين الحسنيات الثلاث: حسن الظن والإنصاف والنقد العلمي لشطحات المؤلف (إن وجدتها)، انظر كيف جمع الذهبي بين النقد والإنصاف وحسن الظن حين قال في القاضي عياض: " تواليفه نفيسة، وأجلُّها وأشرفها كتاب الشفا لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بـ (شفائه)، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن مَن لا يعلم معذور ".

ما أجمل سلامة الصدر وحسن الظن والتماس معاذير الخطأ، هذا ابن تيمية بعدَ أن عابَ شطحات كثير من المتصوفة في زمانه كالرقص وتمزيق الملابس.. قال: " والذين شهدوا هذا اللغو متأولين من أهل الصدق والإخلاص والصلاح، غمرت حسناتهم ما كان لهم فيه وفي غيره من السيئات أو الخطأ في مواقع الاجتهاد، وهذا سبيل كل صالحي هذه الأمة في خطئهم وزلاتهم ".

وقال: " طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة.. وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم، من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".
 
عودة
أعلى