تعليق على قوله تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً )

إنضم
6 يناير 2011
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المدينة النبوية
[FONT=&quot].. بسم الله الرحمن الرحيم ..[/FONT]


[FONT=&quot]أولاً أنا طالبة مبتدئة في قسم التفسير وعلوم القرآن ، طلب منا الدكتور الجامعي تقديم بحث مبسط عبارة عن تعليق على أي آية وردت في القرآن الكريم ، مشترطاً عدم النقل ..[/FONT]

[FONT=&quot]فكان هذا ما قدمت ، تعليقاً على الآية التي ذكرت ..[/FONT]

[FONT=&quot]أرجو منكم التعليق عليه وتصحيح الأخطاء ، واعتبروني طالبة لديكم ، أستفيد من خبراتكم ، فأنا مبتدئة جداً في مثل هذا ، وهذا أول بحث من مجهودي الشخصي ..[/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]
[FONT=&quot]،،[/FONT]



[FONT=&quot]الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..[/FONT]



[FONT=&quot]يقول الله تبارك وتعالى في سورة النساء آية ( 110 )..[/FONT]

[FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَعْمَلْ سُوءَاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِد الله غَفُوراً رَحِيماً[/FONT][FONT=&quot] )..[/FONT]

[FONT=&quot]يقول أهل التفسير في هذه الآية ..[/FONT]

[FONT=&quot]يخبر الله تبارك وتعالى عن كرمه وجوده وسعة رحمته وأنه إذا فعل العبد معصية صغيرة أو كبيرة ، فإن الله يغفرها ، مادام العبد يستغفر الله ..[/FONT]

[FONT=&quot]وقد جاء في الحديث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه ، إلا كان حقاً على الله أن يغفر له ، لأنه يقول : ([/FONT][FONT=&quot] ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما[/FONT][FONT=&quot]ً ).. [/FONT][FONT=&quot]تفسير ابن كثير ..[/FONT]

[FONT=&quot]وقال ابن عباس : عرض الله التوبة على بني أبيرق بهذه الآية ، أي ومن يعمل سوءا بأن يسرق أو يظلم نفسه بأن يشرك ثم يستغفر الله يعني بالتوبة ، فإن الاستغفار باللسان من غير توبة لا ينفع .. [/FONT][FONT=&quot]تفسير القرطبي ..[/FONT]

[FONT=&quot]وقال أبو جعفر : ومن يعمل ذنبا ، وهو "السوء" أو يظلم نفسه بإكسابه إياها ما يستحق به عقوبة الله ثم يتوب إلى الله بإنابته مما عمل من السوء وظلم نفسه ، ومراجعته ما يحبه الله من الأعمال الصالحة التي تمحو ذنبه وتذهب جرمه يجد ربه ساتراً عليه ذنبه بصفحه له عن عقوبة جرمه ، رحيما به .. [/FONT][FONT=&quot]تفسير الطبري ..[/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]

[FONT=&quot]والله أن هذه الآية تفتح لكل مؤمن باباً من الأمل ، والثقة ، وإحسان الظن بالله عز وجل ..[/FONT]

[FONT=&quot]فإن كان الشرك الذي هو أعظم ذنب عصي الله به ، وهو أعظم الظلم ، يغفره الله بالتوبة فكيف بما دونه من الذنوب ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]فكم من المعاصي والذنوب التي نقوم بها ، ثم نتوب ، ثم نعاود الكرة لتلك المعصية ، ثم نتوب .. مراراً وتكراراً ..[/FONT]

[FONT=&quot]والله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده أشد من فرح تلك الأم التي وجدت رضيعها بعد عناء من البحث ..!![/FONT]

[FONT=&quot]ولو أراد الله تبارك وتعالى أن يعاقبنا على كل زلة ، لما بقي أحد على وجه الأرض إلا وقد عوقب ..[/FONT]

[FONT=&quot]لكن رحمة الله التي وسعت كل شي ، وكرمه وجوده على عباده قد غمرت الخلق وغشيتهم ..[/FONT]

[FONT=&quot]هذه الآية العظيمة ،[/FONT][FONT=&quot]من أعظم أساليب الترغيب في القرآن ، كلما يقرأها المؤمن يعلم يقيناً أن أعظم ما شرّفه ورفع منزلته هو العبودية لله تبارك وتعالى ..[/FONT]

[FONT=&quot]ومن شواهد رحمة الله ولطفه بعباده قوله تعالى :[/FONT]

[FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/FONT][FONT=&quot] )..[/FONT]

[FONT=&quot]إن الله يغفر الذنوب جميعاً ..[/FONT]

[FONT=&quot]صغيرها وكبيرها ، دقها وجلها ، ولو بلغت عنان السماء ..[/FONT]



[FONT=&quot]يا من أسى فيما مضى ثم اعترف *** كن محسناً فيما بقى تُجزى الغرف [/FONT]



[FONT=&quot]فمن الناس من عرف حق الله ، ما إن يعصي الله إلا ويسارع بالتوبة ، وهؤلاء من خيرة الخلق ، وهم من يحبهم الله تبارك وتعالى ( إن الله يحب التوابين ) ، فأي نعمة ، وأي فضل ، وأي شرف ، أعلى وأعظم من أن نكون ممن يحبهم الله ..؟؟[/FONT]

[FONT=&quot]وليس العجب في أن نحب الله ..[/FONT]

[FONT=&quot]إنما العجب في أن يحبنا الله ..[/FONT][FONT=&quot]!![/FONT]

[FONT=&quot]وهنـا يكون الإنجــاز ..[/FONT]

[FONT=&quot]ومن الناس من يُذنب ولا يعرف حق الله ، فيعاود الكرّة لتلك المعصية بلا توبة، ولا يكتفي بذلك بل ويجاهر بها ، فلا يستحي من الله ولا من خلقه..!![/FONT]

[FONT=&quot]فمثل هذا كيف يهنأ وكيف يطيب عيشه وقد أغضب من بيده ملكوت كل شيء ..؟؟[/FONT]

[FONT=&quot]ولو أراد عقوبته لقال كن فيكون ..[/FONT]

[FONT=&quot]لكن رحمته أعظم من أن يعاجلنا بالعقوبة ..[/FONT]

[FONT=&quot]ومن أعظم نعم الله على عباده ، أن فتح لهم باباً لا يُغلق ، ويسر لهم الوصول إليه ، وهو باب التوبة ..[/FONT]

[FONT=&quot]فمن العباد من أعرض عنه ، واتبع هواه ، وما أجمل عتب[/FONT][FONT=&quot] ابن الجوزي رحمه الله حين قال :[/FONT]

[FONT=&quot]يا طفل الهوى ..!! [/FONT]

[FONT=&quot]متى يؤنس منك رشد ..؟! [/FONT]

[FONT=&quot]عينك مطلقة في الحرام ، ولسانك مهمل في الآثام ، وجسدك يتعب في كسب الحطام ..[/FONT]

[FONT=&quot]أين ندمك على ذنوبك ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]أين حسرتك على عيوبك ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، وتضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، ولا مع التائبين لك ندم ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]وأجريت في السحر دموعاً سائلة ..؟![/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]

[FONT=&quot]ومن رحمة الله بعباده أن جعل لكبائر الذنوب توبة ..[/FONT]

[FONT=&quot]فالظلم الذي قد حرمه الله تبارك وتعالى على نفسه ، جعله الله مما يُغفر بالتوبة والاستغفار ..[/FONT]

[FONT=&quot]وفي هذه الآية دليل على أن الظلم لا يكون من الإنسان على غيره فقط ؛ بل قد يكون ظلمه على نفسه ؛ وذلك بفعله المعاصي واستغراقه فيها ، وسمي ظلم النفس ظلماً ؛ لأن النفس ملكاً لله تبارك وتعالى ، ليست ملكاً للعبد ، إنما هي أمانة بين جنبيه ..[/FONT]

[FONT=&quot]وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( [/FONT][FONT=&quot]كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون [/FONT][FONT=&quot])..[/FONT]

[FONT=&quot]ففي هذا دليل على أن أفضلنا وأكثرنا خيراً من أخطأ ثم اعترف وبادر بالتوبة ..[/FONT]

[FONT=&quot]وللاستغفار فضائل كثيرة ، منها :[/FONT]

[FONT=&quot]~[/FONT][FONT=&quot] أنها سبب لمغفرة الذنوب ورفعة الدرجات ..[/FONT]

[FONT=&quot]~[/FONT][FONT=&quot] سبب لنزول المطر ..[/FONT]

[FONT=&quot]~[/FONT][FONT=&quot] سبب للرزق ، أموال ، ذرية ، جنات ، وأنهاراً ، كلها تحصل للعبد بكثرة الاستغفار ..[/FONT]

[FONT=&quot]قال الله تبارك وتعالى : [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا[/FONT][FONT=&quot])..[/FONT]

[FONT=&quot]فالاستغفار مفتاح كل خير ، وبه صلاح الحال والمآل ..[/FONT]

[FONT=&quot]ومن أجمل ما قرأتُ في هذا الشأن ، قول ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين :[/FONT]

[FONT=&quot]... فلأهل الذنوب ثلاثة أنهار عِظام يتطهرون بها في الدنيا ، فإن لم تفِ بطهرهم طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة : نهر التوبة النصوح ، ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها ، ونهر المصائب العظيمة المكفرة ، فإذا أراد الله بعبده خيراً أدخله أحد هذه الأنهار الثلاثة ، فورد القيامة طيباً طاهراً ، فلم يحتج إلى التطهير الرابع[/FONT][FONT=&quot] ..!![/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]

[FONT=&quot]وفي قوله ( ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً )..[/FONT]

[FONT=&quot]دليل على أنه الهداية تبدأ من العبد وتنتهي من الرب ..[/FONT]

[FONT=&quot]فإن العبد هو من يبدأ بالتوبة والاستغفار ، ثم يجد المغفرة والرحمة من الله قد وسعته ..[/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]

[FONT=&quot]ومما [/FONT][FONT=&quot]استوقفني[/FONT][FONT=&quot] ، من أدلة رحمة الله بعباده ، إقامة الحدود ..[/FONT]

[FONT=&quot]إقامة حد الزاني البكر ، حينما يُجلد عقوبة له على فعله الفاحشة .. [/FONT]

[FONT=&quot]على الرغم من أن جلده عقوبة له ، إلا أن فيه من الرحمة والعطف الشيء الكثير ، فإنه يُجلد في جو معتدل ، لا هو شديد الحرارة ، ولا شديد البرودة ، وإن كان كذلك ، فإنهم يجعلون عليه قطعة من اللباس حتى لا يتأذى ..[/FONT]

[FONT=&quot]كما أنه لا يُجلد في مكان واحد ، بل يُفرّق في جلده على ظهره حتى لا يُتلف عضو من أعضائه ..!![/FONT]

[FONT=&quot]فسبحان الله العظيم ..!![/FONT]

[FONT=&quot]على الرغم من أنها عقوبة ، إلا أنها رحمة ..[/FONT]

[FONT=&quot]،،[/FONT]

[FONT=&quot]هذا والله أعلم ، ونسبة العلم إليه أسلم ..[/FONT]



[FONT=&quot]ختـامـاً ..||~[/FONT]

[FONT=&quot]أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ، إن قلت عن كتاب الله ما ليس فيه..؟![/FONT]

[FONT=&quot]إن كان من صواب فمن الله وحده له الحمد وله الشكر أن سدد ووفق ، وإن كان من خطأ فمني والشيطان ، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب ..[/FONT]

[FONT=&quot]وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ..[/FONT]



 
وإن كان السؤال موجه لمن هو أعلم مني فاسمحي لي
لو نسبتي حديث [FONT=&quot]ما من عبد أذنب فقام فتوضأ .....}لكتب الحديث لكان أفضل من نسبته لإبن كثير
وأما قولك:...عن الحد..[/FONT]
[FONT=&quot] إلا أن فيه من الرحمة والعطف الشيء الكثير
فإن كان مقصودك العطف لله فهذا النقل من باب الفائدة
[/FONT]
[FONT=&quot]هل الحنان والعطف من صفات الله ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك[/FONT]
[FONT=&quot]عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية[/FONT]
[FONT=&quot]العقائد والمذاهب الفكرية/[/FONT][FONT=&quot]توحيد الأسماء والصفات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]التاريخ 22/7/1422[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال[/FONT]
[FONT=&quot]هل (الحنان و العطف) من صفات الله تعالى ؟ وهل يجوز للمسلم أن يدعوا قائلاً : "يارب أنعم علينا بعطفك وحنانك [/FONT][FONT=&quot]…[/FONT][FONT=&quot]" [/FONT][FONT=&quot]…[/FONT][FONT=&quot]وجزاكم الله خيراً[/FONT]
[FONT=&quot]الجواب[/FONT]
[FONT=&quot]أما العطف فلا أعلم أنه ورد في شيء من النصوص نسبته إلى الله . وأما الحنان فقد ورد في المسند 3/230 بسند ضعيف جدا عن أنس مرفوعا :" أن عبداً في جهنم ينادي ألف سنة يا حنان يا منان " .[/FONT]
[FONT=&quot]ولكن يلاحظ أن لفظ العطف يرد في بعض كلام أهل العلم كمجاهد قد قال في قوله تعالى:(( وحناناً من لدنا )) تعطفاً من ربه عليه . وكذا ورد في كلام ابن القيم بنحو هذا .[/FONT]
[FONT=&quot]فلعله يعتبر مما يصح في الخبر دون الوصف حيث أن باب الخبر أوسع- كما في القاعدة المقررة - والعطف قريب معناه من الرحمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
وأختم بهذا الحديث

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذَنْبٌ يِعْتَادُهُ الْفَينَةَ بَعْدَ الْفَينَة أَوْ ذَنْبٌ هُوُ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لاَ يُفَارِقَهُ حَتَّى يُفَارِق ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّناً(2)تَوَّاباً ، نَسِيّاً إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ صحيح الجامع [ 5735 ] ، الصحيحة [ 2276 ] وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع


[FONT=&quot]

[/FONT]
 
بارك الله فيك ووفقك
وإذا كانت هذه هي البداية فما بعدها خير إن شاء الله
ارجو لك التوفيق والعودة لطرح مواضيع جديدة وقد وضعت أمام اسمك حرف الدال
 
عودة
أعلى