بدر الدريس
New member
بسم1 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بعد محاضرة ماتعة لشيخنا مساعد الطيار الثلاثاء الماضي عنونها بـ" اللغة أساس تفسير القرآن " علق أحد الأساتذة الكرام قائلًا : ما دمنا نقول إننا عند التفسير نبدأ أولًا باللغة ثم بالأحوال ثم بتفسير السلف ثم بالقرآن -كما نقل د. الطيار عن ابن تيمية- فلماذا عند التطبيق نبدأ بتفسير السلف ونسلطهم على اللغة؟ لماذا نترك كلام العرب ونتجاهله مع أنهم المخاطبون بالقرآن ثم نأخذ كلام الصحابة والسلف؟ وضرب مثالًا ضربه الشيخ مساعد وهو قوله تعالى "وأنزلنا عليكم المن والسلوى" وأن السلف أجمعوا أن السلوى هنا طائر مع أنها في لغة العرب العسل فلماذا نأخذ كلام السلف وندع العرب وهم الحجة؟ ا.هـ
وفاته أن الصحابة هم صفوة العرب فهمًا للعربية وتذوقًا لها ولذلك لما سمعوا القرآن أول مرة فهموه حق الفهم وأدركوا ما جاء به حق الإدراك فآمنوا خاضعين عندما كفر آباؤهم وإخوانهم وبنو عمومتهم، فكلام الصحابة حجة في ذاته ومعرفتهم لكلام العرب هو الغاية.
وفاته أن التابعين كانوا في القرن الأول وهو داخل في عصور الاحتجاج باتفاق العلماء فكلامهم حجة في ذاته وفهمهم للشعر ولغة العرب هو المنتهى.
ثم إن الكلمة الواحدة يستعملها عشرة شعراء في عشر قصائد فيكون لها في كل قصيدة معنًى مختلف، والقرآن خاطب العرب بكلامهم ولا تجد تفسيرًا للفظة في القرآن لا تحتمله لغة العرب -وإلا لما وقعت الحجة عليهم- سواء نص عليه أصحاب المعاجم أم يستنبط منها بالاشتقاق ومعرفة المعنى الذي يدور حوله الجذر،
وقول ابن الأعرابي : السلوى طائر وهو في غير القرآن العسل. كلام يحتاج إلى الدقة فإن كان ابن الأعرابي يقصد أن العرب لا تطلق "السلوى" على الطائر الذي يشبه السمانى فهو كلام باطل لأن القرآن لا يخرج عن كلام العرب، وإن كان يقصد الغالب فهو الأقرب
هذا يتعلق بالكلام على اللغة والشعر بعيدًا عن الآية فثبت لدينا الآن أن من معاني السلوى في اللغة ذلك الطائر ولو لم ترد في المعاجم لأن السلف فسروها بذلك وهم حجة
أما وقد ورد في المعاجم بهذا المعنى فماذا بقي؟ بل ورد بيت فيه ذكر السلوى بمعنى الطائر قال الشاعر "كما انتفض السَّلْواة بلله القطر" فماذا بقي؟
فكيف إذا كان الأمر متعلقًا بتفسير القرآن كيف نترك تفسير الصحابة وهم من شهدوا نزوله وصحبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم؟
تسليط السلف على التفسير هو الطريق لفهم القرآن واللغة والشعر والنحو والصرف، وتسلط الخلف على السلف بتر لعلومنا عن جذورها يورثنا تيهًا وضلالًا والله أعلم
بعد محاضرة ماتعة لشيخنا مساعد الطيار الثلاثاء الماضي عنونها بـ" اللغة أساس تفسير القرآن " علق أحد الأساتذة الكرام قائلًا : ما دمنا نقول إننا عند التفسير نبدأ أولًا باللغة ثم بالأحوال ثم بتفسير السلف ثم بالقرآن -كما نقل د. الطيار عن ابن تيمية- فلماذا عند التطبيق نبدأ بتفسير السلف ونسلطهم على اللغة؟ لماذا نترك كلام العرب ونتجاهله مع أنهم المخاطبون بالقرآن ثم نأخذ كلام الصحابة والسلف؟ وضرب مثالًا ضربه الشيخ مساعد وهو قوله تعالى "وأنزلنا عليكم المن والسلوى" وأن السلف أجمعوا أن السلوى هنا طائر مع أنها في لغة العرب العسل فلماذا نأخذ كلام السلف وندع العرب وهم الحجة؟ ا.هـ
وفاته أن الصحابة هم صفوة العرب فهمًا للعربية وتذوقًا لها ولذلك لما سمعوا القرآن أول مرة فهموه حق الفهم وأدركوا ما جاء به حق الإدراك فآمنوا خاضعين عندما كفر آباؤهم وإخوانهم وبنو عمومتهم، فكلام الصحابة حجة في ذاته ومعرفتهم لكلام العرب هو الغاية.
وفاته أن التابعين كانوا في القرن الأول وهو داخل في عصور الاحتجاج باتفاق العلماء فكلامهم حجة في ذاته وفهمهم للشعر ولغة العرب هو المنتهى.
ثم إن الكلمة الواحدة يستعملها عشرة شعراء في عشر قصائد فيكون لها في كل قصيدة معنًى مختلف، والقرآن خاطب العرب بكلامهم ولا تجد تفسيرًا للفظة في القرآن لا تحتمله لغة العرب -وإلا لما وقعت الحجة عليهم- سواء نص عليه أصحاب المعاجم أم يستنبط منها بالاشتقاق ومعرفة المعنى الذي يدور حوله الجذر،
وقول ابن الأعرابي : السلوى طائر وهو في غير القرآن العسل. كلام يحتاج إلى الدقة فإن كان ابن الأعرابي يقصد أن العرب لا تطلق "السلوى" على الطائر الذي يشبه السمانى فهو كلام باطل لأن القرآن لا يخرج عن كلام العرب، وإن كان يقصد الغالب فهو الأقرب
هذا يتعلق بالكلام على اللغة والشعر بعيدًا عن الآية فثبت لدينا الآن أن من معاني السلوى في اللغة ذلك الطائر ولو لم ترد في المعاجم لأن السلف فسروها بذلك وهم حجة
أما وقد ورد في المعاجم بهذا المعنى فماذا بقي؟ بل ورد بيت فيه ذكر السلوى بمعنى الطائر قال الشاعر "كما انتفض السَّلْواة بلله القطر" فماذا بقي؟
فكيف إذا كان الأمر متعلقًا بتفسير القرآن كيف نترك تفسير الصحابة وهم من شهدوا نزوله وصحبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم؟
تسليط السلف على التفسير هو الطريق لفهم القرآن واللغة والشعر والنحو والصرف، وتسلط الخلف على السلف بتر لعلومنا عن جذورها يورثنا تيهًا وضلالًا والله أعلم