تعليقات وتعقيبات على "التفسير الميسر"

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فلا شك أن "التفسير الميسر" الذي أعده نخبة من العلماء المتخصصين، وتولى طباعته ونشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يُعد من أفضل التفاسير المختصرة الميسرة، وقد كتب الله له من القبول والانتشار ما هو له أهل، وقد نفدت طبعته الأولى منذ سنوات، ثم أعيدت طباعته هذا العام – عام 1430هـ -.
وقد حصلت على نسخة من الطبعة الجديدة في شهر رمضان، وبدأت في قراءته وتأمله، وأثناء ذلك ظهرت لي بعض المآخذ التي رأيت أنه كان ينبغي تلافيها، وتوقفت عند بعض التفسيرات في هذا التفسير وترجح عندي أن غيرها أولى وأظهر وأنسب؛ فبدأت أسجل ما رأيت من تعليقات، وأقيد ما أرى أن الحاجة تدعو إلى بيانه والتنبيه عليه من التعقيبات.

وسأبدأ – بتوفيق الله وعونه – في هذا الموضوع بتسجيل هذه التعليقات والتعقيبات، مع الحرص على الاختصار والتوثيق، ثم أذكر ما أرى أنه البديل الأنسب لما ورد في هذا التفسير القيم. وسأحرص على ذكر ما ورد في بعض التفاسير المختصرة الأخرى كالجلالين والوجيز للواحدي وغيرهما.
وأنبه هنا على أنه هذه التعليقات والتعقيبات ليست مرتبة حسب ترتيب السور، وإنما هي متفرقة حسب ما وقفت عليه عند قراءاتي المتفرقة في هذا التفسير، وسأعود إليها فيما بعد – إن شاء الله – لترتيبها وتنسيقها.

1- قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء : 29 ، 30]
جاء في التفسير الميسر في تفسير الآية رقم 30 ما نصه: ( ومن يرتكب ما نهى الله عنه من أخذ المال الحرام كالسرقة والغصب والغش معتديًا متجاوزًا حد الشرع, فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها, وكان ذلك على الله يسيرًا. ).

التعليق: يظهر فيما ذكر في تفسير الآية أن الإشارة بقوله : "ذلك" تعود إلى ما نهى الله عنه من أخذ المال الحرام فقط، وفي هذا نظر؛ لأنهم لم يذكروا آخر مذكور قبل الإشارة وهو قتل النفس، وبعض المفسرين يرى أنه يعود إلى جميع ما نهى الله عنه قبل هذه الآية من قول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، وهذا رأي شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله، ولأهمية تفسيره للمشار إليه هنا أذكر ما أوره باختصار.
قال رحمه الله: ( قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:"ومن يفعل ذلك عدوانًا".
فقال بعضهم: معنى ذلك: ومن يقتل نفسه، بمعنى: ومن يقتل أخاه المؤمن ="عدوانًا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا" ......

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن يفعل ما حرَّمته عليه من أول هذه السورة إلى قوله:"ومن يفعل ذلك" = من نكاح من حَرّمت نكاحه، وتعدِّي حدوده، وأكل أموال الأيتام ظلمًا، وقتل النفس المحرّم قتلها ظلمًا بغير حق.
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن يأكل مالَ أخيه المسلم ظلمًا بغير طيب نفس منه، وَقَتل أخاه المؤمن ظلمًا، فسوف نصليه نارًا.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: معناه: ومن يفعل ما حرّم الله عليه، من قوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ) إلى قوله:"ومن يفعل ذلك"، من نكاح المحرمات، وعضل المحرَّم عضلُها من النساء، وأكل المال بالباطل، وقتل المحرّم قتله من المؤمنين= لأنّ كلّ ذلك مما وعد الله عليه أهلَه العقوبة.
* * *
فإن قال قائل: فما منعك أن تجعل قوله:"ذلك"، معنيّا به جميع ما أوعدَ الله عليه العقوبة من أول السورة؟
قيل: منعني ذلك أن كلّ فصْل من ذلك قد قُرِن بالوعيد، إلى قوله:( أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ، ولا ذكر للعقوبة من بعد ذلك على ما حرّم الله في الآي التي بعده إلى قوله:"فسوف نصليه نارًا". فكان قوله:"ومن يفعل ذلك"، معنيًّا به ما قلنا، مما لم يُقرَن بالوعيد، مع إجماع الجميع على أنّ الله تعالى قد توعد على كل ذلك = أولى من أن يكون معنيًّا به ما سلف فيه الوعيد بالنهي مقرونًا قبل ذلك. ) انتهى
وقد علّق محمود شاكر على هذا الاختيار من شيخ المفسرين بقوله: ( هذه حجة واضحة ، وبرهان على حسن فهم أبي جعفر لمعاني القرآن ومقاصده. ونهج صحيح في ربط آيات الكتاب المبين ، قل أن تظفر بمثله في غير هذا التفسير.).

وأكثر المفسرين بل يمكن القول بأنه قول الجميع على إدخال قتل النفس في المشار إليه.

جاء في التفسير الوجيز للواحدي: ( { ومَنْ يفعل ذلك } أَيْ : أكل المال بالباطل وقتل النَّفس ..)

وجاء في تفسير الجلالين: ( "وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ" أَيْ مَا نُهِيَ عَنْهُ ...)

وجاء في التفسير المنتخب: ( ومن يُقْدِمُ على فعل ما حرَّم الله ...)

وفي تفسير ابن جزي الغرناطي: ( { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } إشارة إلى القتل ، لأنه أقرب مذكور ، وقيل : إليه وإلى أكل المال بالباطل ، وقيل : إلى كل ما تقدّم من المنهيات من أوّل السورة ..)

وفي جامع البيان للأيجي: ( "ومن يفعل ذلك" ما سبق من المحرمات أو القتل..).


وعلى هذا؛ فالأولى أن يكون نص تفسير الآية: ( ومن يرتكب ما حرّم الله من القتل وأكل المال الحرام وغير ذلك من المحرمات المذكورة معتديًا متجاوزًا حد الشرع, فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها, وكان ذلك على الله يسيرًا. ).

تتمة: هذا المثال يدخل تحت القاعدة التفسيرية الأصولية: "إذار ورد الشرط أو الاستثناء أو الصفة أو الغاية أو الإشارة بـ"ذلك" بعد مفردات أو جمل متعاطفة عاد إلى جميعها، إلا بقرينة." انظر قواعد التفسير لخالد السبت ص 611.[/align]



صباح الجمعة 4 ذو القعدة 1430هـ.
 
الآية رقم 76 من سورة النساء

الآية رقم 76 من سورة النساء

[align=justify]2- قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾ [النساء:76]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ( الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يجاهدون في سبيل نصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل البغي والفساد في الأرض, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.)

التعليق: في تفسير هذه الآية نظر من وجوه:
الأول: تفسيرهم لـ"يقاتلون" بـ "يجاهدون"، والقتال أخص من الجهاد؛ لأن القتال لا يكون إلا بالسلاح والسنان، وأما الجهاد فيكون باللسان والمال والسنان. وهذا التفسير يوحي بشيئ من الانهزام والضعف الذي وقع في بعض التفاسير المتأخرة عندما يتهرب أصحابها من ذكر قتال الكفار بالسلاح والسيف.

الثاني: تفسيرهم لـ "سبيل الطاغوت" بـ "سبيل البغي والفساد في الأرض" فيه نظر؛ لأن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان.
جاء في تفسير الطبري: ("يقاتلون في سبيل الطاغوت"، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.)
وفي الوجيز للواحدي: ( "والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، أَيْ : في طاعة الشَّيطان.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: ( الطاغوت هاهنا : الشيطان ) .
وفي تفسير ابن كثير: ( "الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" أي: المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان.)
وفي تفسير الجلالين: ( "وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الطَّاغُوت" الشَّيْطَان..)

ولا شك أن نظم الآية يدل على أن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان، قال ابن عطية: (و "الطاغوت" كل ما عبد واتبع من دون الله ، وتدل قرينة ذكر الشيطان بعد ذلك على أن المراد بـ "الطاغوت" هنا الشيطان.)

وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: ( الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له ، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق ، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد..).

ولو أنهم فسروا الآية بـ ( الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.). [/align]
 
[align=justify]2- قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾ [النساء:76]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ( الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يجاهدون في سبيل نصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل البغي والفساد في الأرض, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.)

التعليق: في تفسير هذه الآية نظر من وجوه:
الأول: تفسيرهم لـ"يقاتلون" بـ "يجاهدون"، والقتال أخص من الجهاد؛ لأن القتال لا يكون إلا بالسلاح والسنان، وأما الجهاد فيكون باللسان والمال والسنان. وهذا التفسير يوحي بشيئ من الانهزام والضعف الذي وقع في بعض التفاسير المتأخرة عندما يتهرب أصحابها من ذكر قتال الكفار بالسلاح والسيف.[/align]

الأخ الفاضل أبا مجاهد
شكر الله لك
مادام أن الجهاد أعم من القتال فالقتال مندرج تحته فلا إشكال ما ذكرت من تهرب أصحاب بعض التفاسير من ذكر قتال الكفار لا يرد على ماذكر هنا لأنهم قالوا:
"فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره"



الثاني: تفسيرهم لـ "سبيل الطاغوت" بـ "سبيل البغي والفساد في الأرض" فيه نظر؛ لأن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان.
جاء في تفسير الطبري: ("يقاتلون في سبيل الطاغوت"، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.)
وفي الوجيز للواحدي: ( "والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، أَيْ : في طاعة الشَّيطان.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: ( الطاغوت هاهنا : الشيطان ) .
وفي تفسير ابن كثير: ( "الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" أي: المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان.)
وفي تفسير الجلالين: ( "وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الطَّاغُوت" الشَّيْطَان..)

ولا شك أن نظم الآية يدل على أن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان، قال ابن عطية: (و "الطاغوت" كل ما عبد واتبع من دون الله ، وتدل قرينة ذكر الشيطان بعد ذلك على أن المراد بـ "الطاغوت" هنا الشيطان.)

وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: ( الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له ، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق ، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد..).

ولو أنهم فسروا الآية بـ ( الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.). [/align][/size]

وهنا لا أرى وجه لتعقبك أخي الكريم لأن سبيل الطاغوت هي سبيل البغي والشر والفساد فهو تفسير الشيء بلازمه.

وفقك الله وسدد قلمك.
 
الأخ حجازي الهوى! جعل الله هواك تبعاً لما جاء به حبيبك صلى الله عليه وسلم

أشكرك على التعليق

وأخبرك بأن وجهات النظر لا بد أن تختلف في كثير من المسائل، والأمر فيما ذكرتُ أنا وذكرتَ أنت قريب.

والتعليقات التي سأذكرها لا يعدو كثير منها أن يكون رأياً يحتمل الصواب والخطأ.

وتقبل تحيتي
 
الآية 83 من سورة النساء

الآية 83 من سورة النساء

[align=justify] 3- قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء:83]
جاء في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية ما نصه: ( وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين, أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان, أفشوه وأذاعوا به في الناس, ولو ردَّ هؤلاء ما جاءهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أهل العلم والفقه لَعَلِمَ حقيقة معناه أهل الاستنباط منهم. ولولا أنْ تَفَضَّلَ الله عليكم ورحمكم لاتبعتم الشيطان ووساوسه إلا قليلا منكم.) انتهى

التعليق: عند التأمل في تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ نجد أنهم لم يذكروا شيئاً ذا بال في بيان معنى هذا الاستثناء، ولا في بيان المراد بفضل الله ورحمته، وإنما ذكروا ما ورد في الآية بالمعنى؛ فكأنهم أعادوا ما جاء الآية بأسلوب آخر.
وقد أشكل المراد بالاستثناء في هذه الآية على كثير من المفسرين، وذكروا تفاسير لا تخلو من تكلف وبعد.
وقد كتب أحد المتأخرين بحثاً في المراد بهذا الاستثناء، ونقل فيه أقوال المفسرين وخلافهم، ثم ختم بحثه بالتوقف في معنى هذا الاستثناء، حيث قرر أنه لم يظهر له شيئاً يطمئن إلى ترجيحه.
والذي يظهر لي أنه ليس في الآية إشكال – ولله الحمد – وذلك أن المراد بفضل الله هنا: الإسلام، وبرحمته: القرآن؛ وليس المراد بهما عموم الفضل والرحمة، فإنه لا أحد يمكن أن يسلم من اتباع الشيطان بدون فضل من الله ورحمة.
وعلى هذا المعنى فسرها الواحدي في الوجيز، فقال: ( { ولولا فضلُ الله } أي : الإِسلام { ورحمته } القرآن { لاتبعتم الشيطان إلاَّ قليلاً } ممَّن عصم الله ، كالذين اهتدوا بعقولهم لترك عبادة الأوثان بغير رسولٍ ولا كتابٍ ، نحو زيد بن عمرو ، وورقة بن نوفل ، وطُلاَّب الدِّين).
وفسرها السيوطي في الجلالين، فقال: ( "وَلَوْلَا فَضْل اللَّه عَلَيْكُمْ" بِالْإِسْلَامِ "وَرَحْمَته" لَكُمْ بِالْقُرْآنِ "لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَان" فِيمَا يَأْمُركُمْ بِهِ مِنْ الْفَوَاحِش).

وفسرها الأيجي في جامع البيان بقوله: ( "ولولا فضل الله عليكم ورحمته" بإرسال الرسل، وإنزال الكتب "لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً" ممن تفضل عليه بعقله الصائب؛ فاهتدى به، كورقة بن نوفل.)
وجاء في التفسير الواضح الميسر للصابوني ما نصه: ( ولولا فضل الله عليكم بإرسال الرسول، ورحمته بإنزال القرآن لإرشادكم إلى طريق الحق والصواب، لاتبعتم الشيطان فيما يوسوس به إليكم من مقارفة الفواحش، وسلوك طريق الضلال، إلا القليل منكم، وهم أصحاب العقول المستنيرة، والبطائر النافذة.)

وكل هذه النقولات متقاربة، وهي المناسبة لتفسير الآية.[/align]
 
[align=justify] 3- قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء:83]
.[/align]

أخانا الفاضل أبا مجاهد
اسمح لي أن أضيف كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله لأن فيه بيان للمعاني التي تحتملها الآية:

"وعلى القول بأنّ الضمير راجع إلى المؤمنين فالآية عتاب للمؤمنين في هذا التسرّع بالإذاعة ، وأمرُهم بإنهاء الأخبار إلى الرسول وقادة الصحابة ليضعوه مواضعه ويعلّموهم محامله .
وقيل : كان المنافقون يختلقون الأخبار من الأمن أو الخوف ، وهي مخالفة للواقع ، ليظنّ المسلمون الأمْن حين الخوف فلا يأخذوا حذرهم ، أو الخوفَ حين الأمن فتضطرب أمورهم وتختلّ أحوال اجتماعهم ، فكان دهماء المسلمين إذا سمعوا ذلك من المنافقين راج عندهم فأذاعوا به ، فتمّ للمنافقين الدست ، وتمشّت المكيدة ، فلامهم الله وعلّمهم أن ينهوا الأمر إلى الرسول وجلّة أصحابه قبل إشاعته ليعلموا كنه الخبر وحالَه من الصدق أو الكذب ، ويأخذوا لكلّ حالة حيطتها ، فيسلم المؤمنون من مكر المنافقين الذي قصدوه ."

ثم قال:

"وقوله : { ولولا فضلُ الله عليكم ورحمتُه } امتنان بإرشادهم إلى أنواع المصالح ، والتحذير من المكائد ومن حبائل الشيطان وأنصاره .
واستثناء { إلاّ قليلاً } من عموم الأحوال المؤذن بها { اتّبعتم } ، أي إلاّ في أحوال قليلة ، فإن كان المراد من فضل الله ورحمته ما يشمل البعثة فما بعدها ، فالمراد بالقليل الأحوال التي تنساق إليها النفوس في بعض الأحوال بالوازع العقلي أو العادي ، وإن أريد بالفضل والرحمة النصائح والإرشاد فالمراد بالقليل ما هو معلوم من قواعد الإسلام . ولك أن تجعله استثناء من ضمير { اتّبعتم } أي إلاّ قليلاً منكم ، فالمراد من الاتّباع اتّباع مثل هذه المكائد التي لا تروج على أهل الرأي من المؤمنين ."
 
الآية 86 من سورة النساء

الآية 86 من سورة النساء

[align=justify]- قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾ [النساء: 86]
جاء في التفسير الميسر: ( وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)

التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:
الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه. وقد أخرج الطبري عن قتادة أنه قال في قوله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها): حيوا أحسن منها، أي: على المسلمين (أو ردوها) أي: على أهل الكتاب.
ولابن القيم كلام مهم في هذه المسألة،حيث قال رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة: ( فلو تحقق السامع أن الذمي قال له: "سلام عليكم" لا شك فيه فهل له أن يقول وعليك السلام أو يقتصر على قوله وعليك؟
فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام؛ فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فندب إلى الفضل وأوجب العدل.
ولاينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد "وعليكم" بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقالت: ألا ترينني قلت وعليكم لما قالوا: السام عليكم، ثم قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم" والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه. قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ﴾، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه، وبالله التوفيق.) انتهى كلام ابن القيم.
وهذا ما كان يرجحه شيخنا محمد العثيمين رحمه الله. قال في تفسيره لسورة الذاريات: (واعلم أن رد التحية واجب، لقول الله تبارك وتعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوها﴾. فقال: {إذا حييتم} ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا، فإننا نحيه ونرد عليه أحسن من تحيته، أو مثلها كما قال: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها }، فبدأ بالأحسن، لأنه هو الأفضل، أو ردوها، أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين، أو غيرهم، فنرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.

الوجه الثاني: تفسير :"حسيباً" بـ "مجازياً"، وهذا ناقص لأنه تفسير باللازم فقط، والأولى أن يفسر الحسيب هنا بالحفيظ الذي يطلع على جميع الأعمال، ويحاسب عليها ويجازي.

ومما سبق فإن التفسير الأمثل لهذه الآية هو: وإذا سلَّم أحد فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء حفيظاً مجازياً.
أو كما جاء في التفسير المنتخب: ( وإذا حياكم أحد - أياً كان - بتحية من سلام أو دعاء أو تكريم أو غيره ، فردوا عليه بأحسن منها أو بمثلها، فإن اللَّه محاسب على كل شئ كبيراً كان أو صغيراً.)
[/align]
 
[align=justify]- قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾ [النساء: 86]
جاء في التفسير الميسر: ( وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)

التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:
الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه.
[/align]

نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات ، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله .
لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل...) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها ، أي من ألقى عليكم السلام . وليس المسلم من الإسلام . ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم .
 
الأخ الفاضل أبا مجاهد

ليتسع صدرك على تعقيبي على تعقيباتك ، وأنا أعلم أنك ما وضعتها إلا من أجل الفائدة وأنا أستفيد منها ، فأقول:

ليس بعد بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بيان فالآية من العام المخصوص خصه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتحية ترد على المسلم والكافر ولكن بأحسن منها في حق المسلم ، أوبمثلها لمسلم وللكافر ، وقولنا " وعليكم" هو رد للتحية بمثلها، وليس هناك حاجة لقصر الحديث على سببه.

هذا والله أعلم
 
نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات ، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله .
لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل...) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها ، أي من ألقى عليكم السلام . وليس المسلم من الإسلام . ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم .

شكر الله لكم حبيبنا الغالي على هذا التنبيه ، ولم يغب عني عندما كتبت التعليق، ولكنه ترجح لي أنهم يريدون "المسلم" بالتخفيف لا "المسلّم" بالتشديد؛ لأني رجعت إلى بعض التفاسير التي هي مظنة للاعتماد عليها في التفسير كتفسير الطبري وابن كثير فوجدت التصريح فيها بكون المحيي من أهل الإسلام.
وأيضاً: الذي أعلمه في هذا التفسير هو الحرص على ضبط اللفظ المشكل، وقد تركوه بلا ضبط، فكان ذلك دليلاً آخر على أنهم أرادوا "المُسْلِم". والله أعلم.
 
سورة الفاتحة : الرحمن الرحيم

سورة الفاتحة : الرحمن الرحيم

[align=justify][align=center]الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)[/align]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ( (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)

التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[البقرة : 143].
والأولى في التفريق بين اسم الرحمن، واسم الرحيم أن يقال: "الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة الكاملة. فهو الرحمن بذاته، "الرَّحِيم" أي : ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. فالرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى ، يدلان على اتصاف الله تعالى بالرحمة، والرحمن يدل على عظمة رحمة الله وكمالها، والرحيم يدل على إيصالها لخلقه؛ فالرحمن : ذو الرحمة العظيمة الواسعة ، والرحيم : ذو الرحمة الواصلة .
قال ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد: ( وأما الجمع بين الرحمن الرحيم؛ ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما [ يقصد السهيلي ] وهو: أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: ﴿وكان بالمؤمنين رحيماً﴾ [الأحزاب: 42]، ﴿ إنه بهم رؤوف رحيم﴾[التوبة: 117]، ولم يجيء قط: رحمن بهم؛ فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة، ورحيم هو الراحم برحمته. وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم تنجل لك صورتها.) انتهى.

جاء في التفسير الواضح الميسر للصابوني: ( "الرحمن الرحيم" اسمان من أسمائه الحسنى، "الرحمن" أي المتصف بالرحمة، فهي صفة الذات، أي الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من نعمة الخلق والرزق والهداية إلى طريق السعادة، "الرحيم" الذي يرحم عباده المؤمنين يوم الدين، ﴿وكان بالمؤمنين رحيماً﴾؛ فالرحمن يدل على أنه سبحانه متصف بالرحمة بذاته المقدّسة، والرحيم صفة متعلقة بالعباد.) انتهى.

وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي : ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى. )
[/align]
 
[align=justify][align=center]الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)[/align]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ( (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)

التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[البقرة : 143].

وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي : ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى. )
[/align]

اصبر على تعقباتي أبا مجاهد وفقك الله
ألا ترى أن قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[البقرة : 143].
من العام المخصوص لأن سياق الآيات في حق المؤمنين.

لقد تتبعت لفظ "رحيم" فوجدته في 61 آية مقروناً بصفة المغفرة أو التوبة أو الرأفة وكلها في حق المؤمنين إلا آية واحدة يفهم منها رحمته بالناس عامة مؤمنهم وكافرهم وهي الآية من سورة الحج:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )(65)

ولكن المتأمل في هذه الآية يرى أن الرحمة العامة هي خاصة بالدنيا وهي رحمة التمكين.
أما المؤمنون فرحمتهم خاصة في الدنيا والآخرة يتجلى فيها عناية الله ولطفه بهم والآيات الدالة على ذلك كثيرة.

جعلني الله وإياكم ووالدين والمسلمين ممن كتبت له رحمته التي وسعت كل شيء.
 
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

[align=justify][align=center]الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/align] (2)
جاء في التفسير الميسر: ( (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)

التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه، والحمد في الفاتحة غير الثناء، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِي -، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ ).
وجاء في الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله: ( الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك : الله عز وجل يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم، وهو على كل شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته، ونحو ذلك.
وأفضل هذا النوع الثناء عليه بما أثنى به على نفسه وبما أثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.
وهذا النوع أيضا ثلاثة أنواع : حمد وثناء ومجد، فالحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضاء به؛ فلا يكون المحب الساكت حامداً، ولا المثني بلا محبة حامداً حتى تجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئاً بعد الشيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً. وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى : حمدني عبدي، وإذا قال : { الرحمن الرحيم } قال : أثنى علي عبدي، وإذا قال : { مالك يوم الدين } قال : مجدني عبدي.) انتهى.

وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (﴿ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)
[/align]
 
[align=justify][align=center]الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/align] (2)
جاء في التفسير الميسر: ( (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)

التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه.....

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ ).


وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (﴿ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)
[/align]

أخي الكريم
تفسيرك الثاني يخالف التفسير الأول ، فالأول وهو نفس معنى كلام شيخ الإسلام وهو نفس كلام التفسير الميسر،والأدق أن يكون تفسيرا للثناء على الله. وتفسيرك الثاني هو الأدق في تفسير معنى " الحمد لله".

وأقول:
الحمد: الاتصاف بالكمال المطلق، وهذا لا يكون إلا لله ولهذا اختص تعالى بالحمد المطلق والملك المطلق، كما في الحديث " له الملك وله الحمد".

وحمد الله تعالى هو أن تقول: " الحمد لله رب العالمين" كما في الحديث: "فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي".

ولهذا يمكن القول : إن قول العبد " الحمد لله" هو إقراره بالكمال المطلق لله على وجه الإجمال كما علمه الله، ولهذا جعلها الله ذكرا مستقلا كما في الحديث : " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ".

والثناء على الله : هو تعداد محامده ، كما في الحديث : وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي.

وقد جاء في الحديث التفريق بين الحمد والثناء كثيرا:
"فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ" وهذه الجملة وردت في أحاديث كثيرة وكلها صحيحة.
وأيضاً:

"فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي"
 

مع تقديري الشديد لهذه الملحوظات واستفادتي وغيري منها ، إلا إنني أقترح أن تترفق يا أبا مجاهد قليلاً وفقك الله . فأخشى أن يوقف توزيع التفسير الميسر مرة أخرى ولا نحصل عليه إلا بصعوبات بالغة بسبب الملحوظات ، فقد حدثني الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي وفقه الله - الأمين العام للمجمع - أن من أسباب إيقاف توزيعه في نسخته الأولى الانتقادات العلمية والملحوظات التي وردت للمجمع عليه ، فرأوا إيقافه .

مجرد وجهة نظر بين يدي فضيلتكم ، والرأي لكم وللزملاء في الملتقى .
 
إذا كانت الانتقادات وجيهة وذات أثر مهم في الفهم الصحيح لمعاني القرآن فلا أرى ضيرا في إيقافه.

وليس المهم كثرة الانتقاد المهم مدى جديتها وأثرها.
 

مع تقديري الشديد لهذه الملحوظات واستفادتي وغيري منها ، إلا إنني أقترح أن تترفق يا أبا مجاهد قليلاً وفقك الله . فأخشى أن يوقف توزيع التفسير الميسر مرة أخرى ولا نحصل عليه إلا بصعوبات بالغة بسبب الملحوظات ، فقد حدثني الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي وفقه الله - الأمين العام للمجمع - أن من أسباب إيقاف توزيعه في نسخته الأولى الانتقادات العلمية والملحوظات التي وردت للمجمع عليه ، فرأوا إيقافه .

مجرد وجهة نظر بين يدي فضيلتكم ، والرأي لكم وللزملاء في الملتقى .

أولاً- وجهة نظر مقدرة ومحترمة

ثانياً - لا مانع من أخذ رأي بقية الأعضاء من أهل العلم والفضل، وخاصة من المشرفين.

ثالثاً - لعلك تلاحظ أني لم أخالف الرفق في التعليقات التي أوردها، وإنما أكر عبارات سهلة رفيقةًّ! مثل: الأولى - الأظهر - الأنسب....

رابعاً - هذا التفسير عمل بشري، ولا يتصور سلامته من النقص، ولا خلوه من الأخطاء، والقصد من هذه التعليقات الحرص على تقليل المآخذ، وإتمام العمل حتى يكون على أعلى قدر من السلامة.

والله أعلم
 
[align=center]لماذا توقفت يا أخانا الكريم ؟

هذه الموضوع من أنجع المشاركات للتدارس والمراجعة وتجديد الصلة بمعاني القرآن الكريم وأقوال أهل العلم.

ولا أظن أن هذه التعقبات ستؤثر على طباعة التفسير.[/align]
 
[align=center]لماذا توقفت يا أخانا الكريم ؟

هذه الموضوع من أنجع المشاركات للتدارس والمراجعة وتجديد الصلة بمعاني القرآن الكريم وأقوال أهل العلم.

ولا أظن أن هذه التعقبات ستؤثر على طباعة التفسير.[/align]

أشكرك أخي الكريم على حرصك، وأوافقك في أهمية مثل هذه الموضوعات، وأول المستفيدين كاتب هذه التعليقات، ولكن بعد مشورة المشرفين وبعض الذين لهم صلة بهذا المشروع لم يترجح لي أحد الرأيين - المواصلة أو التوقف - .
وأسأل الله أن يوفقنا للصواب.
 
وقد انشرح صدري لمواصلة هذا الموضوع، والذي يظهر أن علة التوقف عن إكماله قد زالت؛ والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.

وانتظروا بقية التليقات والتعقيبات...
 
التفسير الميسر :

{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [ البقرة: 15 ]

الله يستهزئ بهم ويُمهلهم; ليزدادوا ضلالا وحَيْرة وترددًا، ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين. انتهى

التعليق:
أرى أن تفسير الآية ليس بواف ولا بمطابق لنظم الآية؛ فليس فيه بيان لمعنى "ويمدهم"، ولا "طغيانهم" ، ولا "يعمهون" بطريقة واضحة.
ولو كان التفسير هكذا: " الله يستهزئ بهؤلاء المنافقين عقوبة لهم على استهزائهم بالمؤمنين، ويتركهم في ضلالهم الذي تجاوز الحدّ يترددون حائرين" ؛ لكان أنسب وأوضح. والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:(94) ].

جاء في التفسير الميسر:​
قل -أيها الرسول- لليهود الذين يدَّعون أن الجنة خاصة بهم; لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس، وأنهم أبناؤه وأحباؤه: إن كان الأمر كذلك فادْعُوا على الكاذبين منكم أو من غيركم بالموت، إن كنتم صادقين في دعواكم هذه.

التعليق: تفسير "فتمنوا الموت" بالدعاء به على الكاذب فيه نظر، وهو خلاف ظاهر الآية، وهو أن يتمنوا الموت لأنفسهم إن كانوا صادقين في دعواهم أن الآخرة خالصة لهم من الدون الناس.

والأرجح أن معنى الآية: (
فإن كنتم مؤمنين حقاً بما تقولون فليكن الموت محبباً إليكم، ولتتمنوه حتى لا يبطئ عنكم هذا النعيم الذى تدَّعون.) كما في تفسير المنتخب.

تنبيه:
ما جاء في التفسير الميسر موافق لما رجحه الإمامان ابن قيم الجوزية وابن كثير - رحمهما الله - وقد سبق دراسة معنى هذه الآية بالتفصيل ومناقشة أقوال المفسرين فيها هنا:

دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله :(فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)
 
فتح الله عليك يا دكتور محمد، ومتابعتك لهذه المدراسات مفيدة جدا في إثراء البحث العلمي والتفسيري أولا ثم في خدمة هذا الكتاب الذي انتشر وتداولته الناس بمختلف طبقاتها.

والتنبيه الذي عقبت به المشاركة الأخيرة يدل على أهمية معرفة منهج العلماء القائمين على هذا التفسير في الترجيح والاختيار.
وفقكم الله وبارك فيكم.​
 
عودة
أعلى