النوع الثامن والأربعون: في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض
[align=justify]• ذكر السيوطي في هذا العنوان نوعين هما: المشكل وموهم التناقض, وقد ألف السيوطي كتابه (التحبير) قبل (الإتقان) وقد اعتمد فيه على كتاب البلقيني ، فقال عن هذا النوع في التحبير: (النوع السادس والأربعون: مشكل القرآن) وقال: (من زياداتي) أي من زياداته على البلقيني, وكتاب البلقيني نزلت طبعة محققة له واسمه: (مواقع النجوم من مواقع العلوم) فالسيوطي في (التحبير) ذكره باسم: (المشكل) ، وهو فسَّر المشكل عنده بما يوهم التعارض ، ثم جاء في (الإتقان) وعبَّر عنه بـ(مشكله وموهم الاختلاف) .
وقد سبقه في الكتابة عن (موهم الاختلاف والتناقض) الزركشي ، ثم جاء ابن عقيلة المكي (ت1150هـ) واستدرك على السيوطي في ذلك وعنده النوع الخامس بعد المئة ويقول: (تقدم تعريف المشكل أنه هو الذي أشكل معناه فلم يتبين...) فابن عقيلة استدرك على السيوطي جمعه بين هذين النوعين.
وقد ذكر الشيخ عبد الله المنصور في كتابه (مشكل القرآن الكريم) ـ وهو كتاب نفيس في هذا الباب ـ سبب هذا الاستدراك وهو أثر الاتجاه الأصولي المختلف بين السيوطي وابن عقيلة .
وأغلب من ألَّف في علوم القرآن ـ كالزركشي الذي اعتمد على كتابه (البحر المحيط في علم الأصول) ـ سار على ما سار عليه علماء أصول الفقه ذوو المنحى الكلامي ، وابن عقيلة سار على طريقة الأحناف في أصول الفقه ، وكان هذا هو سبب الاستدراك ـ كما ذكر الشيخ عبد الله المنصور ـ : أن ابن عقيلة المكي حنفي ، واستدراكه منطلق من أصول الفقه الحنفي, واستدراكه صحيح ، فالمشكل شيء وموهم التناقض شيء آخر.
• قال السيوطي: (أفرده بالتصنيف قطرب) .
قال الشيخ مساعد: كتابه صغير كما ذكر ذلك ابن جني في الخصائص: (ولله قطرب ! فإنه قد أحرز عندي أجراً عظيما فيما صنفه من كتابه الصغير في الرد على الملحدين), وكتب كتابه هذا على أسلوب المعتزلة فهو يورد الشبه فيناقشها بأسلوب المعتزلة ، وليس كتابه أول كتاب أُلِّف بل سبقه مقاتلُ بن سليمان (ت150هـ) وكتاب مقاتل أفاد منه الملطي في كتابه عن (البدع) .
وكذلك كتب الإمام أحمد في هذا النوع في كتابه ( الرد على الزنادقة والجهمية ) ، وذكر فيه بعض الآيات التي تدخل في موهم التعارض .ثم جاء ابن قتيبة وألف كتابه: (تأويل مشكل القرآن).
• تعريف المشكل:
المشكل أوسع من موهم الاختلاف والتناقض, بل إن الموهم أحد أسباب المشكل .
والسيوطي ذكر في (التحبير) أن هناك فرقاً بينه وبين المتشابه الكلي ، فالمشكل يمكن معرفة معناه، أما المتشابه –يريد المتشابه الكلي- فلا يعرف معناه.
والمشكل والمتشابه النسبي مصطلحان متقاربان ولا فرق بينهما وهذا ما نبه إليه ابن قتيبة في كتابه تأويل مشكل القرآن .
وبهذا فالموهم جزء من المشكل, والمشكل من جهة المعاني لا شك أنه معلوم إن جهلها واحد علمها غيره، وهذا هو معنى المتشابه النسبي .[/align]
[align=justify]• قال السيوطي: (قال عبد الرزاق في تفسيره: أنبأنا معمر عن رجل عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: رأيت أشياء تختلف عليّ من القرآن، فقال ابن عباس: ما هو، أشك؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف.....)
قال الشيخ مساعد: القرآن لا يمكن أن يقع فيه تناقض أو اختلاف ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوْا فِيْهِ اخْتِلافاً كَبِيرَاً﴾ وإنما يقع في ذهن المتلقي, وابن حجر عندما جاء إلى هذا الأثر –وهو في الصحيح- قال : (كأن هذا الرجل نافع بن الأزرق).[/align]تعقيب :
• البحث في هذا النوع عقلي؛ لأننا نحتاج العقل في فك الإشكال.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن:
1. له علاقة ببيان المعاني؛ ولذا هو من علوم التفسير.
2. له علاقة بالمتشابه.
3. له علاقة بالناسخ والمنسوخ الكلي.
4. له علاقة بعلم أصول الفقه.
[align=justify]• ذكر السيوطي في هذا العنوان نوعين هما: المشكل وموهم التناقض, وقد ألف السيوطي كتابه (التحبير) قبل (الإتقان) وقد اعتمد فيه على كتاب البلقيني ، فقال عن هذا النوع في التحبير: (النوع السادس والأربعون: مشكل القرآن) وقال: (من زياداتي) أي من زياداته على البلقيني, وكتاب البلقيني نزلت طبعة محققة له واسمه: (مواقع النجوم من مواقع العلوم) فالسيوطي في (التحبير) ذكره باسم: (المشكل) ، وهو فسَّر المشكل عنده بما يوهم التعارض ، ثم جاء في (الإتقان) وعبَّر عنه بـ(مشكله وموهم الاختلاف) .
وقد سبقه في الكتابة عن (موهم الاختلاف والتناقض) الزركشي ، ثم جاء ابن عقيلة المكي (ت1150هـ) واستدرك على السيوطي في ذلك وعنده النوع الخامس بعد المئة ويقول: (تقدم تعريف المشكل أنه هو الذي أشكل معناه فلم يتبين...) فابن عقيلة استدرك على السيوطي جمعه بين هذين النوعين.
وقد ذكر الشيخ عبد الله المنصور في كتابه (مشكل القرآن الكريم) ـ وهو كتاب نفيس في هذا الباب ـ سبب هذا الاستدراك وهو أثر الاتجاه الأصولي المختلف بين السيوطي وابن عقيلة .
وأغلب من ألَّف في علوم القرآن ـ كالزركشي الذي اعتمد على كتابه (البحر المحيط في علم الأصول) ـ سار على ما سار عليه علماء أصول الفقه ذوو المنحى الكلامي ، وابن عقيلة سار على طريقة الأحناف في أصول الفقه ، وكان هذا هو سبب الاستدراك ـ كما ذكر الشيخ عبد الله المنصور ـ : أن ابن عقيلة المكي حنفي ، واستدراكه منطلق من أصول الفقه الحنفي, واستدراكه صحيح ، فالمشكل شيء وموهم التناقض شيء آخر.
• قال السيوطي: (أفرده بالتصنيف قطرب) .
قال الشيخ مساعد: كتابه صغير كما ذكر ذلك ابن جني في الخصائص: (ولله قطرب ! فإنه قد أحرز عندي أجراً عظيما فيما صنفه من كتابه الصغير في الرد على الملحدين), وكتب كتابه هذا على أسلوب المعتزلة فهو يورد الشبه فيناقشها بأسلوب المعتزلة ، وليس كتابه أول كتاب أُلِّف بل سبقه مقاتلُ بن سليمان (ت150هـ) وكتاب مقاتل أفاد منه الملطي في كتابه عن (البدع) .
وكذلك كتب الإمام أحمد في هذا النوع في كتابه ( الرد على الزنادقة والجهمية ) ، وذكر فيه بعض الآيات التي تدخل في موهم التعارض .ثم جاء ابن قتيبة وألف كتابه: (تأويل مشكل القرآن).
• تعريف المشكل:
المشكل أوسع من موهم الاختلاف والتناقض, بل إن الموهم أحد أسباب المشكل .
والسيوطي ذكر في (التحبير) أن هناك فرقاً بينه وبين المتشابه الكلي ، فالمشكل يمكن معرفة معناه، أما المتشابه –يريد المتشابه الكلي- فلا يعرف معناه.
والمشكل والمتشابه النسبي مصطلحان متقاربان ولا فرق بينهما وهذا ما نبه إليه ابن قتيبة في كتابه تأويل مشكل القرآن .
وبهذا فالموهم جزء من المشكل, والمشكل من جهة المعاني لا شك أنه معلوم إن جهلها واحد علمها غيره، وهذا هو معنى المتشابه النسبي .[/align]
[align=justify]• قال السيوطي: (قال عبد الرزاق في تفسيره: أنبأنا معمر عن رجل عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: رأيت أشياء تختلف عليّ من القرآن، فقال ابن عباس: ما هو، أشك؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف.....)
قال الشيخ مساعد: القرآن لا يمكن أن يقع فيه تناقض أو اختلاف ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوْا فِيْهِ اخْتِلافاً كَبِيرَاً﴾ وإنما يقع في ذهن المتلقي, وابن حجر عندما جاء إلى هذا الأثر –وهو في الصحيح- قال : (كأن هذا الرجل نافع بن الأزرق).[/align]تعقيب :
• البحث في هذا النوع عقلي؛ لأننا نحتاج العقل في فك الإشكال.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن:
1. له علاقة ببيان المعاني؛ ولذا هو من علوم التفسير.
2. له علاقة بالمتشابه.
3. له علاقة بالناسخ والمنسوخ الكلي.
4. له علاقة بعلم أصول الفقه.