موقع الدكتور عمر المقبل
New member
تعلمت من ابن عثيمين(3)
المعْلمُ الثالث([1]): العناية بالقرآن حفظاً وفهماً وعملاً:
في بدايات ما يُعرف بـ"الصحوة" في أوائل القرن الهجري الحالي، كانت العناية بالحديث الشريف تحقيقاً ونشراً وحفظاً قد بلغت غايتها، بعد عقود وربما قرون من الركود العلمي العام، وفي الحديث بشكل أخص، وكان من مظاهر ذلك: إقبال عددٍ كبير من طلاب العلم على هذا التخصص، هذا الإقبال كان عند كثيرين على حساب الاهتمام بالقرآن الكريم من حيث الفهم والتدبر، فكان شيخنا يلحظ ذلك في الجو العام لعموم الحركة العلمية في ذلك الوقت، ويلحظه في عدد من طلاب العلم الذين قصدوه من آفاق شتى، وكانوا يحضرون دروسه.
هذه الملاحظة المستمرة جعلتْ شيخَنا لا يفوّت التنبيه على العناية بالأصل الأعظم للدِّين، ومن تلكم الكلمات التي لا أزال أتذكرها: تلك المقابلة التي أُجريَت مع شيخنا ـ رحمه الله ـ ضمن سلسلة "على طريق الدعوة" ـ قبل عشرين سنة أو أكثر، وكان من أبرز ما رسخ في ذهني كلامُه عن هذه المسألة بشكل يلمس منه السامعُ خوفَه من اختلال الميزان عند بعض طلبة العلم، حيث تجده يُمضي الأيام والسنين في علم الحديث، ثم إذا جاء القرآن وجدتَه مقصِّراً في مدارسة معانيه، وتدبر آياته! وكان شيخنا قد أبدى فرَحَه بتلك العناية بالسنة، لكنه لم يُخف ألمه من التقصير في جانب العناية بتفسير كلام الله وتدبره.
وأما عنايته وتوجيهه طلابَ العلم لتدبره؛ فكُتبه وتوجيهاته طافحةٌ بهذا، وأنتَ حين تقرؤها تجدها كلماتٍ فيها روحٌ، ونابعةٌ من قلب مجرّب، قد تكون قصيرة، وسهلة في تراكيبها، لكنك تلمس فيها لغة الصدق والنصح، كقوله: "اللهَ الله يا إخوان! بتدبر القرآن وتفهم معانيه، والتقرب إلى الله تعالى به، والعمل بما فيه، فهو ـ والله ـ سعادتكم في الدنيا والآخرة"ا.هـ.
ويلحظ طالبُ العلم هذا المعنى حاضراً في تعليقاته على الآيات، سواء فيما قصد به تفسير كتاب الله، أو كان ضمن كتابٍ مصنَّف وردت فيه آيةٌ من الآيات، ومن ذلك حين علّق على قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر: 22]، قال: "أي: يسّر معانيه لمن تدبّره، ويسّر ألفاظه لمن حفظه، فإذا اتجهتَ اتجاهاً سليماً للقرآن للحفظ يسّره الله عليك، وإذا اتجهتَ اتجاهاً حقيقيًّا إلى التدبر وتفهم المعاني يسّره الله عليك ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ و(هل) للتشويق، يشوقنا الله - عز وجل - إلى أن ندكر القرآن فنتعظ به، جعلنا الله ممن يتلونه حق تلاوته لفظاً ومعنى وعملاً، إنه على كل شيء قدير"(http://almuqbil.com/web/?action=articles_inner&show_id=1605#_ftn2
المعْلمُ الثالث([1]): العناية بالقرآن حفظاً وفهماً وعملاً:
في بدايات ما يُعرف بـ"الصحوة" في أوائل القرن الهجري الحالي، كانت العناية بالحديث الشريف تحقيقاً ونشراً وحفظاً قد بلغت غايتها، بعد عقود وربما قرون من الركود العلمي العام، وفي الحديث بشكل أخص، وكان من مظاهر ذلك: إقبال عددٍ كبير من طلاب العلم على هذا التخصص، هذا الإقبال كان عند كثيرين على حساب الاهتمام بالقرآن الكريم من حيث الفهم والتدبر، فكان شيخنا يلحظ ذلك في الجو العام لعموم الحركة العلمية في ذلك الوقت، ويلحظه في عدد من طلاب العلم الذين قصدوه من آفاق شتى، وكانوا يحضرون دروسه.
هذه الملاحظة المستمرة جعلتْ شيخَنا لا يفوّت التنبيه على العناية بالأصل الأعظم للدِّين، ومن تلكم الكلمات التي لا أزال أتذكرها: تلك المقابلة التي أُجريَت مع شيخنا ـ رحمه الله ـ ضمن سلسلة "على طريق الدعوة" ـ قبل عشرين سنة أو أكثر، وكان من أبرز ما رسخ في ذهني كلامُه عن هذه المسألة بشكل يلمس منه السامعُ خوفَه من اختلال الميزان عند بعض طلبة العلم، حيث تجده يُمضي الأيام والسنين في علم الحديث، ثم إذا جاء القرآن وجدتَه مقصِّراً في مدارسة معانيه، وتدبر آياته! وكان شيخنا قد أبدى فرَحَه بتلك العناية بالسنة، لكنه لم يُخف ألمه من التقصير في جانب العناية بتفسير كلام الله وتدبره.
وأما عنايته وتوجيهه طلابَ العلم لتدبره؛ فكُتبه وتوجيهاته طافحةٌ بهذا، وأنتَ حين تقرؤها تجدها كلماتٍ فيها روحٌ، ونابعةٌ من قلب مجرّب، قد تكون قصيرة، وسهلة في تراكيبها، لكنك تلمس فيها لغة الصدق والنصح، كقوله: "اللهَ الله يا إخوان! بتدبر القرآن وتفهم معانيه، والتقرب إلى الله تعالى به، والعمل بما فيه، فهو ـ والله ـ سعادتكم في الدنيا والآخرة"ا.هـ.
ويلحظ طالبُ العلم هذا المعنى حاضراً في تعليقاته على الآيات، سواء فيما قصد به تفسير كتاب الله، أو كان ضمن كتابٍ مصنَّف وردت فيه آيةٌ من الآيات، ومن ذلك حين علّق على قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر: 22]، قال: "أي: يسّر معانيه لمن تدبّره، ويسّر ألفاظه لمن حفظه، فإذا اتجهتَ اتجاهاً سليماً للقرآن للحفظ يسّره الله عليك، وإذا اتجهتَ اتجاهاً حقيقيًّا إلى التدبر وتفهم المعاني يسّره الله عليك ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ و(هل) للتشويق، يشوقنا الله - عز وجل - إلى أن ندكر القرآن فنتعظ به، جعلنا الله ممن يتلونه حق تلاوته لفظاً ومعنى وعملاً، إنه على كل شيء قدير"(http://almuqbil.com/web/?action=articles_inner&show_id=1605#_ftn2