تعقيب على د. الددو في حلقة الإعجاز حول معنى (أدنى)

إنضم
09/06/2005
المشاركات
1,295
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
الطائف
لقد ذكر د. محمد الحسن الددو - حفظه الله ونفع بعلومه - في برنامج أجر وأجران بقناة دليل في موضوع الإعجاز العلمي للقرآن أن كلمة "أدنى" قد وردت في اللغة بمعنى أخفض، واستشهد على ذلك بقول الشاعر :

والصدق يألفه الكريم المعتلي ..... والكذب يألفه الدني الأخيب

باعتبار أن "الدني" يقابل " المعتلي " فيكون معناها الأخفض.

وأقول في ذلك مستعينا بالله :

إن هذا البيت المذكور هو لطرفة بن العبد ولم يرد بهذا النص وإنما هو كالتالي :

والصدقُ يألفُه الكريمُ المُرتجى ..... والكذبُ يألفُهُ الدنيُّ الأخيبُ

فآخر كلمة في صدر البيت هي (المرتجى) وليس (المعتلي) وقد ذكر هذا البيت ابن قتيبة في الشعر والشعراء (1/187) والبغدادي في خزانة الأدب (2/424) وهو أيضا في ديوان طرفة، والمراجع السابقة ورد فيها البيت بهذا النص الذي أثبتُه كما أن محققي الكتب كأحمد شاكر وعبد السلام هارون لم يذكرا فيه رواية أخرى .
وبناء على ما سبق فإن كلمة "الدني" تقابل "المرتجى" فيكون معناها الخسيس أو الحقير، ولا يكون معناها الأخفض، وبالتالي يبطل الاستشهاد بالبيت على معنى الأخفض.

ولاشك عندي أن د. الددو من أحفظ الناس في هذا الزمان، ولكن لعله من غزارة محفوظه حصل له سبق لسان بكلمة "المعتلي" . والله أعلم .

كما أن كلمة "الأدنى" وأصلها من : دنا أو دنو ، لم ترد في المعاجم أن من معانيها الأخفض أو الاشيء المنخفض ، فقد ورد في معانيها :
1- القرب ، وهو قول الزجاج وهو الأشهر .
2 - الشيء الخسيس، وهو قول الأخفش .
3- الضعيف أو الردي .

وانظر في ذلك :

وانظر تهذيب اللغة (14/132)، ومعجم مقاييس اللغة (2/303)، والصحاح (5/1868)، وأساس البلاغة (1/300)، واللسان(18/297)، وتاج العروس(1/229)، والبحر المحيط (1/381) والدر المصون (1/394-395).

وعليه، فإن الاستشهاد بآية سورة الروم { في أدنى الأرض} على الإعجاز العلمي غير سديد ، لأن كلمة {أدنى} لم ترد في اللغة بمعنى أخفض . والله أعلم .

كما أني أؤكد على علو كعب د. الددو في العلم، كما أن له جهوداً طيبة مشكورة في التعليم والدعوة إلى الله . جزاه ربي خير الجزاء .
 
وعليه، فإن الاستشهاد بآية سورة الروم { في أدنى الأرض} على الإعجاز العلمي غير سديد ، لأن كلمة {أدنى} لم ترد في اللغة بمعنى أخفض . والله أعلم .

.

إذا لم يكن سديدا فما المعنى الصححيح لقوله تعالى " أدنى الأرض" في الآية.

وتأمل مرادف أدنى في قوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة : 7 )

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب : 59 )

تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (الأحزاب : 51 )

ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (المائدة : 108 )

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (النساء : 3 )

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (البقرة : 61 )


ومقابل "دانية" في قوله تعالى:

قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (الحاقة : 23 )
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (الإنسان : 14 )
 
كلها بمعنى : قريب وقر يبة...


أحسبك أفقه من هذا.
هذا فهم أولي يحتاج إلى تدقيق، فتأمل المعاني الممكن أن تحمل عليها المفردة وستصل إلى الحق.

هل قوله : ودانية عليهم= قريبة عليهم ؟

وتأمل وصف الله تعالى للجنة : جنة عالية ، وقوله :قطوفها دانية

وتأمل قوله تعالى :وهو بالأفق الأعلى ثم دنى فتدلى.

ولكلام بقية : يا أبا فهر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أما بعد،
أخي الحبيب أبو فهر السلفي قد ذكرت أن كلمة أدنى في الآيات

كلها بمعنى : قريب وقر يبة...

غير اني لا أرى ذلك في هذه الآية

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة : 7 )

لأن معناها أقل إذ قابلها بكلمة أكثر.. و هذه القلة في العدد يقابلها الانخفاض في الأجسام.. لأن فوقية العدد تقابلها تعالي الأجسام بعضها فوق بعض و الله أعلم..
 
دانية عليهم وقطوفها دانية أي : قريبة من رؤوسهم والأرض لا تحوج إلى عمل لقطفها...

أو أدنى من ذلك أي : أو أقرب من ذلك رأياً ونظراً وعداً...ولو كانت بمعنى أقل فلا تُحَمل معنى أخفض ؛لأن مبنى الدلالات وتحقيق ثبوتها على ثبوت اللفظ المعين (أدنى) في الدلالة على المعنى المعين (أخفض) وهذا غير موجود إلا بطريق النظر والقياس وليس هو من العمل الجائز في تعيين الدلالات..

بارك الله فيكم وإنما هو بحث وتدارس..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

أريد سؤالك أخي الفاضل السلفي :

هل يصح ان نقول :
معدل أدنى درجات الحرارة ؟
و درجة الحرارة الأدنى ؟


و فقني الله و إياك
 
ليس البحث فيما يصح أن نقوله نحن...

وإنما البحث فيما قالوه هم ولسانهم هم ما كان هو ؟
 
ليس البحث فيما يصح أن نقوله نحن...

وإنما البحث فيما قالوه هم ولسانهم هم ما كان هو ؟

يا أبا فهر

هات لنا ما قالوه في معنى " أدنى الأرض" وبين لنا وجه صحة ما قالوه فيه.

ثم تذكر ترى حوارنا من أجل الفائدة وليس مجرد أرد وترد.

وجزيت خيرا
 
بارك الله فيك..وإنما تُستخرج الفائد بأرد وترد..

وما قالوه بين أمامنا فالكلمة في مواردها الصريحة بمعنى أقرب وهذا محل اتفاق بيننا ،ثم لها موارد أقل صراحة وهي أشبه بالدلالة الصريحة (أقرب)..

محل النزاع : أن يُِثبت المخالف ورود لفظة (أدنى) في اللسان الأول يُراد بها (أخفض) إثباتاً صريحاً ..
 
بارك الله في الجميع على ما ذكر سابقا ففيه فوائد جمة .
ولنكون أكثر دقة في هذا النقاش:

لابد من التأكيد على النقطة التي ذكرها الأخ أبو فهر وهي مناط المشاركة :

عدم ورود معنى أخفض لكلمة أدنى في اللسان العربي . وهذه لب الموضوع ولو كان النقاش فيها فحسب لكان أكثر دقة بدلا من التوسع في ذكر الآيات والتي ربما يخرجنا النقاش فيها عن دائرة البحث في النقطة المقصودة.

وبالمناسبة فإن كلمة أدنى قد وردت في القرآن بعدة معان - وأنا لم اذكر المعاني الثلاثة السابقة على وجه الحصر- ومما جاء في معانيها :

1- أجدر وأحرى نحو : {وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ}.

2- أقرب نحو: {في أدنى الأرض}. ويأتي القرب في الزمان وفي المكان .

3- أقل نحو : {وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ}

4- الخسة والحقارة نحو: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} وقيل : إنه الشر.

وينظر في ذلك : الوجوه والنظائر لهارون بن موسى ص(78)، ووالوجوه والنظائر للدامغاني (1/113)، ونزهة الأعين لابن الجوزي (119) وبصائر ذوي التمييز (2/179).
 
لا يوجد شيء يا مولانا اسمه قاع الأرض والأرض كروية لا يُقال لقسم منها أنه أقرب لقاعها..

وإنما مراد الجيولجيون بكونها أخفض أي بالنسبة لما حولها من المرتفعات لا بالنسبة لقربها من القاع = لنقول نحن : أقرب لقاع الأرض..
 
في نظري أن المشكلة واقعة في أذهان المانعين للمجاز في القرآن العظيم، فقد أوقعهم ذلك المنع في ما أسميه (التحجر والتصلب) في فهم القرآن، وبالتالي تضييق المعاني القرآنية وإنكار الحقائق العلمية كما وقع لبعض الناس، وإلا فمن يقول بالمجاز في القرآن لا يصعب عليه فهم المنخفض من الأدنى بقرائن تجعل ذلك اللفظ يتناول الحسيات والمعنويات بحيث يجول الذهن بينهما لإعماله فيهما إذا ثبتت القرينة التي تقوي ذلك، وفي هذا حفاظ على اتساع معاني القرآن العظيم وكونه سارية أحكامه وأخباره في كل زمان ومكان.
 
بارك الله في الجميع على ما ذكر سابقا ففيه فوائد جمة .
ولنكون أكثر دقة في هذا النقاش:

لابد من التأكيد على النقطة التي ذكرها الأخ أبو فهر وهي مناط المشاركة :

عدم ورود معنى أخفض لكلمة أدنى في اللسان العربي . وهذه لب الموضوع ولو كان النقاش فيها فحسب لكان أكثر دقة بدلا من التوسع في ذكر الآيات والتي ربما يخرجنا النقاش فيها عن دائرة البحث في النقطة المقصودة.

وبالمناسبة فإن كلمة أدنى قد وردت في القرآن بعدة معان - وأنا لم اذكر المعاني الثلاثة السابقة على وجه الحصر- ومما جاء في معانيها :

2- أقرب نحو: {في أدنى الأرض}. ويأتي القرب في الزمان وفي المكان .


(2/179).

هب أننا وافقناك أخي الكريم على المعاني التي ذكرت في غير هذه الآية ، فقلنا "أقرب الأرض" إلى ماذا؟
إلى تبوك أو تيماء ، أو خيبر أو المدينة أو مكة ؟
 
الانخفاض عند الجيولوجيين يقاس بمستوى سطح البحر

لا بالمرتفعات من حولها

بقطع النظر ..المهم أنه لا علاقة له بقاع الأرض..

هب أننا وافقناك أخي الكريم على المعاني التي ذكرت في غير هذه الآية ، فقلنا "أقرب الأرض" إلى ماذا؟
إلى تبوك أو تيماء ، أو خيبر أو المدينة أو مكة ؟

هذا خارج عن محل النزاع..

في نظري أن المشكلة واقعة في أذهان المانعين للمجاز في القرآن العظيم، فقد أوقعهم ذلك المنع في ما أسميه (التحجر والتصلب) في فهم القرآن، وبالتالي تضييق المعاني القرآنية وإنكار الحقائق العلمية كما وقع لبعض الناس، وإلا فمن يقول بالمجاز في القرآن لا يصعب عليه فهم المنخفض من الأدنى بقرائن تجعل ذلك اللفظ يتناول الحسيات والمعنويات بحيث يجول الذهن بينهما لإعماله فيهما إذا ثبتت القرينة التي تقوي ذلك، وفي هذا حفاظ على اتساع معاني القرآن العظيم وكونه سارية أحكامه وأخباره في كل زمان ومكان.

حتى على القل بالمجاز..لابد أن يثبت بعربية صحيحة أن العرب استعملت أدنى في موضع أخفض ..ولا يجوز حمل الكلمة على معنى قبل ثبوت أن العرب استعملت هذه الكلمة في الدلالة على هذا المعنى ..وهذا بقطع النظر عن ثبوت نظرية المجاز من عدمه..
 
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَـرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُـه على القُـرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّـةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسـلام وأهله , والتي ستـلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.
 
لاحظت أن الكرام ناسين أو متناسين مسألة مهمة قد يفيد الانتباه لها في تقرير قول ما ، وهي :
ما هو أصل الكلمة ؛ هل هو :
دنا : يعني أنها واوية ؟
أم :
دنأ : يهني الهمز؟
والله أعلم.
 
جوابا لشيخنا الكريم د. الجكني

أصلها من : ( دنا - دنأ ) المهموز وغير المهموز كما قال الأزهري في تهذيبه وبمثله قال الخليل في العين ، وقال ابن فارس:" الدال والنون والحرف المعتل أصل واحد يقاس بعضه على بعض، وهو المقاربة".وبنحوه في جمهرة اللغة.

وعند الجوهري في الصحاح : دنأ : بمعنى الخسيس، ودنا : بمعنى القرْب.

والمهموز وغير المهموز في مجملهما يرجعان للمعاني المذكورة سابقاً وما في معناها.
 
لماذا تهرب؟

ومم أهرب ؟؟!!

وهل ما تسأل عنه أعسر مما أجبتك وغيرك عنه ؟؟!!

فقط حتى لا نضيع الوقت ..فكون الآية فسرت بأقرب هذا ليس مجرد كلامنا لتسألنا عن وجهه ..وليس البحث في ترجيح هذا الوجه من التفسير في الآية..بل هو هاهنا في تحقيق دلالة أدنى في الكلام العربي..فاصبر نفسك على محنة البحث ولا ترغ عنها..
 
الدنية هي خسيس الأمر وليس إتيان أدنى يراد بها هذا = محل نزاع ..وحمل أخفض عليها هو من قياس لساننا بلسانهم وليس هو من لسانهم ولم تضع العرب في هذا الموضع = أخفض أو خفيض..ولا تستعمل العرب مادة خفض-فيما رأيت- إلا في موضع الأخذ من الطول...وقد أتت لفظة أدنى في قرابة أربعين موضعاً من عالي الشعر وفصيحه كلها بمعنى أقرب صريحة الدلالة..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

مع أنك اخي الحبيب أبو فهر السلفي، لم تجبني على سؤالي زاعما أنه خارج عن محل النزاع، و النزاع أصلا خارج عن حديث المتحابين المجتمعين حول مائدة القرآن، لأنه محل تدبر و ما جئنا هنا لنتنازع.. و مع أني أظنك لا تبني كلامك على منطق و برهان، غير أني أشكر حماستك في هذا الجانب..
أخي الحبيب اقبل أسئلتنا كماهي و أجبنا عنها فإن لم تفد شخصك في هذا الجانب فسوف تفيد جمعنا في هذا الموضع و غيره و لا تجحد شيئا تعلمه بدعوى أنه خارج النزاع.. فإن كنت لا تعلم ما أجمل أن تقول : لا أعلم..

أنا ساسألك الآن و أتمنى أن لا يضيق صدرك مني و أن تجيبني :

إذا كان الله تعالى يقصد من كلمة أدنى كلمة أقرب، لماذا لم يستعملها في هذا الموضع أقرب ؟
و قد استعمل الكلمة حين قصدها في غير هذا الموضع فقال تعالى :

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ

و قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

و قال تعالى :
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

و قال تعالى :
يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ

و قال تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

و في غير هذه المواضع لأن كلمة أقرب مقصودة في حد ذاتها..
فإن كان المقصود أقرب لماذا استعمل الله أدنى ؟
أم أنه يقصد أدنى ؟

يغفر الله لي و لكم
 
ولا يجوز حمل الكلمة على معنى قبل ثبوت أن العرب استعملت هذه الكلمة في الدلالة على هذا المعنى ..وهذا بقطع النظر عن ثبوت نظرية المجاز من عدمه..
قاعدة مبتدعة لم أسمع بها من قبل.
 
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَـرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُـه على القُـرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّـةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسـلام وأهله , والتي ستـلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.

ويبقى السؤال مطروح...... فهل من مجيب؟؟!!!
 
فإن كان المقصود أقرب لماذا استعمل الله أدنى ؟

[align=center]بالله عليك يا مولانا ده كلام ؟؟!!!

ولم لم تسأل هذا السؤال في كل كلمة وضعت في موضع كلمة (مما يسميه الناس مترادفات)؟؟

وهل يُقال في موضع كلامنا هنا عن تحقيق دلالة اللفظ في اللسان الأول = لم استعمل هذا ولم يستعمل هذا ..

الله سبحانه يختار للمعنى اللفظ الذي يريده سبحانه مادام هذا المعنى هو مما يُستعمل له هذا اللفظ في الكلام العربي وهذا من تنوع استعمالات الكلام العربي في القرآن...

والذي عندنا أن لكلمة أدنى خصائص تخصها عن كلمة أقرب جعلتها أليق لهذا الموضع = ولكن ذلك لن يبعد بالكلمة عن موضع كلمة أقرب ولكنها سيصبغ عليها خصائصاً أخرى يطلبها الفقيه ،ولكنا عند تعيين دلالات الألفاظ نسير على ما يسير عليه الناس من تفسير اللفظة باللفظة إلى أن يهدينا الله لطريق هو أحسن من ذلك في تفسير الألفاظ
..[/align]
 
قاعدة مبتدعة لم أسمع بها من قبل.

[align=center]مبتدعة إيه بس ؟؟!!

واحدة واحدة ...

عندما أقول للفظ المعين معنى حقيقي ومعنى مجازي وتستعمله العرب في الحقيقي والمجازي= ما هو برهاني على أن لهذه الكلمة معنيان بقطع النظر عن أيهما الحقيقي وأيهما المجازي فهذا بحث آخر..

السؤال : من أين لك أن العرب استعملت هذا اللفظ في معنيين ؟

من أين لك أن هذا المعنى هو بعض ما تستعمل فيه العرب هذا اللفظ ؟

بس !

هذا( ألف باء )فقه الدلالات وتعيين المعاني ..

إذا ادعيتُ أن لهذا اللفظ معنى حقيقي ومعنى مجازي لابد أن أثبت بالحجة أولاً أن العرب استعملت اللفظة في المعنيين جميعاً ..

لابد أن أثبت بالحجة أولاً أن هذا المعنى هو مما استعملت العرب هذا اللفظ للدللالة عليه...

وإلا : جاز لمن شاء أن يدعي في أي لفظ شاء أن من معانيه عند العرب كذا وكذا..

وإلا جاز لمن شاء أن يدعي في أي معنى شاء أن العرب استعملت في الدلالة عليه أي لفظ شاء..

وهذا خطل في الدلالات وتألي محض على العرب وكذب عليهم
...[/align]
 
يا مولانا الشيخ
في كلامك مغالط بينة وهي اشتراط ما لا يصح أن يكون شرطا، وهو اشتراط أن تكون العرب قد استعملت عين اللفظ المتنازع في معنيين مختلفين، وهذا الشرط غير ضروري، والمصحح هو إمكان استعمال ذلك اللفظ بقرينة ما صحيحة في المعنى الآخر، وهذا الشرط الأخير مقبول عقلا وأدلته كثيرة، وتأمل اي تفسير من التفاسير الكبار تقف على ذلك.
أما شرطك فهي خيالي لأنه من القطعي أنه لم تردنا جميع استعمالات العرب لمختلف الكلمات بمختلف الدلالات، فأنت علقت جواز الاستعمال على أمر خيالي هو حتما ممتنع، ولذلك تصورت في ذهنك أن المجاز ممنوع حتى لو كان بقرينة، وأن العرب لم تعرفه، وأن القرآن لم ينطق به.
ملاحظة: المرجعية الأولى هي الاستعمال القرآني للفظ، وما كلام العرب إلا شاهد إذا وجد، وليس هو الأصل.. فتأمل.
 
[align=center]أي شرط الذي هو غير ضروري ؟؟

وأي متكلم بالعلم يجوز له أن يقول إن اللفظ (س) من معانيه (ص) من غير بينة على أن العرب قد استعملت (س) في (ص)..

بل هذا من القول بغير علم لا ينتطح في ذلك عنزان..

والكتاب أو السنة أو شعر العرب أو محكم أمثالهم كله يصلح دليلاً يستدل به المستدل على جواز استعمال (س) في (ص)..

أما الزعم بأن (س) من معانيه (ص) من غير دليل من كلام العرب = فهو كذب
..[/align]
 
قياس مع الفارق... فلا يعتد به.
واستعمال اللفظ في أكثر من معنى أشهر من أن يذكر.
 
ليس النزاع في استعمال اللفظ في أكثر من معنى ،وإنما النزاع في : هل يجوز لمدع أن يدعي أن هذا اللفظ استعملته العرب للدلالة على معنى معين = من غير حجة ولا بينة (؟؟)
 
رأيت الحديث تشعب هاهنا وهاهنا..
وأود أن أشير إلى أنه في مدارسة مع الأخ الفاضل حاتم –حفظه الله- تبين أن البحث يدور حول مسألتين:
الأولى: هل يصح لغة إطلاق الدنو على الانخفاض والتسفل؟
الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟

أما المسألة الأولى:
فالمعنى الأصلي لـ (دنى) قَرُبَ، ثم يختلف نوع هذا القرب بحسب السياق.
وقد جاء ما يدل على الدنو بمعنى الانخفاض لأسفل، وهو قوله تعالى: (وهو بالأفق الأعلى ثم دنا تدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) قال ابن عاشور: " والدنوّ: القرب، وإذ قد كان فعل الدنوّ قد عطف بـ (ثم) على ( فاستوى بالأفق الأعلى ) علم أنه دنا إلى العالم الأرضي" ا.هـ
فهو يشير إلى أن السياق حدد نوع القرب هنا، وهو الانخفاض.
إذا لا إشكال في أن (دنا) قد يدل على (انخفض)، فيقال: كان عاليا فدنا، أي نزل وانخفض.
ويبقى ذكر أن استشهاد الددو بالبيت ليس هو مناط القضية، فقد يكون الاستشهاد خاطئا –كما أثبت الأخ حاتم- لكن المعنى صحيح لغة على ما سبق.

وأما المسألة الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟
كل من تطرق لهذه الآية من المفسرين يذكر معنى واحدا وهو أن في الآية إشارة إلى أرض الروم بأنها أقرب الأراضي إلى مكة، أو أقرب أراضي الروم إلى المسلمين ...
فأدنى الأرض أي أقربها، فإن كانت الوقعة في أذرعات فهي من (أدنى الأرض) بالقياس إلى مكة، وإن كانت الوقعة بالجزيرة فهي (أدنى) بالقياس إلى أرض كسرى، وإن كانت بالأردن فهي (أدنى) إلى أرض الروم، قاله ابن عطية.
فالشاهد أن (أدنى) استعملت هنا بمعنى: أقرب.
وفائدة ذكر (فِى أَدْنَى ٱلأرْضِ) هو بيان شدة ضعفهم، أي انتهى ضعفهم إلى أن وصل عدوهم إلى طريق الحجاز وكسروهم وهم في بلادهم ثم غلبوا حتى وصلوا إلى المدائن وبنوا هناك الرومية لبيان أن هذه الغلبة العظيمة بعد ذلك الضعف العظيم بإذن الله، قاله الرازي.
فهذا هو المعنى الواضح المتبادر من الآية، وهو ما يتناسب مع سياق الآيات وما ذكر في نزولها.
وهو من معجزات القرآن، لأنه أخبر عن شيء من المغيبات وقع كما أخبر.

وأما ما ذكره أصحاب الإعجاز العلمي فهو أن في الآية إشارة إلى أن أرض الروم هي أدنى الأراضي، أي أكثرها انخفاضا، فأعمق نقطة من اليابسة تحت سطح البحر واقعة في بلاد الروم.
وقالوا إن في الآية إعجازا علميا حيث أشارت إلى هذا الأمر الذي لم يكن في مقدور البشر أن يعلموه وقت نزول الآية، وإنما علم هذا بأخرة، فكان سبق الآية بذكر هذه الحقيقة العلمية هو من دلائل إعجاز القرآن الكريم.
فما ذكروه وإن كان ثبت علميا، ويدل عليه لفظ (أدنى) لغة =فلا يصح تفسير الآية به، لأن سياق الآيات وما يدل عليه نزولها لا يدلان عليه، فلا يكفي أن ينظر إلى ألفاظ الآية وحدها، بل لا بد من النظر في مجموع ما يحيط بالآية، فتفسيرها به تعسف وميل بها عن معناها.

ولكن هل يمكن أن يؤخذ بما ذكروه على أنه إشارة وليس تفسيرا؟
تترك هذه المسألة للنقاش..
 
هل يجوز لمدع أن يدعي أن هذا اللفظ استعملته العرب للدلالة على معنى معين = من غير حجة ولا بينة (؟؟)

لم يقل بذلك أحد عاقل على حد علمي.
لكن ليس لك أن تحصر الحجة والبينة من عند نفسك.
فالحجة ليست متوقفة على وصول استعمال العرب للفظ في دلالة معينة وإلا تعطل التفسير منذ زمان؛ إذ من البديهي أنه لم تصلنا كل استعمالات العرب، لكن وصلنا عنهم استعمالات يمكن القياس عليها، كما أن الاستعمال القرآني هو الحجة الكبرى، وفيه الأمر بالاعتبار.
 
أتحف الإخوة الكرام بهذه الجملة فلعلها تفيد في البحث والمدارسة ، وهي للإمام اللغوي الزَبيدي رحمه الله ، في كتابه " تاج العروس " :
" ويعبر ب " الأدنى " تارة عن الأصغر فيقابل الأكبر ، وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير ، وتارة عن الأول فيقابل بالأخِر ، وتارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى " اهـ( دنو).
والله أعلم .
 
[align=center]أي قياس يا صاحبي ؟؟!!

باب الدلالة باب توقيفي سماعي .. لا مدخل للقياس فيه..وليس مع الذي يدعي أن معنى ما هو من معاني لفظة ما ولا يأتي على ذلك بسماع من كلامهم = إلا الدعوى المجردة..ولا ينفعه قياس ولا غيره ،وهو إذا يدعي قياساً إنما يقيس لسانهم على لسانه هو المحدث المولد..فالعرب إما يثبت من كلامها استعمال اللفظ بإِزاء المعنى المعين وإما لا يثبت وما وراء ذلك إلا الخرص والمين ..

وأي تفسير هذا الذي تتكلم عنه،وما علاقته بما نحن فيه ؟؟
وما علاقة كون استعمال القرآن هو الحجة الكبرى بما نحن فيه ؟؟

ولو أوجدت لنا من ذا الي أثبت القياس طريقاً لتعيين الدلالات = لكان خيراً
..[/align]
 
فهو يشير إلى أن السياق حدد نوع القرب هنا، وهو الانخفاض.

[align=center]أين الانخفاض في كلامه ؟؟

بل الدنو هاهنا هو التدلي والقرب من الأرض أو من محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يدل عليه السياق لا (أخفض) ؛لأنه قال بعد : {فكان قاب قوسين أو أدنى}

فالحديث كله عن القرب..والعو يقابله في كلام العرب السفل وليس في كلام العرب الانخفاض ضداً للعلو
..[/align]
 
العلو والدنو ،الانخفاض والارتفاع، معاني متقاربة لا تغير في المراد..
فالمقصود أن (دنى) قد تدل على القرب إلى أسفل وهو المعبر عنه بالانخفاض أو التسفل كما جاء في صدر المشاركة.
 
منهج الشيخ السلفي يوحي بأنه لن يؤمن إلا إذا رأى نصا من لسان العرب عبروا به عن المنخفض بالأدنى، نصا صريحا واضحا، وإلا فلن يؤمن بأن الدنو يعبر به عن الانخفاض بقرينة التقارب المعنوي بين اللفظين، وبهذا المنهج الظاهري هو يرفض السماع لأي كلام علمي يشير إلى إمكان التعبير عن المنخفض بالداني، فمحاولة إقناعه شبه يائسة إلا إذا تراجع عن المنهج الغريب الذي التزم به.

سؤال:
في أي علم من العلوم تقررت القاعدة القائلة بأن باب دلالة المعاني توقيفية، وليس لأحد أن يبحث في معاني الألفاظ التي لم ترد النصوص بالتصريح عن مختلف معانيها؟؟ فكيف تلزمنا بهذه القاعدة وهي لم تثبت؟؟
هي بلا شك قاعدة محدَثة لغرض معين، ولا علاقة لها بأي منهجي علمي، وهي حتما تجعل فهمنا للقرآن العظيم قاصرا محدودا زمانيا ومكانيا، فمن البديهي أنه لم تصلنا جميع استعمالات العرب للألفاظ، وهذا عكس مقصد القرآن الصالح لكل زمان ومكان.

إشارة:

الألفاظ لها معاني أصلية، وهذا لا يناقض أن يكون لتلك الألفاظ إشارة إلى معاني أخرى بحيث لا تعطل المعنى الأساسي. فتأمل.

وباب ما يسمى الإعجاز العلمي من هذا الجانب؛ فإن الإشارات الواردة فيه لا تهدم المعانى الأصلية، بل تتكامل معها وتنسجم في أروع انسجام وأدله على عظمة القرآن وأنه خطاب عام لكل زمان ومكان، بل سابق على كل زمان لأنه خطاب العليم الخبير.
 
لسنا في (قد) أخانا العبادي..

نحن في (هل ) تكلمت العرب بها بأدنى تريد بها أخفض ..

الجواب : لا ..

بدليلين :

الأول : ما من نص جئتم به إلا ودلالة أدنى فيه على أقرب أو أقل = أظهر من دلالتها على أخفض.ومادامت الدلالة المحفوظة في الكتاب والسنة والشعر العربي ظاهرة في ما أتيتم به = فلا يصلح ما أتيتم به دليلاً على الدلالة المزعومة(أخفض)..ولا يصلح دليلاً على الدلالة المزعومة إلا النص الخالي من المعارضة الذي لا تظهر فيه الدلالات الثابتة المتفق عليها..

الثاني : لم تتكلم العرب بأخفض أصلاً في موضع أسفل.
 
[align=center]مسألة الدلالات ومنع التألي على العرب والكذب عليهم بأنهم أرادوا باللفظة معنى ما من غير برهان من كلام العرب = لا نزاع فيها وهذا ظاهر من تصرفات أهل العلم وطلبهم النص السماعي لإثبات عربية الكلمة وأي طالب علم مبتديء يقرأ كتب الأمالي والمجالس وأوائل كتب العربية = يتضح له ذلك بيناً..

وعلماء العربية كانوا لهم حزم تام في مسألة طلب النص السماعي لإثبات عربية الكلمة ،ولولا زللهم في باب طرد الصيغ الصرفية لكان الباب معهم محكم..أما هذا الذي يقال هنا عن التقارب المعنوي والقياس فكلام عامي صحافي لا وزن له في العلم ولا أثر عليه أعلمه في كلام محققي العربية الأول ومن وجد = فليُتحفنا
..[/align]
 
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك..
 
السلام عليكم
[align=center]إلى أبي فهر السلفي خاصة وإلى المشاركين عامة[/align]
السؤال الأول: لما لم تجب على السؤال الموالي الذي طرحه الأستاذ الفاضل محمود
الشنقيطي ؟ وهو:
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَـرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُـه على القُـرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّـةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسـلام وأهله , والتي ستـلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.
[align=center]------------[/align]
[align=center] أوليس هذا مما ثبت من كلام العرب ؟[/align]
أو أنه لا يعني بحال من الأحوال الدلالة على الإنخفاض المعنوي؟
السؤال الثاني:

[align=center]

باب الدلالة باب توقيفي سماعي .. لا مدخل للقياس فيه..وليس مع الذي يدعي أن معنى ما هو من معاني لفظة ما ولا يأتي على ذلك بسماع من كلامهم = إلا الدعوى المجردة..ولا ينفعه قياس ولا غيره ،وهو إذا يدعي قياساً إنما يقيس لسانهم على لسانه هو المحدث المولد..فالعرب إما يثبت من كلامها استعمال اللفظ بإِزاء المعنى المعين وإما لا يثبت وما وراء ذلك إلا الخرص والمين ..

..[/align]

- ما هي الأدوات والقواعد المعتمدة لإثبات كلام معين بأنه من كلام العرب وليس مجرد دعوى ؟
- أليس كل ما نسب إلى كلام من العرب من شعر ونثر وخطابة وحكم وأمثال لا يقطع بثبوته على وجه اليقين لأنها كلها مرويات تفتفر إلى السند الصحيح والتوثيق ما عدا
كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عني به أهل الأحاديث أيما عناية ؟
فمعلوم أن معظم المرويات اللغوية تفتقر في تمحيصها إلى دقة منهج المحدثين.
- أم نثبت ذلك بمجرد الإستشهاد بأبيات وردت من الشعر لا نعرف صحة سندها ولا قطعية ثبوتها عنهم فضلا على أن نعرف عدالة قائلها أصلا؟
- وكيف نميز بين الدلالات التوقيفية السمعية من غيرها إذا؟
وإن تقرر أنه لم يثبت لنا كلاما من العرب بطريق موثق صحيح النسبة إليهم سندا ومتنا ، فلا يمكن عزو أي لفظ أو معنى إليهم إذا ؟ وكيف نطالب بإثبات ما لم يثبت؟
 
لقد طال النقاش كثيرا حول هذا الموضوع ، ولكني أقول:
لقد استخدمت العرب كلمة "أدنى" بمعنى "أخفض" في الأمور الحسية والمعنوية ، وقابلت الأدنى بالأعلى نثرا وشعرا ومن ذلك قول الشاعر:

ولي همَّةٌ أدنى منازِلها السُّها ،،،،،، ونَفْسٌ تَعَالى في المكارم والنُّهى
فأدنى المنازل هنا يقابلها أعلاها.

وقول الآخر:
ألا قبّح الله الضّرورة إنها ،،،،،، تكلّف أعلى الخلق أدنى الخلائق
وهذا البيت واضح في مقابلة الدنو بالعلو

ويقول جبلة بن الأيهم:
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشةٍ ،،،،،،، أجاورُ قومي ذاهبَ السمح والبصَرْ
وأدنى المعيشة يقابلها أعلاها

ويقول بن الأثير في المثل السائر:
الفصل العاشر : في الطريق إلى تعلم الكتابة
هذا الفصل هو كنز الكتابة ومنبعها، وما رأيت أحداً تكلم فيه بشيء، ولما حببت إلى
هذه الفضيلة وبلغني الله منا ما بلغني، وجدت الطريق ينقسم فيها إلى ثلاث شعب.
الأولى: أن يتصفح الكاتب كتابة المتقدمين، ويطلع على أوضاعهم في استعمال الألفاظ
والمعاني، ثم يحذو حذوهم، وهذه أدنى الطبقات عندي.
الثانية: أن يمزج كتابة المتقدمين بما يستجيده لنفسه من زيادة حسنة: إما في تحسين ألفاظ،
أو في تحسين معان، وهذه هي الطبقة الوسطى، وهي أعلى من التي قبلها.

ويقول أبو حيان التوحيدي:
وإذا انحط الإنسان عن رتبته العالية إلى رتبة ما هو أدنى منه، فقد خسر نفسه ورضى لها بأخسر المنازل، هذا مع كفره نعمة الله، ورده الموهبة التي لا أجل منها، وكراهيته جوار بارئه، ونفوره من قربه.

ويقول اليافعي في مرآة الجنان:
وقال:لا أشرب شراباً يذهب عقلي،ويضحك بي من هو أدنى مني.
ويقابل الأدنى منه الأعلى منه.

ويقول بن خلكان في وفيات الأعيان:
"لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه."
ويقابل أدنى الفضائل أعلاها.

ويقول الشاعر:
أما أنا أعلى من تعدون همة؟ وإن كنت أدنى من تعدون مولدا
ومقابلة الشاعر العو بالدنو لا يحتاج إلى توضيح.

وفي الحديث الصحيح:
"سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر قال ومصداقة في كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين"

ومنطقة البحر الميت أدنى "أخفض" نقطة على اليابسة لأنها تحت سطح البحر الذي هو مقياس العلو على اليابسة ، وجبال الهملايا قمة إفرست أعلى نقطة عن سطح البحر.
وممكن أن تكون " أدنى " بمعنى أحقر ، ومنطقة البحر الميت هي مساكن قوم لوط وهي أرض محقرة حتى عند اليهود ولهذا رضوا بأن يتخلوا عنها لما يسمى بالسلطة الفلسطينية.
 
عودة
أعلى