نبيل عبد المعبود منصور محمد
New member
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى ، وبعد
فهذا تعقيب على ما ورد فى التفاسير بخصوص قوله عز وجل :
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ }
جاء فى تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) :
قوله تعالى: { مخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقةٍ } فيه خمسة أقوال.
أحدها: أن المخلَّقة: ما خُلق سويّاً، وغير المخلَّقة: ما ألقته الأرحام من النطف، وهو دم قبل أن يكون خَلْقاً، قاله ابن مسعود.
والثاني: أن المخلَّقة: ما أُكمل خَلْقه بنفخ الروح فيه، وهو الذي يولَد حيّاً لتمامٍ، وغير المخلَّقة: ما سقط غير حيٍّ لم يكمل خَلْقُه بنفح الروح فيه، هذا معنى قول ابن عباس.
والثالث: أن المخلَّقة: المصوَّرة، وغير المخلَّقة: غير مصوَّرة، قاله الحسن.
والرابع: أن المخلَّقة وغير المخلَّقة: السقط، تارة يسقط نطفة وعلقة، وتارة قد صُوِّر بعضه، وتارة قد صُوِّر كلُّه، قاله السدي.
والخامس: أن المخلَّقة: التامة، وغير المخلَّقة: السقط، قاله الفراء، وابن قتيبة.
وعامة التفاسير تدور حول هذه الأقوال .
وأقول وبالله التوفيق :
قوله عز وجل :{ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } ، يستلزم أن يكون الخلق فى هذا الطور من مضغة لها الصفتين معا : مخلقة وغير مخلقة ، وذلك نظير قوله عز وجل : {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ } فالخلق هنا من الذكر والأنثى كليهما .
وإذا سألنا أهل الطب فى هذا الموضوع ، فإنهم يقولون إن النطفة بعدما تعلق فى جدار الرحم (العلقة ) تبدأ فى الإنقسام والنمو حتى تصير فى حجم المضغة ، وهذه المضغة تتألف من طبقتين من الخلايا : داخلية هى التى يتشكل منها أعضاء الجنين ، وخارجية وهى المشيمة التى تعتبر جزءا أساسيا من الجنين إذ أنها تمده بالغذاء والأوكسوجين والحماية ، حتى تخرج مع الجنين عند ولادته .
أما اعتبار المضغة مخلقة أحيانا وغير مخلقة أحيانا أخرى ، فإنه لا يتفق مع السياق الذى يتحدث عن مراحل خلق الإنسان إلى تمام خلقه ، فى معرض بيان قدرة الله على الخلق ، للتدليل على قدرته على البعث . ولذلك أتبع بقوله عز وجل { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ }.
ثم قوله جل وعلا : {وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ } هو الذى يدل على الخلق الذى لا يكتمل .
فهذا تعقيب على ما ورد فى التفاسير بخصوص قوله عز وجل :
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ }
جاء فى تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) :
قوله تعالى: { مخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقةٍ } فيه خمسة أقوال.
أحدها: أن المخلَّقة: ما خُلق سويّاً، وغير المخلَّقة: ما ألقته الأرحام من النطف، وهو دم قبل أن يكون خَلْقاً، قاله ابن مسعود.
والثاني: أن المخلَّقة: ما أُكمل خَلْقه بنفخ الروح فيه، وهو الذي يولَد حيّاً لتمامٍ، وغير المخلَّقة: ما سقط غير حيٍّ لم يكمل خَلْقُه بنفح الروح فيه، هذا معنى قول ابن عباس.
والثالث: أن المخلَّقة: المصوَّرة، وغير المخلَّقة: غير مصوَّرة، قاله الحسن.
والرابع: أن المخلَّقة وغير المخلَّقة: السقط، تارة يسقط نطفة وعلقة، وتارة قد صُوِّر بعضه، وتارة قد صُوِّر كلُّه، قاله السدي.
والخامس: أن المخلَّقة: التامة، وغير المخلَّقة: السقط، قاله الفراء، وابن قتيبة.
وعامة التفاسير تدور حول هذه الأقوال .
وأقول وبالله التوفيق :
قوله عز وجل :{ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } ، يستلزم أن يكون الخلق فى هذا الطور من مضغة لها الصفتين معا : مخلقة وغير مخلقة ، وذلك نظير قوله عز وجل : {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ } فالخلق هنا من الذكر والأنثى كليهما .
وإذا سألنا أهل الطب فى هذا الموضوع ، فإنهم يقولون إن النطفة بعدما تعلق فى جدار الرحم (العلقة ) تبدأ فى الإنقسام والنمو حتى تصير فى حجم المضغة ، وهذه المضغة تتألف من طبقتين من الخلايا : داخلية هى التى يتشكل منها أعضاء الجنين ، وخارجية وهى المشيمة التى تعتبر جزءا أساسيا من الجنين إذ أنها تمده بالغذاء والأوكسوجين والحماية ، حتى تخرج مع الجنين عند ولادته .
أما اعتبار المضغة مخلقة أحيانا وغير مخلقة أحيانا أخرى ، فإنه لا يتفق مع السياق الذى يتحدث عن مراحل خلق الإنسان إلى تمام خلقه ، فى معرض بيان قدرة الله على الخلق ، للتدليل على قدرته على البعث . ولذلك أتبع بقوله عز وجل { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ }.
ثم قوله جل وعلا : {وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ } هو الذى يدل على الخلق الذى لا يكتمل .
هذا والله أعلى وأعلم