( تعقيب حول ما أورده الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف , دراسة لغوية تاريخية ع

إنضم
07/09/2009
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
53
الإقامة
العراق/صلاح الدين/بيجي
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] تحدث الدكتور الفاضل غانم قدوري الحمد في كتابه : رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية وفي الفصل السادس عن علاقة الاداء بالرسم وذلك في مبحث تاريخ القراءآت في القرون الثلاثة الاولى فذكر إختيارات أئمة وعلماء القراءة وأورد في الهامش رقم ( 74 ) وفي الصفحة (630) إنعكاس معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( أتلوه فأن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ) على إختيارات القراء الاوائل ومهم الأمام عاصم الذي روى حفص عنه أنه كان لا يهمز ( هُزُواً وكُفُوا ً) ويقول : أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدعه اذا همزته , وأن أبا عبد الرحمن السلمي كان يقول ذلك أيضا . ويعطف الدكتور غانم على هذا بقوله ( وكأنما ) غاب عنهما أن الهمزة حرف يحل محل الواو , وربما فهما أن المقصود بالحرف هو المرسوم . أنتهى ما أورده الدكتور غانم . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وقد آثرنا أن نتوقف قليلا معقبين على ما أورده الأستاذ الدكتور غانم في قراءة كل من الأمام عاصم وأبي عبد الرحمن السلمي لكلمتي ( هزوا ) في الآية (67) في سورة البقرة , و( كفوا ) في الآية (4) من سورة الأخلاص , وقولهما في ثواب التمسك بحرفي الواو فيهما ولا نخرج عن هذا الموضوع فيما تعلق بأختلاف روايات عن الأمام عاصم ذكرها الأمام أبن مجاهد في كتابه السبعة , ونعقّب بالاتي : [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1- إن حجة الآمام عاصم وقبله أبي عبد الرحمن السلمي في قراءة الواو في الكلمتين هي من إيقاع وأداء القراءة طبقاً لرسم المصحف الأمام الذي لازمه أبو عبد الرحمن السلمي التابعي وقعد يقرى الناس به في مسجد الكوفة مدة أربعين عام مذ جاء حاملاً له من المدينة المنورة بأمر الخليفة الراشد عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) وذلك بعد إنجاز كتابة المصاحف الأئمة وتوزيعها على الامصار. وتعززت قراءة المصحف الكوفي على يد أبي عبد الرحمن السلمي موفد الخليفة عثمان الى أهل الكوفة والعراق . وقد تعزز هذا المصحف الكوفي الأمام كذلك بالخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) حيث كان ملازما له ومتوقفا عنده طيلة عهده . ومن الطبيعي أن لا تتوقف ملازمة أبي عبد الرحمن السلمي لقراءة المصحف الكوفي وتعليمه في كل تلك السنين عند المرسوم فقط كما هو معلوم إذ إقترن المرسوم أو خط المصحف الأمام بما كان يرويه الحفظة والقراء الآخذين عن السلمي في أجيال التابعين الذين توافروا وعموم المسلمين على قراءة وتعلم وحفظ القرآن كاملاً وقد أقبلوا يستنسخونه في مصاحفهم الشخصية كلاً أو أجزاء , سوراً أو آيات للنص الحكيم ومثلما جاء في المصحف الأمام , حيث أزدهرت مدينتي البصرة والكوفة بالقرآن وصارتا أكبر حاضرتين في العراق إشتهرتا بقراءته وتلاوته ورواية معاني كلماته وتفسيرها خلال القرن الهجري الاول . وساهم بعض أولئك الحفظة والقراء مع أجناد الفتح الاسلامي في المشرق من بلاد فارس في نشر القرآن وتعليمه وتعليم عربيته للمسلمين الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام وأعتنقوه . وقد حفلة كتب الطبقات بأسماء العديد من أولئك الحفظة والقراء عندما أزدهرت الكتابة والتأليف. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2- إن قراءة أبي عبدالرحمن السلمي وملازمته لمصحف الكوفة وإقرائه للناس وتعليمهم إيّاه في مسجد الكوفة مدة أربعين عاما قد تفرّدت بذكر المصحف الأمام وقراءته وأشبع فيها القرآن ترتيلاً وتلاوة في نفوس الآخذين عنه ومنهم الأمام عاصم بن أبي النجود ألاسدي الكوفي الذي تميزت قراءته بتواترها واكتسبت على الجملة والعموم تفوقاً بالنسبة لغيرها من القراءآت المشهورة .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3- وأيّاً كانت درجة الثواب الذي يناله قارىّ القرآن في إسم حرف كأصغر وحدة لفظية في بناء الكلمة أو في تركيبها , أو في كلمة واحدة أو كلمتين أو ثلاث فيما تفيد فيه وتعطيه من فحوى ومعنى في الآية الكريمة أو الآيات فان كلأ من الأمام عاصم وقبله أبي عبد الرحمن السلمي قد تمسّكا بقراءة الكلمتين ( هزوا) و(كفوا) بالواو إستنادا لخط المصحف من دون حذف بقراءة الهمز. وبالتالي فأن إسقاط الحكم على قراءتهما للكلمتين المذكورتين بتقرير :( وكأنما غاب عنهما أن الهمزة حرف يحل محل الواو , وربما فهما أن المصود بالحرف هو المرسوم ) إنما يتعلق مباشرةً بأختلاف كل أئمة القراءة من ناحية وتغليب لوجه على أخر من ناحية ثانية ويغيّب حجتي الأمامين عاصم وأبي عبد الرحمن السلمي في إتباع خط المصحف من ناحية ثالثة . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4- قد تحدث الأمام أبو عمرو الداني ( ت 444هجري ) عن الواو صورة الهمزة وبيّن مختلف حالاتها في الخط والرسم بما تحقق لديه من بعض مصاحف الأمصار المخطوطة القديمة على عهده . ففي كلمة ( جزاؤُه) في سورة يوسف , الآيتين ( 74 و75 ) يقول عنها مرة : إنه في كتاب هجاء السنة وفي عامة مصاحفنا القديمة في يوسف ( جزاءُه ) في الثلاث كلهم بغير واو ( أي بالهمزة المرسومة مفردة ومضمومة مكان الواو ). ويقول مرة أخرى في إسناده :( " قالوا فما جزاؤه , فهو جزاؤه " كلهن فيه واو يعني في الرسم ) . ويعقب الامام الداني قائلا : (إن المراد بحذف صورة الهمزة في ذلك ونظائره تحقيقها لاستغنائها في تلك الحالة عن الصورة ولعدم الحرف يخفف عليه رسما ) ومن هذا يفهم أن بعض المصاحف كتبت الواو صورة الهمزة في كلمة (جزاؤُه) . وأن مصاحف أخرى كتبت الهمزة (المفردة) محل الواو. ويقرر الامام الداني في نفس الوقت صنف الهمزة في الكلمتين (هزؤٌاً)و(كفؤُاً) بانها واقعة في وسط الكلمة وأنها مع الفتحة التي قبلها ترسم بالواو وذلك في ( باب ذكر الهمزة وأحكام رسمها في المصاحف ) في كتابه ( كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط ).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5- ان قراءة الامام عاصم وأبي عبد الرحمن السلمي للكلمتين بحرف الواو وتجنبهما الهمز يوحي بانهما يعتبران الهمز حادثا و زائدا في الخط والقراءة .وأن قراءة الواو لايعني بالضرورة أن تكون الواو مبدلة من الهمز, أو ساقطة استغناءً عنها لتكون ثقيلة , أو أن قراءتها توقع لبساً , فالواو حرف في بناء الكلمة ولا يترتب على قراءته لحن في فحوى الكلمتين ومعناهما وقراءتها سهلة يسيرة خلافا للهمز الثقيل الذي يأكل حرف الواو بثقله وهو هنا ليس الا ملتصقا به سيما وأن علماء اللغة كإبن خالويه (ت 371هجري ) يرجح كتابة الكلمة بالواو وضم الفاء على قراءة الامام عاصم ويقول: (إن في كُفُوٍ لغات منها كُفُؤ (بالهمز),وكُفُوً بضمتين وإن على هذه اللغة قد تخففت الهمزة الى الواو فيصير كفو).أنتهى [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين وسلم تسليماً كثيراً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
عودة
أعلى