تعقيبات حول سورة الفاتحة

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ، ثم كتاب الأربعين النووية ثم كان الكتاب الثالث تعليق الشيخ على صحيح مسلم ، وهذه الزاوية بإذن الله ستعنى باستخراج فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله ، وسأفتتحها باستخراج الفوائد من تفسير الشيخ لسورة الفاتحة والبقرة وهو تفسير مطبوع في ثلاث مجلدات ، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1423هـ ، دار ابن الجوزي .

فوائد من المجلد الأول :
1 ـ سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم ، وقد قيل : إنها أول سورة نزلت كاملة . ص3 .

هذه التسمية نزل بها الوحي كما جاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال :بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ.

ولست أقول هذا استدراكاً على الشيخ رحمه الله تعالى فلأظن أن مثل هذا قد خفي عليه رحمه الله ، ولكن حتى لا يظن البعض أن التسمية كانت اجتهادية.

2 ـ سورة الفاتحة لها مميزات تتميز بها عن غيرها ، منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، ومنها أنها رقية إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأ على اللديغ ، فبرئ : ( وما يدريك أنها رقية ) .

وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة ، فصاروا يختمون بها الدعاء ، ويبتدئون بها الخطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات ، وهذا غلط : تجده مثلاً إذا دعا ، ثم دعا قال لمن حوله : ( الفاتحة ) يعني اقرؤوا الفاتحة ، وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه أو في أحواله ، وهذا أيضاً غلط لأن العبادات مبناها على التوقيف ، والاتباع . ص 3-4 .
.

أقول لا شك أن الفاتحة من أعظم الدعاء ومن أحسنه ،وهي من أدعية القرآن بل هي أعظم الدعاء ،ولا أرى بأساً أن يبدأ بها المسلم في دعاءه أو يختم بها دعاءه، ولا أرى بأسا أن يبدأ بها في خطبته أو في موعظته ،ولما لا وهي تبدأ بحمد الله والثناء عليه وتمجيده والإقرار له بالعبودية وإظهار التوكل عليه ثم سؤاله الهداية؟

أما ما يفعله بعض الناس في ابتداء جلسة ما أو ختامها أن يلطب من المجتمعين قراءة الفاتحة فالقول بأنها بدعة ففي النفس منها شيء.
وإذا كان هذا الفعل بدعة فما الفرق بينه وبين إفتتاح الحفلات والجلسات العلمية والمؤتمرات بالقرآن الكريم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ، ثم كتاب الأربعين النووية ثم كان الكتاب الثالث تعليق الشيخ على صحيح مسلم ، وهذه الزاوية بإذن الله ستعنى باستخراج فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله ، وسأفتتحها باستخراج الفوائد من تفسير الشيخ لسورة الفاتحة والبقرة وهو تفسير مطبوع في ثلاث مجلدات ، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1423هـ ، دار ابن الجوزي .

فوائد من المجلد الأول :

3 ـ هل البسملة آية من الفاتحة أو لا ؟

في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من يقول : إنها آية من الفاتحة ، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية ، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة لأنها من الفاتحة ومنهم من يقول : إنها ليست من الفاتحة ولكنها آية مستقلة من كتاب الله وهذا القول هو الحق ودليل هذا : النص ، وسياق السورة .

أما النص :

فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : إذا قال : ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : ( مالك يوم الدين ) قال الله تعالى : مجدني عبدي ، وإذا قال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) قال الله تعالى : هذا بيني وبين عبدي نصفين ، وإذا قال : ( اهدنا الصراط المستقيم ) قال الله تعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) ، وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة ، وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر ، فكانوا لا يذكرون ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول قراءة ولا في آخرها ) والمراد لا يجهرون والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها .

أما من جهة السياق من حيث المعنى :

فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق ، وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهي الآية التي قال الله فيها : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) لأن ( الحمد لله رب العالمين ) واحدة ( الرحمن الرحيم ) الثانية ( مالك يوم الدين ) الثالثة ، وكلها حق لله عز وجل ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الرابعة يعني الوسط وهي قسمان : قسم منها حق لله ، وقسم حق للعبد ( اهدنا الصراط المستقيم ) للعبد ( صراط الذين أنعمت عليهم ) للعبد ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) للعبد .

فتكون ثلاث آيات لله عز وجل وهي الثلاث الأولى ، وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة وواحدة بين العبد وربه وهي الرابعة الوسطى .

فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور . ص7 ـ 9 .
.
المأخذ على هذا الإستدلال:
أولاً: العجيب عبارة الشيخ رحمه الله تعالى " فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور" كيف صدرت من الشيخ وهو يعلم الخلاف الكبير في المسألة؟ فلو كان هو الصواب الذي لاشك فيه لما وقع الخلاف.

ثانياً: إن كون البسملة مرسومة في المصحف آية في الفاتحة أقوى في الإستدلال على أنها آية منها من الاستدلال بمفهوم الحديث.

ثالثاً: قول الشيخ رحمه الله تعالى بعد إيراده لحديث أبي هريرة "وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة" وهذا غريب أيضا ، لأن الحديث لم يقل: قسمت سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ، وإنما قال الصلاة وهذا يدل على معنى آخر وهو الدعاء المخصوص بهذه الآيات.

رابعاً: ثم تحدث الشيخ عن قسمة الفاتحة من حيث المعنى ثم قال :
"فتكون ثلاث آيات لله عز وجل وهي الثلاث الأولى ، وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة وواحدة بين العبد وربه وهي الرابعة الوسطى ."
ولماذ لا تكون القسمة بالمعنى وليس بالعد ، فشطرها الأول ثناء على الله وهذا هو الذي لله تعالى ،ومنتصفها إقرار بالعبودية وسؤال الإعانة وهذا الذي هو بين الله وعبده ، والشطر الأخير سؤال الهداية وهذا هو الذي للعبد.
وهذا هو الأقرب في معنى القسمة واليس المراد عدد الآيات ، ولهذا نجد إن ما بعد قوله " اهدنا الصراط المستقيم " هو بيان لهذا القول فهو كالشيء الواحد.

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
[align=center]أخي محب القرآن أحبك الله كما أحببت كتابه000

هناك فرق بين تخصيص أفتتاح الجلسة بسورة بعينها والتزامها وبين افتتاحها بالقرآن فالأول فيه البأس فتخصيص سورة بعينها والتزامها يحتاج إلى دليل لهذا التخصيص ولهذا كان عمر رضي الله عنه يأمر أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أن يقرأ عليهم القرآن ولم يعين له سورة يلتزمها عند القراءة 0


وأما قول الشيخ رحمه الله (فالصواب الذي لاشك فيه000 ) هذا بالنسبة لما ذهب إليه هو رحمه الله فهو الصواب عنده لا أنه يريد أصل المسألة 0 [/align]
 
عودة
أعلى