تعريف موجز بعلم الوقف والابتداء ونشأته وأهم المؤلفات فيه

إنضم
08/05/2012
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المملكة العربية
بسم1​

سوف أتناول في هذا البحث موضوع نشأة علم الوقف والابتداء، وأشهر المؤلفات فيه، وسوف يكون تناولي لهذا البحث على ما يلي:
الأول: مقدمة: وأتحدث فيها باختصار عن تعريف علم الوقف والابتداء، وأهميته.
الثاني: نشأة علم الوقف والابتداء.
الثالث: بيان بأشهر المؤلفات في علم الوقف والابتداء.

الوقف لغة: معناه: الحبس.
الوقف اصطلاحًا: له نوعان:
الأول: نوع يتعلق بكيفية الأداء كالوقف على أواخر الكلم، والوقف على تاء التأنيث، ووقف حمزة وهشام.
الثاني: نوع يتعلق بالمعنى من حيث عدمه وتمامه، وهو الذي يتأثر به المعنى في الآية وهو المراد في البحث.
وقد استعمل المتقدمون اصطلاح الوقف باصطلاحات مرادفة له وهي: القطع، والسكت والتمام، و استقر المتأخرون على تحديد كل مصطلح بتعريف.
فتعريف الوقف هو (( عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمنًا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة... لابنية الإعراض )).

الابتداء لغة: معناه: فعل الشيء أول.
الابتداء اصطلاحًا: الابتداء في عرف القرَّاء هو: الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف.
وللعلماء اصطلاحات مرادفة للابتداء استعملوها في كتبهم: كالائتناف، أو الاستئناف، أو المباديء، وكلها بمعنى الابتداء.
وأخيراً فبما سبق يمكن تعريف علم الوقف والابتداء كلقبٍ على هذا العلم بأنَّه: علم يَعرف به القاريء للقرآن الكريم المواضع والمحال التي يصح أو لايصح الوقف عليها.

أهميته:
أولا: اعتناء السلف الصالح رضي الله عنهم به :
لقد صح وتواتر عن السلف الصالح اعتناؤهم بالوقف والابتداء فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (( لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها ، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن ، ثم قال: لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل )).
ثانيا: كثرة الكتب التي ألفها العلماء في هذا الفن دليل على أهميته.
ثالثا: أنَّ بمعرفته تتبين معاني القرآن الكريم، ويظهر مراد الله من الآيات، وهذا من الأهمية بمكان إذ قد يكفر الإنسان إن اعتقد وقفًا قبيحًا على آية من الآيات.
رابعا: شرف العلم بشرف المعلوم وهذا العلم موضوعه القرآن الكريم، وهو كلام الله سبحانه فمعرفة كيفية الوقف على كلام الله والابتداء شرفٌ لهذا العلم، وبه يشرف المتعلِّم له.

نشأة علم الوقف والابتداء:
إنَّ علم الوقف والابتداء مر بمرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل التأليف:
نشأ علم الوقف والابتداء مع نزول القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد علمه جبريل عليه السلام كيفية الوقف، وقد ذكر علماء القرآن وعلومه أدلة على ذلك منها:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف، أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين، أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف ، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: سميعا عليما عزيزاً حكيمًا، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب )).
وكذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق ولقد اعترض بعض الباحثين على هذا الدليل بأنه يحتمل أن يكون مراد ابن عمر من الوقف هنا ليس وقف القراءة بل تدبر آياته ومواعظه، والعمل بما يرد فيه من الأمر والنهي، بدلالة سياق كلام ابن عمر، وهذا احتمال وجيه خاصة إذا عضد ذلك ما جاء عن بعض السلف حكايته عن من أخذوا عنهم القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما جاء فيها من العمل، فتعلموا العلم والعمل جميعًا، وأيضا لا يمنع أنهم كما كانوا يتعلمون العمل أنهم تعلموا الوقف على الآيات فلا مانع من وقوع الاحتمالين خاصة أنه لا تعارض بينهما والله أعلم.
المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد التأليف:
وهذه المرحلة تميزت باعتناء علماء القراءة بالوقف والابتداء، وأصبح لكل قارئ مذهب في الوقف والابتداء،وألفوا فيه مؤلفات كما سيأتي ذكرها، واستمرت هذه المرحلة إلى أن أصبح الوقف والابتداء باباً من أبواب التجويد، وعند النظر والتدقيق نجد أن علم الوقف والابتداء نسبته إلى علم التفسير أولى من نسبته لعلم القراءة؛ لأنَّ علم الوقف و الابتداء صادر عن المعنى لا الأداء، وإنما يستفيد منه أهل الأداء بعد توقيفهم عليه.

المؤلفات في علم الوقف والابتداء
إنَّ المؤلفات التي أُلفت في علم الوقف والابتداء على قسمين:
الأول: مؤلفات خاصة بعلم الوقف والابتداء.
الثاني: مؤلفات ذكر فيها علم الوقف والابتداء ضمنًا.

أما القسم الأول:
مؤلفات خاصة بعلم الوقف والابتداء:
إنَّ المؤلفات الخاصة بعلم الوقف والابتداء كثيرة جداً حتى أوصلها بعض الباحثين إلى فوق المئة مؤلف، وليس هذا البحث في مقام استقصاء جميع هذه المؤلفات، فإنَّ أغلب هذه المؤلفات مفقودة، ولم يصل إلينا منها سوى القليل، وسوف أنبِّه على المطبوع منها حتى تحصل الفائدة بذلك، وسوف أقتصر غالبًا على ذكر مؤلفين أو ثلاثة في كل قرن لبيان التسلسل التاريخي للمؤلفات، ولبيان أول من ألّف في هذا العلم:
1- كتاب المقطوع والموصول، لعبد الله بن عامر اليحصبي (ت118).
2- الوقف والابتداء لأبي عمرو بن العلاء المازني (ت154).
3- كتاب مقطوع القرآن وموصوله لعلي بن حمزة الكسائي (ت189).
4- الوقف والابتداء لمحمد بن سعدان الضرير المقريء (ت231). مطبوع
5- المقاطع والمبادئ لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت255).
6- إيضاح الوقف والابتداء لمحمد بن القاسم بن بشار الأنباري (ت328). مطبوع
7- القطع والائتناف لأبي جعفر محمد بن أحمد النحاس (ت338). مطبوع
8- الوقوف لعلي بن محمد الهروي (ت415).
9- شرح كلا بلى ونعم والوقف على كل واحدة منهم لمكي بن طالب مطبوع.
10- المكتفي في الوقف والابتداء لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444). مطبوع
11- الوقف والابتداء لأبي الحسن علي بن أحمد الغزال (ت516). حقق في رسالة دكتوراه
12- نظام الأداء في الوقف والابتداء لعبد العزيز بن علي الطحان المعروف بأبي الأصبغ (ت560). مطبوع
13- الإيضاح في الوقف والابتداء لمحمد بن طيفور السجاوندي الغزنوي (ت560). حقق في رسالة دكتوراه
14- وقوف القرآن للسجاوندي. مطبوع
15- الهادي في معرفة المقاطع والمبادئ لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني (ت نحو 600). حقق في رسالة دكتوراه
16- كتاب الوقوف لأحمد بن يوسف الكواشي (ت680).
17- أوقاف القرآن للحسن بن محمد القمي (ت728).
18- وصف الاهتداء في الوقف والابتداء لإبراهيم بن عمر الجعبري (ت732).
19- المقصد لتلخيص ما في المرشد لزكريا بن محمد بن أحمد الأنصاري الشافعي (ت926). مطبوع
20- وقف القرآن لمحمد بن جمعة السماتي الهبطي (ت 930) مطبوع
21- منار الهدى في الوقف والابتداء لأحمد بن عبد الكريم الأشموني من أعيان القرن الحادي عشر. مطبوع
22- الدرة الغراء في وقف القراء لأبي عيسى محمد المهدي الفاسي (ت1109).
23- الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء لمعين الدين بن أبي عبد الله (ت1235).
24- تحفة الأمين في وقف القرآن المبين لمحمد أمين بن عبد الله الاستنبولي الحنفي (ت1275).
25- رسالة في الوقوف على رؤوس الآي لمحمد بن أحمد المقريء الضرير (ت1313).
26- معالم الاهتداء في علم الوقف والابتداء للشيخ محمود بن خليل الحصري (ت1400). مطبوع
27- منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الهبطي لعبد الله بن الصديق الغماري (ت1413).

القسم الثاني
مؤلفات ذكر فيها علم الوقف والابتداء ضمنًا.
وهذه المؤلفات على أنواع ثلاثة:
الأول: كتب علوم القرآن: ومن أشهر الكتب التي تحدثت عن هذا العلم: جمال القراء وكمال الإقراء لعلم الدين السخاوي، فقد جعله باباً وسماه علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء وساق أحاديث بإسناده في وجود هذا العلم في زمن النبوة، وذكر علة ذلك ثم ذكر خلاف الناس في أقسام الوقف، وخلاف الفقهاء، ثم ذكر المواطن التي لا يصح الوقف عليها وأطنب في الوقف على الاستثناء، ثم اختار أقسام الوقف الأربعة وضرب لكل قسم بمثال، ثم ذكر أسباب الاختلاف في الوقف وتكلم عن المتشابه، والوقف على بلى وكلا وحروف أخرى.
البرهان في علوم القرآن للزركشي، فقد ذكره في النوع الرابع والعشرين، وذكر فوائده وأهميته، والمؤلفات فيه، ووجوده في زمن النبوة والصحابة، والعلوم التي يحتاج إليها لمعرفة الوقف، والوقف على رؤوس الآي والخلاف فيه، وأقسام الوقف والخلاف فيه وتعريف كل قسم، وضرب الأمثلة لذلك، والمواطن التي لا يوقف عليها، وتكلم عن مسائل متفرقة في الوقف.
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي فقد ذكره في النوع الثامن والعشرين، و ذكر من صنف فيه، وتعريفه، وأصل هذا العلم، وأنواع الوقف، وما لا يجوز الوقف عليه، ثم ذكر تنبيهات في الوقف، وما يحتاجه الواقف من العلوم ثم ذكر تعريف الوقف و القطع و السكت على ما ستقر عليه المتأخرون، ثم ذكر ضوابط الوقف، والوقف على أواخر الكلم، ثم ختم ذلك بذكر إجماع العلماء على لزوم اتباع رسم المصحف في الوقف.
الثاني: كتب التفسير: ومن أشهرها: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد القمي، وتبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر لأحمد بن يوسف الكواشي.
الثالث: كتب القراءات: ومن أشهر كتب القراءات: الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها ليوسف بن علي الهذلي،والنشر في القراءات العشر لابن الجزري.
الرابع: كتب التجويد: ومن ذلك: التمهيد في علم التجويد لابن الجزري، والعميد في علم التجويد لمحمود بن علي بسة المصري.
والله أعلم

___​
 

أحسن الله إليكم أ. أحمد

أتمنى أن تأذنوا لي بنسخ بحثكم لأحد المنتديات (مع الإحالة للملتقى)؛ لتعم الفائدة.

وجزاكم الله خيرًا.


 
عودة
أعلى