تعريف موجز بالمفسر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة (ت350هـ) رحمه الله

إنضم
12/08/2004
المشاركات
215
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن شجرة رحمه الله اسم يتردد في كتب التفسير - خاصة عند الماوردي ، والقرطبي ، وابي حيان ، وابن عادل ... - وقد قمت بدراسة الرجل وتفسيره في بحث حكم ونشر وأحببت أن أعرف به لمن يجهل هذا الإمام
إسمه وكنيته
هو الإمام العلامة الحافظ أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد أبو بكر القاضي البغدادي.
وبنو شجرة يقال لهم الشجرات ، وكان لهم بالكوفة مسجد معروف.
مولده ووفاته:
ولد رحمه الله في مدينة بغداد سنة ستين ومائتين ( 260 هـ) ، وتوفي رحمه الله يوم الأربعاء، لثمان خلون من المحرم سنة خمسين وثلاث مئة( 350هـ) وقيل خمس وخمسين وثلاثمائة ( 355 هـ) وله تسعون سنة رحمه الله رحمة واسعة .
نشأته :
لم تذكر لنا كتب التراجم شيئا عن نشأته ، إلا أنه كان يسكن في شارع عبد الصمد عند شريعة أبي عبيد الله، من الجانب الشرقي ، من بغداد . وأنه تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي
وذكر في ترجمته أنه كان يقرض الشعر ومن ذلك قوله :
إن الثمانين عقد ليس يبلغه إلا المؤخر للأخبار والعبر.
وقوله:
ليس لي عدة تشد فؤادي غير ذي الطول عدتي وظهيري
هو فخري لكل ما ارتجيه وغياثي وراحمي ونصيري
وقوله :
صرف الزمان تنقل الأَيام والمـرء بين محلل وحرام
وإذا تعسفت الأُمور تكشفت عن فضل إنعام وقبح أثامِ
هذا ما ذكر عن حياته رحمه الله، فقد شحت كتب التراجم علينا بذكر أسرته ، وطفولته ، وشبابه ، وحياته الإجتماعية ، فلم تذكر لنا شيئا من ذلك .
وأثناء التنقيب في المراجع عثرت على ترجمة لابنه ، وأخرى لابنته ، وهذا دليل على أنه تزوج رحمه الله ، ووهبه الله ذرية صالحة.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله:( عبد الغني بن أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد أبو رفاعة القاضي)
ثم ذكر الخطيب رحمه الله اثنين من شيوخه وتلاميذه وذكر أنه توفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من صفر سنة ( 364 هـ) أربع وسبعين وثلاثمائة رحمه الله.
هذا ما ذكر عن عبد الغني بن أحمد رحمه الله ، ولم أجد من ترجم له غير الخطيب رحمه الله . وعليه فإن وفاة عبد الغني بعد وفاة والده بأربعة وعشرين عاما أو تسعة عشر عاما على الخلاف الوارد في وفاة والده رحمهما الله .
وأما ابنته فهي: أمة السلام وتكنى أم الفتح، وكان مولدها في رجب سنة تسع وتسعين ومائتين ( 299 هـ) . وقيل مولدها سنة ثمان وتسعين ومائتين( 298 هـ) وقد حدثت عن عدد من الشيوخ ، وحدث عنها عدد من العلماء ، وروت عن والدها وكان بعض ما ترويه عنه بخطه .
وقد أثنى العلماء عليها رحمها الله ثناء حسناً ووصفوها بالديانة والعقل والفضل قال الذهبي رحمه الله ( أمة السّلام، بنت القاضي أحمد بن كامل بن شجرة البغدادية وكانت ديّنة فاضلة )
وكانت وفاتها رحمها الله يوم الإثنين الخامس والعشرين ،وقيل يوم الثلاثاء السادس والعشرين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة ( 390 هـ) ، ودفنت من الغد رحمها الله .
ومما سبق نعلم أن ابن شجرة رحمه الله رزق بأمة السلام وله من العمر ثمان وثلاثون ، أو تسع وثلاثون سنة ، وأن وفاتها بعد وفاة والدها بخمس وثلاثين سنة ، أو أربعين سنة على الخلاف في سنة وفاة والدها رحمهما الله.

مكانته العلمية :
اسم القاضي أحمد بن كامل رحمه الله يتردد كثيرا في كتب العلم وخاصة كتب التراجم والتاريخ ، والتفسير ، والقراءات ، فتارة يرد شيخا يحدث عنه الطلاب ، وتارة يرد طالبا يحدث عن الشيوخ ، وكثيرا ما يرد اسمه ناقلا لخبر،أو معرفا بعلم ، أو مبينا لغريب ، أو راويا لحديث ، أو مسندا لقراءة أو شارحا لقول ، ولا غرو فله مصنفات في أنواع من العلوم.
وتتجلى لنا مكانة القاضي ابن شجرة العلمية إذا علمنا أنه تتلمذ على الكبار من العلماء ، وتتلمذ عليه علماء كبار، وأنه صنف في أنواع العلوم، واستفاد منه العلماء كثيرا، وأثنوا عليه.
فمن شيوخه الإمام العلامة المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة( 310 هـ)رحمه الله ، صاحب التفسير والتاريخ، والمصنفات الكثيرة .
فقد تتلمذ عليه ابن شجرة ولازمه حتى عرف بذلك فصار يقال في ترجمته " تلميذ محمد بن جرير" وكان يجله ويقدره كثيرا.
قال الذهبي رحمه الله:( قال أحمد بن كامل القاضي:أربعة كنت أحب بقاءهم أبو جعفر الطبري... فما رأيت أفهم ولا أحفظ منهم) .
وقال ابن الأثير رحمه الله: ( القاضي أبو ) بكر أحمد بن كامل، وهو من أصحاب الطبري، وكان يروي تاريخه) .
فابن كامل رحمه الله له تعلق بابن جرير الطبري روى عنه كثيرا ، لكنه لم يقتصر عليه بل لازم غيره من العلماء الكبار واستفاد منهم رحمه الله .
وكما استفاد من علماء عصره ، فقد تتلمذ عليه أئمة كبار منهم :
الإمام الحافظ المجود المشهور أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني المتوفى ( 385 هـ) صاحب التصانيف .
والإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك
ويكفى ابن شجرة رفعة وفخرا أن يتتلمذ عليه أمثال هؤلاء الكبار الأخيار .
مصنفاته :
صنف القاضي أحمد بن كامل رحمه الله عددا من المصنفات ذكر منها:
كتاب في " القراءات "( )، وكتاب " غريب القرآن "( )، وكتاب "التقريب في كشف الغريب"( )،وكتاب" موجز التأويل عن معجز التنزيل"( )،وكتاب " التاريخ"( )، وكتاب "الشروط الكبير"( ) وكتاب"الشروط الصغير"( )،وكتاب" المختصر في الفقه"( )،وكتاب"الشعر"( )، وكتاب "الوقوف"( ) ،وكتاب " البحث والحث"( ) ،وكتاب " أمهات المؤمنين"( ) ، وكتاب " الزمان"( ) ، وكتاب " أخبار القضاة "( ) .
وهذه المصنفات لم يطبع منها شيء كما أعلم بعد التتبع والله أعلم .
تأثيره فيمن بعده :
لقد أفاد العلماء من ابن شجرة رحمه الله كثيرا ، ورووا عنه ، ونقلوا من مصنفاته ، فالدارقطني رحمه الله روى عنه في "السن" ، والحاكم روى عنه في "المستدرك"( ) ، وأفاد منه السمعاني في كتاب "الأنساب"( ) ،وابن مردويه في تفسيره( ) والماوردي في تفسيره( )، وابن العربي في "أحكام القرآن"( ) والقرطبي في تفسيره( )، وأبو حيان في تفسيره ( ) .
ونقل عنه المزي رحمه( ) ، وكذلك الذهبي وأكثر رحمه الله النقل عنه( )، واستفاد منه ابن كثير( ) وابن حجر رحمهما الله( ) .
ثناء العلماء عليه :
قال الخطيب رحمه الله :( كان من العلماء بالأحكام ، وعلوم القرآن ، والنحو والشعر، والتواريخ، وله في ذلك مصنفات)( ). وكذا قال السمعاني وزاد : ( وتواريخ أصحاب الحديث ) ( ).
وقال الذهبي رحمه الله: (وقع لي من عواليه،وكان من بحور العلم ) ( ) .
وقال ابن حجر رحمه الله:( كان من أوعية العلم وكان معتمداً على حفظه) ( ).
ومع جلالة قدر ابن شجرة رحمه الله فقد كان متساهلاً ، معتمدا على حفظه ، مما أوقعه في الوهم والعجب .
قال الدارقطني رحمه عنه : كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه، وأهلكه العجب، كان يختار لنفسه ولا يقلد أحدا ( ) .
وقال الذهبي رحمه الله : ( أخمله العجب) ( ).
وقال ابن حجر رحمه الله : ( لينه الدارقطني وقال: كان متساهلاً ومشاه غيره ...وكان معتمداً على حفظه فيهم) ( ).
ومع تليين الدارقطني له إلا أنه -الدافطني- رحمه الله أكثر الرواية عنه في سننه كما مر معنا .
رحم الله ابن شجرة وأسكنه فسيح جناته .
 
الى الاخ الفاضل هل يصلح هذا الموضوع لرسالة دكتوراه بعنوان ابن شجرة حياته وآثاره في التفسير جمعا ودراسة؟
ارجو ان تتكرم بالجواب ولمن يعرف ان يتكرم فيدلي بدلوه
 
قال عنه السمعاني ، في كتابه الأنساب :


(الشجري: الشين المعجمة المفتوحة، والجيم المفتوحة، والراء.
منسوب إلى الشجرة وهي قرية بالمدينة، والمنتسب إليها : ......

والقاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد القاضي الشجري، نسب إلى جده الأعلى، من أهل بغداد، كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك، وكان أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري، وتقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف، حدث عن محمد بن سعد العوفي، ومحمد بن الجهم السمري، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عبيد الله المرزباني وغيرهما من قدماء الشيوخ، وكان أبو الحسن بن رزقويه إذا روى عنه قال: حدثنا من لم تر عيناي مثله، وكان أبو الحسن الدارقطني يقول:
أحمد بن كامل بن خلف كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب، فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء أصلاً، فقال له أبو سعد الإسماعيلي، كان جريري المذهب !!!
قال أبو الحسن: بل خالفه واختار لنفسه، وأملى كتاباً في السير، وتكلم على الأخبار. وقال غيره: مات في المحرم من سنة خمسين وثلاثمائة.
 
وفي تاريخ الإسلام ؛ للذهبيّ :

أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة:
أبو بكر البغدادي القاضي، تلميذ محمد بن جرير.
تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي.
وحدث عن: محمد بن الجهم، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وأبي قلابة الرقاشي، والحسن بن سلام، وطبقتهم.
وعنه: الدارقطني، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وآخرون.
قال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائتين.
وقال الخطيب: كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله في ذلك مصنفات.
وقال الدارقطني: كان متساهلاً. ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه. وأهلكه العجب. كان يختار لنفسه ولا يقلد أحداً. توفي رحمه الله تعالى في شهر المحرم. وكان لا يعد لأحد وزناً من الفقهاء وغيرهم؛ أملى كتاباً في السنن، وتكلم على الأخبار.
 
وبما أنه من علماء النحاة ؛ فقد ترجم له :
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ؛ للسيوطيّ :

أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن زيد، أبو بكر القاضي
قال الخطيب: أحد أصحاب ابن جرير، وكان عالماً بالحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتاريخ وأصحاب الحديث، "وله مصنفات في أكثر من ذلك".
تقلد قضاء الكوفة، وروى عن أبي قلابة الرقاشي وغيره، وعنه الدار قطني.
وسئل عنه فقال: كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس من كتابه، وأهلكه العجب، فاختار لنفسه مذهباً.
وصنف غريب الق آن، القراءات، التاريخ، أخبار القضاة، الشعراء، وغير ذلك.
مولده سنة ستين ومائتين. ومات في المحرم سنة خمسين وثلاثمائة.
 
عودة
أعلى