تعريف بكتاب: (تحفة المريد لمقدمة التجويد) لإبراهيم الأنصاري (ت893هـ)

محمد سيف

New member
إنضم
05/03/2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
40
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه نبذة يسيرة عن الكتاب الذي قمت بتحقيق نصفه في البحث التكميلي بمرحلة الماجستير بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية، والذي كان بعنوان:
"تحفة المريد لمقدمة التجويد" لابن قوقب برهان الدين إبراهيم بن عبدالرحمن الأنصاري (ت893هـ)
من أول الكتاب إلى نهاية شرح البيت رقم (51)
"دراسة و تحقيقاً"

وقد كتبته تلبيةً لطلب فضيلة شيخنا الدكتور: مساعد الطيار حفظه الله في هذا الموضوع:
http://vb.tafsir.net/tafsir30028/
أسأل الله سبحانه أن ييسر نشر الكتاب؛ ليستفيد منه طلاب العلم ويفيدون.

تعريف بالمؤلف
هو برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالرحمن الأنصاري السعدي الخليلي الشافعي([1])، يعرف بـ(ابن قَوْقَب)([2])
ولد سنة 819هـ، بمدينة الخليل بفلسطين، قال السخاوي: «نشأ فحفظ القرآن وكُتباً»([3]).
رحل لطلب العلم، وللتعليم، وغير ذلك، فرحل إلى مكة وبيت المقدس والقاهرة والشام، وعاد في آخر حياته إلى الخليل.
أخذ عن شيوخ كثيرين أحصيت منهم 20 شيخاً، ومن أهمهم ناظم الجزرية الإمام محمد بن محمد بن الجزري (ت833هـ)، وكذلك الإمام ابن حجر العسقلاني (ت852هـ).
ولم تُسمِّ المصادر التي وقفتُ عليها أحداً من تلاميذه خلال ترجمته، إلا شيئاً قليلاً، وأحصيت منهم 10 تلاميذ، منهم ابناه محمد وأحمد.
ومما ذُكر في ترجمته أن شيخه ابن رسلان سكن فترة في بيت المقدس؛ فقال أبياتاً جميلة يصف بها سعادته بالمقام في هذه البلدة المباركة، يقول فيها:
حباني إلهي بالتصاقي بقبلةٍ
بمسجده الأقصى المباركِ حولَهُ
فحمداً وشكراً يا إلهي، وإنني
أود لإخواني المحبينَ مثلَهُ​
ثم شاء الله سبحانه أن يسكن الشيخ برهان الدين ببيت المقدس بعد شيخه، فأنشد قائلاً:
كذاك إلهي قد حباني بمثل ما
حبا الشيخ أستاذي، لقد نال سؤله
فحمداً وشكراً يا إلهي، وإنه
دليل على أني محبٌّ، أخٌ له([4])​
توفي سنة 893هـ، بمدينة الخليل([5])، رحمه الله رحمةً واسعة.


تعريف بالكتاب
بدأ المؤلف رحمه الله كتابه بمقدمة بديعة، استفاد فيها من مقدمة الإمام الجعبري (ت732هـ) في كنز المعاني، وضمَّنها بعض مصطلحات علم التجويد بطريقة جميلة، وقد كان بارعاً في استهلاله عندما قال: «الحمد لله مجوِّدالأشياء بإتقان، الذي ميَّز بين الإنسان والحيوان، بالعقل والنطق والتحريك والإسكان».
وبعد ديباجة كتابه شرع في بيان شرف علم التجويد وأهميته ومنزلته العليا بين العلوم، وأوضح منزلة المقدمة الجزرية بين كتب التجويد، وأن حسنها واعتناء القراء بها كان دافعاً له إلى القيام بشرحها وبيان معانيها.
ثم ذكر بعض معالم منهجه، والتي تمثلت في:
1. سلوك منهج الاختصار في الشرح، حيث قال: «أراعي فيه الاختصار، وأميل إلى ترك الإكثار».
2. الاعتماد على مصادر من سبقه من الأئمة في شرحه، فقال -رحمه الله- في تواضع: «ولعمري ... إنما هو مجموع من نقولهم، وتفريع على أصولهم».
وقد لاحظت معالم أخرى من منهجه،أجملها فيما يلي:
أ‌. يضع لنص الجزرية رمز (ص)، وللشرح رمز (ش).
ب‌. يشرح كل بيت على حدة في الغالب.
ت‌. لم يضع تبويباً لشرح المنظومة.
ث‌. يذيل شرح البيت أحياناً ببعض الفوائد والتنبيهات والفروع المهمة.
ج‌. القراءة التي اعتمدها في كتابه هي قراءة أبي عمرو البصري التي كانت سائدة في بلاد المشرق في زمنه([6]).
ح‌. يعتني بتعريف مصطلحات علم التجويد لغةً واصطلاحاً.
خ‌. ينبِّه على بعض الأخطاء التي تقع في قراءة القرآن من العوام أو بعض الأعاجم.
وتتجلى القيمة العلمية لهذا الكتاب من خلال النقاط التالية:
1.أنه من أوائل شروح المقدمة الجزرية، وأن مؤلفه أحد تلامذة ناظمها الإمام ابن الجزري.
2.اعتماده على مصادر أصيلة في علم التجويد واللغة والقراءات والرسم أحصيت منها (20) مصدراً في الجزء الذي قمت بتحقيقه، ومن أهمها:
أ‌- النشر في القراءات العشر للناظم الإمام: محمد بن محمد بن الجزري (ت833هـ).
ب‌- الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة للإمام: مكي بن أبي طالب (ت437هـ).
ت‌- التحديد في الإتقان والتجويد، والتيسير في القراءات السبع، كلاهما للإمام: أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ).
ث‌- حرز الأماني ووجه التهاني (الشاطبية) للإمام: القاسم بن فيرُّه الشاطبي (ت590هـ).
ج‌- الكتاب لسيبويه (ت180هـ).
3.قد يستدرك على الناظم أحياناً، واستدراكاته على قلتها فيها قوة نظر وحسن تحليل.
4.ما ذكرته من تذييلات له رحمه الله حوت فوائد نفيسة.


([1]) انظر: الضوء اللامع. السخاوي 1/56، الأنس الجليل. ابن الحنبلي 2/206.
([2])انظر: الضوء اللَّامع. السخاوي 1/56.
([3]) الضوء اللامع 1/56.
([4]) انظر القصة في: المرجع السابق 1/57، الأنس الجليل. ابن الحنبلي 2/206-207.
([5]) انظر: المرجعين السابقين.
([6]) قال ابن الجزري في غاية النهاية 1/265: «القراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحداً يلقن القرآن إلا على حرفه»، وانظر: مقدمة تحقيق المقدمة الجزرية للشيخ محمد تميم الزعبي ص14 وما بعدها.
 
عودة
أعلى