تعريف بكتاب : الغارة على القرآن الكريم

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

الغارة على القرآن الكريم

للدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن



أ. د. خليل أبو ذياب



يعدّ هذا الكتاب من زمرة الكتب التي عُنِيَ فيها مؤلفوها بالتصدي للهجمات المسعورة التي تستهدف الطعن في القرآن الكريم واتهامه بمختلف التهم الكاذبة والملفقة بغية صرف الناس من غير المسلمين خاصة عنه ، ومحاولة وقف تيار الدعوة الإسلامية التي تحرص على كشف زيف وأباطيل التوراة والإنجيل ، وتحديد مظاهر التحريف التي لحقت بهما ؛ ومن هنا كانت غاية المؤلف من كتابه تنشيط حركة الدعوة إلى القرآن والإسلام ، وضرورة تنويع الجهود المبذولة في هذا المجال وتثقيف الدعاة ، والدعوة إلى إنشاء مؤسسات متخصصة لهذا الغرض ، وتكريس العمل الجماعي المنظم لمواجهة الجهود التنصيرية الشرسة للطعن في القرآن الكريم وتدمير قداسته ــ خابت مساعيهم ورُدَّ كيدهم إلى نحورهم وذلّوا وخسروا خسرانا مبينا ؛ وكيف لا وقد قال ربنا جلّ وعزّ : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر9 ؛ وهكذا جاء الكتاب ليسجل حربا شرسة على القرآن الكريم شنها نفر من القساوسة والرهبان عبر الافتراء على القرآن وقذفه بمختلف الأباطيل ، وتجنيد كافة الطاقات لصرف النصارى واليهود عنه !

وقد نشطت الجهود النصرانية لإظهار القرآن / الإسلام في صورة العدو الحالي والمستقبلي والذي يمثل إمبراطورية الشر بالنسبة للغرب خصوصا بعد انهيار المعسكر الشيوعي !

وقد استهدفت الغارة التنصيرية على القرآن أصالته وصحة تلقي الرسول (ص) له عن طريق الوحي !

ومن هنا كانت وراء هذا الكتاب دوافع متعددة منها كثرة الافتراءات والشبهات التي أثارتها الجدليات التنصيرية وضعف مستوى الردود الإسلامية التي قوبلت بها لانعدام التخصص المنهجي والعلمي المناسب لأصحابها ، وذلك لأن هذا النوع من الدراسات يتطلب إلماما بجوانب معرفية عديدة مثل تاريخ الأديان ومعتقدات أهل الكتاب ومضمون كتبهم المقدسة ومناهج النقد العلمي .. وقد كان طبيعيا أن يتلافى المؤلف مظاهر القصور التي تردى فيها الآخرون وهو يخوض تجربة الرد على أصحاب هذه الغارة الشرسة ودفع شبهاتهم ودحض افتراءاتهم ليكون درسا عمليا تطبيقيا للدعاة وتوجيههم إلى الطريقة المثلى في الرد عليهم ، وتعينهم كذلك في الدعوة إلى الله وتصحيح المفاهيم التي روجها المنصرون حول القرآن الكريم لصرف أتباعهم عنه !

وقد جاءت الدراسة في ثلاثة فصول أفرد لكل منها عددا من المباحث : وقد رصد الفصل الأول حركة الجدل التنصيري ضدّ أصالة القرآن الكريم ، ثم أتبعه بتفنيد مزاعمهم حول هذه القضية في الفصل الثاني .. وأفرد الفصل الثالث لمظاهر الإعجاز القرآني ووجوهه المتعددة ..

أما الفصل الأول فقد عرض فيه لحركة الجدل التنصيري حول أصالة القرآن بدءا من البحث عن حقيقة التنصير وصلته بالتبشير لافتا النظر إلى أن الإرساليات والبعثات النصرانية ليست للمسلمين وحدهم ، وإنما هي موجهة أيضا إلى طوائف النصارى الشرقيين من أرمن وقبط وأرثوذكس .. كما رصد حركة التحول في الغارة النصرانية على القرآن بعد فشل المواجهة الكلامية أو الجدل إلى المواجهة الحربية .. كما رصد دوافع الجدل النصراني ضد القرآن وأهمها صرف الأنظار عنه وإخفاء مواقفه من التوراة والإنجيل وكشف ما أصابها من تحريف وتزييف حتى لا تنكشف لأتباعهم ، ومحاولة إبطال معجزة القرآن !

كذلك حرص المؤلف على رصد المراحل التاريخية للجدل التنصيري ضد القرآن وهي : مرحلة التأسيس (جدليات المشرقيين أمثال يوحنا الدمشقي والرهاوي والكندي والأنطاكي وغيرهم ، ومرحلة الجدل البيزنطي ومرحلة الأندلس والحروب الصليبية التي تميزت برموز جدلية بارزة منها بطرس وبيكون ووليم الطرابلسي وغيرهم ، ثم مرحلة التنصير المؤسسي التي أعقبت الحروب الصليبية في محاولة لتحقيق ما عجزت عنه .. وقد تزيّت بزيّ التبشير الذي كان يهدف إلى القضاء على القرآن عن طريق تأليف الكتب وإنشاء المؤسسات الدينية " الكليات اللاهوتية " ومؤسسات الاستشراق التي تأسست وفق قانون كنسي يهدف إلى ردّ العرب إلى النصرانية ونشرها بين المسلمين على ما بين هاتين المؤسستين التبشيرية والاستشراقية من فوارق في أدوات العمل التنصيري ومجالاته !

وقد وقف الباحث عند طرق التنصيريين لإبطال أصالة القرآن عن طريق الترجمة التي شغلت بها الكنيسة لتزويد المنصرين بسلاح خطير عبر تزييفه بسبب تشويه الترجمة وإضافة المقدمات والتعليقات والملاحق التفسيرية إليها ، ثم عن طريق البحوث التنصيرية التي وضعت حول القرآن تتناول مصادره وتاريخه ، وكذلك إصدار الدوريات والقواميس ودوائر المعارف المتخصصة في دراسة القرآن لتأكيد تزييفه وتشويهه .. ثم الحرص على ترويج تلك المزاعم وإثارة الشبهات التي اختلقوها حول القرآن باعتبارة " هرطقة مسيحية " ، وأنه مجرد تلفيق من التوراة والإنجيل وتكرار لقصص التوراة متجاهلين الأساليب الفكرية التي قررها القرآن لتأكيد صدقه وأنه منزل من عند الله سبحانه على الرسول مثل أسلوب التحدي بالإتيان بمثله أو بمثل عشر سور منه أو بسورة واحدة .. وكذلك أسلوب المقارنة بين القرآن وغيره من الكتب السماوية لتأكيد صدقه وكشف زيفها وكذبها .. وكذلك أسلوب النقد التاريخي من خلال تقرير أمية الرسول العربي وأعجمية من اتهموهم بتعليمه القرآن في زعمهم !

وجاء الفصل الثاني لتفنيد مزاعم الجدل التنصيري للطعن في صدق القرآن الكريم وأصالته ؛ وقد ابتدأها بسرد وجوه تهافت الادعاء بأن القرآن تلفيق من اليهودية والنصرانية كاشفا عن حدود العلاقة بين القرآن وبين التوراة والإنجيل ، وهي علاقة هيمنة عليها وتصديق لها وتفصيل لما أجملته مع التأكيد على ما أصابها من تحريف وتزييف .. كما وقف عند ادعاء المنصرين أخذ الرسول القرآن عن بعض الشخصيات النصرانية مثل بحيرا الراهب وورقة بن نوفل .. ويدحض هذه المزاعم كون العهد القديم والجديد لم يكتبا بالعربية في ذلك العصر حتى يفيد منهما الرسول العربي الأمي ، بل كتبا بعد عدة قرون ، فضلا عن اختلاف كتب العهد القديم نفسه: توراة السامرة ، والترجمة السبعينية وتوراة العبرانيين (ص67) .. ومثل ذلك اختلاف نسخ العهد الجديد باختلاف الكنائس : نسخة الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك والأقباط والأرمن .. ثم يقف المؤلف عند قضية الاختلاف بين اليهودية والمسيحية وافسلام في أصول الإيمان : الألوهية والنبوة واليوم الآخر والكتب السماوية والملائكة والقدر .. وكذلك مواقفها الأخلاقية : المعرفة والتربية والسلوك والمجتمع والعلم .. كما ناقش قضية تأثير الإسلام في اليهودية والنصرانية من حيث المبادئ والأفكار التي تأثرت بها حركات الإصلاح عندهم ..

كما عرض وجوه تهافت الادعاء بأن القصص القرآني تكرار لقصص التوراة والإنجيل وأهمها : اختلاف منهج القصص القرآني عما في العهدين القديم والجديد من حيث المصدر والخيال القصصي والتشخيص البياني والتصريح والتلميح والتجريد والتنويع وخواتيم القصص ؛ وكذلك تباين أهداف القصص بينهما وبين القرآن ؛ كما أن القرآن ذكر بعض القصص التي لم تذكر في التوراة والإنجيل وهي إما قصص كاملة ، وإما تفاصيل دقيقة .. ومن هذه المقارنة يتضح تهافت الجدل التنصيري في ادعائه تكرار القرآن لقصص العهد القديم والجديد .. ولكي يؤكد هذه النتيجة استعرض نماذج من تلك القصص المشتركة بينها وهي : قصة خلق العالم ، وقصة الطوفان ، وقصة يوسف عليه السلام ..

أما الفصل الثالث فقد أفرده لعرض مظاهر ووجوه الإعجاز القرآني التي قررها كثير من العلماء والباحثين في القرآن وهي : الإعجاز البياني أو البلاغي الذي يقوم على اللفظ والمعنى والنظم والتصوير الفني ؛ ثم الإعجاز الإخباري الذي يتناول قصص الأمم الغابرة ، وكذلك الغيبيات والتنبؤات ؛ ثم الإعجاز التشريعي وما يتسم به من مرونة وشمولية ويسر ؛ ثم الإعجاز العقلي حيث عُنِي القرآن بمخاطبة العقل الإنساني مستخدما الأدلة المنطقية والبراهين المقنعة وهو يقرر كثيرا من القضايا بعيدا عن الوهم والظن والهوى .. وهذا ما جعل العقل المنصف يتبين خلوّ القرآن من التناقض والاختلاف .. كما يذكر وجها آخر للإعجاز القرآني عند بعضهم وهو الإعجاز القلبي وهو ما يتركه القرآن في نفس قارئه أو سامعه من آثار داخلية بالغة .. وإن كان هذا الأمر ذاتيا ولا يخضع للتعليل أو التوصيف والقياس فضلا عن عموميته ثم الإعجاز العلمي من خلال اشتمال القرآن على كثير من القضايا التي تنتمي إلى علوم الفلك والطب والجيولوجيا والزراعة والنبات والحيوان والتناسل والاقتصاد والتجارة والتاريخ والحضارة والبحار .. وقد شغل نفر من المفسرين والباحثين بهذا الجانب من الإعجاز القرآني وكشف مظاهره في مصنفاتهم من أمثال الرازي والجوهري وعبد الرزاق نوفل ومصطفى محمود والغمراوي والفندي وأحمد زكي وغيرهم .. وقد عرض المؤلف بعض الشواهد الدالة على هذا الإعجاز العلمي من مثل خلق العالم وبعض القضايا الفلكية والجيولوجية وخلق الإنسان والتي تساقطت في القرآن إشارات دالة عليها .. وإن كان يجب ألا يغيب عن البال كون القرآن كتاب هداية وتشريع في المقام الأول ، وأن ما وجد فيه من قضايا العلم المتنوعة إنما هي تبع للجانب الدعوي فيه !

ولا يسعنا في الختام إلا التأكيد على أهمية هذا الكتاب وجدارته بالقراءة والتأمل [/align]

منقول من هنـــــا
 
الغارة

الغارة

الغارة على القرآن الكريم
في الحقيقة إن عنوان هذا الكتاب قد استوقفني قبل أن أفكر في الدخول الى ما فيه. وأنا أظن لو أن الكاتب اختار عنواناً أدق من هذا لكان أفضل. فالعنوان له دلالاته التي ينبغي للمؤلف أن لا يغفل عنها . بل إن من من اهم عوامل نجاح الكتاب هو الإختيار الناجح للعنوان . والدقة في انتقائه. فينبغي أن يراعى فيه عامل التشويق والاختصار. ومن هنا فإني أضع هذه الملاحظات على هذا العنوان لعل الكاتب في المرات القادمة يكون أكثر انتباهاً لانقاء العنوان الذي يريده وبارك الله به وبعلمه :
فعل غار يغير تعني المباغته في الهجوم . والذي يباغت في الهجوم غالباً ما يكون منتصراً . فتقول العرب: أغار الجند على الأعداء . أي باغتوهم . والذي يباغت أيضاً فإن من خلال مباغتته أو غارته فإنه ينال من العدو ولو شيئاً يسيراً . ولذلك سميت الغارة الجوية بهذا الاسم لأنه مخطط لها من قبل واضحة الأهداف والإحداثيات .والمباغتة أيضاً أو الغارة غالباً ما تكون لبواطن الضعف للمهجوم عليه أو للمواطن التي تضعف العدو وتوهنه وتبدد قوته من خلال الهجوم على فواصل الاقتصاد أو مكامن الطاقة أو الموارد الانتاجية. فيقضي عليها من خلال غارته ويضعفها. والقرآن الكريم ليس هكذا ولله الحمد فإنه يتعرض لهجمات مختلفة كثيرة من أعداء مختلفين ولكنها أثبتت فشلها كلها ولم تنجح أي منها بفضل من الله ومنّة. ولذلك فإن كلمة غارة لا تخدم المصلحة العليا التي ذهب اليها الكتاب وهي فشل محاولات النيل من القرآن على شراستها وقوتها. فلو سمّى الكتاب بطريقة توصل الى هذا المعنى لكان أجمل وأدق كأن يقول(محاولات النيل من القرآن) أو ما شابه ذلك من عناوين ربما يكون الكاتب فيها أقدر على الوصول الى الفكرة الرئيسية التي يتمحور عليها الكتاب . أسأل الله تعالى أن يوفق الكاتب ويفتح عليه لعناوين ومواضيع تكون في موازين عمله يوم القيامة . فأنا أعلم الجهد المبذول الكبير الذي ينفقه المؤلف لإخراج الكتاب وتهذيبه وتنقيحه وتدويره وطباعته . والله تعالى أسأل أن يوفق الدكتور عبد الراضي الى كل خير . والحمد لله رب العالمين
 
وفقك الله شيخنا وحبذا لو تزودنا بمعلوماتٍ عن طبعة الكتاب ومكان وجوده
 
عودة
أعلى