محمد السيلاوي
New member
- إنضم
- 06/10/2005
- المشاركات
- 20
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
صـدر حديـثاً عن دار الفـاروق , عمّان – العبدلي - لفضيلة العلامة المفسِّر صلاح عبد الفتاح الخالدي ( تفسير ابن كثير : تهذيب وترتيب ) . يقع الكتاب في ستِّ مجلدات من القطع المتوسط , عدد صفحاته 3565
أهمية تفسير ابن كثير :
ذكر العلامة الخالدي في مقدمة تهذيبه : أنَّ تفسير ابن كثير يعدُّ من أهمّ أمهات كتب التفسير ، وفي مُقدِّمتها, حيث سجَّل فيه – الإمام ابن كثير – نظراته في الآيات ، من المعاني والدِّلالات واللطائف .
وقال الخالدي : تفسير ابن كثير يصحُّ اعتباره (نواةً) للتفسير الموضوعي ، الذي انتشر في زماننا ، لكثرة ما يُسجِّل من الآيات الأخرى أثناء تفسير الآية التي بين يديه ، والإمام ابن كثير حافظةٌ قرآنيةٌ واعية ، وحُسن استحضار للآيات المتَّفِقة مع الآية التي يفسرها ، ويقف في هذه النقطة في مقدمة المفسرين ، فما رأينا مفسراً يُساويه في هذا الجانب , وهو يحسن انتقاء الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين .
وقد أجاد الإمام أحمد شاكر في شهادته لتفسير ابن كثير ، حيث قال في مقدمة اختصاره له : "إن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري".
ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسيرٍ آخر مما بأيدينا , فما رأينا مثلهما , ولا ما يقاربهما , وقد حرص الحفاظ ابن كثير على أن يفسر القرآن بالقرآن أولاً , ما وجد إلى ذلك سبيلاً , ثم بالسنَّة الصحيحة , التي هي بيانٌ لكتاب الله , ثم يذكر كثيراً من أقوال السلف في تفسير الآي.. " .
أسباب تهذيب تفسير ابن كثير :
نظراً لأهمية تفسير ابن كثير , وخدمة للقارئ المعـاصر , قام فضيلة العلامة الخالدي بتهذيب تفسير ابن كثير .
قال في مقدمة التهذيب : هناك عقباتٌ تقف أمام المسلم المعاصر الراغب في فهم التفسير من تفسير ابن كثير , ومنها :
1. إيراد بعض القصص والأخبار التي لم تصحّ ولم تثبت , في تفسير القصص القرآني , وأَخْذِ هذه القصص من الإسرائيليَّات , وكان منهج ابن كثير إيراد الإسرائيليات التي لا تتعارض مع القرآن , والسكوت عليها .
2. رغم علم الحافظ ابن كثير بالحديث , إلا أنه يورد أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة , مما يجعل القارئ في حيرة , فرغم أنَّ أحاديثه الصحيحة كثيرة , إلا أنَّ أحاديثه الضعيفة ليست قليلة أيضاً .
3. تكرار الحديث بروايات أخرى أحياناً , مما يشتت القارئ .
4. ذِكر عدة أسانيد للحديث , وبعض النِّقاشات والتعليقات المتعلقة بالرجال والمصطلح .
5. مختصرات ابن كثير , وهي مختصرات مفيدة , جزى الله أصحابها العلماء الذين اختصروا تفسير ابن كثير خير الجزاء , إلا أنَّ هذه المختصرات عليها بعض المآخذ ولم تورد كل علم التفسير الجزئي , وفيها بعض ما لا داعي له , وبعض ما لم يثبت .
أسباب ترتيب التهذيب :
يقول العلامة الخالدي في مقدمته بعد بيان الأسباب التي دعت إلى اختصار وتهذيب تفسير الحافظ ابن كثير : ولذلك رغبت في خدمة تفسير ابن كثير , لأضُمَّها إلى خدمة تفسير الطبري , خدمةً تقوم على تهذيب تفسير ابن كثير وترتيبه , وليس مجرد اختصاره , والتهذيب يحتاج إلى ترتيبٍ وحسن عرضٍ وتقديم .
تفسير ابن كثير المطبوع كلُّه قطعة واحدة , ليس فيه فواصل ولا فقرات ، مما يجعل القراءة فيه متعبة . وهذا الأمر تسرَّب إلى مختصرات التفسير المشار إليها ، إذ ينقصها الكثير من الترتيب ، وتقسيم التفسير إلى فقرات واضحة. ولعل حرص أصحابها على تصغير حجم المختصر ، هو الذي دفعهم إلى دمج الكلام غالباً ، وعدم الاهتمام بالفقرات وحسن الترتيب .
وحرصت على مراعاة الترتيب ، ولم ألتفت إلى الحجم ، فالمهمّ عندي هو خدمة المسلم المعاصر ، وتفسير ابن كثير له ، بصورة ميسّرة ، تُعينه على حسن فهمة ، وتدعوه إلى متابعة القراءة فيه ..
ولذلك أسميت هذا العمل : (تفسير ابن كثير : تهذيب وترتيب) .
طريقة العلامة الخالدي في هذا التهذيب :
يقول في مقدمة التهذيب : وكانت طريقتي في هذا التهذيب ، كما يلي:
1. قراءة النص التفسيري من تفسير ابن كثير ، من أكثر من طبعة ، ومن أجود طبعات التفسير ، تلك الصادرة عن دار الشعب بمصر ، في الستينات.
2. قراءة النص التفسيري من أهم مختصرات التفسير ، وهما : عمدة التفسير لأحمد شاكر ، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني.
3. الضرب على الكلام الذي لا داعي له ، والذي سيحذف في التهذيب ، والذي ضربت عليه وأسقطته من الأصل هو : الإسرائيليات والروايات والأخبار غير الثابتة .. والأحاديث غير الصحيحة .. والأسانيد العديدة المكررة . والروايات المكررة . والقراءات الشاذة غير الصحيحة . وبعض الأسماء العديدة لعلماء سابقين ، من الصحابة والتابعين .. وتكرار ابن كثير لتفسير الآية من تفسير آخر ، كأن ينقل تفسيرها من تفسير الطبري ، ثم ينقل تفسيرها من تفسير ابن أبي حاتم.
4. إعادة قراءة القطعة التفسيرية بعد معرفة ما سيحذف منها .
5. كتابة القطعة التفسيرية ، والحرص على تناسقها وترتيبها ، وربط عباراتها وجملها ربطا ً بيانياًً .
6. الحرص على مراعاة علامات الترقيم من الفواصل والنقط ، وعلامات التعجب والاستفهام ، والفقرات الواضحة المترابطة .
7. التصرف بالصياغة عند الضرورة ، ليبدو الكلام مترابطاً متماسكاً .
8. ترقيم الآيات القرآنية ، الواردة في التفسير ، بذكر اسم السورة ورقم الآية ، وهذا كثيرٌ في تفسير ابن كثير.
9. المحافظة على تقسيم ابن كثير للآيات ، والحرص على تسـجيل كلامه ، وإيراد ما ذكر من علم نافع غزير ، وعدم التدخل بالتعليق أو المناقشة . لأنني في عملي هذا خادم للتفسير ، وليس معلقاً عليه أو مناقشاً له.
10. حسن انتقاء الأحاديث واختيار ما صحَّ منها ، وإغفال ما كان موضوعاً أو ضعيفاً .
أحاديث التهذيب :
ومما يزيد هذا التهذيب جمالا ً وألقاً .. قيام فضيلة العالم القدوة الشيخ إبراهيم العلي –رحمه الله- بتخريج الأحاديث والحكم عليها ، وذكر من أخرجها من كتب الحديث – فجزاه الله خيراً عن العلم وأهله – وقد بلغت الأحاديث المرفوعة الصحيحة في التهذيب أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة حديث .
وأخيراً :
جزى الله فضيلة العلامة المفسر صلاح الخالدي خير الجزاء ، على قيامه بهذا التهذيب المبارك ، وهذا العمل الجليل ، ونشكر له صبره ومثابرته وجلده على معاناة مثل هذه الأعمال التي هي بحاجة إلى همة عالية ، وفهم ثاقب , ونظرة صائبة ، وعقل واعٍ ، وقلم سيَّال ، وروعة بيان ، وهذا ما رأيناه ونراه في شيخنا حفظه الله وأعلى مثوبته ورفع درجته .
أهمية تفسير ابن كثير :
ذكر العلامة الخالدي في مقدمة تهذيبه : أنَّ تفسير ابن كثير يعدُّ من أهمّ أمهات كتب التفسير ، وفي مُقدِّمتها, حيث سجَّل فيه – الإمام ابن كثير – نظراته في الآيات ، من المعاني والدِّلالات واللطائف .
وقال الخالدي : تفسير ابن كثير يصحُّ اعتباره (نواةً) للتفسير الموضوعي ، الذي انتشر في زماننا ، لكثرة ما يُسجِّل من الآيات الأخرى أثناء تفسير الآية التي بين يديه ، والإمام ابن كثير حافظةٌ قرآنيةٌ واعية ، وحُسن استحضار للآيات المتَّفِقة مع الآية التي يفسرها ، ويقف في هذه النقطة في مقدمة المفسرين ، فما رأينا مفسراً يُساويه في هذا الجانب , وهو يحسن انتقاء الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين .
وقد أجاد الإمام أحمد شاكر في شهادته لتفسير ابن كثير ، حيث قال في مقدمة اختصاره له : "إن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري".
ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسيرٍ آخر مما بأيدينا , فما رأينا مثلهما , ولا ما يقاربهما , وقد حرص الحفاظ ابن كثير على أن يفسر القرآن بالقرآن أولاً , ما وجد إلى ذلك سبيلاً , ثم بالسنَّة الصحيحة , التي هي بيانٌ لكتاب الله , ثم يذكر كثيراً من أقوال السلف في تفسير الآي.. " .
أسباب تهذيب تفسير ابن كثير :
نظراً لأهمية تفسير ابن كثير , وخدمة للقارئ المعـاصر , قام فضيلة العلامة الخالدي بتهذيب تفسير ابن كثير .
قال في مقدمة التهذيب : هناك عقباتٌ تقف أمام المسلم المعاصر الراغب في فهم التفسير من تفسير ابن كثير , ومنها :
1. إيراد بعض القصص والأخبار التي لم تصحّ ولم تثبت , في تفسير القصص القرآني , وأَخْذِ هذه القصص من الإسرائيليَّات , وكان منهج ابن كثير إيراد الإسرائيليات التي لا تتعارض مع القرآن , والسكوت عليها .
2. رغم علم الحافظ ابن كثير بالحديث , إلا أنه يورد أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة , مما يجعل القارئ في حيرة , فرغم أنَّ أحاديثه الصحيحة كثيرة , إلا أنَّ أحاديثه الضعيفة ليست قليلة أيضاً .
3. تكرار الحديث بروايات أخرى أحياناً , مما يشتت القارئ .
4. ذِكر عدة أسانيد للحديث , وبعض النِّقاشات والتعليقات المتعلقة بالرجال والمصطلح .
5. مختصرات ابن كثير , وهي مختصرات مفيدة , جزى الله أصحابها العلماء الذين اختصروا تفسير ابن كثير خير الجزاء , إلا أنَّ هذه المختصرات عليها بعض المآخذ ولم تورد كل علم التفسير الجزئي , وفيها بعض ما لا داعي له , وبعض ما لم يثبت .
أسباب ترتيب التهذيب :
يقول العلامة الخالدي في مقدمته بعد بيان الأسباب التي دعت إلى اختصار وتهذيب تفسير الحافظ ابن كثير : ولذلك رغبت في خدمة تفسير ابن كثير , لأضُمَّها إلى خدمة تفسير الطبري , خدمةً تقوم على تهذيب تفسير ابن كثير وترتيبه , وليس مجرد اختصاره , والتهذيب يحتاج إلى ترتيبٍ وحسن عرضٍ وتقديم .
تفسير ابن كثير المطبوع كلُّه قطعة واحدة , ليس فيه فواصل ولا فقرات ، مما يجعل القراءة فيه متعبة . وهذا الأمر تسرَّب إلى مختصرات التفسير المشار إليها ، إذ ينقصها الكثير من الترتيب ، وتقسيم التفسير إلى فقرات واضحة. ولعل حرص أصحابها على تصغير حجم المختصر ، هو الذي دفعهم إلى دمج الكلام غالباً ، وعدم الاهتمام بالفقرات وحسن الترتيب .
وحرصت على مراعاة الترتيب ، ولم ألتفت إلى الحجم ، فالمهمّ عندي هو خدمة المسلم المعاصر ، وتفسير ابن كثير له ، بصورة ميسّرة ، تُعينه على حسن فهمة ، وتدعوه إلى متابعة القراءة فيه ..
ولذلك أسميت هذا العمل : (تفسير ابن كثير : تهذيب وترتيب) .
طريقة العلامة الخالدي في هذا التهذيب :
يقول في مقدمة التهذيب : وكانت طريقتي في هذا التهذيب ، كما يلي:
1. قراءة النص التفسيري من تفسير ابن كثير ، من أكثر من طبعة ، ومن أجود طبعات التفسير ، تلك الصادرة عن دار الشعب بمصر ، في الستينات.
2. قراءة النص التفسيري من أهم مختصرات التفسير ، وهما : عمدة التفسير لأحمد شاكر ، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني.
3. الضرب على الكلام الذي لا داعي له ، والذي سيحذف في التهذيب ، والذي ضربت عليه وأسقطته من الأصل هو : الإسرائيليات والروايات والأخبار غير الثابتة .. والأحاديث غير الصحيحة .. والأسانيد العديدة المكررة . والروايات المكررة . والقراءات الشاذة غير الصحيحة . وبعض الأسماء العديدة لعلماء سابقين ، من الصحابة والتابعين .. وتكرار ابن كثير لتفسير الآية من تفسير آخر ، كأن ينقل تفسيرها من تفسير الطبري ، ثم ينقل تفسيرها من تفسير ابن أبي حاتم.
4. إعادة قراءة القطعة التفسيرية بعد معرفة ما سيحذف منها .
5. كتابة القطعة التفسيرية ، والحرص على تناسقها وترتيبها ، وربط عباراتها وجملها ربطا ً بيانياًً .
6. الحرص على مراعاة علامات الترقيم من الفواصل والنقط ، وعلامات التعجب والاستفهام ، والفقرات الواضحة المترابطة .
7. التصرف بالصياغة عند الضرورة ، ليبدو الكلام مترابطاً متماسكاً .
8. ترقيم الآيات القرآنية ، الواردة في التفسير ، بذكر اسم السورة ورقم الآية ، وهذا كثيرٌ في تفسير ابن كثير.
9. المحافظة على تقسيم ابن كثير للآيات ، والحرص على تسـجيل كلامه ، وإيراد ما ذكر من علم نافع غزير ، وعدم التدخل بالتعليق أو المناقشة . لأنني في عملي هذا خادم للتفسير ، وليس معلقاً عليه أو مناقشاً له.
10. حسن انتقاء الأحاديث واختيار ما صحَّ منها ، وإغفال ما كان موضوعاً أو ضعيفاً .
أحاديث التهذيب :
ومما يزيد هذا التهذيب جمالا ً وألقاً .. قيام فضيلة العالم القدوة الشيخ إبراهيم العلي –رحمه الله- بتخريج الأحاديث والحكم عليها ، وذكر من أخرجها من كتب الحديث – فجزاه الله خيراً عن العلم وأهله – وقد بلغت الأحاديث المرفوعة الصحيحة في التهذيب أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة حديث .
وأخيراً :
جزى الله فضيلة العلامة المفسر صلاح الخالدي خير الجزاء ، على قيامه بهذا التهذيب المبارك ، وهذا العمل الجليل ، ونشكر له صبره ومثابرته وجلده على معاناة مثل هذه الأعمال التي هي بحاجة إلى همة عالية ، وفهم ثاقب , ونظرة صائبة ، وعقل واعٍ ، وقلم سيَّال ، وروعة بيان ، وهذا ما رأيناه ونراه في شيخنا حفظه الله وأعلى مثوبته ورفع درجته .