تعريف بتفسير ( رد الاذهان إلى معاني القرآن) لرئيس قضاة نيجيريا الشيخ أبو بكر غومي (19

إنضم
04/08/2003
المشاركات
251
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأردن - إربد
تعريف بتفسير ( رد الاذهان إلى معاني القرآن) لرئيس قضاة نيجيريا الشيخ أبو بكر غومي (1924-1992م)

أهداني أحد طلبتي النجباء من نيجيريا هذا التفسير الذي ما إن وقع تحت يدي حتى انكببت عليه بالقراءة المصحوبة بالغرابة والشوق، أما الغرابة فكان منشؤها أن هذا التفسير مليء باللطائف التفسيرية رغم وجازته ومع هذا لم نجد له ذكر بين من يتحدث عن التفاسير الحديثة، وأما الشوق فلرغبتي أن أنقل لأخوتي في هذا الملتقى شيئا من التعريف به وفاء لصاحبه رحمه الله تعالى:
اسم التفسير: رد الأذهان إلى معاني القرآن
طبع ما يزيد على الخمس طبعات، فالطبعة التي بين يدي هي الخامسة وهذا الذي زادني غرابة أنه لم نعرف عنه من قبل
التفسير جاء في مجلد واحد ويحوي جزأين ألأول إلى سورة الكهف من صفحة (1- 395 ) ، والثاني إلى سورة الناس من صفحة (396- 827) مطبوع بهامش المصحف الشريف.
سأقوم اليوم بالتعريف بصاحب التفسير، ويتبع بإذن الله تعالى التعريف بمنهج المفسر وما تميز به التفسير

التعريف بصاحب التفسير:
هو أبو بكر محمود جومي يصفه بعضهم بالترجمان الأفريقي للقرآن الكريم؛ ويقال أنه كان -بحق- الجسر الأفريقي الهوساوي إلى عالم كتاب الله العظيم؛ قال عنه الناشر في مقدمة تفسيره: " فريد عصره الداعي إلى سبيل الرشاد، قامع البدع وكل ألوان الشرك رئيس القضاة بشمالية نيجيريا، عضو المجاس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي".
فهو صاحب الترجمة المشهورة لمعاني القرآن الكريم إلى الهوساوية جهوده التي يتكلم بها ما يزيد عن مائة مليون شخص في معظم دول غرب أفريقيا. وهو الذي طبع في مجمع الملك فهد.
ومع شح من ترجم لهذه الشخصية وحرصي على طلب المزيد عن حياته ، فانني سأعرض لها نقلا عما وجدته مثبتا في الصفحة الأولى من تفسيره حيث لم تزد على خمسة أسطر، وقد وجدت في بعض المقالات المنشورة على النت من ترجم له بإيجاز: نشر على موقع اسلام اون لاين

ولد الشيخ أبو بكر بن محمود غومي عام 1314هـ الموافق السابع من شهر نوفمبر من العام 1924م، في قرية تسمى "غومي" GUMI، أحد المراكز التابعة لولاية صوكوتو سابقا، والتابعة لولاية زامفرا حاليا.
نشأ الشيخ غومي في حجر والده الذي كان قاضيا وتلقى منه القرآن ومبادئ الدين، وقد تعهده بالعناية وحسن التربية فداوم على اصطحابه إلى مجالس العلم ومنازل العلماء، وكان يتعمد سؤاله في بعض المسائل والقضايا ليتيح له فرصة بناء الثقة والاعتزاز بالنفس، وكان أن ألحقه أبوه بالتعليم الابتدائي بقرية "دوغن داجي" على نهج التعليم الغربي النصراني، ورغم المعارضة الشديدة لهذا التعليم في المجتمع الهوساوي فإن أباه أصر على ذلك رغبة منه في أن يجمع بين التعليم العربي والإنجليزي الجديد، ثم المدرسة الوسطى في صوكوتو وحصل منها على شهادة المعلمين "المرتبة الرابعة".
ونظرا لذكائه الشديد بعد تخرجه التحق بـ"المدرسة الوطنية للطلبة الموهوبين لأبناء شمال نيجيريا"، والتحق بعدها بمدرسة العلوم العربية (كلية القضاء) بكانو، ومنها تعلم العربية والدراسات الإسلامية لمدة خمس سنوات، تخرج فيها عام 1947م، ثم حصل على منحة دراسية في معهد التربية في بخت الرضا بالسودان، ونال شهادة الدبلوم العالي في القضاء الشرعي عام 1955م.
كما تتلمذ الشيخ غومي على أيدي علماء محليين نيجيريين، منهم الشيخ جنيد بن محمد البخاري، وزير صوكوتو السابق، والشيخ ناصر الدين كبرا زعيم الطريقة القادرية في نيجيريا، والشيخ "معلم شيهو يابو"، كما أخذ عن عالم لبناني يدعى "سعيد ياسين" رواية حفص عن عاصم في علم القراءات.
بدأ الشيخ غومي نشاطاته العملية بالعمل في سلك التعليم ثم السلك القضائي، حيث عين قاضيا شرعيا بإحدى المحاكم الشرعية بقرية من القرى التابعة لمدينة صوكوتو عام 1947م، ثم عاد إلى العمل في التدريس في مدرسة العلوم الشرعية بكانو عام 1951م، وبعدها انتقل إلى مدينة مرو للتدريس، ثم عاد مرة ثانية إلى مجال القضاء فعين نائبا لقاضي قضاة الشرعيين لإقليم شمال نيجيريا، ثم تولى منصب قاضي القضاة في شمال نيجيريا بلقب "كبير القضاة" مكث في هذا المنصب منذ مطلع الستينيات إلى منتصف السبعينيات.
كما تولى منصب المستشار الديني لرئيس وزراء إقليم شمال نيجيريا في عهد (الزعيم أحمد بللو)، وعين مديرا عاما لمجلس الشورى للشئون الدينية بإقليم شمال نيجيريا، وترأس الهيئة الوطنية لشئون الحج والحجاج لمنطقة شمال نيجيريا.
إضافة إلى ذلك كانت له عضوية العديد من الهيئات الإسلامية داخل نيجيريا وخارجها، فهو عضو مؤسس لمجلس جماعة نصر الإسلام (أقدم وأكبر هيئة إسلامية في نيجيريا) وكان عضوا بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا، والمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وحصل الشيخ غومي على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية، منها الدكتوراة الفخرية في كل من جامعة أحمد بللو بزاريا شمال نيجيريا وجامعة إبادن جنوب نيجيريا، ووسام الدرجة العثمانية من دولة رئيس الوزراء لشمال نيجيريا، وجائزة الدولة التقديرية من حكومة نيجيريا الفدرالية، ثم جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1987م من المملكة العربية السعودية.

التعريف بترجمته لمعاني القرآن الكريم
يشير بعضهم إلى أن ترجمته للقرآن تأتي في مقدمة أعماله وتتسم الترجمة بالإتقان، وروعي فيها مميزات الأسلوب القرآني والقواعد العربية، فلم تكن مجرد ترجمة حرفية ولم يخرج بالتطويل في شرح المعاني عن المقصود، قام بها بمفرده، ثم تعاون معه بالمراجعة نفر من علماء المسلمين المخلصين الناطقين بلغة الهوسا، وممن يجيدون ويتقنون اللغة العربية من علماء قبائل الهوسا في منطقة شمال نيجيريا، وساعد الشيخ غومي أنه كان يجيد إلى جانب اللغتين العربية ولغته الأم الهوسا. الإنجليزية
وقد استغرق عمله في إعداد هذه الترجمة ومراجعتها وطبعها ما يزيد عن سبع سنوات، من شعبان 1391هـ حتى المحرم 1399هـ، وطبعت أربع طبعات، الأولى عام 1979م، والثانية عام 1982م، من طباعة الدار العربية للنشر ببيروت، وقد طبعتا على نفقة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، وظهرت الطبعة الثالثة عام 1407هـ والرابعة عام 1414هـ، وقد طبعتا في مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
وقد تم تداول هذه الترجمة بين عموم الشعب الهوساوي في كل من نيجيريا والنيجر وغانا وتوغو وساحل العاج وتشاد وغيرها من المجتمعات الأفريقية التي تنتشر وتسود فيها لغة الهوسا، كما وفرت تلك الترجمة مادة علمية لطلبة العلم والباحثين على السواء، فضلا عن كونها مرجعا للعامة لفهم المعاني القرآنية لنصوص الأحكام والتوجيهات.
يعتبر الشيخ جومي من جدد الدعوة الإصلاحية التي تزعمها الشيخ المفسر عثمان بن فودي التي قامت في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي لنشر الإسلام وحضارته في بلاد الهوسا وغرب أفريقيا؛ كان منطلق دعوته مرتكزا على مجال الإصلاح الديني والتجديد الفكري من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة في الأفكار والممارسات، بالتركيز على مظاهر البدع في العبادات والتجاوزات الأخرى ومع هذا وجد من يتهمه بالتفويض وهو ما رده بعض الكتاب ونفى ذلك عنه بسوق طرف من كلامه وقد قرآت تعليقه على الكلام المنسوب إليه، ومن أحب أن يراجعه فلينظر في كتاب:
استواء الله على العرش بين تسليم السلف وتأويل الخلف / للباحث أبي رملة محمد المنصور إبراهيم (باحث بمركز الدراسات الإسلامية بجامعة عثمان بن فودي) سكتو، نيجيريا موجود عندي ومن رغب نحمله له فهو موجود عندي على صيغة وورد.
وقد اتخذت دعوة الشيخ الغومي شعار: "إزالة البدع وإقامة السنة"، وكانت مجالس دروسه للدعوة والتدريس تعج بجماهير غفيرة من مختلف شرائح المجتمع، حيث جذبهم أسلوبه المتميز في الإلقاء ومنهجه في شرح المسائل وطرح الأفكار، والتي ظلت تذاع على الهواء عبر إذاعة نيجيريا بكادونا لمدة أكثر من ربع قرن؛ وهو ما جعل لها أكبر الأثر في توسيع قاعدة الانتشار والاستفادة من علمه وثقافته الدعوية، وقد شملت جهوده الدعوية القادة السياسيين وغير المسلمين، فاهتدى عن طريقها عدد كبير من النصارى والوثنيين.
وقد توجت جهوده في هذا المجال بإنشاء منظمة دينية لتنظيم الجهود العلمية والدعوية وتنسيقها في هذا الاتجاه تحت راية "جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة" والتي انتظمت تحت لوائها مئات آلاف من الأتباع والمؤيدين، كما حمل غومي بشدة في دعوته على ظاهرة التقليد الأعمى المنتشرة في أوساط طلبة العلم في نيجيريا ودعا إلى نبذها، وبخاصة بعد أن استشرت الظاهرة
آثاره:
1- في العقيدة: العقيدة الصحيحة بموافقة الشريعة" باللغة العربية ، ومراتب الإسلام" بالهوسا
2- في الحديث: "الورد العظيم من الأحاديث والقرآن الكريم"بالعربية
3- في الفقه: مناسك الحج والعمرة"،
4- في الأدب كتاب "ديوان غومي" بالعربية.
5- في الاقتصاد الاسلامي: "قضايا في الاقتصاد والتعامل مع البنوك الربوية
وفي التفسير وهو ما يعنينا إضافة إلى ترجمته لمعاني القرآن الكريم ( هذا التفسير الموسوم ب
رد الأذهان إلى معاني القرآن
وكما خصص جزءا من مؤلفاته للعكوف على ترجمة بعض الكتب العربية إلى لغة الهوسا، لا سيما بعض كتب الشيخ عثمان بن فودي، منها كتاب "نور الألباب في مسائل التوحيد والعقيدة"، وكتاب "أصول الدين في مسائل الاعتقاد"، وكتاب "هداية الطلاب في أهم مسائل الدين"، ومن بين الرسائل الصغيرة التي ترجمها إلى الهوسا كتاب" القاديانية".
وقد أثار كتاباه "رد الأذهان إلى معاني القرآن" في التفسير و"العقيدة الصحيحة بموافقة الشريعة" جدلا واسعا في أواسط العلماء وطلبة العلم، بسبب هجومه السافر على المفسرين في الأول تحت عنوان "تهافت بعض المفسرين" على خلفية إيرادهم واعتمادهم على الإسرائيليات من القصص والروايات، وبسبب رده في كتابه الثاني على الغلاة المبتدعة من المتصوفة؛ فقد انتقد بلهجة شديدة ما في كتاب الفيوضات الربانية من كتب القادرية، وما جاء في كتاب جواهر المعاني من كتب التيجانية، واعترض على الشطحات الصوفية وبعض الأوراد مثل صلاة الفاتح المشهورة بين العلماء في غرب أفريقيا، وشن هجوما عنيفا على مشايخ الطرق الصوفية خاصة من المعاصرين له.
وتوفي الشيخ أبو بكر غومي عام 1992م إثر تعرضه لسكتة دماغية، بعد مشوار علمي وفكري حافل، رحمه الله رحمة واسعة.

أترككم هنا لتبقوا في شوق لمعرفة المزيد عن التفسير
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

رحم الله الشيخ أبو بكر غومي و جزاه على القرآن و الإسلام و المسلمين خير الجزاء و أوفره . و أسكنه فسيح جناته ...
و بارك الله فيك أيها الأخ الكريم الفاضل الدكتور عبد الله الجيوسي على تعريفك الماتع بهذه الشخصية العلمية التي نجهل عنها كل شيء ، و التى أظهرت لنا عنها و ذكرت لها كل هذه الخدمات الجليلة التي أسدتها لكتاب الله و رسالة نبيه صلى الله عليه و سلم ...
زدنا من علمك زادك الله من فضله.
 
لعلماء نيجيريا وخاصة الشمال مثل صكتو وغيرها جهود علمية مشكورة تستحق الإشارة والتعريف ، وقد وقعتُ على التفسير الذي ذكرتم يا أبا البراء وهو ممتع حقاً وفيه فوائد بيعة رغم وجازته . ولكن السبب في عدم تداوله ضعف التواصل أو انقطاعه بين المشرق وتلك الجهة من أفريقيا . وهناك علماء آخرون غير غومي جديرون بالتعريف ولعل الله يهيئ فرصة للتعريف بهم في الملتقى كما فعلتم في هذه المقالة فجزاكم الله خيراً . علماً أن الإخوان في تلك البلاد النائية يشاركون معنا في الملتقى ويتابعونه جيداً ولعلهم ينشطون للكتابة والتعريف بعلماء بلادهم . وأعرف منهم صديقاً ناقش الدكتوراه قبل أسبوعين تقريباً وفقه الله وكانت رسالته تحقيقاً لجامع فتاوى الشيخ عثمان فودي رحمه الله مؤسس تلك الدولة الصكتية التي ما زالت ثمارها وآثارها الحميدة حتى اليوم ، وباسمه جامعة عثمان فودي في شمال نيجيريا .
 
جزاكم الله خيرا يا فضيلة المشرف وأحسن الله إليك على هذه الترجمة المفيدة, ومع أنني من نفس بلد الشيخ رحمه الله لكن وجدت منكم في ترجمته ما لم أعرفه قبل هذا. وبالنسبة لكتاب الشيخ رحمه الله تعالى فالذي يريد أن يقف عليه فهو موجود في مكتبة المسجد النبوي وهي الطبعة الثانية للكتاب يقع في مجلدين. والشيخ رحمه الله له ولد يدرس حاليا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة مرحلة الدكتورة في أصول الفقه. اسمه: أحمد أبوبكر محمود جومي. ويمكن الاتصال به للمزيد مما يتعلق بالشيخ رحمه الله تعالى. وشكرا لكم
 
تعليق

تعليق

بارك الله فيكم وادام خيراتكم وأرجوا من الاخوة الافاضل إفادتي في موضوع بحث "مساهمة علماء نيجيريا في التفسير وعلوم القران " دراسة على شمال نيجيريا، وشكرا
 
كيف نحصل على تفسيره (رد الأذهان إلى معاني القرآن)؟
 
عودة
أعلى