تعريف بأطروحة: مؤتمرات المستشرقين العالمية / نشأتها تكوينها أهدافها

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
تعد المؤتمرات أسلوباً حديثاً (نسبياً ) من أساليب المستشرقين ووسيلة من وسائلهم تساهم في دراسة المجتمعات الشرقية والتنسيق بين الجهود الاستشراقية وتعين مستقبل توجهها الدراسي والمعرفي وتعطيها بعداً عالمياً.

هذه الرسالة التي نحن بصددها فهي بعنوان : مؤتمرات المستشرقين العالمية :نشأتها تكوينها أهدافها مقدمة من الطالب المحسن بن علي بن صالح السويسي من تونس والذي حصل على البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم وحصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية عند المستشرقين من قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة. وأشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور حامد غنيم أبو سعيد.

بدأت المناقشة بأن تلا الطالب خطبة الرسالة وهي التي تضمنت أهمية الموضوع وأسباب اهتمامه به، ومنهجه في الدراسة وأبواب وفصول الدراسة.

أما في أهمية الموضوع فإن الطالب ( الدكتور محسن) ذكر أن المستشرقين اتخذوا من هذه المؤتمرات التي بدأت قبل أكثر من مائة عام وسيلة من وسائلهم في التخطيط للدراسات الاستشراقية ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتنفيذ هذه المخططات. وأشار إلى اهتمام الحكومات الغربية بهذه المؤتمرات التي يصل الاهتمام بها أن يفتتحها رؤساء الدول ويحضرها بعض الرؤساء وكبار المسؤولين في الدول الغربية. كما أنها نالت الاهتمام من المؤسسات المالية الغربية حيث إن إقامة مثل هذه المؤتمرات التي يحتشد فيها ما يقارب الألف باحث تحتاج إلى أموال كبيرة للقيام بها لا يكفيها ما يدفعه الباحثون من رسوم اشتراك.

بدأت المؤتمرات الاستشراقية في عام 1873م في فرنسا ومن خلال فكرة انطلق بها المستشرق الفرنسي ليون دي روزني Leon de Rosny واستمرت تعقد كل بضعة سنوات ( ثلاث إلى خمس سنوات) وتوقفت خلال الحربين الأوروبيتين (العالميتين) ثم استأنفت الانعقاد. وقد عقدت هذه المؤتمرات في العواصم الأوروبية عدا خمسة مؤتمرات عقدت في استنبول ، والجزائر وهونج كونج والهند واليابان. وكان آخر المؤتمرات انعقاداً هو المؤتمر الخامس والثلاثون الذي عقد في عاصمة المجر في ربيع الأول عام 1418 يوليه 1997م وسيعقد المؤتمر السادس والثلاثون في مونتريال بكندا في أغسطس عام 2000م.

" ويضيف الباحث إن " وقائع هذه المؤتمرات تعد وثائق ومراجع معتمدة لدى المستشرقين ومقروءة في الغرب والشرق، ويصعب على القارئ العادي تبين خطورة الأساليب والمناهج التي يتناول بها بعض المستشرقين أبحاثم الأمر الذي قد يؤدي إلى الشكوك والأخطاء حول موروثات الشرق الحضارية وتراثه الديني والتاريخي"

ويختم الباحث حديثه عن أهمية الموضوع وسبب اختياره بالقول :" والحقيقة إن هذه الرسالة خطوة متواضعة في طريق المنحى النقدي لمؤتمرات المستشرقين العالمية التي رأى الباحث ضرورة الاهتمام بها تمحيصاً ونقداً ونظراً لاتساع دائرة الأعمال الاستشراقية في مؤتمرات المستشرقين العالمية فقد آثر الباحث أن يبدأ بالجانب التكويني لهذه المؤتمرات من حيث نشأتها وتكون نظامها الإداري والعلمي وأهدافها سعياً منه إلى معرفة حقيقتها وفهم مجريات أحداثها والوقوف على نمط نظمها وإيضاح ذلك للمعنيين بالدراسات الإسلامية على نحو خاص من خلال دراسة تحليلية تقويمية تبين إيجابيات هذه المؤتمرات وسلبياتها."

وكان منهج الرسالة مزيجاً بين المنهج التاريخي الذي سعى إلى تتبع ظاهرة المؤتمرات من بداياتها وتطورها مع الزمن والخطوات التي اتخذت لتطويرها والتسلسل التاريخي لهذه المؤتمرات. كما استخدم المنهج الوصفي في توصيف دقيق للمؤتمرات ونشأتها وتكوينها ونظامها الإداري ووقائعها فكأنه فنان يرسم لوحة لمشهد أمامه فيدخل قاعة المؤتمرات ويصف ما يحدث في الجلسات الافتتاحية وما يلقى فيها من خطب وبيانات والجلسات الختامية وما يتلا فيها من قرارات وتوصيات وخطط للمستقبل وكذلك يصف لنا حلقات البحث المختلفة وما يدور فيها وتنظيم هذه الحلقات وفقاً للتخصصات العلمية المختلفة.

وقد لاحظت أن الباحث بذل جهداً كبيراً في جمع المادة العلمية وهي وقائع المؤتمرات فلم يجد غايته في مكان واحد والأمل معقود أن يسعى قسم الاستشراق للحصول على كل وقائع المؤتمرات ليجعلها بين أيدي الباحثين الآخرين لتكون مجالاً لدراسات عليا وحلقات بحث وبحوث أكاديمية. وقد لفت انتباهي في رسالة دكتوراه قدمها أندريه ديرلك في جامعة ماقيل الكنديةMcGill عام 1975حول الشيخ عبد الحميد بن باديس أن الجامعة حصلت للطالب على كل الصحف الجزائرية والتونسية التي صدرت في الفترة موضع الدرس فلم يقم بزيارة ميدانية إلاّ بعد أن تعرف على موضوعه فقام بإجراء المقابلات والتحقيقات بعد أن تزود بالمعرفة المطلوبة. فالباحث هنا أمضى ما يقارب العام الدراسي الكامل ليبحث عن مادته العلمية. كما احتاج الطالب إلى القيام بالترجمة من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى اللغة العربية وقد استغرقت هذه العملية من وقته الشيء الكثير.

ونأتي إلى موضوعات الرسالة فقد قسم الباحث رسالته إلى أربعة أبواب سبقها تمهيد وختمها بخاتمة وتوصيات. وكان الباب الأول بعنوان نشأة مؤتمرات المستشرقين العالمية تناول في فصوله المختلفة الجمعيات الاستشراقية ومؤتمرات المستشرقين المحلية- وأود أن أضيف إن المؤتمرات المحلية كثيرة جداً وتحتاج إلى دراسات موسعة – وتناول كذلك فكرة الدعوة إلى انعقاد مؤتمرات المستشرقين العالمية متناولاً أهداف المؤتمرات من حيث كونها علمية أو دينية أو ثقافية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. كما تناول في الباب الأول المؤتمر العالمي الأول بوصفه نواة لهذه المؤتمرات.

أما الباب الثاني فكان حول الأطر الإدارية والعلمية لمؤتمرات المستشرقين متناولاً تطور هذه الأطر تاريخيا وما طرأ عليها من تغيرات وتناول كذلك الأطر العلمية صفتها وتطورها وجلسات المؤتمرات الافتتاحية والختامية وحلقات البحث والندوات. وتناول في فصل مستقل مساهمات الشرقيين في مؤتمرات المستشرقين العالمية وبخاصة مساهمات العرب والمسلمين في هذه المؤتمرات.

وخصص الباحث الباب الثالث للحديث عن أطوار مؤتمرات المستشرقين وقد قسمها إلى ثلاثة أطوار الأول من نشأتها حتى الحرب العالمة الأولى ثم حقبة ما بين الحربين ثم من الحرب العالمية الثانية حتى المؤتمر التاسع والعشرين الذي عقد في باريس عام 1973وصوّت المؤتمرون فيه على إلغاء التخلي عن كلمة الاستشراق واستبدالها بالدراسات الإنسانية حول آسيا وشمال أفريقيا. والطور الأخير من 1973(1393هـ.) حتى الآن.

وكان الباب الرابع للحديث عن خصائص مؤتمرات المستشرقين العامة وخصائصها من الجانب التنظيمي والعلمي وتناول كذلك المؤثرات في المؤتمرات من الجوانب الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية.

وختم الباحث رسالته بخاتمة أوضح فيها أبزر ما جاء في الرسالة وكذلك التوصيات العلمية التي تتضمن أن تستمر الدراسات حول هذه المؤتمرات وأن تزداد المشاركة الإسلامية في هذه المؤتمرات لنشر الإسلام والدفاع عن القضايا الإسلامية في محفل عالمي له وزنه العلمي والفكري في الغرب. ومن الملاحظ تسابق بعض الدول في إرسال أكبر عدد من المتخصصين لهذه المؤتمرات ويلاحظ أن المملكة شاركت بوفد مكون من ثلاثة عشر باحثاً في المؤتمر الأخير الذي عقد في المجر وقدموا مساهمات قيمة ومن المؤمل أن يشارك عدد أكبر في المؤتمر القادم بإذن الله.

هنيئاً لقسم الاستشراق بهذا الإنجاز العلمي المبارك وهنيئاً للأخ الزميل الدكتور المحسن بن علي السويسي على هذا البحث القيم الذي نال تقدير لجنة المناقشة التي تكونت من كل من الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي والدكتور عبد الرحمن الربيعي عميد البحث العلمي بجامعة الإمام والأستاذ الدكتور محمد العدوي والمشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور حامد غنيم أبو سعيد.
وقد تميزت المناقشة بالمنهجية العلمية حيث تناول المناقشون القضايا الفكرية والمنهجية في الرسالة وكانت جلسة علمية رائعة أفادت الباحث والحضور كثيراً وأمتعتهم بجلسة علمية متميزة .
وقد حصل الأخ محسن على مرتبة الشرف الأولى في بحثه.

والله الموفق.

* بقلم د. مازن مطبقاني في مدونته
 
للأسف هناك خلط (مفجع) جدا فيما قرأته أعلاه ...وذلك يكشف أن السمة الغالبة في دراسة الاستشراق عندنا في العالم العربي تعكس فقط الصورة التي "نصنعها" نحن لهذا الاستشراق وليست الصورة التي يوجد عليها هـذا الاستشراق في مؤسساته ومراكزه ومعاهده...ولعله مما يذوب له القلب من كمد أن يظن (ظان) ولو بلغ أعلى درجات الأستاذية في العلم والفكر والبحث أنه يمكن "أن يقدم ولو نظرة أولية" عن مؤتمرات المستشرقين في أطروحة دكتوراه أو أطروحتين...ولا أقول في رسالة ماجستير...اللهم ان كانت موارد هذا البحث هي تلك المنشورات التي تقذف بها دور النشر في لبنان و...فقط دون مئات الكتابات الصادرة بشتى اللغات عن المؤسسات الاستشراقية...
وحتى أطيل على قراء الملتقى أقف عند نقطة واحدة:
مؤتمرات المستشرقين أنواع أقف هنا على أشهرها فقط:
1-المؤتمر الدولي للمستشرقين الذي عقد لأول مرة 1873م...وهذا انتهى أمره عام 1973م،وارجعوا في ذلك الى ما نشرعن الموضوع في (المجلة الآسيوية)-بالفرنسية العدد261 الصادر 1973.
2-مؤتمرات متخصصة،أي أنها منحصرة في مجال معين ومنها مؤتمرات (المستعربين وعلماء الاسلاميات)والأول منها عقد بقرطبة عام 1962م
3- المؤتمرات التي تعقدها الجمعيات الاستشراقية في شتى الدول الغربية،مثل (الجمعية الأسيوية)...ويخصص لها موضوع يتعلق باهتمامها.
4- مؤتمرات تعقد لمناسبات بعينها مثل مؤتمر ستراسبوغ بمناسبة حلول القرن الهجري...
والجمع بين هذه المؤتمرات دفعة واحدة للكلام عن (((نشأتها وتكوينها وأهدافها))) لا أدري كيف يستقيم في عقل يريد البحث في موضوع الاستشراق...
 
عودة
أعلى