يوسف السناري
New member
تعريفات العلوم في كشف الظنون
لحاجي خليفة(ت1067هـ)
إعداد:يوسف السناري
لحاجي خليفة(ت1067هـ)
إعداد:يوسف السناري
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه كلام ربه وعلى أبوينا إبراهيم وإسماعيل وبعد...فهذا بحث استخرجته من كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة، استخرجت منه تعريفات العلوم المودعة في الكتاب، بعد استقراء الكتاب واستخراج منه تعريفاته للعلوم، ولقد ألف في موضوعات العلوم وتعريفاتها جماعة، فقال عبد الله الحبشي في معجم الموضوعات المطروقة الكتب التي صنفت في أنواع العلوم (ص441): أنواع العلوم:
إتحاف البرية بمعرفة العلوم الضروية للدمنهوري.
أنموذج العلوم للدواني،ترتيب العلوم لساجلقي.
رسالة في تقسيم العلوم للجرجاني.
الرسالة الجامعة لأصول العلوم النافعة لطاشكبرى.
رسالة في موضوعات العلوم لابن خطيب قاسم.
صحائف اللطائف في أنواع العلوم والمعارف للرياضي.
طبقات العلوم للأبيوردي.
طليعة العلوم للفارسي.
طوالع النجوم في مفاخرة العلوم لابن مجلي.
فهرست العلوم لمحسن فيضي.
المجتبى في أنواع العلوم لابن الجوزي.
مفتاح السعادة لطاشكبرى.
مدينة العلوم للازنيقي.
مراتب العلوم للفارابي.
مصابيح الفهوم ومفاتيح العلوم لابن أبي قضيبة.
مطلوب النجوم في شرف العلوم لابن تقي الدين الحموي.
مطلع النجوم في شرف العلماء والعلوم للحموي.
موضوعات العلوم للنوقاتي،وللبسطامي وابن خطيب قاسم والشرواني.
نقطة العلم للعجمي.
وسيلة النجاة.
الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم لصديق خان.
إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد للأكفاني.
الدرر المنثورة في زيد العلوم المشهورة للشعراني.
الدر المنظوم بمعرفة فضل العلوم للكفراوي.
روضة الفهوم للسنباطي.
ضياء الأنوار في فضل العلم والعلماء الأخيار للقيطوني.
الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم للدماميني.
اللؤلؤ المنظوم في روم التعلم والتعليم لزكريا الأنصارى.
وصف العلوم وأنواعها لابن حيان البستي.
قال أيضا:
أقاليم التعاليم للخوبي.
أنموذج الفنون لسباهي والدواني.
حدائق الأنوار للزمخشري.
حدائق الحقائق للهمداني.
خلاصة القواعد وغاية المقاصد لابن جماعة.
زبد العلوم ليوسف بن عبد الهادي.
رياض العلوم للشرواني.
زهرة الفنون وزهر العيون للعمري.
السحب المركوم الممطر بأنواع الفنون لصديق حسن خان.
شرف العنوان للغزولي.
عيون الأخبار لابن قتيبة.
فرائد الفنون في مئة وعشرين فنا من العلوم لكوتاهية.
لب القواعد في حل المقاصد. مدائن العلوم للاستراباذي.
المطالب الإلهية للبسطامي.
كتاب الفنون لابن عقيل الحنبلي.
نفائس الفنون في غرائب العيون لآملي.
النقاية للسيوطي.([1])
نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري([2]). انتهى كلامه.
وقال أيضا:
الأقنوم في مساوئ العلوم للفاسي الفهري.([3])
وذكر كتاب للجاحظ (ذم العلوم ومدحها)([4]).
ورسالة في العلم وماهيته لابن كمال باشا،والشيرازي.([5])
زيادة البسطة في بيان العلم للنابلسي.([6])
قانون أحكام العلم والعالم والمتعلم لليوسي المراكشي.([7])
الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم،لابن سينا.([8])
كتاب أعياد النفوس في ذكر العلم،لابن سفين الخراز.([9])
ويتحدث د.يوسف المرعشلي عن اهتمام العرب قديما بمصادر فذكر مما ألف فيها:
منها (ماهية العلم وأصنافه)و(كتاب في أقسام العلم الإنسي)كلاهما لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (ت260هـ).
أقسام العلوم لأبي زيد البلخي (ت322هـ).
(إحصاء العلوم)و(تنبيه على سبيل السعادة)لأبي نصر الفارابي(ت339هـ).
مفاتيح العلوم لأبي عبد الله الخوارزمي (ت387هـ).
(الشفا)و(رسالة في أقسام العلوم العقلية)كلاهما لابن سينا(ت428هـ).
الفهرست للنديم(ت438هـ).
مراتب العلوم وكيفية طلبها. لابن حزم(ت456هـ).
طبقات العلوم لأبي المظفر الأبيوردي (ت507هـ).
الأمالي في كل فن. للزمخشري(ت538هـ).
حدائق الأنوار في حقائق الأسراء. للرازي(ت606هـ).
إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد في موضوعات العلوم.لابن الأكفاني السنجاري(ت749هـ).
في العلوم وأصنافها والتعليم وسائر وجوهه.لابن خلدون(808هـ).([10])
(أنموذج العلوم في مائة مسألة عن مائة فن) و(عويصات الأفكار)كلاهما للفناري الرومي(ت834هـ).
موسوعات العلوم للبسطامي (ت858هـ).
المطالب الإلهية. للتوقاتي الرومي(ت904هـ).([11])
النقاية للسيوطي(911هـ). وقد شرحها في (إتمام الدراية لقراء النقاية).
أنموذج العلوم. للدواني الصديقي (ت918هـ).
مفتاح العلوم ومصباح السيادة في موضوعات العلوم.لطاش كبرى زاده(ت968هـ).
أنموذج العلوم لذوي البصائر والفهوم. لابن الحنبلي (ت971هـ).
موضوعات العلوم كمال الدين محمد أفندي ابن المولى أحمد طاش كبرى زاده(ت1026هـ).
الفوائد الخاقانية.للشرواني،م حمد أمين البخاري (ت1036هـ).
فهرست العلوم.لحافظ العجمي (ت1055هـ).
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. لحاج خليفة (ت1067هـ)
ترتيب العلوم لمحمد أبي بكر المعروف بساجقلي زاده المرعشي (ت1145هـ).
تنويع العلوم لزين الدين محمد بن علي الكردي السهرودي (ت1200هـ).
أبجد العلوم والوشي المرقوم.لصديق حسن خان (ت1307هـ).
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل باشا البغدادي (ت1339هـ).([12]) انتهى كلامه.
وكذلك كتاب (حياة الحيوان الكبرى) للدميري (ت808ه)، والخطط والآثار للمقريزي(ت845ه). وكتاب(أقسام العلوم العقلية)لابن سينا(428ه)، و(صبح الأعشى في صناعة الإنشا) للقلقشندي (ت821ه) القانون في أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم لأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي (ت1112هـ). وكتاب (كشاف اصطلاحات الفنون) للتهانوي (ت1158هـ).
كلام حاجي خليفة على حركة التأليف في كتب المعرفة بالعلوم التي وسمها (بموضوعات العلوم) :
فقال: موضوعات العلوم: ألف فيها : جماعة منهم :
الإمام فخر الدين : محمد بن عمر الرازي(ت606هـ) أورد فيه : ستين علما وسماه : ( حدائق الأنوار في حقائق الأسرار).
والمولى جلال الدين : محمد بن أسعد الصديقي الدواني (ت908ه) ألف : كتابا أورد فيه : عشرة من العلوم وسماه : (أنموذجا).
والشيخ : عبد الرحمن بن محمد البسطامي المتوفى: سنة 858 ألف : كتابا أيضا وذكر في فوايحه : طرفا من العلوم وأورد فيها : غرائب وعجائب لم تسمعها آذان الزمان حتى بلغت مقدار : مائة علم وذكر فيه : أقسام العلوم الشرعية والعربية.
والمولى : لطف الله بن حسن التوقاتي المقتول(900هـ).ألفه للسلطان : بايزيد أوله : ( الحمد لله المنزه أفعاله عن العلل والأغراض . . . الخ ) جمع : نبذا من العلوم ،في : مختصر، ثم شرحه وسماه : ( المطالب الإلهية ).
وفيها رسالة : للمولى محيي الدين : محمد بن خطيب قاسم.
وللشيخ جلال الدين : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي،كتاب جمع فيه : أربعة عشرة علما وسماه: ( النقاية ) ثم شرحه،وسماه : ( إتمام الدراية ) (ت911هـ).
والمولى: محمد أمين بن صدر الدين الشرواني (ت1036هـ)،جمع كتابا للسلطان : أحمد العثماني،أورد فيه: ثلاثة وخمسين علما من أنواع العلوم العقلية والنقلية، وسماه : ( الفوائد الخاقانية الأحمدخانية)
ورتبه على: مقدمة وميمنة وميسرة وساقة وقلب،على نحو: ترتيب جيش السلطان،المقدمة: في ماهية العلم وتقسيمه،والقلب : في العلوم الشرعية،والميمنة: في العلوم الأدبية،والميسرة: في العلوم العقلية،وقد أورد منها : ثلاثين علما والساقة: في علم آداب الملوك.
وإنما اقتصر على ذلك العدد ليكون موافقا لعدد أحمد على حساب أبجد
وقد جمع: المولى عصام الدين: أحمد بن مصطفى المعروف: بطاشكبري زاده كتابا عظيما، أورد فيه نحو: خمسمائة علم، وسماه: ( مفتاح السعادة ومصباح السيادة ) وجعله على طرفين:
الأول: في خلاصة العلم ،وذكر فيه : ثمانية عشر وصية للطالبين.
والثاني: في تعداد العلوم.في ضمن ثلاثة أقسام : آلية اعتقادية عملية ،وجعل علم الأخلاق: ثمرة كل العلوم (ت967هـ) ،ثم إن ابنه المولى كمال الدين : محمدنقله إلى التركية ببعض إلحاقات وتصرف في: مجلد كبير (1032هـ)
ينظر: كشف الظنون، موضوعات العلوم.
و لقد صرح الحاج خليفة في مقدمة كشف الظنون بموارده في موضوعات العلوم فقال:
وقد كنت عينت بذلك كثيرا من الكتب المشتبهة وأما أسماء العلوم: فذكرتها باعتبار المضاف إليه فعلم الفقه مثلا في : الفاء وما يليه كما نبهت عليه مع سرد أسماء كتبه على الترتيب المعلوم وتلخيص ما في كتب موضوعات العلوم : ( كمفتاح السعادة ) و ( رسالة : المولى لطفي الشهيد ) و ( الفوائد الخاقانية ) و ( كتاب : شيخ الإسلام الحفيد )
وربما ألحقت عليها علوما وفوائد من أمثال تلك الكتب بالعزو إليها.
علم الأبعاد والأجرام
وهو: علم يبحث فيه عن أبعاد الكواكب عن مركز العالم ومقدار جرمها.
أما بعدها فيعلم مقدار واحد كنصف قطر الأرض الذي يمكن معرفته بالفراسخ والأميال.
وأما أجرامها فيعرف مقدارها كجرم الأرض.
واعلم: أن مباحث هذا الفن في غاية البعد عن القبول ولذلك ترى أكثر الناس إذا سمعوا لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون، وقالوا: إن هذا إلا كذب مفترى، وذلك لعدم اطلاعهم على أحكام الهندسة والمناظر، واعتقادهم أنه لا سبيل إلى ذلك التقدير إلا بالصعود والقرب من تلك الأجرام.
ومساحتها بالأيدي.
ومن المختصرات في هذا الفن: (سلم السماء). ([13])
علم الآثار
وهو: فن باحث عن أقوال العلماء الراسخين من: الأصحاب، والتابعين لهم، وسائر السلف، وأفعالهم، وسيرهم، في أمر الدين والدنيا.
ومباديه: أمور مسموعة من الثقات.
والغرض منه: معرفة تلك الأمور، ليقتدى بهم، وينال ما نالوه.
وهذا الفن: أشد ما يحتاج إليه علم الموعظة.
هذا ما قاله مولانا: لطف الله في: (موضوعاته) .
وقد نقله: الفاضل، الشهير: بطاشكبري زاده، بعبارته في: (مفتاح السعادة) .
ثم قال: ومن الكتب المصنفة في هذا العلم:
(كتاب سير الصحابة والتابعين والزهاد) .
و (كتاب روض الرياحين) .
لليافعي.
... وغير ذلك. انتهى.
وأما: (آثار الطحاوي) .
وشرح مشكله، مع ما يتعلق به، فإن معنى آثاره معنى مغاير لتعريف هذا العلم، وهو على ما في كتب أصول الحديث، بمعنى: الخبر.
قال شيخ الإسلام: ابن حجر العسقلاني في (نخبة الفكر) : إن كان اللفظ مستعملا بقلة احتيج إلى الكتب المصنفة في شرح الغريب.
وإن كان مستعملا بكثرة لكن في مدلوله دقة احتيج إلى الكتب المصنفة في شرح معاني الأخبار، وبيان المشكل منها.
وقد أكثر الأئمة من التصانيف في ذلك:
كالطحاوي، والخطابي، وابن عبد البر.
... وغيرهم. انتهى.
وسيجيء زيادة توضيح فيه، عند نقل كلام الطحاوي. ([14])
علم الآثار العلوية والسفلية
وهو: علم يبحث فيه عن المركبات التي لا مزاج لها ويتعرف منه أسباب حدوثها.
وهو: ثلاثة أنواع، لأن حدوثه إما: فوق الأرض، أعني: في الهواء، وهو كائنات الجو.
وإما على وجه الأرض، كالأحجار الجبال.
وإما في الأرض كالمعادن.
وفيه كتب للحكماء، منها: (كتاب السماء والعالم). ([15])
علم الأحاجي والأغلوطات من فروع اللغة والصرف والنحو
الأحاجي: جمع أحجية، كأضحية: كلمة مخالفة المعنى.
وهو: علم يبحث فيه عن الألفاظ المخالفة لقواعد العربية، بحسب الظاهر وتطبيقها عليها.
إذ لا يتيسر إدراجها بمجرد القواعد المشهورة.
وموضوعه: الألفاظ المذكورة من الحيثية المذكورة.
ومبادئه: مأخوذة من العلوم العربية.
وغرضه: تحصيل ملكة تطبيق الألفاظ التي يتراءى بحسب الظاهر مخالفة لقواعد العرب.
وغايته: حفظ القواعد العربية عن تطرق الاختلال.
والاحتياج إلى هذا العلم من حيث أن ألفاظ العرب قد يوجد فيها بما يخالف قواعد العلوم العربية بحسب الظاهر، بحيث لا يتيسر إدراجه فيها بمجرد معرفة تلك القواعد، فاحتيج إلى هذا الفن.
وللعلامة، جار الله: محمود بن عمر الزمخشري.
المتوفى 538، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
تأليف: لطيف في هذا الفن.
سماه: (المحاجات) .
وللشيخ، علم الدين: علي بن محمد السخاوي، والدمشقي.
المتوفى: سنة 643، ثلاث وأربعين وستمائة.
شرح هذا المتن.
التزم فيه: أن يعقب كل أحجيتي الزمخشري بلغزين، من نظمه.
وأبو المعالي: سعد بن علي الوراق، الخطيري.
المتوفى: سنة 568، ثمان وستين وخمسمائة.
صنف فيه أيضا.
والسادسة والثلاثون: التي تعرف: (بالملطية من المقامات الحريرية) .
في هذا المعنى.
فمنها للمثال:
(شعر)
يا من سما بذكاء * في الفضل واري الزناد
ماذا يماثل قولي * جوع أمد بزاد
(شعر)
يا ذا الذي فاق فضلا * ولم يدنسه شين
ما مثل قول المحاجي * ظهر أصابته عين
فطريق معرفة المماثلة فيه أن تنظر (جوع أمد بزاد) فتقابله (بطوامير) ، لأن طوى: مثل الجوع، في المعنى.
و (مير) : مثل (أمد بزاد) ، لأن المير: الإمداد بالزاد.
وكذلك تقابل (ظهر أصابته عين) بقولك: (مطاعين فتجد المطا الظهر) ، (وعين الرجل أصيب بالعين) .
فإذا تركت الألفاظ بغير تقسيم يظهر لك معنى آخر: وهو أن الطوامير الكتب، والواحد: طومار.
والمطاعين: جمع مطعان، وهو: كثير الطعن، عليه فقس. ([16])
علم الاحتساب
وهو: علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد، من معاملاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها، من حيث إجرائها على قانون العدل.
بحيث يتم التراضي بين المعاملين.
وعن سياسة العباد، بنهي المنكر، وأمر المعروف.
بحيث لا يؤدي إلى مشاجرات، وتفاخر بين العباد، بحسب ما رآه الخليفة من: الزجر والمنع.
ومباديه: بعضها فقهي، وبعضها أمور استحسانية، ناشئة من رأي الخليفة.
والغرض منه: تحصيل الملكة في تلك الأمور.
وفائدته: إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم.
وهذا العلم: من أدق العلوم، ولا يدركه إلا من له فهم ثاقب، وحدس صائب، إذ الأشخاص، والأزمان، والأحوال: ليست على وتيرة واحدة، فلا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصة، وذلك من أصعب الأمور.
فلذلك لا يليق بمنصب الاحتساب، إلا من له قوة قدسية، مجردة عن الهوى، كعمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -.
ولذلك كان علما في هذا الشأن.
كذا في: (موضوعات لطف الله) .
وعرفه: المولى أبو الخير، بالنظر في أمور أهل المدينة، بإجراء ما رسم في الرياسة، وما تقرر في الشرع، ليلا ونهارا، سرا وجهارا.
ثم قال: وعلم الرياسة (السياسة) المدنية، مشتمل على: بعض لوازم هذا المنصب.
ولم نر كتابا صنف فيه خاصة.
وذكر في (الأحكام السلطانية) ما يكفي. انتهى ملخصا.
أقول: فيه كتاب (نصاب الاحتساب) خاصة ذكر فيه مؤلفه: أن الحسبة في الشريعة، تتناول كل مشروع يفعل لله تعالى، كالأذان، والإقامة، وأداء الشهادة، مع كثرة تعدادها.
ولذا قيل: القضاء باب من أبواب الحسبة.
وفي العرف مختص بأمور، فذكرها إلى تمام خمسين.
وفيه: كتب يأتي ذكرها في محالها. ([17])
علم الأحكام
الأحكام: اسم مطلق، متى أطلق في العقليات أريد به: الأحوال الغيبية، المستنتجة من مقدمات معلومة، هي الكواكب من جهة: حركاتها، ومكانها، وزمانها.
وفي الشرعيات: يطلق على الفروع الفقهية، المستنبطة من الأصول الأربعة.
وسيأتي في: علم الفقه.
أما الأول: فهو الاستدلال بالتشكيلات الفلكية من أوضاعها، وأوضاع الكواكب من: المقابلة، والمقارنة، والتثليث، والتسديس، والتربيع على الحوادث الواقعة في عالم الكون، والفساد في أحوال الجو، والمعادن، والنبات، والحيوان.
وموضوعه: الكوكب بقسميها.
ومبادئه: اختلاف الحركات، والأنظار، والقران.
وغايته: العلم بما سيكون لما أجرى الحق من العادة بذلك، مع إمكان تخلفه عندنا، كمنافع المفردات.
ومما تشهد بصحته بنية بغداد، فقد أحكمها الواضع، والشمس في الأسد، وعطارد في السنبلة، والقمر في القوس، فقضى الحق أن لا يموت فيها ملك، ولم يزل كذلك، وهذا بحسب العموم.
وأما بالخصوص: فمتى علمت مولد شخص سهل عليك الحكم بكل ما يتم له من: مرض، وعلاج، وكسب، وغير ذلك.
كذا في (تذكرة داود) .
ويمكن المناقشة في شاهده، بعد الإمعان في التواريخ، لكن لا يلزم من الجرح بطلان دعواه.
وقال المولى أبو الخير: واعلم أن كثيرا من العلماء على تحريم علم النجوم مطلقا، وبعضهم على تحريم اعتقاد أن الكواكب مؤثرة بالذات.
وقد ذكر عن الشافعي أنه قال: إن كان المنجم يعتقد أن لا مؤثر إلا الله، لكن أجرى الله تعالى عادته، بأن يقع كذا عند كذا، والمؤثر هو الله، فهذا عندي لا بأس به.
وحيث (فحينئذ) الذم، ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم، ذكره ابن السبكي في (طبقاته الكبرى) .
وفي هذا الباب: أطنب صاحب (مفتاح السعادة) ، إلا أنه أفرط في الطعن.
قال: واعلم: أن أحكام النجوم غير علم النجوم، لأن الثاني يعرف بالحساب، فيكون من فروع الرياضي.
والأول: يعرف بدلالة الطبيعة على الآثار، فيكون من فروع الطبيعي.
ولها فروع، منها: علم الاختيارات، وعلم الرمل، وعلم الفال، وعلم القرعة، وعلم الطيرة والزجر. انتهى.
وفيه: كتب كثيرة، يأتي ذكرها في النجوم. ([18])
علم أحوال رواة الأحاديث
من وفياتهم، وقبائلهم، وأوطانهم، وجرحهم، وتعديلهم، وغير ذلك.
وهذا العلم: من فروع التواريخ، من وجه، ومن فروع الحديث من وجه آخر.
وفيه: تصانيف كثيرة. انتهى ما ذكره المولى: أبو الخير.
وقد أورده من جملة فروع الحديث.
ولا يخفى أنه علم أسماء الرجال في اصطلاح أهل الحديث. ([19])
علم أخبار الأنبياء
ذكره المولى: أبو الخير من فروع التواريخ.
وقال: قد اعتنى بها العلماء، وأفردوا في التدوين، منها: (قصص الأنبياء) لابن الجوزي، وغيره. انتهى. ([20])
وقد عرفت أن الإفراد بالتدوين، لا يوجب كونه علما برأسه. ([21])
علم الاختلاج
وهو: من فروع علم الفراسة.
قال المولى أبو الخير: هو علم باحث عن كيفية دلالة اختلاج أعضاء الإنسان، من الرأس إلى القدم، على الأحوال التي ستقع عليه، وأحواله، وعلى أمواله، ونفعه.
الغرض منه: ظاهر، لكنه علم لا يعتمد عليه، لضعف دلالته، وغموض استدلاله.
ورأيت في هذا العلم رسائل مختصرة، لكنها لا تشفي العليل، ولا تسقي الغليل. انتهى.
وقال الشيخ داود الأنطاكي، في (تذكرته) : اختلاج حركة العضو والبدن غير إرادية، تكون عن فاعلي: هو البخار، ومادي: هو الغذاء المبخر، وصوري: هو الاجتماع، وغائي: هو الاندفاع، ويصدر عند اقتدار الطبع.
وحال البدن معه، كحال الأرض مع الزلزلة، عموما، وخصوصا.
وهو مقدمة: لما سيقع للعضو المختلج من مرض يكون عن خلط، يشابه البخار المحرك في الأصح وفاقا.
وقال جالينوس: العضو المختلج أصح الأعضاء، إذ لو لم يكن قويا ما تكاثف تحته البخار، كما أنه لم يجتمع في الأرض إلا تحت تخوم الجبال.
قال: وهذا من فساد النظر في العلم الطبيعي، لأن علة الاجتماع تكاثف المسام، واشتدادها، لا قوة الجسم وضعفه، ومن ثمة لم يقع في الأرض الرخوة، مع صحة تربتها، ولأنا نشاهد انصباب المواد إلى الأعضاء الضعيفة، ولأن الاختلاج يكثر جدا في قليل الاستحمام، والتدليك، دون العكس.
وعدّ أكثر الناس له علما، وقد ناطوا به أحكاما، ونسب إلى قوم من الفرس، والعراقيين، والهند، كطمطم، وإقليدس.
ونقل فيه: كلام عن جعفر بن محمد الصادق، وعن الإسكندر.
ولم يثبت على أن توجيه ما قيل عليه ممكن، لأن العضو المختلج يجوز استناد حركته إلى حركة الكوكب المناسب له، لما عرفناك من تطابق العلوي والسفلي، في الأحكام، وهذا ظاهر. انتهى.
والرسائل المذكورة مسطورة في محالها. ([22])
علم الاختيارات، وهو من فروع علم النجوم
فهو علم باحث عن أحكام كل وقت وزمان، من الخير والشر، وأوقات يجب الاحتراز فيها عن ابتداء الأمور، وأوقات يستحب فيها مباشرة الأمور، وأوقات يكون مباشرة الأمور فيها بين بين.
ثم كل وقت له نسبة خاصة ببعض الأمور بالخيرية، وببعضها بالشرية، وذلك بحسب كون الشمس في البروج، والقمر في المنازل، والأوضاع الواقعة بينهما من: المقابلة، والتربيع، والتسديس، وغير ذلك، حتى يمكن بسبب ضبط هذه الأحوال، اختيار وقت لكل أمر من الأمور التي تقصدها: كالسفر، والبناء، وقطع الثوب، ... إلى غير ذلك من الأمور.
ونفع هذا العلم بيِّنٌ، لا يخفى على أحد.
انتهى ما ذكره المولى: أبو الخير في (مفتاح السعادة) .
وفيه: كتب كثيرة، منها: (كتاب بطلميوس) ، وواليس المصري، وذزوثيوس الإسكندراني، و (كتاب أبي معشر البلخي) ، (وكتاب عمر بن فرخان الطبري) ، و (كتاب أحمد بن عبد الجليل السجزي) ، و (كتاب محمد بن أيوب الطبري) .
و (كتاب يعقوب بن علي القصراني) .
رتب على: مقالتين، وعشرين بابا.
و (كتاب كوشيار بن لبان الجيلي) ، و (كتاب سهل بن نصر) ، و (كتاب كنكه الهندي) ، و (كتاب أبي علي الخياط) ، و (كتاب الفضل بن بشر) ، و (كتاب أحمد بن يوسف) ، و (كتاب الفضل بن سهل) ، و (كتاب نوفل الحمصي) ، و (كتاب أبي سهل ماحور وأخويه) ، و (كتاب علي بن أحمد الهمداني) ، و (كتاب الحسن بن الخصيب) ، و (كتاب أبي الغنائم بن هلال) ، و (كتاب هبة الله بن شمعون) ، و (كتاب أبي نصر بن علي القمي) ، و (كتاب أبي نصر القبيصي) ، و (كتاب أبي الحسن بن علي بن نصر) .
و (اختيارات الكاشفي) .
فارسي.
على: مقدمة، ومقالتين، وخاتمة.
والاختيارات العلائية، المسماة: (بالأحكام العلائية، في الأعلام السماوية) . وقد سبق.
و (اختيارت أبي الشكر: يحيى بن محمد المغربي) ، وغير ذلك. ([23])
علم الأخلاق
وهو قسم من: الحكمة العملية.
قال ابن صدر الدين في (الفوائد الخاقانية) : وهو علم بالفضائل، وكيفية اقتنائها، لتتحلى النفس بها، وبالرذائل: وكيفية توقيها، لتتخلى عنها.
فموضوعه: الأخلاق، والملكات، والنفس الناطقة، من حيث: الاتصاف بها.
وهاهنا شبهة قوية، وهي: أن فائدة هذا العلم: إنما تتحقق، إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغير.
والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام -: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) .
وروي عنه - عليه الصلاة والسلام - أيضا: (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوه، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوه، فإنه سيعود إلى ما جبل عليه) .
وقوله عز وجل: (إلا إبليس، كان من الجن، ففسق عن أمر ربه) .. ناظر إليه أيضا.
وأيضا الأخلاق: تابعة للمزاج، والمزاج: غير قابل للتبديل، بحيث يخرج عن عرضه، وأيضا السيرة تقابل الصورة، وهي لا تتغير.
والجواب: أن الخلق ملكة يصدر بها عن النفس أفعال بسهولة، من غير فكر وروية.
والملكة: كيفية راسخة في النفس، لا تزول بسرعة.
وهي قسمان: أحدهما: طبيعية، والآخر: عادية.
أما الأولى: فهي أن يكون مزاج الشخص في أصل الفطرة، مستعدا لكيفية خاصة كامنة فيه، بحيث يتكيف بها بأدنى سبب، كالمزاج الحار اليابس، بالقياس إلى الغضب، والحار الرطب بالقياس إلى الشهوة، والبارد الرطب بالنسبة إلى النسيان، والبارد اليابس بالنسبة إلى البلادة.
وأما العادية: فهي أن يزاول في الابتداء فعلا باختياره؛ وبتكرره والتمرن عليه تصير ملكة، حتى يصدر عنه الفعل بسهولة، من غير روية.
ففائدة هذا العلم: بالقياس إلى الأولى: إبراز ما كان كامنا في النفس.
وبالقياس إلى الثانية: تحصيلها.
وإلى هذا يشير ما روي عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .
ولهذا قيل: إن الشريعة قد قضت الوطر عن أقسام الحكمة العملية، على أكمل وجه، وأتم تفصيل. انتهى. ([24])
علم آداب البحث ويقال له علم المناظرة
قال المولى أبو الخير في (مفتاح السعادة) : وهو علم يبحث فيه عن كيفية إيراد الكلام بين المناظرين.
وموضوعه: الأدلة من حيث أنها يثبت بها المدعي على الغير.
ومباديه: أمور بينة بنفسها.
والغرض منه: تحصيل ملكة طرق المناظرة، لئلا يقع الخبط في البحث فيتضح الصواب. انتهى.
وقد نقله من (موضوعات المولى لطفي) بعبارته.
ثم أورد: بعض ما ذكر ها هنا من المؤلفات.
وقال ابن صدر الدين في (الفوائد الخاقانية) : وهذا العلم كالمنطق، يخدم العلوم كلها، لأن البحث والمناظرة عبارة عن النظر من الجانبين، في النسبة بين الشيئين، إظهارا للصواب، وإلزاما للخصم؛ والمسائل العلمية تتزايد يوما فيوما، بتلاحق الأفكار والأنظار، فلتفاوت مراتب الطبائع والأذهان، لا يخلو علم من العلوم عن تصادم الآراء، وتباين الأفكار، وإدارة الكلام، من الجانبين للجرح والتعديل، والرد والقبول، وإلا لكان مكابرة غير مسموعة، فلا بد من قانون يعرف مراتب البحث، على وجه يتميز به المقبول عما هو المردود.
وتلك القوانين هي: علم آداب البحث. انتهى.
قوله: وإلا لكان مكابرة، أي: وإن لم يكن البحث لإظهار الصواب، لكان مكابرة.
وفيه: مؤلفات، أكثرها: مختصرات، وشروح للمتأخرين منها. ([25])
علم آداب تلاوة القرآن، وآداب تاليه
ذكره: من فروع علم التفسير.
وقال: أفرده بالتصنيف جماعة، منهم:
النووي في (التبيان) ، وتلك نيف وثلاثون أدبا. ([26])
علم آداب الدرس
وهو العلم المتعلق بآداب تتعلق بالتلميذ والأستاذ وعكسه، وقد استوفي مباحث هذا العلم في: (كتاب تعليم المتعلم). ([27])
علم آداب كتابة المصحف
ذكره من فروع علم التفسير، وأنت تعلم أنه أشبه منه كونه فرعا لعلم الخط. ([28])
علم آداب الملوك
وهو معرفة الأخلاق، والملكات التي يجب أن يتحلى بها الملوك، لتنظم دولتهم، وسيأتي تفصيله في: علم السياسة. ([29])
علم آداب الوزارة
ذكره من فروع الحكمة العملية، وهو مندرج في علم السياسة فلا حاجة إلى إفرازه، وإن كان فيه تأليف مستقل كالإشارة وأمثاله. ([30])
علم الأدب
هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب: لفظا، وخطا.
قال المولى أبو الخير: اعلم: أن فائدة التخاطب والمحاورات في إفادة العلوم واستفادتها، لما لم تتبين للطالبين إلا بالألفاظ وأحوالها، كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العلماء، فاستخرجوا من أحوالها علوما انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسما، وسموها: (بالعلوم الأدبية) ، لتوقف أدب الدرس عليها بالذات، وأدب النفس بالواسطة وبالعلوم العربية أيضا، لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط، لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع، وأولاها على أفضل اللغات، وأكملها ذوقا ووجدانا. انتهى.
واختلفوا في أقسامه.
فذكر ابن الأنباري في بعض تصانيفه أنها ثمانية.
وقسم الزمخشري في (القسطاس) إلى: اثني عشر قسما.
كما أورده العلامة الجرجاني في (شرح المفتاح) .
وذكر القاضي: زكريا، في (حاشية البيضاوي) : أنها أربعة عشر، وعد منها: علم القراءات.
قال: وقد جمعت حدودها في مصنف، سميته: (اللؤلؤ النظيم، في روم التعلم والتعليم) .
لكن يرد عليه: أن موضوع العلوم الأدبية: كلام العرب، وموضوع القراءات: كلام الله.
ثم إن السيد والسعد: تنازعا في الاشتقاق، هل هو مستقل كما يقوله السيد؟ أو من تتمة علم التصريف كما يقوله السعد؟
وجعل السيد البديع من تتمة البيان.
والحق: ما قال السيد في (الاشتقاق) ، لتغاير الموضوع بالحيثية المعتبرة.
وللعلامة، الحفيد، مناقشة في التعريف والتقسيم، أوردها في موضوعاته، حيث قال: وأما علم الأدب فعلم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة.
وهاهنا بحثان:
الأول: أن كلام العرب بظاهره لا يتناول القرآن، وبعلم الأدب يحترز عن خلله أيضا، إلا أن يقال المراد بكلام العرب: كلام يتكلم العرب على أسلوبه.
الثاني: أن السيد - رحمه الله تعالى - قال: لعلم الأدب أصول وفروع:
أما الأصول: فالبحث فيها، إما عن: المفردات من حيث جواهرها، وموادها، وهيئاتها، فعلم اللغة.
أو من حيث: صورها وهيئاتها فقط، فعلم الصرف.
أو من حيث: انتساب بعضها ببعض بالأصالة والفرعية، فعلم الاشتقاق.
وأما عن المركبات على الإطلاق، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية، فعلم النحو.
وأما باعتبار إفادتها لمعان مغايرة لأصل المعنى، فعلم المعاني.
وأما باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح، فعلم البيان.
وعلم البديع، ذيل لعلمي: المعاني والبيان، داخل تحتهما.
وأما عن المركبات الموزونة، فإما من حيث: وزنها، فعلم العروض.
أو من حيث: أواخرها، فعلم القوافي.
وأما الفروع: فالبحث فيها، إما أن يتعلق بنقوش الكتابة، فعلم الخط.
أو يختص بالمنظوم، فالعلم المسمى: (بقرض الشعر) . أو بالنثر، فعلم الإنشاء.
أو لا يختص بشيء، فعلم المحاضرات ([31]) ومنه: التواريخ.
قال الحفيد: هذا منظور فيه.
فأورد النظر بثمانية أوجه، حاصلها: أنه يدخل بعض العلوم في المقسم دون الأقسام، ويخرج بعضها منه مع أنه مذكور فيه، وإن جعل التاريخ واللغة علما مدونا لمشكل، إذ ليس مسائل كلية، وجواب الأخير مذكور فيه، ويمكن الجواب عن الجميع أيضا بعد التأمل الصادق. ([32])
علم الأدعية والأوراد
وهو علم يبحث عن الأدعية المأثورة، والأوراد المشهورة، بتصحيحهما، وضبطهما، وتصحيح روايتهما، وبيان خواصهما، وعدد تكرراهما، وأوقات قراءتهما، وشرائطهما.
ومباديه: مبينة في العلوم الشرعية.
والغرض منه: معرفة تلك الأدعية والأوراد، على الوجه المذكور، لينال باستعمالهما إلى الفوائد الدينية والدنيوية، كذا في (مفتاح السعادة)([33])
وجعله: من فروع علم الحديث، بعلة استمداده من كتب الأحاديث.
والكتب المؤلفة فيه: كثيرة جدا
علم أدوات الخط
وسيأتي تحقيقه في: علم الخط. ([34])
علم الأدوار والأكوار
ذكره من: فروع علم الهيئة.
وقال: والدور: يطلق في اصطلاحهم على ثلاثمائة وستين سنة شمسية.
والكور: عن مائة وعشرين سنة قمرية، ويبحث في العلم المذكور عن تبدل الأحوال الجارية، في كل دور وكور.
وقال: وهذا من فروع علم النجوم، مع أنه لم يذكره في بابه.([35])
علم الأرتماطيقي
وهو: علم يبحث فيه عن خواص العدد. ([36])
علم الأسارير
وهو علم باحث عن الاستدلال بالخوط، في كف الإنسان، وقدمه، بحسب التقاطع، والتباين، والطول، والعرض، وسعة الفرجة الكائنة بينها، إلى أحواله كطول عمره، وقصره، وسعادته، وشقاوته، وغنائه، وفقره.
وممن تمهر في هذا الفن: العرب، والهنود غالبا، وفيه بعض تصنيف، لكن جعلوه ذيلا للفراسة، كذا في: (مفتاح السعادة). ([37])
علم أسباب النزول، من فروع علم التفسير
وهو علم، يبحث فيه عن: سبب نزول سورة، أو آية، ووقتها، ومكانها، وغير ذلك.
ومبادئه: مقدمات مشهورة، منقولة عن السلف.
والغرض منه: ضبط تلك الأمور.
وفائدته: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، وتخصيص الحكم به، عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، وأن اللفظ قد يكون عاما، ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عُرف السبب، قصد التخصيص على ما عداه.
ومن فوائدهم: فهم معاني القرآن، واستنباط الأحكام، إذ ربما لا يمكن معرفة تفسير الآية، بدون الوقوف على سبب نزولها.
مثل قوله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) ، وهو يقتضي: عدم وجوب استقبال القبلة، وهو خلاف الإجماع.
ولا يعلم ذلك، إلا بأن نزولها في نافلة السفر، وفيمن صلى بالتحري، ولا يحل القول فيه إلا بالرواية والسماع ممن شاهد التنزيل.
كما قال الواحدي: ويشترط في سبب النزول، أن يكون نزولها أيام وقوع الحادثة، وإلا كان ذلك من باب الإخبار عن الوقائع الماضية، كقصة الفيل، كذا في: (مفتاح السعادة). ([38])
علم أسباب ورود الأحاديث، وأزمنته، وأمكنته
وموضوعه: ظاهر من اسمه، ذكره من فروع علم الحديث. ([39])
علم الاستعانة، بخواص الأدوية والمفردات
كاجتذاب المغناطيس للحديد.
ذكره: المولى أبو الخير من فروع: علم السحر.
وقال: وهذا، وإن كان من فروع خواص الأدوية، لكن لعدم معرفة العوام سببه، ربما يعد من السحر، وأنت تعلم: أن عدم علمهم، لا يصلح سببا لأن يعد من فروعه. ([40])
علم استنباط المعادن، والمياه
وهو علم يبحث فيه، عن تعيين محل المعدن، والمياه، إذا المعدنيات لا بد لها من علامات يعرف بها عروقها.
وهو: من فروع علم الفراسة. ([41])
علم استنزال الأرواح، واستحضارها في قوالب الأشباح
وهو من: فروع علم السحر.
واعلم: أن تسخير الجن، أو الملك، من غير تجسدها، وحضورها عندك، يسمى: علم العزائم، بشرط تحصيل مقاصدك بواسطتها.
وأما: حضور الجن عندك، وتجسدها في حسك، يسمى: علم الاستحضار، ولا يشترط تحصيل مقاصدك بها.
وأما: استحضار الملك، فإن كان سماويا فتجده، لا يمكن إلا في الأنبياء، وإن كان أرضيا ففيه الخلاف.
كذا في: (مفتاح السعادة) .
ومن الكتب المصنفة: كتاب: (ذات الدوائر) ، وغيره. ([42])
علم أسطرلاب
وهو: بالسين، على ما ضبطه بعض أهل الوقوف، وقد تبدل السين: صادا، لأنه في جوار الطاء، وهو أكثر، وأشهر، ولذلك أوردناه في: الصاد. ([43])
علم الأسماء
أي: الحسنى، وأسرارها، وخواص تأثيراتها.
قال البوني: ينال بها لكل مطلوب، ويتوسل بها إلى كل مرغوب، وبملازمتها تظهر الثمرات، وصرائح الكشف والاطلاع على أسرار المغيبات.
وأما إفادة الدنيا: فالقبول عند أهلها، والهيبة والتعظيم والبركات في الأرزاق، والرجوع إلى كلمته، وامتثال الأمر منه، وخرس الألسنة عن جوابه، إلا بخير ... إلى غير ذلك من الآثار الظاهرة بإذن الله تعالى في المعاني والصور، وهذا سر عظيم من العلوم، لا ينكر شرعا ولا عقلا. انتهى.
وسيأتي في: علم الحروف. ([44])
علم أسماء الرجال
يعني: رجال الأحاديث.
فإن العلم بها نصف علم الحديث، كما صرح به العراقي في: (شرح الألفية) ، عن علي بن المديني، فإنه سند، ومتن السند عبارة عن: الرواة، فمعرفة أحوالها، نصف العلم على ما لا يخفى.
والكتب المصنفة فيه على أنواع: منها: (المؤتلف والمختلف) .لجماعة يأتي ذكرهم في: الميم؛ كالدارقطني، والخطيب البغدادي، وابن ماكولا، وابن نقطة؛ ومن المتأخرين: الذهبي، والمزي، وابن حجر، وغيرهم.
ومنها: (الأسماء والكنى) معا.صنف فيه: الإمام مسلم، وعلي ابن المديني، والنسائي، وأبو بشر الدولابي، وابن عبد البر.
لكن أحسنها ترتيبا: كتاب الإمام، أبي عبد الله: الحاكم، وللذهبي: (المقتنى في سرد الكنى).وسيأتي.
ومنها: (الألقاب) .صنف فيه: أبو بكر الشيرازي.وأبو الفضل الفلكي.
سماه: (منتهى الكمال) .وسيأتي.وابن الجوزي.
ومنها: (المتشابه) .صنف فيه: الخطيب كتابا.سماه: (تلخيص المتشابه) .ثم: ذيله بما فاته.
ومنها: (الأسماء المجردة، عن الألقاب والكنى) صنف فيه: أيضا غير واحد.
فمنهم: من جمع التراجم مطلقا، كابن سعد في: (الطبقات) ؛ وابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير؛ والإمام، أبي عبد الله البخاري في: (تاريخهما) .
ومنهم: من جمع الثقات، كابن حبان، وابن شاهين.
ومنهم: من جمع الضعفاء، كابن عدي.
ومنهم: من جمع كليهما: جرحا، وتعديلا.
وسيأتي في: الجيم.
ومنهم: من جمع رجال البخاري، وغيره، من أصحاب الكتب الستة، والسنن، على ما بين في هذا المحل. ([45])
علم الاشتقاق
وهو علم باحث عن: كيفية خروج الكلم بعضها عن بعض، بسبب مناسبة بين المخرج والخارج بالأصالة والفرعية، باعتبار جوهرها، والقيد الأخير يخرج الصرف، إذ يبحث فيه أيضا عن الأصالة الفرعية بين الكلم، لكن لا بحسب الجوهرية، بل بحسب الهيئة.
مثلا: يبحث في الاشتقاق، عن مناسبة نهق ونعق بحسب المادة، وفي الصرف عن مناسبته بحسب الهيئة، فامتاز أحدهما عن الآخر، واندفع توهم الاتحاد.
وموضوعه: المفردات من الحيثية المذكورة.
ومبادئه: كثيرة، منها:
قواعد مخارج الحروف.
ومسائله: القواعد التي يعرف منها أن الأصالة والفرعية بين المفردات، بأي طريق يكون، وبأي وجه يعلم.
ودلائله: مستنبطة من قواعد علم المخارج، وتتبع مفردات ألفاظ العرب، واستعمالاتها.
والغرض منه: تحصيل ملكة يعرف بها الانتساب على وجه الصواب.
وغايته: الاحتراز عن الخلل في الانتساب.
واعلم: أن مدلول الجواهر بخصوصها يعرف من اللغة.
وانتساب البعض إلى البعض على وجه كلي، إن كان في الجوهر: فالاشتقاق.
وإن كان في الهيئة: فالصرف.
فظهر الفرق بين العلوم الثلاثة.
وإن الاشتقاق واسطة بينهما، ولهذا استحسنوا تقديمه على الصرف، وتأخيره عن اللغة في التعليم.
ثم إنه كثيرا ما يذكر في كتب التصريف، وقلما يدون مفردا عنه، إما لقلة قواعده، أو لاشتراكهما في المبادي، حتى إن هذا من جملة البواعث على اتحادهما.
والاتحاد في التدوين، لا يستلزم الاتحاد في نفس الأمر.
قال صاحب (الفوائد الخاقانية) : اعلم: أن الاشتقاق يؤخذ تارة باعتبار العلم، وتارة باعتبار العمل، وتحقيقه: أن الضارب مثلا يوافق الضرب في الحروف الأصول والمعنى، بناء على أن الواضع عين بإزاء المعنى حروفا، وفرع منها ألفاظا كثيرة بإزاء المعاني المتفرعة على ما يقتضيه رعاية التناسب.
فالاشتقاق: هو هذا التفريع والأخذ، فتحديده بحسب العلم بهذا التفريع الصادر عن الوضع، هو أن نجد بين اللفظين تناسبا في المعنى والتركيب، فتعرف رد أحدهما إلى الآخر، وأخذه منه.
وإن اعتبرناه من حيث احتياج أحد إلى عمله، عرفناه باعتبار العمل، فنقول: هو أن تأخذ من أصل فرعا، توافقه في الحروف الأصول، وتجعله دالا على معنى يوافق معناه. انتهى.
والحق: أن اعتبار العمل زائد غير محتاج إليه، وإنما المطلوب العلم باشتقاق الموضوعات، إذ الوضع قد حصل وانقضى، على أن المشتقات مرويات عن أهل اللسان، ولعل ذلك الاعتبار لتوجه التعريف المنقول عن بعض المحققين، ثم إن المعتبر فيهما الموافقة في الحروف الأصلية ولو تقديرا، إذ الحروف الزائدة في الاستفعال والافتعال لا تمنع.
وفي المعنى أيضا: إما بزيادة أو نقصان، فلو اتحدا في الأصول وترتيبها، كضرب من الضرب، فالاشتقاق صغير.
ولو توافقا في الحروف دون الترتيب، كجبذ من الجذب، فهو كبير.
ولو توافقا في أكثر الحروف، مع التناسب في الباقي، كنعق من النهق، فهو أكبر.
وقال الإمام الرازي: الاشتقاق: أصغر، وأكبر.
فالأصغر: كاشتقاق صيغ الماضي، والمضارع، واسم الفاعل، والمفعول، وغير ذلك من المصدر.
والأكبر: هو تقلب اللفظ المركب من الحروف إلى انقلاباته المحتملة.
مثلاً: اللفظ المركب من ثلاثة أحرف، يقبل ستة انقلابات، لأنه يمكن جعل كل واحد من الحروف الثلاثة أول هذا اللفظ.
وعلى كل من هذه الاحتمالات الثلاثة، يمكن وقوع الحرفين الباقيين على وجهين.
مثلاً: اللفظ المركب من ك ل م يقبل ستة انقلابات: كلم، كمل، ملك، لكم، لمك، مكل.
واللفظ المركب من أربعة أحرف: يقبل أربعة وعشرون انقلابا، وذلك لأنه يمكن جعل كل واحد من الأربعة ابتداء تلك الكلمة.
وعلى كل من هذه التقديرات الأربعة: يمكن وقوع الأحرف الثلاثة الباقية على ستة أوجه، كما مر.
والحاصل من ضرب الستة في الأربعة: أربعة وعشرون، وعلى هذا القياس المركب من الحروف الخمسة.
والمراد من الاشتقاق الواقع في قولهم: هذا اللفظ مشتق من ذلك اللفظ، هو: الاشتقاق الأصغر غالبا.
والتفصيل في مباحث الاشتقاق من الكتب القديمة في الأصول. ([46])
علم الأسطرلاب
هو علم يبحث فيه عن: كيفية استعمال آلة معهودة، يتوصل بها إلى معرفة كثير من الأمور النجومية، على أسهل طريق، وأقرب مأخذ، مبين في كتبها كارتفاع الشمس، ومعرفة الطالع، وسمت القبلة، وعرض البلاد، وغير ذلك.
أو عن: كيفية وضع الآلة على ما بين في كتبه، وهو من فروع علم الهيئة، كما مر.
وأصطرلاب: كلمة يونانية، أصلها بالسين، وقد يستعمل على الأصل، وقد تبدل صادا لأنها في جوار الطاء، وهو الأكثر، يقال معناها: ميزان الشمس، وقيل: مرآة النجم، ومقياسه.
ويقال له باليونانية أيضا: أصطرلافون، وأصطر: هو النجم، ولافون: هو المرآة، ومن ذلك سمي: علم النجوم: أصطريوميا، وقيل: إن الأوائل كانوا يتخذون كرة على مثال الفلك، ويرسمون عليها الدوائر، ويقسمون بها النهار والليل، فيصححون بها المطالع، إلى زمن إدريس - عليه السلام -.
وكان لإدريس ابن يسمى: لاب، وله معرفة في الهيئة، فبسط الكرة، واتخذ هذه الآلة، فوصلت إلى أبيه فتأمل، وقال: من سطره؟ فقيل: سطر لاب، فوقع عليه هذا الاسم.
وقيل: أسطر، جمع: سطر، ولاب: اسم رجل.
وقيل: فارسي معرب، من أستاره ياب، أي: مدرك أحوال الكواكب.
قال بعضهم: هذا أظهر وأقرب إلى الصواب، لأنه ليس بينهما فرق إلا بتغيير الحروف.
وفي (مفاتيح العلوم) الوجه هو الأول.
وقيل: أول من وضعه: بطلميوس، وأول من عمله في الإسلام: إبراهيم بن حبيب الفزاري.
ومن الكتب المصنفة فيه: (تحفة الناظر) ، و (بهجة الأفكار) ، و (ضياء الأعين). ([47])
علم أصول الحديث
ويقال له: علم دراية الحديث.
والأول أشهر، لكنا أوردناه في: الدال، نظرا إلى المعنى، فتأمل. ([48])
علم أصول الدين المسمى: بالكلام
يأتي في: الكاف. ([49])
علم أصول الفقه
وهو: علم يتعرف منه: استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، عن أدلتها الإجمالية.
وموضوعه: الأدلة الشرعية الكلية، من حيث أنها كيف يستنبط عنها الأحكام الشرعية.
ومباديه: مأخوذة من العربية، وبعض العلوم الشرعية، كأصول الكلام، والتفسير، والحديث، وبعض من العقلية.
والغرض منه: تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، من أدلتها الأربعة، أعني: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
وفائدته: استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة.
واعلم: أن الحوادث، وإن كانت متناهية في نفسها، بانقضاء دار التكليف، إلا أنها لكثرتها، وعدم انقطاعها، مادامت الدنيا غير داخلة تحت حصر الحاصرين، فلا يعلم أحكامها جزئيا.
ولما كان لكل عمل من أعمال الإنسان حكم، من قبل الشارع منوط بدليل يخصه، جعلوها قضايا، موضوعاتها: أفعال المكلفين، ومحمولاتها: أحكام الشارع من الوجوب وأخواته.
فسموا: العلم المتعلق بها، الحاصل من تلك الأدلة: فقها، ثم نظروا في تفاصيل الأدلة والأحكام، وعمومها، فوجدوا الأدلة راجعة إلى: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
ووجدوا الأحكام راجعة إلى: الوجوب، والندب، والحرمة، والكراهة، والإباحة.
وتأملوا في كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام إجمالا، وبيان طرقه، وشرائطه، ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية، عن أدلتها التفصيلية، فضبطوها، ودونوها، وأضافوا إليها من اللواحق، وسموا العلم المتعلق بها: أصول الفقه.
قال الإمام، علاء الدين الحنفي، في (ميزان الأصول) : اعلم: أن أصول الفقه، فرع لعلم أصول الدين، فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه، على اعتقاد مصنف الكتاب.
وأكثر التصانيف في أصول الفقه: لأهل الاعتزال، المخالفين لنا في الأصول، ولأهل الحديث المخالفين لنا في الفروع، ولا اعتماد على تصانيفهم.
وتصانيف أصحابنا، قسمان:
قسم: وقع في غاية الإحكام والإتقان، لصدوره ممن جمع في الأصول والفروع، مثل: (مأخذ الشرع) ، و (كتاب الجدل) للماتريدي، ونحوهما.
وقسم: وقع في نهاية التحقيق في المعاني، وحسن الترتيب، لصدوره ممن تصدى لاستخراج الفروع، من ظواهر المسموع.
غير أنهم لما لم يتمهروا في دقائق الأصول، وقضايا العقول، أفضى رأيهم إلى رأي المخالفين في بعض الفصول.
ثم هجر القسم الأول، إما لتوحش الألفاظ والمعاني، وإما لقصور الهمم، والتواني.
واشتهر القسم الآخر. انتهى.
وأول من صنف فيه: الإمام الشافعي، ذكره الأسنوي في (التمهيد) ، وحكى الإجماع فيه.([50])
علم الأطعمة والمزورات
ذكره: المولى أبو الخير.
من فروع علم الطب.
وقال: هو علم باحث عن: كيفية تركيب الأطعمة اللذيذة والنافعة، بحسب الأمزجة، ورأيت فيه تصنيفا. انتهى.
ولا يخفى أنه: صناعة الطبخ.
وفيه: (الدبيخ، في الطبيخ).([51])
علم إعجاز القرآن
ذكره المولى: أبو الخير، من جملة فروع: علم التفسير.
وقال: صنف فيه جماعة، فذكر منهم: الخطابي، والرماني، والرازي. ([52])
علم أعداد الوفق
ذكره: أبو الخير.
من فروع علم العدد.
وسيأتي بيانه في: علم الوفق. ([53])
علم إعراب القرآن
وهو من فروع: علم التفسير، على ما في: (مفتاح السعادة) .
لكنه في الحقيقة هو من: علم النحو.
وعده علما مستقلا، ليس كما ينبغي، وكذا سائر ما ذكره السيوطي في (الإتقان) من الأنواع، فإنه عد علوما كما سبق في المقدمة.
ثم ذكر ما يجب على المعرب مراعاته، من الأمور التي ينبغي أن تجعل مقدمة لكتاب: (إعراب القرآن) ، ولكنه أراد تكثير العلوم والفوائد.
وهذا النوع أفرده بالتصنيف جماعة:
منهم: الشيخ، الإمام: مكي بن أبي طالب القيسي، النحوي (ت437هـ) أوله: (أما بعد حمدا لله جل ذكره ... الخ) وكتابه في: (المشكل) ، خاصة.
وأبو الحسن: علي بن إبراهيم الحوفي، النحوي (430هـ) وكتابه أوضحها. وهو في عشر مجلدات.
وأبو البقاء: عبد الله بن الحسين العكبري، النحوي. (ت616هـ). وكتابه أشهرها. وسماه: (التبيان) .
وأبو إسحاق: إبراهيم بن محمد السفاقسي(ت742هـ) وكتابه أحسن منه. وهو في: مجلدات.سماه: (المجيد، في إعراب القرآن المجيد) .أوله: (الحمد لله الذي شرفنا بحفظ كتابه ... الخ).
ذكر فيه: (البحر) ، لشيخه: أبي حيان، ومدحه.
ثم قال: لكنه سلك سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب، فتفرق فيه المقصود، فاستخار في تلخيصه، وجمع ما بقي في: (كتاب أبي البقا) من إعرابه، لكونه كتابا قد عكف الناس عليه، فضمه إليه: بعلامة الميم، وأورد ما كان له: بقلت.
ولما كان كتابا كبير الحجم في مجلدات.
لخصه: الشيخ: محمد بن سليمان الصرخدي، الشافعي(ت772هـ)
واعترض عليه في مواضع.
وأما كتاب:الشيخ، شهاب الدين: أحمد بن يوسف، المعروف: بالسمين، الحلبي(ت756هـ) فهو مع اشتماله على غيره، أجلُّ ما صنف فيه، لأنه جمع العلوم الخمسة: الإعراب، والتصريف، واللغة، والمعاني، والبيان.
ولذلك قال السيوطي في (الإتقان) : هو مشتمل على: حشو وتطويل لخصه: السفاقسي، فجوده. انتهى.
وهو وهم منه، لأن السفاقسي ما لخص إعرابه منه، بل من: (البحر) ، كما عرفت.
والسمين، لخصه أيضا من: (البحر) ، في حياة شيخه: أبي حيان، وناقشه فيه كثيرا.
وسماه: (الدر المصون، في علم الكتاب المكنون) .
أوله: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ... الخ) .
وفرغ عنه: في أواسط رجب (734هـ). ([54])
علم أفضل القرآن، وفاضله
ذكره: أبو الخير.
من فروع علم التفسير.
ونقل فيه: مذاهب الأئمة، كما في (الإتقان). ([55])
علم أقسام القرآن
جمع: قسم، بمعنى: اليمين.
جعله السيوطي: نوعا من أنواع علوم القرآن.
وتبعه صاحب: (مفتاح السعادة) ، حيث أورده من: فروع علم التفسير.
وقال: صنف فيه: ابن القيم.
مجلدا.
سماه: (التبيان) .
أقسم الله - تعالى - بنفسه في القرآن، في سبعة مواضع، والباقي كله قسم لمخلوقاته، وأجابوا عنه بوجوه. ([56])
علم الأكتاف
هو: علم باحث عن الخطوط والأشكال، التي في أكتاف الضأن والمعز، إذا قوبلت بشعاع الشمس، من حيث دلالتها على: أحوال العالم الأكبر من: الحروب، والخصب، والجدب، وقلما يستدل بها على: الأحوال الجزئية لإنسان معين.
يؤخذ لوح الكتف قبل طبخ لحمه، ويلقى على الأرض أولا، ثم ينظر فيه، فيستدل بأحواله من: الصفاء، والكدر، والخمرة، والخضرة، إلى الأحوال الجارية في العالم.
وينسب علم الكتف: إلى أمير المؤمنين علي - رضي الله تعالى عنه -.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : رأيت مقالة في هذا العلم مختصرة، لكن بين فيها الآنية دون اللمية، يعني: المسائل مجردة عن الدلائل.
وقد سبق: أنه من فروع: علم الفراسة. ([57])
علم الأكر
وهو: علم يبحث فيه عن الأحوال العارضة للكرة، من حيث أنها كرة، من غير نظر إلى كونها بسيطة، أو مركبة عصرية، أو فلكية.
فموضوعه: الكرة بما هو كرة، وهي جسم يحيط به سطح واحد مستدير، في داخله نقطة، يكون جميع الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليه متساوية، وتلك النقطة مركز حجمها، سواء كانت مركز ثقلها أولا.
وقد يبحث فيه: عن أحوال الأكر المتحركة، فاندرج فيه، ولا حاجة إلى جعله علما مستقلا، كما جعله صاحب: (مفتاح السعادة) ، وعدهما من: فروع الهيئة.
وقال: يتوقف براهين علم الهيئة على هذين أشد توقف.
وفيه: كتب للأوائل، والأواخر منها. ([58])
علم الآلات الحربية
وهو: علم يتعرف منه: كيفية اتخاذ الآلات الحربية، كالمنجنيق وغيرها.
وهو من فروع: علم الهندسة.
ومنفعته: ظاهرة.
وهذا العلم: أحد أركان الدين، لتوقف أمر الجهاد عليه.
ولبني موسى ابن شاكر، كتاب مفيد في هذا العلم، كذا في: (مفتاح السعادة) .
وينبغي أن يضاف: علم رمي القوس والبنادق، إلى هذا العلم، وأن ينبه على أن أمثال ذلك العلم قسمان:
علم: وضعها وصنعتها.
وعلم: استعمالها. ([59])
علم الآلات الرصدية
ذكره: المولى أبو الخير من: فروع الهيئة.
وقال: هو علم يتعرف منه: كيفية تحصيل الآلات الرصدية قبل الشروع في الرصد، فإن الرصد لا يتم إلا بآلات كثيرة.
وكتاب: (الآلات العجيبة) للخازني، يشتمل على ذلك. انتهى.
قال العلامة: تقي الدين الراصد، في (سدرة منتهى الأفكار) : والغرض من وضع تلك الآلات: تشبيه سطح منها بسطح دائرة فلكية، ليمكن بها ضبط حركتها، ولن يستقيم ذلك ما دام لنصف قطر الأرض قدر محسوس، عند نصف قطر تلك الدائرة الفلكية، إلا بتعديله، بعد الإحاطة باختلافه الكلي.
وحيث أحسسنا بحركات دورية مختلفة، وجب علينا ضبطها بآلات رصدية تشبهها في وضعها، لما يمكن له التشبيه، ولما لم يكن له ذلك، بضبط اختلافه.
ثم فرض كرات تطابق اختلافاتها المقيسة إلى مركز العالم، تلك الاختلافات المحسوس بها، إذا كانت متحركة حركة بسيطة حول مراكزها، فبمقتضى تلك الأغراض تعددت الآلات.
والذي أنشأناه بدار الرصد الجديد هذه الآلات، منها:
اللبنة: وهي جسم مربع مستو، يستعلم به الميل الكلي، وأبعاد الكواكب، وعرض البلد.
ومنها: الحلقة الاعتدالية: وهي حلقة تنصب في سطح دائرة المعدل، ليعلم بها التحويل الاعتدالي.
ومنها: ذات الأوتار، قال: وهي من مخترعنا، وهي أربع أسطوانات مربعات، تغني عن الحلقة الاعتدالية، على أنها يعلم بها التحويل الليلي أيضا.
ومنها: ذات الحلق: وهي أعظم الآلات هيئة، ومدلولا، وتركب من حلقة تقام مقام منطقة فلك البروج، وحلقة تقام مقام المارة بالأقطاب، تركب إحداهما في الأخرى، بالتصنيف، والتقطيع، وحلقة الطول الكبرى، وحلقة الطول الصغرى، تركب الأولى في محدب المنطقة، والثانية في مقعرها، وحلقة نصف النهار قطرها، مقعرها مساو لقطر محدب حلقة الطول الكبرى، ومن حلقة العرض، قطر محدبها قدر قطر مقعر حلقة الطول الصغرى، فتوضع هذه على كرسي.
ومنها: ذات السمت والارتفاع: وهي نصف حلقة، قطرها سطح من سطوح أسطوانة متوازية السطوح، يعلم بها السمت وارتفاعها، وهذه الآلة من مخترعات الرصاد الإسلاميين.
ومنها: ذات الشعبتين: وهي ثلاث مساطر، على كرسي، يعلم بها الارتفاع.
ومنها: ذات الجيب: وهي مسطرتان منتظمتان انتظام ذات الشعبتين.
ومنها: المشبهة بالمناطق، قال: وهي من مخترعاتنا، كثيرة الفوائد في معرفة ما بين الكوكبين من البعد، وهي: ثلاث مساطر، اثنتان: منتظمتان انتظام ذات الشعبتين، زمنها الربع المسطري، وذات الثقبتين، والبنكام الرصدي، وغير ذلك.
وللعلامة: غياث الدين جمشيد.
رسالة فارسية.
في وصف تلك الآلات الفلكية، سوى ما اخترعه: تقي الدين.
واعلم: أن الآلات الفلكية كثيرة، منها:
الآلات المذكورة.
ومنها: السدس الذي ذكره: جمشيد.
ومنها: ذات المثلث.
ومنها: أنواع الأسطرلابات: كالتام، والمسطح، والطوماري، والهلالي، والزورقي، والعقربي، والأسي، والقوسي، والجنوبي، والشمالي، والكبرى، والمنبطح، والمسرطق، وحق القمر، والمغني، والجامعة، وعصا موسى.
ومنها: أنواع الأرباع: كالتام، والمجيب، والمقنطرات، والآفاقي، والشكازي، ودائرة المعدل، وذات الكرسي، والزرقالة، وربع الزرقالة، وطبق المناطق.
وذكر ابن الشاطر، في: (النفع العام) : أنه أمعن النظر في الآلات الفلكية، فوجد مع كثرتها، أنها ليس فيما يفي بجميع الأعمال الفلكية، في كل عرض.
وقال: ولا بد أن يداخلها الخلل في غالب الأعمال، إما من جهة تعسر تحقيق الوضع: كالمبطحات، أو من جهة تحرك بعضها على بعض، وكثرة تفاوت ما بين خطوطها، وتزاحمها: كالأسطرلاب، والشكازية، والزرقالة، وغالب الآلات.
أو من جهة الخيط، وتحريك المري، وتزاحم الخطوط: كالأرباع المقنطرات، والمجيبة.
وإن بعضها: يعسر بها غالب المطالب الفلكية.
وبعضها: لا يفي إلا بالقليل.
وبعضها: مختص بعرض واحد.
وبعضها: بعروض مختصة.
وبعضها: يكون أعمالها ظنية، غير برهانية.
وبعضها: يأتي ببعض الأعمال بطريق مطولة، خارجة عن الجد.
وبعضها: يعسر حملها، ويقبح شكلها: كالآلة الشاملة.
فوضع آلة يخرج بها جميع الأعمال في جميع الآفاق، بسهولة مقصد، ووضوح برهان، فسماها: (الربع التام). ([60])
علم آلات الساعة
من الصناديق، والضوارب، وأمثال ذلك، نفعه بين.
وفيها: مجلدات عظيمة.
هذا: حاصل ما ذكره أبو الخير في فروع الهيئة.
أقول: لا يخفى عليك، أنه هو: علم البنكامات، الذي جعله من: فروع الهندسة.
وسيأتي في: الباء. ([61])
علم الآلات الظلية
وهو: علم يتعرف منه مقادير ظلال المقايس، وأحوالها، والخطوط التي ترسم في أطرافها، وأحوال الظلال المستوية، والمنكوسة.
ومنفعته: معرفة ساعات النهار بهذه الآلات: كالبسائط، والقائمات، والمائلات، من الرخامات.
وفيه: كتاب مبرهن.
لإبراهيم بن سنان الحراني.
ذكره: أبو الخير في فروع الهيئة. ([62])
علم الآلات العجيبة الموسيقارية
وهو: علم يتعرف منه كيفية وضعها، وتركيبها: كالعود، والمزامير، والقانون، سيما الأرغنون.
ولقد أبدع واضعها فيها الصنايع العجيبة، والأمور الغريبة.
قال أبو الخير: ولقد شاهدته، واستمعت به مرات عديدة، ولم تزد المشاهدة والنظرة، إلا دهشة وحيرة.
ثم قال: وإنما تعرضت، مع كونها محرمة في شريعتنا، لكونها من: فروع العلوم الرياضية.
أقول: وسيأتي بيان حكمة الحرمة في الموسيقى.
ومن أنواع تلك الآلات: الكوس، والطبل، والنقارة، والدائرة.
ومن أنواع المزامير: الناي، والسورنا، والنفير، والمثقال، والقوال، وآلة يقال له: بوري، ودودك.
ومن أنواع ذات الأوتار: الطنبور، والششتا، والرباب، وآلة يقال لها: قبوز، وجنك، وغير ذلك.
وقد أورد الشيخ في: (الشفاء) بصورها.
وكذا: العلامة الشيرازي في: (التاج) . ([63])
علم الآلات الروحانية
المبنية على ضرورة عدم الخلا، كقدح العدل، وقدح الجور.
أما الأول: فهو إناء، إذا امتلأ منها قدر معين يستقر الشراب، وإن زيد عليها، ولو بشيء يسير، ينصب الماء، ويتفرغ الإناء عنه، بحيث لا يبقى قطرة.
وأما الثاني: فله مقدار معين، إن صب فيه الماء بذلك القدر القليل يثبت، وإن ملئ يثبت أيضا، وإن كان بين المقدارين يتفرغ الإناء، كل ذلك لعدم إمكان الخلا.
قال أبو الخير: وأمثال هذه من: فروع علم الهندسة، من حيث تعين قدر الإناء، وإلا فهو من: فروع علم الطبيعي.
ومن هذا القبيل: دوران الساعات.
ويسمى: علم الآلات الروحانية، لارتياح النفس بغرايب هذه الآلات.
وأشهر كتب هذا الفن: (حيل بني موسى بن شاكر) .
وفيه: كتاب مختصر.
لفيلن.
وكتاب مبسوط.
للبديع الجزري. انتهى. ([64])
علم الألغاز
وهو: علم يتعرف منه دلالة الألفاظ على المراد، دلالة خفية في الغاية، لكن لا بحيث تنبو عنها الأذهان السليمة، بل تستحسنها، وتنشرح إليها، بشرط أن يكون المراد من الألفاظ الذوات الموجودة في الخارج، وبها يفترق من المعمى، لأن المراد من الألفاظ: اسم شيء من الإنسان، وغيره.
وهو من: فروع علم البيان، لأن المعتبر فيه وضوح الدلالة، كما سيأتي.
والغرض فيهما: الإخفاء، وستر المراد، ولما كان إرادة الإخفاء على وجه الندرة، عند امتحان الأذهان، لم يلتفت إليهما البلغاء، حتى لم يعدوهما أيضا من الصنائع البديعة، التي يبحث فيها عن الحسن العرضي.
ثم هذا المدلول الخفي: إن لم يكن ألفاظا، وحروفا، بلا قصد دلالتهما على معان آخر، بل ذوات موجودة يسمى: اللغز، وإن كان ألفاظا وحروفا دالة على معان مقصودة، يسمى: معمي.
وبهذا يعلم: أن اللفظ الواحد، يمكن أن يكون: معمى، ولغزا، باعتبارين، لأن المدلول إذا كان ألفاظا، فإن قصد بها معان أخر يكون: معمى.
وإن قصد: ذوات الحروف، على أنها من الذوات، يكون: لغزا.
وأكثر مبادي هذين العلمين: مأخوذ من تتبع كلام الملغزين، وأصحاب المعمى.
وبعضها: أمور تخييلية، تعتبرها الأذواق، ومسائلها: راجعة إلى المناسبات الذوقية، بين الدال والمدلول الخفي، على وجه يقبلها الذهن السليم.
ومنفعتهما: تقويم الأذهان، وتشحيذها.
ومن أمثلة الألغاز:
قول القائل في القلم:
(شعر)
وما غلام راكع ساجد * أخو نحول دمعه جاري
ملازم الخمس لأوقاتها * منقطع في خدمة الباري
وآخر في الميزان:
(شعر)
وقاضي قضاة يفصل الحق ساكتا * وبالحق يقضي لا يبوح فينطق
قضى بلسان لا يميل، وإن يمل * على أحد الخصمين فهو مصدق
ومن الكتب المصنفة فيه أيضا:
كتاب: (الألغاز) .
للشريف، عز الدين: حمزة بن أحمد الدمشقي، الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
وصنف فيه: جمال الدين: عبد الرحيم بن حسن الأسنوي، الشافعي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
وتاج الدين: عبد الوهاب بن السبكي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
ومن الكتب المصنفة فيه:
(الذخائر الأشرفية، في الألغاز الحنفية) .
للقاضي: عبد البر بن الشحنة الحلبي.
وهو الذي انتخبه: ابن نجيم، في الفن الرابع من (الأشباه) ، وذكر أن: (حيرة الفقهاء) ، و (العدة) ، اشتملا على كثير من ذلك، لكن الجميع ألغاز فقهية. ([65])
علم (العلم) الإلهي
وهو: علم يبحث فيه عن الموجودات من حيث هي موجودات.
وموضوعه: الوجود من حيث هو.
وغايته: تحصيل الاعتقادات الحقة، والتصورات المطابقة، لتحصيل السعادة الأبدية، والسيادة السرمدية، كذا في: (مفتاح السعادة) .
وقال صاحب (إرشاد القاصد) : يعبر عنه: بالإلهي، لاشتماله على علم الربوبية.
وبالعلم الكلي: لعمومه، وشموله، لكليات الموجودات.
وبعلم ما بعد الطبيعة: لتجرد موضوعه عن المواد، ولواحقها.
قال: وأجزاؤه الأصلية خمسة:
الأول: النظر في الأمور العامة، مثل: الوجود، والماهية، والوجوب، والإمكان، والقدم، والحدوث، والوحدة، والكثرة.
والثاني: النظر في مبادئ العلوم كلها، وتبيين مقدماتها، ومراتبها.
والثالث: النظر في إثبات وجود الإله، ووجوبه، والدلالة على وحدته، وصفاته.
والرابع: النظر في إثبات الجواهر المجردة من: العقول، والنفوس، والملائكة، والجن، والشياطين، وحقائقها، وأحوالها.
والخامس: النظر في أحوال النفوس البشرية، بعد مفارقتها، وحال المعاد.
ولما اشتدت الحاجة إليه اختلفت الطرق.
فمن الطالبين: من رام إدراكه بالبحث، والنظر، وهؤلاء زمرة الحكماء الباحثين، ورئيسهم: أرسطو، وهذا الطريق: أنفع للتعلم، لوفائه بجملة المطالب، وقامت عليها براهين يقينية، وتنبيهات.
ومنهم: من سلك طريق تصفية النفس بالرياضة، وأكثرهم يصل إلى أمور ذوقية، يكشفها له العيان، وتجلُّ عن أن توصف بلسان.
منهم: من ابتدأ أمره بالبحث والنظر، وانتهى إلى التجريد، وتصفية النفس، فجمع بين الفضيلتين، وينسب مثل هذا الحال إلى: سقراط، وأفلاطون، والسهروردي. انتهى.
وقال الفاضل أبو الخير: وهذا العلم هو المقصد الأقصى، والمطلب الأعلى، لكن من وقف على حقائقه، واستقام في الاطلاع على دقائقه، فقد فاز فوزا عظيما.
ومن زلت به قدمه، أو طغى به قلمه، فقد ضل ضلالا بعيدا، وخسر خسرانا مبينا، إذ الباطل يشاكل الحق في مآخذه، والوهم يعارض العقل في دلائله، جل جناب الحق عن أن يكون شريعة لكل وارد، أو يطلع على سرائر قدسه، إلا واحدا بعد واحد، وقلما يوجد إنسان يصفو عقله عن كدر الأوهام.
واعلم: أن من النظر رتبة، تناظر طريق التصفية، ويقرب حدها من حدها، وهو: طريق الذوق، ويسمونه: الحكمة الذوقية.
وممن وصل إلى هذه الرتبة في السلف: السهروردي.
وكتاب: (حكمة الإشراق) له، صادر عن هذا المقام، برمز أخفى من أن يعلم.
وفي المتأخرين: الفاضل، الكامل، مولانا: شمس الدين الفناري، في الروم.
ومولانا: جلال الدين الدواني، في بلاد العجم.
ورئيس هؤلاء: الشيخ: صدر الدين القونوي.
والعلامة: قطب الدين الشيرازي.
انتهى ملخصا.
وسيأتي تمام التفصيل في الحكمة، عند تحقيق الأقسام - إن شاء الله العزيز العلام -.
ثم اعلم: أن البحث والنظر في هذا العلم لا يخلو، إما: أن يكون على طريق النظر، أو: على طريق الذوق.
فالأول: إما على قانون فلاسفة المشائين، فالمتكفل له: كتب الحكمة، أو على قانون المتكلمين، فالمتكفل حينئذ: كتب الكلام لأفاضل المتأخرين.
والثاني: إما: على قانون فلاسفة الإشراقيين، فالمتكفل له: حكمة الإشراق، ونحوه، أو: على قانون الصوفية، واصطلاحهم فكتب التصوف.
وقد علم مواضع هذا الفن ومطالبه، فلا تغفل، فإن هذا التنبيه والتعليم مما فات عن أصحاب الموضوعات، وفوق كل ذي علم عليم. ([66])
علم أمارات النبوة
من الإرهاصات، والمعجزات القولية، والفعلية، وكيفية دلالة هذه على النبوة، والفرق بينها وبين السحر.
وموضوعه، وغايته: ظاهر.
وفيه: كتب كثيرة، لكنه لا أنفع من كتاب: (أعلام النبوة) للماوردي.
هذا حاصل ما في: (مفتاح السعادة) .
وقد جعله: من فروع العلم الإلهي، لكن كونه علما مستقلا، محل بحث ونظر، ولا عبرة فيه بالإفراد بالتدوين.
وهو في الحقيقة: قسم من أقسام: علم الكلام.([67])
علم الأمثال
يعني: ضروبها.
وسيأتي في: الضاد. ([68])
علم إملاء الخط
وهو علم يبحث فيه بحسب الآنية، والكمية، عن الأحوال العارضة، لنقوش (الخطوط)([69]) العربية، لا من حيث حسنها، بل من حيث دلالتها على الألفاظ العربية، بعد رعاية حال بسائط الحروف.
وهذا العلم: من حيث نقش الحروف بالآلة: من أنواع الخط.
ومن حيث دلالتها على الألفاظ، من فروع علم العربية.
هذا حاصل ما ذكره أبو الخير، وجعله من العلوم التي تتعلق بإملاء الحروف المفردة. ([70])
علم إنباط المياه
وهو: علم يتعرف منه كيفية استخراج المياه الكامنة في الأرض، وإظهارها.
ومنفعته: ظاهرة.
ونقل عن بعض العلماء: لو علم عباد الله - تعالى - رضاء الله - تعالى - في إحياء أرضه، لم يبق في وجه الأرض موضع خراب.
وللكرخي فيه: كتاب مختصر، وفي خلال كتاب الفلاحة النبطية مهمات هذا العلم. انتهى ما في: (مفتاح السعادة) .
أورده في: فروع الهندسة. ([71])
علم الأنساب
وهو: علم يتعرف منه أنساب الناس، وقواعده: الكلية والجزئية.
والغرض منه: الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص.
وهو: علم عظيم النفع، جليل القدر، أشار الكتاب العظيم في (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إلى تفهمه.
وحث الرسول الكريم في: (تعلموا أنسابكم، تصلوا أرحامكم) على تعلمه.
والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه، إلى أن كثر أهل الإسلام، واختلط أنسابهم بالأعجام، فتعذر ضبطه بالآباء، فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده، أو حرفته، أو نحو ذلك، حتى غلب هذا النوع.
وهذا العلم من زياداتي على: (مفتاح السعادة) ، والعجب من ذلك الفاضل، كيف غفل عنه؟ مع أنه علم مشهور، طويل الذيل، وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة.
والذي فتح هذا الباب، وضبط علم الأنساب، هو الإمام، النسابة: هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
المتوفى: سنة أربع ومائتين.
فإنه صنف فيه خمسة كتب: (المنزل)، و (الجمهرة)، و (الوجيز)، و (الفريد)، و (الملوكي).
ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم منها.([72])
علم الإنشاء
أي: إنشاء النثر، وهو: علم يبحث فيه عن المنثور، من حيث أنه بليغ، وفصيح، ومشتمل على: الآداب المعتبرة عندهم في العبارات المستحسنة، واللائقة بالمقام.
وموضوعه، وغرضه، وغايته: ظاهرة مما ذكر.
ومباديه: مأخوذة من تتبع الخطب والرسائل، بل له استمداد من جميع العلوم، سيما الحكمة العملية، والعلوم الشرعية، وسير الكمل، ووصايا العقلاء، وغير ذلك من الأمور الغير المتناهية، هذا ما ذكره أبو الخير.
ويندرج فيه: ما أورده في علم: مبادي الإنشاء، وأدواته، فلا وجه لجعله علما آخر.
وأما ابن صدر الدين، فإنه لم يذكر سوى معرفة المحاسن والمعايب، ونبذة من آداب المنشي، وزبدة كلامه: أن للنثر من حيث أنه نثر محاسن ومعايب، يجب على المنشي أن يفرق بينهما، فيتحرز عن المعايب، ولا بد أن يكون أعلى كعبا في العربية، محترزا عن استعمال الألفاظ الغريبة، وما يخل بفهم المراد، أو يوجب صعوبته، وأن يحترز من التكرار، وأن يجعل الألفاظ تابعة للمعاني، دون العكس، إذ المعاني إذا تركت على سجيتها، طلبت لأنفسها ألفاظا تليق بها، فيحسن اللفظ والمعنى جميعا.
وأما جعل الألفاظ متكلفة، والمعاني تابعة لها، فهو كلباس مليح، على منظر قبيح، فيجب أن يجتنب عما يفعله بعض من لهم شغف بإيراد شيء من المحسنات اللفظية، فيصرفون العناية إلى المحسنات، ويجعلون الكلام كأنه غير مسوق لإفادة المعنى، فلا يبالون بخفاء الدلالات، وركاكة المعنى.
ومن أعظم ما يليق لمن يتعاطى بالإنشاء، أن يكتب ما يراد، لا ما يريد، كما قيل في الصاحب والصابي: أن الصابي يكتب ما يراد، والصاحب يكتب ما يريد.
ولا بد أن يلاحظ في كتاب النثر حال المرسل والمرسل إليه، ويعنون الكتاب بما يناسب المقام. انتهى. ([73])
علم الأوائل
وهو: علم يتعرف منه أوائل الوقائع، والحوادث، بحسب المواطن، والنسب.
وموضوعه وغايته: ظاهرة.
وهذا العلم: من فروع التواريخ، والمحاضرات، لكنه ليس بمذكور في كتب الموضوعات؛ وقد ألحق بعض المتأخرين مباحث الأواخر إليه.
وفيه كتب كثيرة، منها: كتاب (الأوائل) لأبي هلال: حسن بن عبد الله العسكري(ت395هـ)
وهو أول من صنف فيه وهو رسالة مختصرة وملخصه: المسمى (بالوسائل) لجلال الدين السيوطي. ومنها: (إقامة الدلائل) لابن حجر و (محاسن الوسائل) للشبلي. و (محاضرة الأوائل) لعلي دده. و (أزهار الجمايل) لابن دوقة كين. و (الوسائل) أرجوزة أيضا. وكتاب: (الأوائل) لمحمد بن أبي القاسم الراشدي. وكتاب (الجلال) لابن خطيب داريا وكتاب: (الأوائل) للطبراني. ([74])
علم الأوراد المشهورة، والأدعية المأثورة
وهو علم بتصحيحهما، وضبطهما، وتصحيح روايتهما، وبيان خواصهما، وعدد تكرارهما، وأوقات قراءتهما، وشرائطها.
ومباديه: مبينة في العلوم الشرعية.
والغرض منه: معرفة تلك الأدعية والأوراد، على الوجه المذكور، لينال باستعمالهما إلى الفوائد الدينية، والدنيوية.
ذكره أبو الخير، وقال: ولما كان استمداد هذا العلم من كتب (علم الحديث) للنووي، و (الحصن الحصين) للجزري. ([75])
علم الأوزان والمقادير المستعملة في علم الطب من الدرهم والأوقية والرطل وغير ذلك
ولقد صنف له: كتب مطولة، ومختصره، يعرفها مزاولوها؛ انتهى ما في: (مفتاح السعادة) .
وقد جعله من فروع: علم الطب.
فيا ليت شعري ما هذه الكتب المطولة؟ نعم هو باب من أبواب الكتب المطولة في الطب؛ فلو كان أمثال ذلك علما متفرعا على علم الطب، لكان له ألف فرع، بل: وأزيد منه. ([76])
علم الاهتداء: بالبراري والأقفار
وهو: علم يتعرف به أحوال الأمكنة، من غير دلالة عليه دلالة ظاهرة، بل خفية، لا يعرفها إلا من تدرب فيه، كالاستدلال برائحة التراب، ومسامتة الكواكب، إذ لكل بقعة رايحة مخصوصة، ولكل كوكب سمت يهتدى به، كما قال الله تعالى: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) .
ونفع هذا العلم: عظيم بين. وقيل: قد يكون بعض من هو بليد في سائر العلوم، ماهرا في هذا الفن، كما يمكن عكسه؛ وقد يحصل هذا النوع من التمييز في: الإبل، والفرس؛ هذا إصلاح ما في: (مفتاح السعادة) ، وهو: من فروع الفراسة. ([77])
علم الآيات المشتبهات
كإبراز القصة الواحدة، في صور شتى، وفواصل مختلفة؛ بأن يأتي في: موضع مقدما، وفي آخر مؤخرا؛ أو في موضع بزيادة، وفي موضع بدونها؛ أو مفردا، ومنكرا، وجمعا؛ أو بحرف وبحرف أخرى؛ أو مدغما، ومنونا، ... إلى غير ذلك من الاختلافات.
وهو من: فروع علم التفسير. وأول من صنف فيه: الكسائي ونظمه: السخاوي. و (البرهان، في توجيه متشابه القرآن) ، و (درة التنزيل) ، و (غرة التأويل) وهو أحسن منه؛ و (كشف المعاني عن متشابه المثاني) ، و (ملاك التأويل) أحسن من الجميع؛ و (قطف الأزهار، في كشف الأسرار). ([78])
علم أيام العرب
وهو: علم يبحث فيه عن: الوقائع العظيمة، والأهوال الشديدة، بين قبائل العرب؛ ويطلق: الأيام، فيراد هذه عن طريق ذكر المحل، وإرادة الحال.
والعلم المذكور: ينبغي أن يجعل فرعا من: فروع التواريخ، وإن لم يذكره أبو الخير، مع أنه ذكر ما هو ليس بمثابة ذلك.
وصنف فيه: أبو عبيدة: معمر بن المثنى البصري.(ت210هـ)
كبيرا، وصغيرا. ذكر في الكبير: ألفا ومائتي يوم. وفي الصغير: خمسة وسبعين يوما.
وأبو الفرج: علي بن حسين الأصبهاني (ت356هـ)
زاد عليه: وجعل: ألفا وسبعمائة يوم. ([79])
علم الإيجاز والإطناب
ذكره من: فروع علم التفسير، ولا يخفى أنه من: مباحث علم البلاغة، فلا وجه لجعله فرعا من فروع علم التفسير؛ إلا أنه التزم تسمية ما أورده السيوطي في (إتقانه) من الأنواع علما.([80])
علم الباطن
هو: معرفة أحوال القلب، والتخلية، ثم التحلية.
وهذا العلم: يعبر عنه بعلم الطريقة، والحقيقة أيضا.
واشتهر علم التصوف به، وسيأتي تمام تحقيقه فيه.
وأما دعوى التقابل بين الظاهر والباطن، كما يدعيه جهلة القوم، فزعم باطل، بشهادة العموم والخصوص. ([81])
علم الباه
هو: علم باحث عن: كيفية المعالجة المتعلقة بقوة المباشرة، من الأغذية المصلحة لتلك القوة، والأدوية المقوية، أو المزيدة للقوة، أو الملذذة للجماع، أو المعظمة، أو المضيقة، وغير ذلك من الأعمال والأفعال المتعلقة بها، كذكر أشكال الجماع، وحكايات محركة للشهوة، التي وضعوها لمن ضعفت قوة مباشرته، أو بطلت، فإنها تعيدها بعد الإياس.
روى أن: ملكا بطلت عنه القوة، فزوج عبدا من مماليكه جارية حسناء، وهيأ لهما مكانا بحيث يراهما الملك ولا يريانه، فعادت قوته بمشاهدة أفعالهما. انتهى ملخصا من: (المفتاح) .
ولا يبعد أن يقال: وكذا النظر إلى تسافد الحيوانات، لكن النظر إلى فعل الإنسان أقوى في تأثير عود القوة.
وهذا العلم من: فروع علم الطب، بل هو: باب من أبواب كتبه، غير أنهم أفردوه بالتأليف، اهتماما لشأنه.
ومن الكتب المصنفة فيه:
كتاب: (الألفية والشلفية) .
قال أبو الخير: يحكى أن ملكا بطلت عنه قوة المباشرة بالكلية، وعجز الأطباء عن معالجتها بالأدوية، فاخترعوا حكايات عن لسان امرأة مسماة: بالألفية، لما أنها جامعها ألف رجل، فحكت عن كل منهم أشكالا مختلفة، فعادت لاستماعها قوة الملك. انتهى.
وقد سبق ذكر الألفية في موضعها. ([82])
علم بدائع القرآن
ذكره المولى: أبو الخير، من جملة فروع: علم التفسير.
ولا يخفى أنه هو: علم البديع، إلا أنه وقع في الكلام القديم.
علم البديع
هو: علم يعرف به وجوه، تفيد الحسن في الكلام، بعد رعاية المطابقة لمقتضى المقام، ووضوح الدلالة على المرام، فإن هذه الوجوه: إنما تعد محسنة، بعد تينك الرعايتين، وإلا لكان كتعليق الدرر على أعناق الخنازير.
فمرتبة هذا العلم بعد مرتبة علمي: المعاني، والبيان.
حتى إن بعضهم لم يجعله علما على حدة، وجعله ذيلا لهما، لكن تأخر رتبته لا يمنع كونه علما مستقلا، ولو اعتبر ذلك، لما كان كثير من العلوم علما على حدة، فتأمل.
وظهر من هذا: موضوعه، وغرضه، وغايته.
وأما منفعته: فإظهار رونق الكلام، حتى يلج الأذن بغير إذن، ويتعلق بالقلب من غير كد.
وإنما دونوا هذا العلم لأن الأصل، وإن كان الحسن الذاتي، وكان المعاني والبيان، مما يكفي في تحصيله، لكنهم اعتنوا بشأن الحسن العرضي أيضا، لأن الحسناء، إذا عريت عن المزينات، ربما يذهل بعض القاصرين عن تتبع محاسنها، فيفوت التمتع بها.
ثم إن وجوه التحسين الزائد، إما راجعة إلى تحسين المعنى أصالة، وإن كان لا يخلو عن تحسين اللفظ تبعا.
وإما راجعة إلى تحسين اللفظ كذلك.
فالأولى: تسمى معنوية.
والثانية: لفظية.
وهذا الفن: ذكره أهل البيان، في أواخر علم البيان.
إلا أن المتأخرين: زادوا عليها شيئا كثيرا، ونظموا فيه قصائد، وألفوا كتبا.
ومن الكتب المختصة بعلم البديع:
(كتاب البديع) .
لأبي العباس: عبد الله بن المعتز العباسي.
المتوفى: سنة ست وتسعين ومائتين.
وهو: أول من صنف فيه.
وكان جملة ما جمع منها: سبعة عشرة نوعا.
ألفه: سنة أربع وسبعين ومائتين.
ولأبي أحمد: حسن العسكري.
المتوفى: سنة 382.
وشهاب الدين: أحمد بن شمس الدين الخويي.
المتوفى: سنة 693.
والشيخ المطرزي.
المتوفى: سنة 610.
ناصر بن عبد السيد، خليفة الزمخشري.
ومنها: بديعيات الأدباء، وهي: قصائد مع شروحها. ([83])
علم البرد، ومسافاتها
والبُرُد: بضمتين، جمع: بريد.
وهو: عبارة عن أربعة فراسخ.
وهو: علم يتعرف منه كمية مسالك الأمصار فراسخ وأميالا، وأنها مسافة شهرية، أو أقل، أو أكثر، ذكره أبو الخير من: فروع علم الهيئة، وذلك أولى بأن يسمى: علم مسالك الممالك، مع أنه من مباحث جغرافيا.
علم البيزرة
هو: علم يبحث فيه عن: أحوال الجوارح، من حيث حفظ صحتها، وإزالة مرضها، ومعرفة العلامات الدالة على قوتها في الصيد، وضعفها فيه.
وموضوعه، وغايته: ظاهرة.
و (كتاب القانون الواضح) كاف في هذا العلم.
كذا في (مفتاح السعادة). ([84])
علم البيطرة ([85])
وهو: علم يبحث فيه عن: أحوال الخيل، من جهة ما يصح، ويمرض، أو تحفظ صحته، ويزال مرضه، وهذا في الخيل بمنزلة الطب في الإنسان.
وموضوعه، وغايته: ظاهرة.
ومنفعته: عظيمة، لأن الجهاد والحج: لا يقوم ولا يقوى صاحبه إلا به.
ومن الكتب المؤلفة فيه: (بيوتات العرب) لأبي عبيدة: معمر بن المثنى اللغوي. (ت211هـ)، وأبي زيد: سعيد بن أوس الخزرجي.
علم التاريخ
التاريخ في اللغة: تعريف الوقت مطلقا، يقال: أرخت الكتاب تاريخا، وورخته توريخا، كما في (الصحاح)
قيل: هو معرب من: ماه روز.
وعرفا: هو تعيين وقت لينسب إليه زمان، يأتي عليه، أو مطلقا، يعني: سواء كان ماضيا أو مستقبلا.
وقيل: تعريف الوقت، بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع، من ظهور ملة، أو دولة، أو أمر هائل، من الآثار العلوية، والحوادث السفلية، مما يندر وقوعه، جعل ذلك مبدأ لمعرفة ما بينه، وبين أوقات الحوادث والأمور التي يجب ضبط أوقاتها، في مستأنف السنين.
وقيل: عدد الأيام والليالي، بالنظر إلى ما مضى من السنة والشهر، وإلى ما بقي.
وعلم التاريخ: هو معرفة أحوال الطوائف، وبلدانهم، ورسومهم، وعاداتهم، وصنائع أشخاصهم، وأنسابهم، ووفياتهم، ... إلى غير ذلك.
وموضوعه: أحوال الأشخاص الماضية من: الأنبياء، والأولياء، والعلماء، والحكماء، والملوك، والشعراء، وغيرهم.
والغرض منه: الوقوف على الأحوال الماضية.
وفائدته: العبرة بتلك الأحوال، والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب، بالوقوف على تقلبات الزمن، ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار، ويستجلب نظائرها من المنافع.
وهذا العلم كما قيل: عمر آخر للناظرين، والانتفاع في مصره بمنافع تحصل للمسافرين، كذا في (مفتاح السعادة). ([86])
وقد جعل صاحبه لهذا العلم فروعا، كعلوم الطبقات، والوفيات.
لكن الموضوع مشتمل عليها، فلا وجه للإفراز والتفصيل، في مقدمة الفذلكة، من مسودات جامع المجلة.
وأما الكتب المصنفة في التاريخ، فقد استقصيناها إلى ألف وثلاثمائة، فنذكر هاهنا على الترتيب المعهود:
علم تاريخ الخلفاء
وهو: من فروع التواريخ.
وقد أفرد بعض العلماء: (تاريخ الخلفاء الأربعة) .
وبعضهم: ضم معهم الأمويين، والعباسيين، لاشتمال أحوالهم على مزيد الاعتبار.
وقد سبق: ما صنفوا فيه. ([87])
علم التأويل
أصله من الأول، وهو: الرجوع.
فكان المأول: صرف الآية إلى ما يحتمله من المعاني.
وقيل: من الإيالة، وهي: السياسة.
فكأنه ساس الكلام، ووضع المعنى موضعه.
واختلف في التفسير والتأويل:
فقال أبو عبيد، وطائفة: هما بمعنى.
وقد أنكر ذلك قوم.
وقال الراغب الأصبهاني: التفسير أعم من التأويل؛ وأكثر استعماله في الألفاظ، ومفرداتها؛ وأكثر استعمال التأويل في المعاني، والجمل؛ وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية.
وقال غيره: التفسير: بيان لفظ، لا يحتاج إلا وجها واحدا، والتأويل: توجيه لفظ متوجه، إلى معان مختلفة، إلى واحد منها، بما يظهر من الأدلة.
وقال الماتريدي: التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله - سبحانه وتعالى - أنه عني باللفظ هذا؛ والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة.
وقال أبو طالب التغلبي: التفسير: بيان وضع اللفظ، إما: حقيقة، أو مجازا؛ والتأويل: تفسير، باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، وهو الرجوع لعاقبة الأمر، فالتأويل: إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير: إخبار عن دليل المراد.
مثاله: قوله - سبحانه وتعالى -: (إن ربك لبالمرصاد) ، تفسيره: إنه من الرصد مفعال منه، وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله - سبحانه وتعالى -.
وقال الراغب الأصبهاني: التفسير: تكشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ، وبحسب المعنى؛ والتأويل: أكثره في المعاني، والتفسير.
إما أن يستعمل في غريب الألفاظ، أو في وجيز يبين بشرحه، وإما في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره، إلا بمعرفتها، وأما التأويل: فإنه يستعمل مرة عاما، ومرة خاصا، نحو: الكفر المستعمل تارة في: الجحود المطلق، وتارة في: جحود الباري خاصة، وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة.
وقيل: يتعلق التفسير بالرواية والتأويل بالدراية.
وقال أبو نصر القشيري: التفسير: مقصور على السماع، والاتباع، والاستنباط فيما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم: ما وقع مبينا في كتاب الله - تعالى -، وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسمى: تفسيرا، وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد، بل يحمل على المعنى الذي ورد فلا يتعداه؛ والتأويل: ما استنبطه العلماء العالمون، بمعنى: الخطاب الماهرون في آلات العلوم.
وقال قوم - منهم: البغوي، والكواشي -: هو: صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وبعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة، من طريق الاستنباط. انتهى.
ولعله هو الصواب، هذا خلاصة ما ذكره: أبو الخير في (مقدمة علم التفسير) .
وقد ذكر في فروع علم الحديث: علم تأويل أقوال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -، وقال: هذا علم معلوم موضوعه، وبين نفعه، وظاهر غايته، وغرضه.
وفيه: رسالة.
لمولانا: شمس الدين الفناري.
وقد استخرج للأحاديث تأويلات موافقة للشرع، بحيث يقول: من رآها لله دره، وعلى الله أجره.
وأيضا: للشيخ: صدر الدين القنوي.
شرح بعض الأحاديث على التأويلات.
لكن بعضها مخالف لما عرف من ظاهر الشرع، مثل قوله: إن الفلك الأطلس، المسمى بلسان الشارع: (العرش) ، وفلك الثوابت، المسمى عند أهل الشرع: (الكرسي) : قديمان، وأحال ذلك إلى الكشف الصحيح، والعيان الصريح، وادعى: أن هذا غير مخالف للشرع، لأن الوارد فيه: حدوث السموات السبع، والأرضين، إلا أن هذا الشيخ قد أبدع في سائر التأويلات، بحيث ينشرح الصدور والبال، والله - سبحانه وتعالى - أعلم بحقيقة الحال. انتهى.
أقول: شرح تسعة وعشرين حديثا.
وسماه: (كشف أسرار جواهر الحكم) .
وسيأتي.
وما ذكره من القول القدم، ليس هو أول من يقول به، بل هو مذهب شيخه: ابن عربي، وشيوخ شيخه، كما لا يخفى على من تتبع كلامهم.
([1]) شرحه السيوطي نفسه في كتابه (إتمام الدراية لقراء النقاية).
([2])ينظر: معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي وبيان ما ألف فيه(ص441-443)،عبد الله الحبشي،ط.دار الباروي (1997م)
([3]) نفس المصدر السابق(ص440)
([4]) نفس المصدر السابق(ص439)
([5]) نفس المصدر السابق(ص439).
([6]) نفس المصدر السابق(ص439),
([7]) نفس المصدر السابق(ص439).
([8]) نفس المصدر السابق(ص439).
([9]) نفس المصدر السابق(ص439).
([10]) هو الجزء الذي ذكره في مقدمته عن العلوم.
([11]) طبع هذا الكتاب بعنوان (رسالة في العلوم الشرعية والعربية) وقد شرح هذا الكتاب مؤلف الكتاب نفسه.
([12])ينظر:أصول كتابة البحث العلمي وتحقيق المخطوطات، (ص97-99) ط.دار المعرفة،بيروت،2003م.
([13]) انظر: (كشف الظنون:1/3-4).
([14]) انظر: (كشف الظنون:1/8-9).
([15]) انظر: (كشف الظنون:1/9).
([16]) انظر: (كشف الظنون:1/13)، (مفتاح السعادة1/249).
([17]) انظر: (كشف الظنون:1/15-16).
([18]) انظر: (كشف الظنون1/22-23).
([19]) انظر: (كشف الظنون1/23).
([20])انظر: (مفتاح السعادة1/260).
([21]) انظر: (كشف الظنون1/25-26).
([22]) انظر: (كشف الظنون1/31-32).
([23])انظر: (كشف الظنون1/34-35).
([24])انظر: (كشف الظنون1/35-36).
([25]) انظر: (كشف الظنون38-39).
([26]) انظر: (كشف الظنون1/42).
([27]) انظر: (كشف الظنون1/42)، (مفتاح السعادة1/280).
([28]) انظر: (كشف الظنون1/43).
([29]) انظر: (كشف الظنون1/43).
([30]) انظر: (كشف الظنون1/43).
([31]) هو علم يحصل منه ملكة إيراد كلام للغير مناسب للمقام من جهة معانيها الوضعية أو من جهة تركيبه الخاص وغرضه: تحصيل تلك الملكة، وفائدته: الاحتراز عن الخطأ في تطبيق كلام منقول عن الغير على ما يقتضيه مقام التخاطب من جهة معانيها الأصلية، ومن جهة خصوص ذات التركيب نفسه. والفرق بينه وبين علم المعاني: أن المعاني تطبيق المتكلم كلامه على مقتضى الحال، وكلام الغير على خواص لائقة بحاله؛ و علم المحاضرات: هو استعمال كلام البلغاء أثناء الكلام في محل مناسب له على طريق الحكاية من الكتب المصنفة فيه (ربيع الأبرار) للزمخشري. انظر: (مفتاح السعادة1/208-216).
([32])انظر: (كشف الظنون1/44-45).
([33]) انظر: (كشف الظنون1/49).
([34]) انظر: (كشف الظنون1/50)، (مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلووم1/85) وفيه: من القلم: وطريق استعلام جيدها من رديئها، وطريق بريها، وأحوال الفتح والنحت والشق والقط. ومن الدوات: وكيفية الاقتها، وكيفية إصلاح المواد. ومن المواد: وكيفية صنعتها، وأنواعها، وكيفية اصلاحها.
([35]) انظر: (كشف الظنون1/50).
([36]) انظر: (كشف الظنون1/62).
([37]) انظر: (كشف الظنون1/73-74).
([38]) انظر: (كشف الظنون1/76)
([39]) انظر: (كشف الظنون1/77)
([40]) انظر: (كشف الظنون1/79)
([41]) انظر: (كشف الظنون1/80)
([42])انظر: (كشف الظنون1/80)
([43])انظر: (كشف الظنون1/85)
([44])انظر: (كشف الظنون1/86)
([45])انظر: (كشف الظنون1/87-88).
([46])انظر: (كشف الظنون1/101-102)، (مفتاح السعادة1/126-127).
([47])انظر: (كشف الظنون1/106-107).
([48])انظر: (كشف الظنون1/109).
([49])انظر: (كشف الظنون1/110).
([50])انظر: (كشف الظنون1/110-111).
([51])انظر: (كشف الظنون1/117).
([52])انظر: (كشف الظنون1/120).
([53])انظر: (كشف الظنون1/121).
([54])انظر: (كشف الظنون1/121-122).
([55])انظر: (كشف الظنون1/133).
([56])انظر: (كشف الظنون1/137).
([57])انظر: (كشف الظنون1/141).
([58])انظر: (كشف الظنون1/142).
([59])انظر: (كشف الظنون1/145).
([60])انظر: (كشف الظنون1/145-147).
([61])انظر: (كشف الظنون1/147).
([62])انظر: (كشف الظنون1/147).
([63])انظر: (كشف الظنون1/148).
([64])انظر: (كشف الظنون1/148).
([65])انظر: (كشف الظنون1/149-151)، (مفتاح السعادة1/250-252).
([66])انظر: (كشف الظنون1/159-161).
([67])انظر: (كشف الظنون1/161)، (مفتاح السعادة1/297-298).
([68]) هو من فروع علم اللغة. وهو معرفة الألفاظ الصادرة عن البليغ المشتهرة بين الأقوام بخصوص ألفاظها، وهيئاتها، وموردها، وسبب ورودها، وقائلها وزمانها، ومكانها، لئلا يقع الغلط عند استعمالها في مضاربها وهي المواضع والمقامات المشبهة بواردها. ولابد لمعاني تلك الألفاظ من غرابة، ولألفاظها من فصاحة وبلاغة.
انظر: (مفتاح السعادة1/247)، (كشف الظنون1/168).
([69]) في مفتاح السعادة: الحروف. (1/93).
([70])انظر: (كشف الظنون1/169).
([71])انظر: (كشف الظنون1/172)، (مفتاح السعادة1/93).
([72])انظر: (كشف الظنون1/178-179).
([73])انظر: (كشف الظنون1/181)، (مفتاح السعادة1/204-208).
([74])انظر: (كشف الظنون1/199-200).
([75])انظر: (كشف الظنون1/200).
([76])انظر: (كشف الظنون1/201).
([77])انظر: (كشف الظنون1/203).
([78])انظر: (كشف الظنون1/203-204).
([79])انظر: (كشف الظنون1/204).
([80])انظر: (كشف الظنون1/205).
([81])انظر: (كشف الظنون1/218).
([82])انظر: (كشف الظنون1/218-219).
([83]) انظر: (مفتاح السعادة1/187-198).
([84]) انظر: (مفتاح السعادة1/307).
([85]) انظر: (مفتاح السعادة1/307).
([86]) انظر: (مفتاح السعادة1/231-246).
([87])انظر: (مفتاح السعادة1/260)..