الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه ورسوله، أما بعد...
فإن القرآن كتاب الله الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، كتاب عزيز فصل ليس بالهزل، كتاب الله وكفى بها نسبه تبين عظمة هذا الكتاب، فإن أردت الإيمان فعليك بالقرآن، وإن أردت الفقه فعليك بالقرآن، وإن أردت التاريخ والسيره فعليك بالقرآن، وإن أردت العقيدة والتوحيد فعليك بالقرآن، وإن أردت سلامة الصدر فعليك بالقرآن، وإن أردت الشفاء فعليك بالقرآن، والخلاصة إن أردت حياة طيبة فعليك بالقرآن، وإن أدرت خاتمة طيبة فعليك بالقرآن، وإن أردت الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم فعليك بالقرآن.
والقرآن الكريم كتاب غير وجه الأرض، وغير حياة البشرية، فقد نزل على أمة أمية فإذا بهذه الأمة تحيا من جديد بالقرآن، فمن أجله تُعُلِّمت القراءة والكتابة فحفظه الناس في الصدور وكتبوه في السطور، وكان جمع القرآن بمراحله المختلفة المعروفة بيانا واضحا لتغيير القرآن للإنسان المسلم الذي يضحي بنفسه وحياته من أجل الدين، ومن أجل القرآن أنشئت دور القرآن ودروس القرآن التي تطورت مع الوقت فأصبحت مدارس وجامعات، ومن أجل القرآن تعلم الناس العلوم وطوروها فمن أجله تعلموا علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وأدب وشعر وعروض وطوروها، ومن أجله تعلموا علوم الدين المختلفة من فقه وتفسير وأصول فقه وعلوم قرآن وعقيدة وفرق وأديان وحديث ومصطلح حديث ورجال وغير ذلك من علوم الدين وطوروها، ومن أجله تعلموا علوم الدنيا من جغرافيا وتاريخ وطب وفلك وحساب وغير ذلك وطوروها.
والقرآن الكريم كتاب اجتمع أهل الإسلام على الاحتفاء به تعليما وتعلما أفرادا وجماعات، وكانت بداية الدراسات القرآنية بجمع القرآن ثم تدريسه في المساجد، ثم الاهتمام بحفظه وتحفيظه وكانت بعد ذلك الدراسات القرآنية المختلفة :
فكانت الأعمال العلمية في البداية فردية النزعة فكانت التآليف المختلفة في العلوم المختلفة فها هي التفاسير بأنواعها المختلفة، وها هي كتب علوم القرآن والكتب المعينة على فهم القرآن التي تمتلئ بها دور الكتب تبين الجهد الكبير الذي قام به علماء الإسلام وتبين مدى حبهم لكتاب ربهم تبارك وتعالى.
ثم بدأت في المراحل المتأخرة الجهود الجماعية تظهر على استحياء كما في:
ـ الجامعات مثلا وذلك كاجتماع مجموعة من الطلبة على موضوع محدد سواء كان تحقيق مخطوط كبير الحجم أو دراسة معينة في موضوعات خاصة بالقرآن سواء قام بها الطلبة أو الأساتذة كما في الدراسة الموضوعية للقرآن التي قامت بها جامعة الشارقة مثلا.
ـ المراكز العلمية المرتبطة بالكيانات الكبيرة كما في لجنة السنة أو السير بالأزهر مثلا، أو مركز السنة بالجامعة الإسلامية.
ـ ما يقوم به الأفراد من إنشاء مراكز علمية لعمل معين خدمة لكتاب الله مثل دور التحقيق أو دور تجمع المعلومات لإنشاء موسوعات للتفسير أو الفقه أو الحديث أو غير ذلك من العلوم.
ـ ما أفرزه المجتمع الإلكتروني من أعمال جماعية مختلفة على المشباك الدولي مثل موقع تفسير أو نون أو الشاطبية أو آل البيت وهي تقدم أعمال وموسوعات عن طريق العمل الجماعي بصورة رائدة، أو ما تقوم به المنتديات من خلال المناقشات المثمرة التي أدت في النهاية إلى أعمال عظيمة مثل جمع المخطوطات على المشباك، وبرامج عملاقة مثل المكتبة الشاملة التي كانت نتيجة جهود أخوة اجتمعوا على محبة الله تعالى دون غرض دنيوي، وكذلك برامج الصوتيات والفهارس إلى غير ذلك من الأعمال الجماعية الرائدة.
وكل هذه الجهود تحتاج إلى معرفة عيوب الأعمال الفردية والجماعية وكيف نتلافها، ثم الاجتماع على هدف واحد يجمع الجهود بصورة صارمة تخرج عمل تنتظره الأمة منذ زمن بعيد.
من أجل ذلك كان هذا البحث الذي يبحث في تطوير الدراسات القرآنية، ويحاول جمع الأمة كلها من شرقها إلى غربها بجميع مدارسها على عمل رائد هو "دائرة معارف قرآنية" هدفها:
أولا: تجميع الجهود:
ـ جهود المشايخ العلماء الكبار الذين سيقومون بالإشراف على العمل من البداية إلى النهاية، والمشاركة الفاعلة في حل المشاكل العلمية والإدارية والفنية والتقنية كل حسب جهده وعلمه.
ـ جهود طلبة العلم الذين سيجتمعون على هدف واحد هو إخراج موسوعة ضخمة يحتاجها المجتمع المسلم منذ زمن فالطالب في الجامعة والباحث في مكان بحثه، والكاتب في مكان كتابه، والتقني، والفني كل في مكانه سيصبح له هدف وغاية لنصرة دين الله تبارك وتعالى.
ـ جهود من يريد خدمة دين الله تعالى أيا كانت امكاناته سيجد مكانا لخدمة دين الله تعالى فالذي يكتب الورد، سيجد مكانه والذي يحب الكتب ويعرف أسمائها وأماكنها سيجد مكانه، والذي يحب سماع الدروس علمية وغيرها سيجد في تفريغ المحاضرات المعينة وتوصيلها إلى اللجان المختلفة مكان محببا له، والذي يبرمج ويحب البرمجه سيجد مكانا يخدم منه الدين، بل من يعرف الموضوع ولا يستطيع أن يقدم شيئا نحتاج إلى كثرة دعاءه، فالكل نحتاج إلى جهوده.
ـ جهود المراكز والجمعيات التي ستظل تعمل وفق رؤيتها ولكن تدخل ضمن منظومة العمل الجماعي لدائرة المعارف القرآنية وفق الإطار الذي سنبينه في الفصول التالية.
ـ أصحاب رءوس الأموال وأهل الخير الاذين قدموا الأوقاف الإسلامية في كل مكان وكيف نستفيد منهم.
ثانيا: إخراج دائرة المعارف القرآنية: الحلم الذي يراود طلبة العلم منذ زمن بعيد بحيث تكون:
ـ دائرة معارف ورقية، تنقسم إلى:
أولا: دائرة معارف قرآنية كبرى ضخمة: تكون فيها المواد مبسوطة ليس فيها أي اختصار فتجمع عناصر الموضوع بكل السبل وبصورة شاملة، ثم تحلل العناصر وتخرج برأي راجح للمسائل، أو تخرج بأن هذه المسالة من التي يستحيل في الوقت الحالي الخروج برأي راجح فيها، كما سنرى في الطرق المقترحة في الفصل الثاني من هذا البحث.
ثانيا: دائرة معارف قرآنية متوسطة: تكون فيها المعلومات بصورة واضحة المعالم دون الدخول في تفصيلات كثيرة، كما سنبين ذلك في مكانه.
ثالثا: دائرة معارف قرآنية مختصرة: تظهر فيها المعلومات والعناصر التي يحتاج إليها عوام الناس ومن يشتاق على معرفة العلوم بصورتها الأولية.
رابعا: دائرة معارف قرآنية مصورة للشباب والأطفال، تقرب المعلومة وتحبب الطالب في علوم القرآن.
ـ دائرة معارف إلكترونية:
تستخدم فيها التقنيات الحديثة بإمكانياتها المختلفة تدخل فيها الصورة الورقية، وتستخدم فيها عناصر الاتصال المختلفة، وتكون في صورة سي دي، ومواقع مختلفة، وتكون لجميع الفئات الفكرية والسنية بما يجمع الجهود المختلفة في مكان واحد ويظهر صورة الإسلام العلمية والعملية.
من أجل هذه الأهداف كان هذا البحث "تطوير الدراسات القرآنية بين الخيال والواقع دائرة المعارف القرآنية نموذجا".
وقد قسمته إلى تمهيد وفصلين:
تمهيد بينت فيه:
تاريخ الدراسات القرآنية بصورة مختصرة، والسلبيات والإيجابيات التي صاحبت العمل العلمي القرآني، مع بيان كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في الاتفاع بالدراسات القرآنية والاتقاء بها.
الفصل الأول بينت فيه:
المقصود بدائرة المعارف القرآنية المقصودة، وكيف ترتقي بالدراسات القرآنية، وأثرها في تجميع الجهود، وحاجة الأمة إليها.
الفصل الثاني بينت فيه:
مخطط الموسوعة ولجانها المختلفة، وعناصرها المختلفة من النشأة حتى إخراج الموسوعة بصرتها المأمولة.
خاتمة:
بها ملخص ما سبق، وبيان أن العمل سيكون مرنا يقبل الأخذ والرد والتعديل للوصول لأفضل السبل الممكنة لإخراج عمل جماعي عظيم لأمة عظيمة صاحبة كتاب هو القرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وفي النهاية أسال الله العظيم أن يكون قد وفقني لبيان ما أردت من خدمة لكتاب الله وتجميع لجهود عظيمة ما زالت في حاجة إلى من يظهرها في صورة لائقة بعظمتها والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
تمهيد
الدراسات القرآنية بدأت منذ نزول القرآن على قلب النبي محمد صلى الله عليه سلم حيث أسس النبي أسس التعامل مع القرآن فكانت مجموعة كتبة القرآن الكريم معروفة فإذا نزلت الآية استدعى الكتبة، وأساليب الكتابة حسب الإمكانات المتوفرة على الألواح والعسب وغيرها، وجعل لها مكانا تحفظ فيه، وصدرت التعليمات النبوية ألا يكتب غير القرآن حتى لا يختلط بغيره، ثم أمر الفقهاء أن يعلموا الناس وأخرجهم من المدينة إلى الناس في الأرض يعلمونهم القرآن وأمور دينهم المختلفة وسماهم بالقراء، ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج صحابته إلى الدنيا معلمين وفق هديه صلى الله عليه وسلم، وكان الجمع الثاني والثالث للقرآن في عهدي الصديق ثم عثمان رضي الله عنهما في جمع من الصحابة ووفق رأيهم، ثم كان أول عمل جماعي خاص بالقرآن أن أنشئت لجنة جمع القرآن في عهد الخليفتين الراشدين رحمهم الله تعالى، وارتقت العلوم القرآنية بتدريس القرآن في المساجد ثم احتاج الناس إلى علوم العربية حتى يستطيعوا فهم القرآن فجمعوا مبادئ العربية من نحو وصرف وبلاغة وإملاء وغيرها، ثم احتاجوا إلى جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فسر وبين آيات القرآن فكان علم الحديث والأثر، واحتاجوا إلى تمييز الرجال فكان علم الجرح والتعديل، ثم احتاجوا إلى مبادئ تناقش المسائل الحديثية فكان مصطلح الحديث، وبعد وفاة الرسول أراد الناس معرفة الحلال والحرام فكان علم الفقه وأصوله، واحتاج الناس إلى الرد على أهل الفرق فكان علم العقيدة والفرق والأديان ذبا عن كتاب الله الذي كان أهل الفرق يؤولون آياته حسب أهوائهم، وأراد الناس معرفة الأوقات والأزمان التي تساعد على معرفة أوقات الحج والصلاة وبداية الأشهر فكان أن تعلموا علم الفلك، وأرادوا معرفة حسا الموارييث فكان أن أبدعوا علم الحساب والجبر وغيرها من العلوم التي احتاجها الناس لبيان ما في كتاب الله من إعجاز مثل الطب والهندسة والزراعة وغيرها من العلوم وهكذا .. من خلال هذه العجالة يتبين لنا أن للقرآن الفضل الكبير في نشأة العلوم ويظهر لنا أن الجهود كانت فردية وجماعية كما يلي:
أولا: الجهود الفردية:
هي الأصل في الدراسات القرآنية، وأود أن أعرفها بأنها ما يقوم به الأفراد ـ العلماء ـ من أعمال علمية بأنفسهم دون مساعدة من أحد، أو ما يقومون به بمساعدة الطلبة ثم ينسب غليهم الجهد في النهاية، والجهود الفردية تنتظم تحت هذه العناصر:
أولا: ما ألفه العلماء من كتب وموسوعات.
ثانيا: ما قام به علماء التحقيق من إخراج للمؤلفات التي كانت قبلهم.
ثانيا: ما أنشأه العلماء من مدارس باسمهم.
ثالثا ما أنشأه من مراكز علمية تقوم بأعمال أو أفكار خاصة بأحد العلماء.
أولا: ما ألفه العلماء من كتب وموسوعات:
هذا النوع من الجهود هو الغالب على الدراسات القرآنية والإسلامية بعامة نشأ منذ القرون الأولى يوم جمع الزهري الحديث، وجمع ابن الزبير السيرة وهذه الجهود تمتاز بـ:
ـ إظهار عبقرية الشخصية المسلمة فكانت شخصية مرتبة منظمة تعمل وفق آليات محددة سابقا فانظر إلى علم الحديث وكيفية جمعه ثم كيف ميز بين أنواعه المختلفة، هكذا في كل علم من العلوم.
ـ التدرج في نشأة العلوم، والاتقاء بها طورا بعد طور، فكانت البداية الاهتمام بالجمع فقط في جميع العلوم كما فعل الإمام مالك في الموطأ مثلا حيث جمع أحاديث وآثار تبين مذهبه الفقهي المرتبط بالأثر، ثم جاء تلامذته فبينوا مذهبه وشرحوه، ثم اختصرت هذه الشروحات في متون علمية شرحت حتى وصلنا إلى موسوعات علمية ضخمه في المذهب، وقل ذلك في كل علم من العلوم، حتى أصبح لدينا الآن كنز كبير ضخم قام به علماء أفذاذ بينوا وانتصروا لمذاهبهم وآراءهم العلمية.
أما هذا النوع من التأليف فقد امتاز بـ :
الفردية المطلقة مما جعل كل مؤلف يرتبط تمام الارتباط بمؤلفه من ناحية العلوم التي حصلها والشيوخ الذين أخذ منهم فمثلا التفسير تجد آلاف التفاسير وكل واحد منهم يمتاز عن غيره فهذا لغوي وهذا فقهي وهذا علمي .. وهكذا وفق ثقافة المؤلف.
نتيجة لما سبق كانت الحاجة مساة جدا إلى مؤلف يجمع كل ما سبق كل في مجاله ثم يقوم بأخذ ردود العلماء بعضهم على بعض ويميز بينها، ويبين الرأي الراجح في المسألة وفق القواعد الأصولية المعروفة ثم يجمع المسائل العلمية في صورة واضحة قريبة لذهن المتلقي وفي مكان واحد مما يسهل ويقرب العلم، وهذا رغم زخم المشاركات العلمية والرسائل العلمية وكثرة المراكز العلمية الحديثة إلا أن العمل الذي يناقش الأراء ويخرج بنتائج علمية محددة مازال في بدايته ويحتاج إلى جهود كبيرة.
من أجل ذلك كان اقتراح دائرة المعرف القرآنية التي يقوم بها المجتمع العلمي المسلم بحيث يجمع المسائل في مكان واحد وينتهي فيها إلى رأي محدد كما سنحاول اقتراحه في هذا العمل قريبا، يجمع كل ما سبق وينظمه وينسقه ويفحصه، يثبت القوي ويخرج الضعيف ويبين ضعفه، وينتهي إلى رأي إما بإثبات رأي راجح أو بيان أننا من خلال الأدلة نقول بأن الجميع على حق كما سيأتي في أعمال الموسوعة في الفصل التالي.
ثانيا: ما قام به علماء التحقيق من إخراج للمؤلفات التي كانت قبلهم:
تحقيق المخطوطات علم مهم شاق نشأ على أيدي علماء المسلمين ثم تطور مع الوقت حتى أصبح علما له رجاله وأبحاثه وقد امتازت جهود علماء المحققين بـ :
ـ إخراج الأعمال العلمية للأوائل في صورة مطبوعة مقروءه سهلة الأخذ.
ـ تحقيق الأقوال وتيسير الوصول إليها.
ـ الفهرسة العلمية للكتب مما يعين على الوصول إلى المعلومة بيسر وسهولة.
ـ الوصول إلى كنوز الكتب التي لو حاول الإنسان الوصول إليها في الخزائن لاحتاج إلى أعمار.
وغير ذلك من الميزات التي لا يجحدها أحد ولكن:
ـ دخل في هذا المجال من لا يحسنه فكانت الطامة إخراج الكتب في صورة رديئة تصعب قراءتها، وإخراجها بكلمات ليست على مراد المؤلف بل ولم تخطر على باله، وهناك طبعات خاصة من الأعمال العلمية الكبيرة لا يوجد لها سوى طبعة واحدة قام بها من لا يحسن فأصبح النقل عنها مما يؤدي إلى تحريف النصوص والأقول كما هو معروف.
ـ دور المخطوطات لا تعين الباحثين مما يجعلهم يعتمدون على مخطوطات ناقصة أو مبتورة فيخرج الكتاب في صورة رديئة.
ـ عد المراجعة النهائية من المحقق مما يجعل الكتاب في صورة رديئة من أخطاء طباعية أو نقص أو سقط من الطابع فيخرج الكتاب في صورة مشوهة.
وغير ذلك من الأمور المعروفة في هذا المجال، من أجل ذلك كان اقتراح دائرة المعارف القرآنية التي ستتعاون مع دور النشر المختلفة وكذلك دور الكتب المختلفة فتقوم:
ـ بالتعرف على الكتب المطبوعة منذ عهد الطباعة على اليوم وتنظر المحتاج إلى إعادة تحقيق فتوكله إلى مجموعة مترابطة متخصصة في العلم الخاص بالمخطوطة، ذات خطة محددة معروفة ومحدد سابقا لإخراج المخطوطات كما سنرى في الفصل التالي.
ـ التعرف على الكتب التي مازالت مخطوطة من خلال الفهارس العلمية ومن خلال تجميع هذه الفهارس في مكان واحد من الدائرة المقترحة مما يسهل الوصول إليها والعهد بهذه الكتب على مجموعة مترابطة من طلبة العلم يقومون بتحقيقها وفق خطة التحقيق المقترحة.
ـ التعاون مع دور الكتب في العلم ومحاولة الحصول على صور المخطوطات وخاصة الدور التي جمعت ما في الدور العالمية مثل جمعة الماجد والملك فيصل وغيرها.
فإن القرآن كتاب الله الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، كتاب عزيز فصل ليس بالهزل، كتاب الله وكفى بها نسبه تبين عظمة هذا الكتاب، فإن أردت الإيمان فعليك بالقرآن، وإن أردت الفقه فعليك بالقرآن، وإن أردت التاريخ والسيره فعليك بالقرآن، وإن أردت العقيدة والتوحيد فعليك بالقرآن، وإن أردت سلامة الصدر فعليك بالقرآن، وإن أردت الشفاء فعليك بالقرآن، والخلاصة إن أردت حياة طيبة فعليك بالقرآن، وإن أدرت خاتمة طيبة فعليك بالقرآن، وإن أردت الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم فعليك بالقرآن.
والقرآن الكريم كتاب غير وجه الأرض، وغير حياة البشرية، فقد نزل على أمة أمية فإذا بهذه الأمة تحيا من جديد بالقرآن، فمن أجله تُعُلِّمت القراءة والكتابة فحفظه الناس في الصدور وكتبوه في السطور، وكان جمع القرآن بمراحله المختلفة المعروفة بيانا واضحا لتغيير القرآن للإنسان المسلم الذي يضحي بنفسه وحياته من أجل الدين، ومن أجل القرآن أنشئت دور القرآن ودروس القرآن التي تطورت مع الوقت فأصبحت مدارس وجامعات، ومن أجل القرآن تعلم الناس العلوم وطوروها فمن أجله تعلموا علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وأدب وشعر وعروض وطوروها، ومن أجله تعلموا علوم الدين المختلفة من فقه وتفسير وأصول فقه وعلوم قرآن وعقيدة وفرق وأديان وحديث ومصطلح حديث ورجال وغير ذلك من علوم الدين وطوروها، ومن أجله تعلموا علوم الدنيا من جغرافيا وتاريخ وطب وفلك وحساب وغير ذلك وطوروها.
والقرآن الكريم كتاب اجتمع أهل الإسلام على الاحتفاء به تعليما وتعلما أفرادا وجماعات، وكانت بداية الدراسات القرآنية بجمع القرآن ثم تدريسه في المساجد، ثم الاهتمام بحفظه وتحفيظه وكانت بعد ذلك الدراسات القرآنية المختلفة :
فكانت الأعمال العلمية في البداية فردية النزعة فكانت التآليف المختلفة في العلوم المختلفة فها هي التفاسير بأنواعها المختلفة، وها هي كتب علوم القرآن والكتب المعينة على فهم القرآن التي تمتلئ بها دور الكتب تبين الجهد الكبير الذي قام به علماء الإسلام وتبين مدى حبهم لكتاب ربهم تبارك وتعالى.
ثم بدأت في المراحل المتأخرة الجهود الجماعية تظهر على استحياء كما في:
ـ الجامعات مثلا وذلك كاجتماع مجموعة من الطلبة على موضوع محدد سواء كان تحقيق مخطوط كبير الحجم أو دراسة معينة في موضوعات خاصة بالقرآن سواء قام بها الطلبة أو الأساتذة كما في الدراسة الموضوعية للقرآن التي قامت بها جامعة الشارقة مثلا.
ـ المراكز العلمية المرتبطة بالكيانات الكبيرة كما في لجنة السنة أو السير بالأزهر مثلا، أو مركز السنة بالجامعة الإسلامية.
ـ ما يقوم به الأفراد من إنشاء مراكز علمية لعمل معين خدمة لكتاب الله مثل دور التحقيق أو دور تجمع المعلومات لإنشاء موسوعات للتفسير أو الفقه أو الحديث أو غير ذلك من العلوم.
ـ ما أفرزه المجتمع الإلكتروني من أعمال جماعية مختلفة على المشباك الدولي مثل موقع تفسير أو نون أو الشاطبية أو آل البيت وهي تقدم أعمال وموسوعات عن طريق العمل الجماعي بصورة رائدة، أو ما تقوم به المنتديات من خلال المناقشات المثمرة التي أدت في النهاية إلى أعمال عظيمة مثل جمع المخطوطات على المشباك، وبرامج عملاقة مثل المكتبة الشاملة التي كانت نتيجة جهود أخوة اجتمعوا على محبة الله تعالى دون غرض دنيوي، وكذلك برامج الصوتيات والفهارس إلى غير ذلك من الأعمال الجماعية الرائدة.
وكل هذه الجهود تحتاج إلى معرفة عيوب الأعمال الفردية والجماعية وكيف نتلافها، ثم الاجتماع على هدف واحد يجمع الجهود بصورة صارمة تخرج عمل تنتظره الأمة منذ زمن بعيد.
من أجل ذلك كان هذا البحث الذي يبحث في تطوير الدراسات القرآنية، ويحاول جمع الأمة كلها من شرقها إلى غربها بجميع مدارسها على عمل رائد هو "دائرة معارف قرآنية" هدفها:
أولا: تجميع الجهود:
ـ جهود المشايخ العلماء الكبار الذين سيقومون بالإشراف على العمل من البداية إلى النهاية، والمشاركة الفاعلة في حل المشاكل العلمية والإدارية والفنية والتقنية كل حسب جهده وعلمه.
ـ جهود طلبة العلم الذين سيجتمعون على هدف واحد هو إخراج موسوعة ضخمة يحتاجها المجتمع المسلم منذ زمن فالطالب في الجامعة والباحث في مكان بحثه، والكاتب في مكان كتابه، والتقني، والفني كل في مكانه سيصبح له هدف وغاية لنصرة دين الله تبارك وتعالى.
ـ جهود من يريد خدمة دين الله تعالى أيا كانت امكاناته سيجد مكانا لخدمة دين الله تعالى فالذي يكتب الورد، سيجد مكانه والذي يحب الكتب ويعرف أسمائها وأماكنها سيجد مكانه، والذي يحب سماع الدروس علمية وغيرها سيجد في تفريغ المحاضرات المعينة وتوصيلها إلى اللجان المختلفة مكان محببا له، والذي يبرمج ويحب البرمجه سيجد مكانا يخدم منه الدين، بل من يعرف الموضوع ولا يستطيع أن يقدم شيئا نحتاج إلى كثرة دعاءه، فالكل نحتاج إلى جهوده.
ـ جهود المراكز والجمعيات التي ستظل تعمل وفق رؤيتها ولكن تدخل ضمن منظومة العمل الجماعي لدائرة المعارف القرآنية وفق الإطار الذي سنبينه في الفصول التالية.
ـ أصحاب رءوس الأموال وأهل الخير الاذين قدموا الأوقاف الإسلامية في كل مكان وكيف نستفيد منهم.
ثانيا: إخراج دائرة المعارف القرآنية: الحلم الذي يراود طلبة العلم منذ زمن بعيد بحيث تكون:
ـ دائرة معارف ورقية، تنقسم إلى:
أولا: دائرة معارف قرآنية كبرى ضخمة: تكون فيها المواد مبسوطة ليس فيها أي اختصار فتجمع عناصر الموضوع بكل السبل وبصورة شاملة، ثم تحلل العناصر وتخرج برأي راجح للمسائل، أو تخرج بأن هذه المسالة من التي يستحيل في الوقت الحالي الخروج برأي راجح فيها، كما سنرى في الطرق المقترحة في الفصل الثاني من هذا البحث.
ثانيا: دائرة معارف قرآنية متوسطة: تكون فيها المعلومات بصورة واضحة المعالم دون الدخول في تفصيلات كثيرة، كما سنبين ذلك في مكانه.
ثالثا: دائرة معارف قرآنية مختصرة: تظهر فيها المعلومات والعناصر التي يحتاج إليها عوام الناس ومن يشتاق على معرفة العلوم بصورتها الأولية.
رابعا: دائرة معارف قرآنية مصورة للشباب والأطفال، تقرب المعلومة وتحبب الطالب في علوم القرآن.
ـ دائرة معارف إلكترونية:
تستخدم فيها التقنيات الحديثة بإمكانياتها المختلفة تدخل فيها الصورة الورقية، وتستخدم فيها عناصر الاتصال المختلفة، وتكون في صورة سي دي، ومواقع مختلفة، وتكون لجميع الفئات الفكرية والسنية بما يجمع الجهود المختلفة في مكان واحد ويظهر صورة الإسلام العلمية والعملية.
من أجل هذه الأهداف كان هذا البحث "تطوير الدراسات القرآنية بين الخيال والواقع دائرة المعارف القرآنية نموذجا".
وقد قسمته إلى تمهيد وفصلين:
تمهيد بينت فيه:
تاريخ الدراسات القرآنية بصورة مختصرة، والسلبيات والإيجابيات التي صاحبت العمل العلمي القرآني، مع بيان كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في الاتفاع بالدراسات القرآنية والاتقاء بها.
الفصل الأول بينت فيه:
المقصود بدائرة المعارف القرآنية المقصودة، وكيف ترتقي بالدراسات القرآنية، وأثرها في تجميع الجهود، وحاجة الأمة إليها.
الفصل الثاني بينت فيه:
مخطط الموسوعة ولجانها المختلفة، وعناصرها المختلفة من النشأة حتى إخراج الموسوعة بصرتها المأمولة.
خاتمة:
بها ملخص ما سبق، وبيان أن العمل سيكون مرنا يقبل الأخذ والرد والتعديل للوصول لأفضل السبل الممكنة لإخراج عمل جماعي عظيم لأمة عظيمة صاحبة كتاب هو القرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وفي النهاية أسال الله العظيم أن يكون قد وفقني لبيان ما أردت من خدمة لكتاب الله وتجميع لجهود عظيمة ما زالت في حاجة إلى من يظهرها في صورة لائقة بعظمتها والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
تمهيد
الدراسات القرآنية بدأت منذ نزول القرآن على قلب النبي محمد صلى الله عليه سلم حيث أسس النبي أسس التعامل مع القرآن فكانت مجموعة كتبة القرآن الكريم معروفة فإذا نزلت الآية استدعى الكتبة، وأساليب الكتابة حسب الإمكانات المتوفرة على الألواح والعسب وغيرها، وجعل لها مكانا تحفظ فيه، وصدرت التعليمات النبوية ألا يكتب غير القرآن حتى لا يختلط بغيره، ثم أمر الفقهاء أن يعلموا الناس وأخرجهم من المدينة إلى الناس في الأرض يعلمونهم القرآن وأمور دينهم المختلفة وسماهم بالقراء، ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج صحابته إلى الدنيا معلمين وفق هديه صلى الله عليه وسلم، وكان الجمع الثاني والثالث للقرآن في عهدي الصديق ثم عثمان رضي الله عنهما في جمع من الصحابة ووفق رأيهم، ثم كان أول عمل جماعي خاص بالقرآن أن أنشئت لجنة جمع القرآن في عهد الخليفتين الراشدين رحمهم الله تعالى، وارتقت العلوم القرآنية بتدريس القرآن في المساجد ثم احتاج الناس إلى علوم العربية حتى يستطيعوا فهم القرآن فجمعوا مبادئ العربية من نحو وصرف وبلاغة وإملاء وغيرها، ثم احتاجوا إلى جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فسر وبين آيات القرآن فكان علم الحديث والأثر، واحتاجوا إلى تمييز الرجال فكان علم الجرح والتعديل، ثم احتاجوا إلى مبادئ تناقش المسائل الحديثية فكان مصطلح الحديث، وبعد وفاة الرسول أراد الناس معرفة الحلال والحرام فكان علم الفقه وأصوله، واحتاج الناس إلى الرد على أهل الفرق فكان علم العقيدة والفرق والأديان ذبا عن كتاب الله الذي كان أهل الفرق يؤولون آياته حسب أهوائهم، وأراد الناس معرفة الأوقات والأزمان التي تساعد على معرفة أوقات الحج والصلاة وبداية الأشهر فكان أن تعلموا علم الفلك، وأرادوا معرفة حسا الموارييث فكان أن أبدعوا علم الحساب والجبر وغيرها من العلوم التي احتاجها الناس لبيان ما في كتاب الله من إعجاز مثل الطب والهندسة والزراعة وغيرها من العلوم وهكذا .. من خلال هذه العجالة يتبين لنا أن للقرآن الفضل الكبير في نشأة العلوم ويظهر لنا أن الجهود كانت فردية وجماعية كما يلي:
أولا: الجهود الفردية:
هي الأصل في الدراسات القرآنية، وأود أن أعرفها بأنها ما يقوم به الأفراد ـ العلماء ـ من أعمال علمية بأنفسهم دون مساعدة من أحد، أو ما يقومون به بمساعدة الطلبة ثم ينسب غليهم الجهد في النهاية، والجهود الفردية تنتظم تحت هذه العناصر:
أولا: ما ألفه العلماء من كتب وموسوعات.
ثانيا: ما قام به علماء التحقيق من إخراج للمؤلفات التي كانت قبلهم.
ثانيا: ما أنشأه العلماء من مدارس باسمهم.
ثالثا ما أنشأه من مراكز علمية تقوم بأعمال أو أفكار خاصة بأحد العلماء.
أولا: ما ألفه العلماء من كتب وموسوعات:
هذا النوع من الجهود هو الغالب على الدراسات القرآنية والإسلامية بعامة نشأ منذ القرون الأولى يوم جمع الزهري الحديث، وجمع ابن الزبير السيرة وهذه الجهود تمتاز بـ:
ـ إظهار عبقرية الشخصية المسلمة فكانت شخصية مرتبة منظمة تعمل وفق آليات محددة سابقا فانظر إلى علم الحديث وكيفية جمعه ثم كيف ميز بين أنواعه المختلفة، هكذا في كل علم من العلوم.
ـ التدرج في نشأة العلوم، والاتقاء بها طورا بعد طور، فكانت البداية الاهتمام بالجمع فقط في جميع العلوم كما فعل الإمام مالك في الموطأ مثلا حيث جمع أحاديث وآثار تبين مذهبه الفقهي المرتبط بالأثر، ثم جاء تلامذته فبينوا مذهبه وشرحوه، ثم اختصرت هذه الشروحات في متون علمية شرحت حتى وصلنا إلى موسوعات علمية ضخمه في المذهب، وقل ذلك في كل علم من العلوم، حتى أصبح لدينا الآن كنز كبير ضخم قام به علماء أفذاذ بينوا وانتصروا لمذاهبهم وآراءهم العلمية.
أما هذا النوع من التأليف فقد امتاز بـ :
الفردية المطلقة مما جعل كل مؤلف يرتبط تمام الارتباط بمؤلفه من ناحية العلوم التي حصلها والشيوخ الذين أخذ منهم فمثلا التفسير تجد آلاف التفاسير وكل واحد منهم يمتاز عن غيره فهذا لغوي وهذا فقهي وهذا علمي .. وهكذا وفق ثقافة المؤلف.
نتيجة لما سبق كانت الحاجة مساة جدا إلى مؤلف يجمع كل ما سبق كل في مجاله ثم يقوم بأخذ ردود العلماء بعضهم على بعض ويميز بينها، ويبين الرأي الراجح في المسألة وفق القواعد الأصولية المعروفة ثم يجمع المسائل العلمية في صورة واضحة قريبة لذهن المتلقي وفي مكان واحد مما يسهل ويقرب العلم، وهذا رغم زخم المشاركات العلمية والرسائل العلمية وكثرة المراكز العلمية الحديثة إلا أن العمل الذي يناقش الأراء ويخرج بنتائج علمية محددة مازال في بدايته ويحتاج إلى جهود كبيرة.
من أجل ذلك كان اقتراح دائرة المعرف القرآنية التي يقوم بها المجتمع العلمي المسلم بحيث يجمع المسائل في مكان واحد وينتهي فيها إلى رأي محدد كما سنحاول اقتراحه في هذا العمل قريبا، يجمع كل ما سبق وينظمه وينسقه ويفحصه، يثبت القوي ويخرج الضعيف ويبين ضعفه، وينتهي إلى رأي إما بإثبات رأي راجح أو بيان أننا من خلال الأدلة نقول بأن الجميع على حق كما سيأتي في أعمال الموسوعة في الفصل التالي.
ثانيا: ما قام به علماء التحقيق من إخراج للمؤلفات التي كانت قبلهم:
تحقيق المخطوطات علم مهم شاق نشأ على أيدي علماء المسلمين ثم تطور مع الوقت حتى أصبح علما له رجاله وأبحاثه وقد امتازت جهود علماء المحققين بـ :
ـ إخراج الأعمال العلمية للأوائل في صورة مطبوعة مقروءه سهلة الأخذ.
ـ تحقيق الأقوال وتيسير الوصول إليها.
ـ الفهرسة العلمية للكتب مما يعين على الوصول إلى المعلومة بيسر وسهولة.
ـ الوصول إلى كنوز الكتب التي لو حاول الإنسان الوصول إليها في الخزائن لاحتاج إلى أعمار.
وغير ذلك من الميزات التي لا يجحدها أحد ولكن:
ـ دخل في هذا المجال من لا يحسنه فكانت الطامة إخراج الكتب في صورة رديئة تصعب قراءتها، وإخراجها بكلمات ليست على مراد المؤلف بل ولم تخطر على باله، وهناك طبعات خاصة من الأعمال العلمية الكبيرة لا يوجد لها سوى طبعة واحدة قام بها من لا يحسن فأصبح النقل عنها مما يؤدي إلى تحريف النصوص والأقول كما هو معروف.
ـ دور المخطوطات لا تعين الباحثين مما يجعلهم يعتمدون على مخطوطات ناقصة أو مبتورة فيخرج الكتاب في صورة رديئة.
ـ عد المراجعة النهائية من المحقق مما يجعل الكتاب في صورة رديئة من أخطاء طباعية أو نقص أو سقط من الطابع فيخرج الكتاب في صورة مشوهة.
وغير ذلك من الأمور المعروفة في هذا المجال، من أجل ذلك كان اقتراح دائرة المعارف القرآنية التي ستتعاون مع دور النشر المختلفة وكذلك دور الكتب المختلفة فتقوم:
ـ بالتعرف على الكتب المطبوعة منذ عهد الطباعة على اليوم وتنظر المحتاج إلى إعادة تحقيق فتوكله إلى مجموعة مترابطة متخصصة في العلم الخاص بالمخطوطة، ذات خطة محددة معروفة ومحدد سابقا لإخراج المخطوطات كما سنرى في الفصل التالي.
ـ التعرف على الكتب التي مازالت مخطوطة من خلال الفهارس العلمية ومن خلال تجميع هذه الفهارس في مكان واحد من الدائرة المقترحة مما يسهل الوصول إليها والعهد بهذه الكتب على مجموعة مترابطة من طلبة العلم يقومون بتحقيقها وفق خطة التحقيق المقترحة.
ـ التعاون مع دور الكتب في العلم ومحاولة الحصول على صور المخطوطات وخاصة الدور التي جمعت ما في الدور العالمية مثل جمعة الماجد والملك فيصل وغيرها.