تطبيق قوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )

إنضم
04/08/2013
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
32
الإقامة
الأحساء
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الآية وهي قوله تعالى { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

قد قرأت تفسيرها لكني لم أهتدِ إلى كيفية تطبيقها على واقعنا

وشكراً

___
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هذا أمر من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و سلم و لمن صح توجيه الخطاب إليه، و هو أمر بالعفو و الصفح و مقابلة الإساءة بالإحسان كما قال تعالى:" ادفع بالتي هي أحسن"، و الأمر بالمعروف و مقابلة الجاهلين بالإعراض عن جهلهم و سفههم، و ما أحوجنا للعمل بهذا الأمر الرباني و تطبيقه في واقعنا، حيث كثر الجهل و السفه و الإساءة، و لو قوبل أصحاب هذه الأوصاف الدنيئة بالمثل لما صفت حياة المسلم أو طابت، فهذا يستهزء وآخر قد يشتم و ثالث و رابع...
فما أحوجنا إلى التربية الخلقية الرفيعة السامية التي أسسها القرآن الكريم في كثير من الآيات كهاته.
و ما أجمل ما سطره العلامة السعدي قي تفسيره حيث يقول:" هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه." اهـ
و لتطبيق هذا الأمر القرآني في حياتنا نحتاج أولا إلى الاستعانة به سبحانه فهو نعم المعين لمن استعان به،و الإلحاح في دعائه سبحانه أن يحسن أخلاقنا و يرزقنا الخلق الحسن و أخص بالذكر هنا: كظم الغيظ و الحلم و الصفح..
ثم إن النظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم خير زاد للسالك في هذا الطريق، و كيف لا تكون كذلك و قد صح عنه صلى الله عليه سلم أنه قال:" إنما بعثت لأتمم مكارم- و في رواية صالح- الأخلاق".
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هذا أمر من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و سلم و لمن صح توجيه الخطاب إليه، و هو أمر بالعفو و الصفح و مقابلة الإساءة بالإحسان كما قال تعالى:" ادفع بالتي هي أحسن"، و الأمر بالمعروف و مقابلة الجاهلين بالإعراض عن جهلهم و سفههم، و ما أحوجنا للعمل بهذا الأمر الرباني و تطبيقه في واقعنا، حيث كثر الجهل و السفه و الإساءة، و لو قوبل أصحاب هذه الأوصاف الدنيئة بالمثل لما صفت حياة المسلم أو طابت، فهذا يستهزء وآخر قد يشتم و ثالث و رابع...
فما أحوجنا إلى التربية الخلقية الرفيعة السامية التي أسسها القرآن الكريم في كثير من الآيات كهاته.
و ما أجمل ما سطره العلامة السعدي قي تفسيره حيث يقول:" هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه." اهـ
و لتطبيق هذا الأمر القرآني في حياتنا نحتاج أولا إلى الاستعانة به سبحانه فهو نعم المعين لمن استعان به،و الإلحاح في دعائه سبحانه أن يحسن أخلاقنا و يرزقنا الخلق الحسن و أخص بالذكر هنا: كظم الغيظ و الحلم و الصفح..
ثم إن النظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم خير زاد للسالك في هذا الطريق، و كيف لا تكون كذلك و قد صح عنه صلى الله عليه سلم أنه قال:" إنما بعثت لأتمم مكارم- و في رواية صالح- الأخلاق".

جزاك الله خيرا أخي ناصر , نفعني الله وإياك
 
عودة
أعلى