تصحيفات بالجملة في طبعة صبحي حلاق لتفسير البيضاوي

إنضم
25/04/2010
المشاركات
122
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الطائف
عجبت كثيرا حين علمت أن الشيخ صبحي حلاق قد تصدى لتحقيق تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل ) !!
فالرجل -مع احترامنا الكامل له - لا يعرف له اشتغال بعلم التفسير ولا بعلوم العربية !!! والكتاب ثقيل متين لا يحسن قراءته فضلا عن فهمه إلا قلة من الرجال !!
ثم قلت: لعل وعسى ..!!
وحداني كثرة الحديث عن هذا التحقيق والثناء عليه إلى مطالعة سريعة له ، وفي الصحف الأولى منه هالتني كثرة التصحيفات والتحريفات التي أظلمت بها أنوار الكتاب ، وشاهت بها عباراته !!
وكلما مضيت في القراءة ازددت شعورا بأن هذا التحقيق يحتاج إلى تحقيق !!
نعم ربما بذل الشيخ جهدا في تخريج الأحاديث ، والتعليق على موضوعات بعينها ، ولكن النص سقيم سقيم !!.
وهذه نماذج مما فيه ، ولها أخوات ، شقيقات وبنات علات .. .
ص 5 " ومهد لهم قواعد الأحكام وأوضاعها من نصوص الآيات وألماعَها ليذهب عنهم الرجس " وصوابه " وإلماعِها "
ص 10 " وقيل أصله لاهٍ مصدر لاه يليه ليها ولاها " ولا أدري ما الذي جرها
ص 10 " كحِلفة من أبي رباح *** يُشهِدها لاهَه الكُبارُ " والبيت هكذا محرف تحريفا قبيحا ، وهو بعد مشهور في كثير المصادر "كَحَلْفَةِ مِنْ أبيِ رياحٍ *** يَسْمَعُها لاهٌهُ الكُبارُ"
ص 11 كما في قطَّع وقطَع ، وكُبَّار وكِبَار " والصواب " وكُبار" بالضم وقد مرت قريبا في البيت ، ولا أدري لم بدأ بالمشدد قبل المخفف .
ص11 "أو جميل ثناء أو مزيج رقة الجنسية أو حب المال عن القلب" والعبارة هكذا فاسدة تماما والصواب " أو دفع الرقة الجنسية أو حب المال عن القلب"
ص11 " ولأنه لما دل على جلائل النعم وأوصلِها ذكر الرحيم" وهذا لامعنى له وصوابه " وأصولها " .
ص 11 قال البيضاوي : "لأن النعم الأخروية كلها جسام ، أما الدنيوية فجليلة وحقيرة "
علق حلاق قائلا : جليلة أي حقيرة لا قيمة لها وهو من أسماء الأضداد .
قلت : لم أقف في شيء من المعاجم على استعمال "جليل" بمعنى حقير ، بل قالوا ذلك في "جلل". ولم يذكر الشيخ مرجعا لكلامه هذا .
وإن وجد هذا في كلام العرب ، فالسياق ينفي أن يريد البيضاوي هذا المعنى بدليل قوله (لأن النعم الأخروية كلها حقيرة ) فدل بقوله في الاخروية " كلها " على أن الدنيوية منها ومنها ، ويؤكد هذا قول البيضاوي بعدها بأسطر قليلة " لأن الرحمن لما دل على جلائل النعم .." وفي الصفحة التالية " عاجلها وآجلها ، جليلها وحقيرها "......
ص 12 " فيتوجه بشرِّ أشَرِّهِ إلى جناب القدس " وهذه من التحريفات الغريبة !! والصواب " بشَراشِرِهِ " في القاموس: الشراشر النفس، والأثقال، والمحبة، وجميع الجسد .
يبدو أن الشيخ - غفر الله له - لم يتكلف الرجوع إلى أصول الكتاب ولا شروحه ولا تلخيصاته وهي أكثر من أن يعدها عاد مطبوعة ومخطوطة !! بل أعتقد أن مراجعة حاشية واحدة من حواشي البيضاوي المطبوعة والمشهورة كاف جدا في تجنب معظم هذه التحريفات!! ولكن... قد كان ماكان !!
ويظل أنوار التنزيل كتابا مظلوما ينتظر من ينصفه من أبناء الزمان ..!!
 
ومن تصحيفاته :
قوله ص:18 " والسراط من سرَطَ الطعام إذا ابتلعه" انتهى
قلت: والصواب "صرِط" بكسر الراء ، قال في مختار الصحاح(ص: 146): (سَرِطَ) الشَّيْءَ بَلِعَهُ وَبَابُهُ فَهِمَ"
 
ومن تصحيفاته:
ص26 : "ولما كانت الحروف الذِلْقية التي يعتمد عليها بذِلْق اللسان وهي ستة يجمعها (رب منفل) "

فكسر الذال فيهما ، وهي مفتوحة قال في تهذيب اللغة (9/ 73)وذَلْق اللسانِ: حَدُّ طَرَفِه.

وفي تاج العروس (25/ 322)وذَلْقُ كُلِّ شَيْءِ: حَدُّه وحِدَّتُه، ..وذَوْلَقُ اللِّسانِ والسِّنانِ: طَرَفُهما.
ولِسانٌ ذَلْقٌ طَلْقٌ يأْتي بيانُه فِي: ط ل ق. وَمن المَجازِ: الحُرُوفُ الذُلْقُ بالضَّمِّ.

هذا مع أن القول بأنها إنما سميت ذَلقية لأنه يعتمد عليها بذَلق اللسان فيه نظر ... لأن الفاء والباء والميم تخرج من الشفة، ولا عمل للسان فيها !وإنما سميت بذلك لسهولتها على اللسان، كما قال في "العين" (1/ 52)

ومن تصحيفاته ص28 قوله : "وقيل: إنه سر استأثره الله بعلمه "
والصواب "استأثر " كما لا يخفى
 
ومنها ص29 قوله:
"ألا ترى إلى قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا. الآية فإنه ما أبعد عنهم الريب بل عرفهم الطريق المُريح له، وهو أن يجتهدوا في معارضة نجم من نجومه ويبذلوا فيها غاية جَهدهم"

فقوله " المريح له " بالراء لا معنى له ، ولعله "المزيح له" بالزاي فتصحف عليه.

وعبارة الكشاف (1/ 34) :"فما أبعد وجود الريب منهم؟ وإنما عرفهم الطريق إلى مزيل الريب"

 
ومنها قوله ص:29
"والريب في الأصل مصدر رابني الشيء... ومنه رِيَب الزمان لنوائبه"
فجمع الريب ، وهو مصدر لا يثنى ولا يجمع ، والصواب " رَيْبُ الزمان" قال في لسان العرب (1/ 442): "ورَيْبُ الدهرِ: صُرُوفُه وحَوادِثُه. ورَيْبُ المَنُونِ: حَوادِثُ الدَّهْر."
 
ومن غرائب تصحيفاته ص 38 تصحيفه بيت جرير هكذا:
"لِحُبِّ المؤقدِ إِنّ إلى مؤسَى...وجعدةَ إذ أضاءهما الوقود"
وهو تصحيف قبيح ! أفسد البيت وزنا وإعرابا ومعنى!! وصوابه :
لَحُبَّ المُؤْقِدَانِ إلَىَّ مُؤْسَى..وَجَعدَةَ إذْ أَضَاءَهُمَا الْوَقُودُ
 
ومن تصحيفاته: ص38 قوله :"ونظيره قول الهذلي:
فَلاَ وَأبِي الطَّيْرُ المُرِبَّةَ بِالضُّحَى ... عَلَى خَالِدٍ لَقَدْ وَقَعْتَ عَلَى لَحْمِ
وصوابه
فَلاَ وَأبِي الطَّيْرِ المُرِبَّةِ بِالضُّحَى ... عَلَى خَالِدٍ لَقَدْ وَقَعْتِ عَلَى لَحْمِ

وقال في حاشيه الشهاب علي تفسير البيضاوي (1/ 248)وإنشاد المصنف له، فلا وأبي الطير المربة بالضحى إلخ تبع فيه الزمخشريّ ، وقال السعد هو في ديوان الهذليين هكذا:
لعمر أبي الطير المربة غدوة ... على خالد لقد علقن على لحم
إلخ وفي حواشي الكشاف لابن الصائغ، ومن خطه نقلت نقلاً عن الرضى الشاطبي أنه هو الصواب، وهو كما قال " انتهى

والعجب من المحقق حيث ترجم للهذلي بقوله :
الهذلي: هو سعيد بن مسعود الهذلي ، من كبار المغنين من أهل مكة .. توفي سنة 110هـ !!! الأعلام 3/102
وكأني به قد بحث في "الأعلام" فأول هذلي لقيه أخذه !! فوقع على هذا المغني ، ولم يدر بخلده أن يكون في الدنيا هذلي غيره!!
والبيت في ديوان الهذليين (2/ 154) لأبي خراش خويلد بن مرة الهذلي، يرثي خالد بن زهير.
 
ومن تصحيفاته :ج1/ص140
قال تعالى :(وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)

قال البيضاوي:" (يَا بَنِيَّ.) على إضمار القول عند البصريين، متعلق بوصى عند الكوفيين؛ لأنه نوع منه، ونظيره:
رَجْلَانِ مِنْ ضَبَّةَ أخْبَرَانَا ... أنّا رَأيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا
بالكسر"

فانظر كيف نص البيضاوي على أنها بالكسر ، وأبى المحقق إلا أن يجعلها بالفتح !! أعني قوله (أنّا رَأيْنَا)

فالصواب: (إنّا رَأيْنَا)
 
عودة
أعلى