___
إذا أدرْتَ مسامع فؤادك على طيّات مصحفك = وجدْتَ صيحات الأنبياء والمرسلين قد اجتمعت على الدعوة إلى رسالات العليّ العظيم، والدلالة على كلماته وآياته المعجزات ..
[أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ]
[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ]
[لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ]
___
وكل مقالةٍ تدعوك إلى كتاب ربك وتذكّرك برسالاته وتقرّبها إلى قلبك الصغير = ففيها لونٌ من صفة الأنبياء والمرسلين ..
وإذا تأمّلت تلك المقالات وجدتها - في حقيقة الأمر - رسولًا من ربك إلى قلبك المُنهك في سير الحياة، وقد أحاطت به أقفال الوحْشة، وأغلال الحيرة، وغياهب الظلمة ..
رسولًا يميل إلى هذا الفؤاد، فينزع عنه الأغلال، ويحطّم الأقفال، ويغسل ظلمته بنور القرآن ..
ومن تلك المقالات الداعية إلى كتاب الله، الدالّة عليه = الكتاب المرتقب لأخينا في الله وصاحبنا في هذا الملتقى المبارك (عمرو الشرقاوي)؛ كتاب (المشوّق إلى القرآن) ..
فـ (المشوّق) صاحبٌ أريب، وناصح أمين، يحدّثك فيشوّقك، وينفذ إلى فؤادك ليأخذه ويجري به خارج قفصه الضيّق، بل خارج حدود الأرض الخانقة ..
يقلّب القلب في أعطاف الرياض القرآنية، على غير منوالٍ واحد؛ فمن أزهار الوعظ والتذكير إلى أغادير المُلَح العلمية إلى ثمرات النصائح والإرشادات ..
وهكذا يا صديقي .. حتى يغشى قلبك ما يغشى ..
___
- فتجد صاحبك (المشوّق) في بداية رحلتكما يحدّثك عن سطوة القرآن على القلوب، وشدة حرارته على زَبَد الغفلة .. يحدّثك عن شعاع نوره الذي يبدد ظلمة وحشتك .. يحدّثك عن الروح الكامنة في حروفه، والتي تُحيي ما شاء الله من موات روحك المتهدمة ..
- ثم تجده يعرّفك بالقرآن، ويتلو على فؤادك قصة جمعه وقرآنه، ويعلّم قلبك ما الذي أودع في مصحفك الصغير من تعب الرجال وعرقهم ودمائهم ..
- ثم تجده يُجلسك على سرير الطبيب، ويكتب لك بحروفٍ واضحة - لا كوصفات الأطباء المبعثرة - عن أدوية القرآن .. يحدثك عن داء قلبك ودوائه .. شفاءٌ لما في الصدور ..
- ثم تجده يحدثك عن (معاهدة القرآن) .. بل أجده يحدثك عن مادة (عهد) وما يُكتب أسفل عنوانها في جميع معاجم الحب .. يذكرك بعهدك الأول مع القرآن مع أول لحظات إيمانك به، ومع كل لحظة يزداد فيها هذا الإيمان ويتوثّق .. يذكرك بعهد الصحبة وعهد الملازمة .. يذكرك بحقيقة الصداقة القرآنية ومرارة الهجر .. ويكلمك عن صُحبةٍ لا تنفكّ عن زمانٍ أو مكان .. صحبة لا تذيبها حرارة شمس النهار، ولا تذروها نسائم الليل الساكن ..
- ثم تجده يغوص بك في بحر التلاوة، وينفذ بقلبك إلى أعماقها، فترى لُبّها وتتعرّف إلى حقيقتها ..
- ثم تجده يجري بقلبك بين دروب التدبّر جريًا يثوّر القرآن من كل جانب، ويصل بك إلى كنوزه وأسراره ..
- ثم تجده يحدّثك عن راحة قلبك المكدود، وريّه من ظمئه، وشبعه من جوع روحه، وإسالة ربيع النور الإلهي على جدب باطنه ..
- ثم تجده يسير بفؤادك إلى (مجالس النور) حيث عُلّقت قناديل القرآن في سماء التفتيش الجماعي عن الأسرار الربّانية ..
- ثم تجده يحدثك عن حق القرآن، يرغّبك في ثمرات صحبته، ويرهّبك من التفريط في حق ذلك العزيز الأبيّ .. يعلّمك أن قلبك موزون بميزان ذلك النور، فهو إما حجةٌ لك، أو حجةٌ عليك ..
- ثم تجده يحدّثك عن حسن عشرة القرآن وطرف من آداب الانتهال من أسراره، ويحذّر قلبك من بعض الآثام التدبريّة والجنايات التأويلية! .. ويخبره بثقل النظر في القرآن وعظمته ..
- ثم تجده يطوف بقلبك بين السلف وأهل القرآن، فتسمع همهمات الحب القرآني من أفواه الصدق الإنسانيّ عن اليمين والشمال، وتبصر هممًا قرآنية عالية تدعوك إلى تسطير اسمك في سجل الانتساب القرآني والحب القرآني والهمة القرآنية ..
- ثم تنتهي رحلتكما بأفياء نورانية تحت ثمار دانية، يستظل فيها فؤادك بعد رحلته الماتعة ..
وأخيرًا .. يأبى الصاحب الكريم أن يودعك قبل أن يترك لك بعض الهدايا الغالية التي تذكره بها .. وذلك ما أودعه لك في ملحقاته الثمينة ..
___
أرجو لكم جميعًا تقلّبًا مقبولًا، وتذوّقًا شهيًّا