تشكيل عقل المسلم وفق كتاب الله

إنضم
14/05/2017
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
53
الإقامة
سوريا - طرطوس
بسم1
عقل المسلم حسب التركيبة القرآنية:
معروفٌ للجميع أن الكثير من الأدوية تتكون من عدة مواد فعالة، ومعروفٌ أيضاً أن هذه المواد موجودة بنسب معينة فإذا اختلت هذه النسب فقد الدواء فاعليته وغالباً ما يتحول إلى عقارٍ ضار.

كذلك الشريعة الإسلامية مكونة من أجزاء كثيرة بعضها أهم من بعض، وما لم يتعاطَ المسلم شريعته بهذه المعايير فلن يتشكل لديه العقل المسلم الصحيح.

وليس هنالك من كتاب يتكلم في الشريعة بمقاديرها الصحيحة إلا كتاب الله الكريم.

ولذلك فهو المرجع الوحيد لتعرف ما هي الأمور المهمة وا
لأمور الأهم، بل إنك لو أدمت قراءة القرآن بتدبر لتشكل لديك العقل القرآني الصحيح.

أستطيع الآن أن أدعي بقوة أن معظم طلبة العلم والمشايخ الموجودين حالياً لم يتشكل عقلهم بشكل قرآني سليم فضلاً عن عوام المسلمين.

وسبب ذلك أن طلب العلم يبدأ مع كتب الفقه والحديث.

وإنك لو قارنت بين تركيبة الشريعة في القرآن الكريم مع تركيبتها في كتب الفقه والحديث لوجدت المعايير مختلفة جداً.

فقيمة الرحمة مثلاً قيمة متكررة جداً في القرآن تكراراً لا تجده في كتب الفقه والحديث.

وقسم كبير من القرآن يتحدث عن الحرية وعن الثورة ضد الظلم وعن كرامة الإنسان.

والكثير من قصص القرآن تتحدث عن إصلاح المجتمع، وعن قيام الحضارات وانهيارها وأسباب ذلك.
والسياسة جزء أساسي في القرآن.

لو وجهت ناظرك الآن تلقاء كتب الفقه لوجدتها تبتدئ بأحكام الطهارة وتفصل فيها، وتكمل القراءة فترى صفحات كثيرة تسوّد في مواضيع لم يأتِ عليها القرآن أو أنه مرّ عليها مروراً سريعاً.
والحال كذلك في كتب الحديث.

أين تجد في هذه الكتب أبواباً عن الثورة وعن الإصلاح وعن الحرية وغير ذلك من المواضيع الكبرى !؟
أرجو أن لا يفهم من كلامي أنني أنتقد هذه الكتب والعياذ بالله فلا غنى لنا عنها بالطبع.

لكن المشكلة في أن يتعرف المسلم على دينه ابتداءً من خلالها فتشكل هي شخصيته، وفرق كبير بين عقل شكله القرآن وآخر شكلته كتب التراث.

عندما لا يتشكل عقل المسلم حسب التركيبة القرآنية سينتج لدينا مسلمون يجاهدون ويظلمون، ومسلمون يطيلون اللحى ويستنون بالسواك وقلوبهم قاسية كالحجارة، ومسلمون يرتادون المساجد ولا يأبهون بأحوال المسلمين ولا يقض مضجعهم مصائبهم، ومسلمون يواظبون على الدعاء والتسبيح ويسبحون في الوقت ذاته للطواغيت.
حتى لو كانت الشريعة في القرآن وفي كتب الفقه والحديث هي ذاتها،
لكن السر في المعايير.



وائل الشيخ أمين
 

[SUP]قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى :[/SUP]
[SUP]...........عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ , قَالُوا فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا . وَلِهَذَا دَخَلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ { خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ } تَعْلِيمُ حُرُوفِهِ وَمَعَانِيه جَمِيعًا , بَلْ تَعَلُّمُ مَعَانِيه هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِتَعْلِيمِ حُرُوفِهِ , وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَزِيدُ الْإِيمَانَ , كَمَا قَالَ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا : تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا , وَإِنَّكُمْ تَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَتَعَلَّمُونَ الْإِيمَانَ .[/SUP]
[SUP]وفي موضع آخر يقول :[/SUP]
[SUP]وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَهُوَ مُعَلِّمُ كُلِّ عِلْمٍ وَوَاهِبُهُ فَكَمَا أَنَّ نَفْسَهُ أَصْلٌ لِكُلِّ شَيْءٍ مَوْجُودٍ فَذِكْرُهُ وَالْعِلْمُ بِهِ أَصْلٌ لِكُلِّ عِلْمٍ وَذِكْرُهُ فِي الْقَلْبِ. وَالْقُرْآنُ يُعْطِي الْعِلْمَ الْمُفَصَّلَ فَيَزِيدُ الْإِيمَانَ كَمَا قَالَ " جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البجلي " وَغَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ: " تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا " وَلِهَذَا كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِاسْمِ اللَّهِ؛ فَتَضَمَّنَ هَذَا الْأَمْرَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَقَالَ: {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} . فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ خَلَقَ أَكْرَمَ الْأَعْيَانِ الْمَوْجُودَةِ عُمُومًا وَخُصُوصًا وَهُوَ الْإِنْسَانُ وَأَنَّهُ الْمُعَلِّمُ لِلْعِلْمِ عُمُومًا وَخُصُوصًا لِلْإِنْسَانِ وَذَكَرَ التَّعْلِيمَ بِالْقَلَمِ الَّذِي هُوَ آخِرُ الْمَرَاتِبِ لِيَسْتَلْزِمَ تَعْلِيمَ الْقَوْلِ وَتَعْلِيمَ الْعِلْمِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ.[/SUP]
[SUP]وفي موضع آخر يقول :[/SUP]
[SUP]وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْقُرْآنَ سُلْطَانًا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَإِذَا كَانَ السُّلْطَانُ الْمُنَزَّلُ مِنْ اللَّهِ يَتْبَعُ هَذَا الْمُؤْمِنَ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يُوجِبُ قُوَّتَهُ وَتَسَلُّطَهُ عِلْمًا وَعَمَلًا وَقَالَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمَانًا}. وَقَالَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا فَهُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْإِيمَانَ ثُمَّ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ. وَلِهَذَا كَانَ الْإِيمَانُ بِدُونِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ يَنْفَعُ صَاحِبَهُ وَيَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَالْقُرْآنُ بِلَا إيمَانٍ لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ؛ بَلْ صَاحِبُهُ مُنَافِقٌ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا} ".[/SUP]
 
[SUP]قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى :[/SUP]
[SUP]...........عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ , قَالُوا فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا . وَلِهَذَا دَخَلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ { خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ } تَعْلِيمُ حُرُوفِهِ وَمَعَانِيه جَمِيعًا , بَلْ تَعَلُّمُ مَعَانِيه هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِتَعْلِيمِ حُرُوفِهِ , وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَزِيدُ الْإِيمَانَ , كَمَا قَالَ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا : تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا , وَإِنَّكُمْ تَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَتَعَلَّمُونَ الْإِيمَانَ .[/SUP]
[SUP]وفي موضع آخر يقول :[/SUP]
[SUP]وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَهُوَ مُعَلِّمُ كُلِّ عِلْمٍ وَوَاهِبُهُ فَكَمَا أَنَّ نَفْسَهُ أَصْلٌ لِكُلِّ شَيْءٍ مَوْجُودٍ فَذِكْرُهُ وَالْعِلْمُ بِهِ أَصْلٌ لِكُلِّ عِلْمٍ وَذِكْرُهُ فِي الْقَلْبِ. وَالْقُرْآنُ يُعْطِي الْعِلْمَ الْمُفَصَّلَ فَيَزِيدُ الْإِيمَانَ كَمَا قَالَ " جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البجلي " وَغَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ: " تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا " وَلِهَذَا كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِاسْمِ اللَّهِ؛ فَتَضَمَّنَ هَذَا الْأَمْرَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَقَالَ: {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} . فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ خَلَقَ أَكْرَمَ الْأَعْيَانِ الْمَوْجُودَةِ عُمُومًا وَخُصُوصًا وَهُوَ الْإِنْسَانُ وَأَنَّهُ الْمُعَلِّمُ لِلْعِلْمِ عُمُومًا وَخُصُوصًا لِلْإِنْسَانِ وَذَكَرَ التَّعْلِيمَ بِالْقَلَمِ الَّذِي هُوَ آخِرُ الْمَرَاتِبِ لِيَسْتَلْزِمَ تَعْلِيمَ الْقَوْلِ وَتَعْلِيمَ الْعِلْمِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ.[/SUP]
[SUP]وفي موضع آخر يقول :[/SUP]
[SUP]وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْقُرْآنَ سُلْطَانًا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَإِذَا كَانَ السُّلْطَانُ الْمُنَزَّلُ مِنْ اللَّهِ يَتْبَعُ هَذَا الْمُؤْمِنَ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يُوجِبُ قُوَّتَهُ وَتَسَلُّطَهُ عِلْمًا وَعَمَلًا وَقَالَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمَانًا}. وَقَالَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا فَهُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْإِيمَانَ ثُمَّ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ. وَلِهَذَا كَانَ الْإِيمَانُ بِدُونِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ يَنْفَعُ صَاحِبَهُ وَيَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَالْقُرْآنُ بِلَا إيمَانٍ لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ؛ بَلْ صَاحِبُهُ مُنَافِقٌ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا} ".[/SUP]
 
مثالٌ عن هؤلاء فئامٌ جادلوني محاولين إقناعي أن تعلم السنة أولى من تعلم القرآن، وأتوا بالعجب العجاب من الشواهد الواهية من قبيل قال الشيخ العلامة، وقال المحدث فلان وعلان
 
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِى لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ».متفقعليه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...الأخ الفاضل محمد أحمد جزاكم الله تعالى خيرا..
ان ما ذكرتموه في العبارة التالية:
( وإنك لو قارنت بين تركيبة الشريعة في القرآن الكريم مع تركيبتها في كتب الفقه والحديث لوجدت المعايير مختلفة جداً)
يحتاج الى أمثلة لكي تكون الفكرة واضحة وجلية...وفقنا الله تعالى وإياكم.


 
بسم1
إليك سيدي هذا المثال
هنالك قضية رئيسة في القرآن الكريم وهي موضوع متكرر في حياة البشر والمسلمين على وجه الخصوص !!
قصة موسى عليهم السلام تكررت في القرآن 33 مرة بتفاصيلها الكاملة وبسورة القصص كانت مواجهة الطغيان والإستعباد والتكبر والإستعلاء بالثروة والمال
أما إسم موسى الذي قاد معركة الحرية والتحرر من الطغيان والإستعباد تكرر في القرآن 150 مرة حسبما أذكر
هل هذه المواضيع القرآنية بتفرعاتها والتي تكررت كثيرا في القرآن نالت حقها لدى فقهاء المسلمين مقارنة مع حجمها في القرآن مع العلم أن الفرقة الناجية يناقشون موضوع المسح على الخفين بمجلدات ، وأصدروا سلاسل ومجموعات في الطهارة (أحدهم كتب أكثر من 15 مجلد )وهي لم تنال من القرآن سوى آية !! أما المواضيع الاساسية التي ترضي الرحمن وتتسبّب بفشل المجتمعات الاسلامية وبالتالي تكون خطايا مجتمعية والتي عالجها القرآن لم تنال حقها في كتب التراث والفقه
إن فقه الحياة القرآنية من الإعمار والتحرر لم ينال حقه من الانتشار كما انتشر مسار الفقه في الحياة .
وأفضل من تكلم بهذه الامور شيخنا الغزالي رحمه الله وهو أفضل من نظّر لهذه المواضيع وعلاجها
ملاحظة راجع الموسوعة الفقهية الكويتية فترى بها صفحة واحدة حول الشورى مع تفريغها من أهميتها بأنها معلمة وليست ملزمة وراجع باب الطهارة فيها والخف ومن هذه الأمثلة فترى بها مئات الصفحات .!
هذه بعض الامثلة التي مرت بذهني حاليا
لكن بمراجعة القرآن أكثر بتركيز على مواضيعه وقضاياه سنرى الأمور بشكل يميز الفقه وكتب التراث عن القرآن وخصوصا كتب العقيدة التي تختلف بمنهاجها وأساليبها عن أساليب القرآن ومنهاجه فالقرآن يشير إشارات علمية كونية جيولوجية بحرية أرضية وووالتي تثبت وجود الله وصفاته وحكمته وقدرته بأسلوب يناسب كل الأعصر يختلف عن أساليب علماء العقيدة رحمهم الله ...

موضوع تعامل القرآن مع الآخر وخصوصا اليهود قد أخذ حيّزا كبيرا في القرآن ... فقه الحياة وبنائها واستعمارها فقه التحرر والحرية فقه التعاون والموالاة فقه الشورى فقه النجاة فقه النصر فقه التعامل مع الآخر كلها مفاهيم قرآنية مبثوثة فيه بآيات وقصص عديدة ....
إن تشكيل العقل المسلم الملتزم الداعي وفق مراد القرآن يختلف عن تشكيله حسب كتب الفقه .... التغيير يكون بتغيير ذهن الداعي والحاكم
والسلام
 
أحسنت وليت رسالتك تصل ...وليتنا نُوفق لفهمها ..
قال في تفسير المنار :
كَانَ مِنْ سُوءِ حَظِّ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا كُتِبَ فِي التَّفْسِيرِ يَشْغَلُ قَارِئَهُ عَنْ هَذِهِ الْمَقَاصِدِ الْعَالِيَةِ ، وَالْهِدَايَةِ السَّامِيَةِ ، فَمِنْهَا مَا يَشْغَلُهُ عَنِ الْقُرْآنِ بِمَبَاحِثِ الْإِعْرَابِ وَقَوَاعِدِ النَّحْوِ ، وَنُكَتِ الْمَعَانِي وَمُصْطَلَحَاتِ الْبَيَانِ ، وَمِنْهَا مَا يَصْرِفُهُ عَنْهُ بِجَدَلِ الْمُتَكَلِّمِينَ ، وَتَخْرِيجَاتِ الْأُصُولِيِّينَ ، وَاسْتِنْبَاطَاتِ الْفُقَهَاءِ الْمُقَلِّدِينَ ، وَتَأْوِيلَاتِ الْمُتَصَوِّفِينَ ، وَتَعَصُّبِ الْفِرَقِ وَالْمَذَاهِبِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ ، وَبَعْضُهَا يَلْفِتُهُ عَنْهُ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَاتِ ، وَمَا مُزِجَتْ بِهِ مِنْ خُرَافَاتِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ .
 
وأمَّا عنِ الآيات الكونية والتمعُّنِ في طرائقِ سيرورتها، وكيفية حدثانها، وما ينتجُ عن النظرِ في أشباهها كحركة الأجرام والكواكب مع الذرة، والكهرباء من البرق بتفصيلٍ قرآني بالغِ الدقَّة في الإفهام، وكالنور فيما أبدع البديع جل ذكره في بيانه في سورة النور، وكلِّ مستحدثٍ مما عزي إلى الغربِ وعلماؤنا المتدبرونَ في سابق العهد هم من أوجده، فتلْكَ آلافٌ من الآيات في القرآنِ الكريمِ لا يُعنى بها المسلمون إلا من بابِ إعجازٍ احتماليٍّ يذهبُ من لمْ يتبصَّره أنهُ باطل. كثيرٌ من تراثنا سرق حقيقة أو حكمًا، ألا هل من همم؟؟
 
عودة
أعلى