تشريع أخذ الجزية هل هو رضا بالكفر وإقراره مقابل مال ؟

إنضم
04/09/2008
المشاركات
64
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم

معلوم ان الاسلام شرع اخذ الجزية من الكتابى وقيل المجوس ايضا وهؤلاء لاخلاف ولاشك فى كفرهم وانهم من المخلدين فى النار ان ماتوا على ذلك

فهل فى هذا التشريع اعتراف بالكفر والرضا به واقراره مقابل مبلغ من المال؟

كنت قرأت ردا على هذا التساؤل فى احد التفاسير ولا اذكر اين وحتى اجد مصدرى هل وقف احد من مشايخنا وطلاب العلم على قول لأحد المفسرين فى هذا الشأن ؟

بارك الله فيكم
 
لقد سبق في علم الله تعالى وقدره أن البشرية ستنقسم إلى قسمين كافر ومؤمن:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة التغابن (2)
وقال :
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) سورة يوسف(103)

وتقرر أيضاً أن الدين لا يكون بالإكراه:
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) سورة يونس (99)
(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة (256)

وتشريع الجزية جاء متسقاً مع هذه الحقائق القرآنية ، وليس هو رضا بالكفر مقابل المال والدليل هو مقدار الجزية الزهيد.
بل إن الحكمة من هذا التشريع هوالرحمة بالخلق ، فهو فرصة للتأمل والنظر في صحة الإسلام ومن ثم قبوله، ولا شك أنه خير من لو لم يجد الكافر أمامه إلا أن يقبل بالدخول في الإسلام مكرها ويبطن الكفر ، أويقبل بالموت متمسكا بكفره.

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
عودة
أعلى