بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فيقول الله جل وعلا : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم..}
ومن فهمنا لتلك الآية وللحكمة التي يريدها الحكيم جل وعلا، كان توفيقه سبحانه إلى تلك السلسلة، وهي (تسهيل علوم القرآن باللغة المصرية) بحيث ينكسر الحاجز النفسي للغة، والذي يعكس أوهاما بصعوبة تلك المادة، فيكون لسان القوم جسرا نعود به مرة أخرى إلى اللغة العربية، لأجل (التدين) بها..
وإن الأساس الذي بنيت عليه هذا العمل، هو اطمئناني إلى حقيقة هي أن معرفة أصول أو رؤوس علوم القرآن هي في أصلها من شأن عامة المسلمين، وينبغي أن تكون من الثقافة العامة التي تنتشر فيهم؛ حيث هي لازمة لتدبر القرآن العظيم، وهو القدر المشترك بين المسلمين جميعا، أي باعتبار ما ينبغي أن يكون لا باعتبار واقع الأمر. فمعرفة المكي والمدني وطبيعة كل إجمالا.. ومعرفة المنسوخ من الآيات إجمالا.. ومعرفة طبيعة القرآن في تنزّله مفرقا لا كتابا جملة.. ومعرفة الفكرة الإجمالية للأحرف السبعة وأنها للتيسير وغيره.. ومعرفة أن القراءات كلها من عند الله.. إلخ هذه المسائل التي تعرف مجملة.. هو من شأن المسلمين جميعا.
وإنني أطمئن كذلك إلى أن مما زاد من إشكالية انفصام الجماهير عن القرآن هو أنهم قد رأوا المتخصصين يتعمقون بقوة في تحرير وتاصيل هذه العلوم، فلم يميزوا بين القدر التخصصي الذي هو فرض كفاية ويقوم به العلماء وطلاب العلم، وبين القدر المشترك، وهو ما يلزم أن يعرفه المسلم لتحقيق أساس مرتبة الفهم للقرآن. فكان أن دخل هذا القدر المشترك في القدر التخصصي، فضاعت معرفة المسلم كلية بعلومك القرآن.
وإننا الآن نشهد - من المشتغلين بعلوم القرآن - اشتغالا بوضع قواعد التدبر، فاخشى أن يصبح التدبر تخصصا قاصر على العلماء وطلاب العلم، لكونهم قد وضعوا أصوله، فيكون مما يخصهم بالكلية!
من اطمئناني بما ذكرت، أقدم هذه التجربة للناس، سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد، وأن يكتب لها القبول والانتفاع بها.
والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فيقول الله جل وعلا : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم..}
ومن فهمنا لتلك الآية وللحكمة التي يريدها الحكيم جل وعلا، كان توفيقه سبحانه إلى تلك السلسلة، وهي (تسهيل علوم القرآن باللغة المصرية) بحيث ينكسر الحاجز النفسي للغة، والذي يعكس أوهاما بصعوبة تلك المادة، فيكون لسان القوم جسرا نعود به مرة أخرى إلى اللغة العربية، لأجل (التدين) بها..
وإن الأساس الذي بنيت عليه هذا العمل، هو اطمئناني إلى حقيقة هي أن معرفة أصول أو رؤوس علوم القرآن هي في أصلها من شأن عامة المسلمين، وينبغي أن تكون من الثقافة العامة التي تنتشر فيهم؛ حيث هي لازمة لتدبر القرآن العظيم، وهو القدر المشترك بين المسلمين جميعا، أي باعتبار ما ينبغي أن يكون لا باعتبار واقع الأمر. فمعرفة المكي والمدني وطبيعة كل إجمالا.. ومعرفة المنسوخ من الآيات إجمالا.. ومعرفة طبيعة القرآن في تنزّله مفرقا لا كتابا جملة.. ومعرفة الفكرة الإجمالية للأحرف السبعة وأنها للتيسير وغيره.. ومعرفة أن القراءات كلها من عند الله.. إلخ هذه المسائل التي تعرف مجملة.. هو من شأن المسلمين جميعا.
وإنني أطمئن كذلك إلى أن مما زاد من إشكالية انفصام الجماهير عن القرآن هو أنهم قد رأوا المتخصصين يتعمقون بقوة في تحرير وتاصيل هذه العلوم، فلم يميزوا بين القدر التخصصي الذي هو فرض كفاية ويقوم به العلماء وطلاب العلم، وبين القدر المشترك، وهو ما يلزم أن يعرفه المسلم لتحقيق أساس مرتبة الفهم للقرآن. فكان أن دخل هذا القدر المشترك في القدر التخصصي، فضاعت معرفة المسلم كلية بعلومك القرآن.
وإننا الآن نشهد - من المشتغلين بعلوم القرآن - اشتغالا بوضع قواعد التدبر، فاخشى أن يصبح التدبر تخصصا قاصر على العلماء وطلاب العلم، لكونهم قد وضعوا أصوله، فيكون مما يخصهم بالكلية!
من اطمئناني بما ذكرت، أقدم هذه التجربة للناس، سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد، وأن يكتب لها القبول والانتفاع بها.
والحمد لله رب العالمين.