د. ياسر النعيمي
New member
- إنضم
- 03/11/2010
- المشاركات
- 36
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
قال الله تبارك وتعالى في سورة النساء: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)﴾
ذُكر في بعض كتب التفسير أنها نزلت في بعض الصحابة الكرام ـ ويُذكر منهم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهـ؛ قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة وإن لم تكن ذات النصب، لكن كانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم، وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم، ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة... ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جَزع بعضهم منه وخافوا من مواجهة الناس خوفاً شديدا (وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) أي: لو ما أخرت فرضه إلى مدة أخرى، فإن فيه سفك الدماء، ويُتْم الأبناء، وتأيّم النساء، وهذه الآية في معنى قوله عز وجل: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نزلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزلَتْ سُورَةُ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونُ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فِإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 20، 21]. وقال ابن أبي حاتم: ... عن عكرمة، عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلمبمكة، فقالوا: يا نبي الله، كنا في عزّ ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة. قال: "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم". فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال، فكفوا. فأنزل الله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)) [تفسير القرآن العظيم لابن كثير طبعة مؤسسة قرطبة بتحقيق مجموعة 1421هـ ـ2000م: 4/162].
هذا التفسير أرى أن فيه إشكالاً، وهو أن الآية الثامنة والسبعين (78) أرى أنها لا يمكن أن تكون في المؤمنين، فكيف يصدر عن مؤمني مكة القول المذكور في هذه الآية؟! وكذلك كيف يصف الله تعالى المؤمنين بهذا الوصف ويذمهم هذا الذم (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً)؟!
وإذا قيل: إن الآية (77) في المؤمنين، والآية (78) في المنافقين.. أقول: هذا غير ظاهر؛ فالذي يتبادر إلى الذهن أن الآيتين نزلتا في قصة واحدة وأن الضمائر فيها تعود لواحد، أي: إن ضمائر الغائبين في قوله تعالى: ((وإن تصبهم)) و((يقولوا)) تعود للاسم الموصول في قوله تعالى: ((ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم..)).
ذُكر في بعض كتب التفسير أنها نزلت في بعض الصحابة الكرام ـ ويُذكر منهم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهـ؛ قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة وإن لم تكن ذات النصب، لكن كانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم، وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم، ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة... ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جَزع بعضهم منه وخافوا من مواجهة الناس خوفاً شديدا (وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) أي: لو ما أخرت فرضه إلى مدة أخرى، فإن فيه سفك الدماء، ويُتْم الأبناء، وتأيّم النساء، وهذه الآية في معنى قوله عز وجل: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نزلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزلَتْ سُورَةُ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونُ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فِإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 20، 21]. وقال ابن أبي حاتم: ... عن عكرمة، عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلمبمكة، فقالوا: يا نبي الله، كنا في عزّ ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة. قال: "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم". فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال، فكفوا. فأنزل الله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)) [تفسير القرآن العظيم لابن كثير طبعة مؤسسة قرطبة بتحقيق مجموعة 1421هـ ـ2000م: 4/162].
هذا التفسير أرى أن فيه إشكالاً، وهو أن الآية الثامنة والسبعين (78) أرى أنها لا يمكن أن تكون في المؤمنين، فكيف يصدر عن مؤمني مكة القول المذكور في هذه الآية؟! وكذلك كيف يصف الله تعالى المؤمنين بهذا الوصف ويذمهم هذا الذم (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً)؟!
وإذا قيل: إن الآية (77) في المؤمنين، والآية (78) في المنافقين.. أقول: هذا غير ظاهر؛ فالذي يتبادر إلى الذهن أن الآيتين نزلتا في قصة واحدة وأن الضمائر فيها تعود لواحد، أي: إن ضمائر الغائبين في قوله تعالى: ((وإن تصبهم)) و((يقولوا)) تعود للاسم الموصول في قوله تعالى: ((ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم..)).
فأرجو من السادة أعضاء الملتقى إفادتي في حل هذا الإشكال الوارد في ذهني... ولهم مني فائق الشكر والاحترام