ابو العزايم عبد الحميد
New member
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ غافر
سورة غافر وتسمى ايضا سورة المؤمن وهذا الاسم اشتهر في مصاحف المشرق وقد ورد في السنة برواية الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم من قرأ ( حم المؤمن ) إلى ( إليه المصير ) ، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما .
وسورة المؤمن نسبة الى قصة مؤمن ال فرعون الذي ورد في هذه السورة ولم يرد في غيرها وهذه السورة نزلت في اوائل العهد المكي اذ كانت تقرأ قبل وفاة ابي طالب في سنة ثلاث من الهجرة لخبر أن أبا بكر قرأ آية "أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله "حين آذى نفر من قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة ، وإنما اشتد أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب
وتاتي اهمية التامل في حكاية مؤمن ال فرعون الذي سميت باسمه سورة من القران باعتباره حالة ايمانية فريدة لاشخاص يعيشون في وسط الباطل ثم يتحركون في اللحظات المناسبة لتكون لهم بصمات ظاهرة في نصرة الحق في الاوقات الحاسمة ان التامل في هذه الحالة باعتبارها حالة ايماينة بعيدا عن اسم هذا الرجل اونسبه بل يكفي التاكيد على قربه من فرعون " من ال فرعون " اي من اشرافهم وكبرائهم والنظر في ذلك من وجوه.
الاول: ان فريق الباطل يمكن ان يوجد به افراد صالحون فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن فليس بالضرورة ان يكون كل من في فريق الباطل مشركون اوكافرون بل من الوارد ان يكون فيهم افراد في الصفوف الاولى مؤمنون ذو عقيدة صالحة صادقة ويكتمون هذا الايمان لدواعي التقية والخوف من بطش الباطل وقهره .
الثاني : هناك مرحلة تفصل بين الكتمان واتخاذ مواقف معلنة قوية لنصرة الحق اذ لايبقي كاتم الايمان على كتمانه بل لابد ان ينطق " وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه " وهذه المرحلة هي عندما يوجد تهديد وجودي لاهل الحق وهذا يعني ان المؤمن الذي يكتم الايمان خشية البطش اذا ظل على هذا الكتمان في هذه المرحلة مثل حالات القتل لاهل الحق ولم يتحرك لانقاذهم فانه لايعد من نوعية مؤمن ال فرعون بل هو من نوعية ال فرعون اذ لايمكن قبول ادعائه الايمان دون اتخاذ موقف جاد ضد تهديد الباطل , وانظر الى التقابل بين لفظ "وقال" وبين لفظ "يكتم ايمانه" ومعنى هذا انه قد انتهت مرحلة كتمان الايمان عندما قال فرعون ذروني اقتل موسى والملاحظ هنا ان العطف بالواو تعني ان الرجل كان خارج مجلس فرعون الذي قال فيه ذروني اقتل موسى اذ لوكان داخل هذا الاجتماع لما عطف بالواو وابتدا الكلام مباشرة "قال رجل " وهذا يعني ان الرجل ماقال قوله هذا لموقف عارض حدث امامه بل تحرك فور علمه بالنية لقتل موسى الى مجلس الفرعون دفاعا عن موسى"اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله" ليبدأ مسيرة نضالية قوية لمنع الخطر عن موسى فقد وعظ قومه فاحسن الموعظة ضد اهل الباطل وهي التي ذكرتها الايات "من الاية (28) الى الاية(45) من سورة غافر
وقريبا منه موقف الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى محذرا موسى بعزم القوم على قتله في المرحلة الاولى قبل الرسالة والظاهر انه كان من علية القوم ايضا .
الرابع :- لقد كانت لهذه النوعية من الاشخاص دورها البارز في مسيرة الحق وانتصاره ان القران اخبرنا بنجاة موسى عليه السلام في ثلاث مراحل من حياته بهذه النوعية من الاشخاص " افراد مؤمنون صالحون يكتمون ايمانهم غير معروفين لبني جلدتهم من اهل الباطل تدخلوا في الوقت المناسب لانقاذ اهل الحق فقد حدث هذا الموقف لموسى ثلاث مرات , المرة الاولى عندما التقطه ال فرعون من اليم "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾القصص. والمرة الثانية بعد قتله الرجل القبطي دفاعا عن رجل من شيعته"وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾ القصص , والمرة الثالثة هذا الموقف في سورة المؤمن مؤمن ال فرعون
وهذا ينبه الى الاهتمام بهذه النوعية من الرجال سواء من ناحية تكوينها اومن ناحية اهميتها في مراحل حساسة من مسيرة الحق.
الخامس :- مصير هذه النوعية من الاشخاص كانت دائما الى خير فالذي اظهره القران لمثل هذه النوعية من الاشخاص رغم وجودهم في وسط اهل الباطل الا ان حرصهم للتحرك في اللحظات الحاسمة لاتخاذ موقف شجاع يزود عن الحق واهله غيرعابئين بسلطان الباطل وبطشه ادى الى ان عاقبتهم كانت دائما الى خير فمؤمن ال فرعون حدثنا عنه القران" فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ غافر ,
وامراة فرعون ضرب الله بها مثلا للذين امنوا ونجاها من فرعون وعمله :" وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿١١﴾ التحريم .
سورة غافر وتسمى ايضا سورة المؤمن وهذا الاسم اشتهر في مصاحف المشرق وقد ورد في السنة برواية الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم من قرأ ( حم المؤمن ) إلى ( إليه المصير ) ، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما .
وسورة المؤمن نسبة الى قصة مؤمن ال فرعون الذي ورد في هذه السورة ولم يرد في غيرها وهذه السورة نزلت في اوائل العهد المكي اذ كانت تقرأ قبل وفاة ابي طالب في سنة ثلاث من الهجرة لخبر أن أبا بكر قرأ آية "أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله "حين آذى نفر من قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة ، وإنما اشتد أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب
وتاتي اهمية التامل في حكاية مؤمن ال فرعون الذي سميت باسمه سورة من القران باعتباره حالة ايمانية فريدة لاشخاص يعيشون في وسط الباطل ثم يتحركون في اللحظات المناسبة لتكون لهم بصمات ظاهرة في نصرة الحق في الاوقات الحاسمة ان التامل في هذه الحالة باعتبارها حالة ايماينة بعيدا عن اسم هذا الرجل اونسبه بل يكفي التاكيد على قربه من فرعون " من ال فرعون " اي من اشرافهم وكبرائهم والنظر في ذلك من وجوه.
الاول: ان فريق الباطل يمكن ان يوجد به افراد صالحون فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن فليس بالضرورة ان يكون كل من في فريق الباطل مشركون اوكافرون بل من الوارد ان يكون فيهم افراد في الصفوف الاولى مؤمنون ذو عقيدة صالحة صادقة ويكتمون هذا الايمان لدواعي التقية والخوف من بطش الباطل وقهره .
الثاني : هناك مرحلة تفصل بين الكتمان واتخاذ مواقف معلنة قوية لنصرة الحق اذ لايبقي كاتم الايمان على كتمانه بل لابد ان ينطق " وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه " وهذه المرحلة هي عندما يوجد تهديد وجودي لاهل الحق وهذا يعني ان المؤمن الذي يكتم الايمان خشية البطش اذا ظل على هذا الكتمان في هذه المرحلة مثل حالات القتل لاهل الحق ولم يتحرك لانقاذهم فانه لايعد من نوعية مؤمن ال فرعون بل هو من نوعية ال فرعون اذ لايمكن قبول ادعائه الايمان دون اتخاذ موقف جاد ضد تهديد الباطل , وانظر الى التقابل بين لفظ "وقال" وبين لفظ "يكتم ايمانه" ومعنى هذا انه قد انتهت مرحلة كتمان الايمان عندما قال فرعون ذروني اقتل موسى والملاحظ هنا ان العطف بالواو تعني ان الرجل كان خارج مجلس فرعون الذي قال فيه ذروني اقتل موسى اذ لوكان داخل هذا الاجتماع لما عطف بالواو وابتدا الكلام مباشرة "قال رجل " وهذا يعني ان الرجل ماقال قوله هذا لموقف عارض حدث امامه بل تحرك فور علمه بالنية لقتل موسى الى مجلس الفرعون دفاعا عن موسى"اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله" ليبدأ مسيرة نضالية قوية لمنع الخطر عن موسى فقد وعظ قومه فاحسن الموعظة ضد اهل الباطل وهي التي ذكرتها الايات "من الاية (28) الى الاية(45) من سورة غافر
وقريبا منه موقف الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى محذرا موسى بعزم القوم على قتله في المرحلة الاولى قبل الرسالة والظاهر انه كان من علية القوم ايضا .
الرابع :- لقد كانت لهذه النوعية من الاشخاص دورها البارز في مسيرة الحق وانتصاره ان القران اخبرنا بنجاة موسى عليه السلام في ثلاث مراحل من حياته بهذه النوعية من الاشخاص " افراد مؤمنون صالحون يكتمون ايمانهم غير معروفين لبني جلدتهم من اهل الباطل تدخلوا في الوقت المناسب لانقاذ اهل الحق فقد حدث هذا الموقف لموسى ثلاث مرات , المرة الاولى عندما التقطه ال فرعون من اليم "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾القصص. والمرة الثانية بعد قتله الرجل القبطي دفاعا عن رجل من شيعته"وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾ القصص , والمرة الثالثة هذا الموقف في سورة المؤمن مؤمن ال فرعون
وهذا ينبه الى الاهتمام بهذه النوعية من الرجال سواء من ناحية تكوينها اومن ناحية اهميتها في مراحل حساسة من مسيرة الحق.
الخامس :- مصير هذه النوعية من الاشخاص كانت دائما الى خير فالذي اظهره القران لمثل هذه النوعية من الاشخاص رغم وجودهم في وسط اهل الباطل الا ان حرصهم للتحرك في اللحظات الحاسمة لاتخاذ موقف شجاع يزود عن الحق واهله غيرعابئين بسلطان الباطل وبطشه ادى الى ان عاقبتهم كانت دائما الى خير فمؤمن ال فرعون حدثنا عنه القران" فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ غافر ,
وامراة فرعون ضرب الله بها مثلا للذين امنوا ونجاها من فرعون وعمله :" وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿١١﴾ التحريم .