ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالى "إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾ النساء
هذه الاية تشبه الاية رقم( 116) من نفس السورة لاتختلف عنها الا في نهايتها فقط يقول تعالى "إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾النساء
فبينما تنتهي الاولى "فقد افترى اثما مبينا" تنتهي الثانية "فقدضل ضلالا بعيدا"
ووجه اختصاص كل اية بنهايتها ان الاولى نزلت بعد الحديث عن اهل الكتاب الذين عرفوا الحق وعرفو صحة النبوة فكان شركهم افتراءا للكذب والثانية فكانت بعد الحديث عن المشركين الذين عبدوا الاصنام فكان شركهم ضلالا بعيدا
لكن يبقي التامل في هذه الاية وما تثيره من اشكال في فهمها
فاذا قلنا ان الله يغفر مادون ذلك بالتوبة فالثابت ان الله يغفر الشرك ايضا بالتوبة فالشرك والكفر يغفره الله اذا تاب منه المشرك والكافر ولاخلاف في ذلك "قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " وكذلك المعاصي لايغفرها الله بدون توبة فماذا افادت ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
وماذا افادت التفرقة بين الشرك وغيره؟
وهو الذي يدعونا الى التامل في هذه الايات ولنسأل هذا السؤال ربما يكون مفتاحا لحل الاشكال في الاية هل هناك فرق بين ان الله لايغفر ان يشرك به وبين ان الله لايغفر لمن يشرك به ؟
ان المعنى اللغوي لكلمة غفر يعني سترواخفي ونلمح في هذا الاية ان اثر الشرك لايمحي ولايزول بخلاف غيره من السيئات .
يقول الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار عن الحكمة في عدم مغفرة الشرك ، أن الدين إنما شرع لتزكية نفوس الناس وتطهير أرواحهم وترقية عقولهم ، والشرك هو منتهى ما تهبط إليه عقول البشر وأفكارهم ونفوسهم ، ومنه تتولد جميع الرذائل والخسائس التي تفسد البشر في أفرادهم وجمعياتهم ; لأنه عبارة عن رفعهم لأفراد منهم أو لبعض المخلوقات التي هي دونهم أو مثلهم إلى مرتبة يقدسونها ويخضعون لها ويذلون بدافع الشعور بأنها ذات سلطة عليا فوق سنن الكون وأسبابه ، وأن إرضاءها وطاعتها هو عين طاعة الله تعالى ، أو شعبة منها لذاتها ، فهذه الخلة الدنيئة هي التي كانت سبب استبداد رؤساء الدين والدنيا بالأقوام والأمم واستعبادهم إياهم وتصرفهم في أنفسهم وأموالهم ومصالحهم ومنافعهم تصرف السيد الملك القاهر بالعبد الذليل الحقير ، وناهيك بما كان لذلك من الأخلاق السافلة والرذائل الفاشية من الذل والمهانة والدناءة والتملق والكذب والنفاق وغير ذلك .
ومن هنا يمكن ان نصل الى معنى اخر في هذه الاية بخلاف المسائل التيي خاض فيها المتكلمون وهو اهمية استعياب خطورة الشرك على المجتمع وانه ليس هناك من عمل يمكن ان يستره وانما الحل هو زوال هذه القيمة من مجتمعاتنا بخلاف باقي السيئات التي يمكن ان تزول او تختفي اثارها اذا زادت الاعمال الصالحة في المجتمع فالاية تتحدث عن الشرك كقيمة خطرة اكثر مما تتحدث عن المشرك .
وهو ايضا يدعو الى عدم الاستهتار بتفشي قيم الشرك في المجتمع والاكتفاء بالدعوة الى الاعمال الصالحة ربما تعيد التوازن في المجتمع فمع الشرك لاينفع عمل ما . والله اعلم
والامر مطروح على العلماء وطلبة العلم
هذه الاية تشبه الاية رقم( 116) من نفس السورة لاتختلف عنها الا في نهايتها فقط يقول تعالى "إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾النساء
فبينما تنتهي الاولى "فقد افترى اثما مبينا" تنتهي الثانية "فقدضل ضلالا بعيدا"
ووجه اختصاص كل اية بنهايتها ان الاولى نزلت بعد الحديث عن اهل الكتاب الذين عرفوا الحق وعرفو صحة النبوة فكان شركهم افتراءا للكذب والثانية فكانت بعد الحديث عن المشركين الذين عبدوا الاصنام فكان شركهم ضلالا بعيدا
لكن يبقي التامل في هذه الاية وما تثيره من اشكال في فهمها
فاذا قلنا ان الله يغفر مادون ذلك بالتوبة فالثابت ان الله يغفر الشرك ايضا بالتوبة فالشرك والكفر يغفره الله اذا تاب منه المشرك والكافر ولاخلاف في ذلك "قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " وكذلك المعاصي لايغفرها الله بدون توبة فماذا افادت ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
وماذا افادت التفرقة بين الشرك وغيره؟
وهو الذي يدعونا الى التامل في هذه الايات ولنسأل هذا السؤال ربما يكون مفتاحا لحل الاشكال في الاية هل هناك فرق بين ان الله لايغفر ان يشرك به وبين ان الله لايغفر لمن يشرك به ؟
ان المعنى اللغوي لكلمة غفر يعني سترواخفي ونلمح في هذا الاية ان اثر الشرك لايمحي ولايزول بخلاف غيره من السيئات .
يقول الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار عن الحكمة في عدم مغفرة الشرك ، أن الدين إنما شرع لتزكية نفوس الناس وتطهير أرواحهم وترقية عقولهم ، والشرك هو منتهى ما تهبط إليه عقول البشر وأفكارهم ونفوسهم ، ومنه تتولد جميع الرذائل والخسائس التي تفسد البشر في أفرادهم وجمعياتهم ; لأنه عبارة عن رفعهم لأفراد منهم أو لبعض المخلوقات التي هي دونهم أو مثلهم إلى مرتبة يقدسونها ويخضعون لها ويذلون بدافع الشعور بأنها ذات سلطة عليا فوق سنن الكون وأسبابه ، وأن إرضاءها وطاعتها هو عين طاعة الله تعالى ، أو شعبة منها لذاتها ، فهذه الخلة الدنيئة هي التي كانت سبب استبداد رؤساء الدين والدنيا بالأقوام والأمم واستعبادهم إياهم وتصرفهم في أنفسهم وأموالهم ومصالحهم ومنافعهم تصرف السيد الملك القاهر بالعبد الذليل الحقير ، وناهيك بما كان لذلك من الأخلاق السافلة والرذائل الفاشية من الذل والمهانة والدناءة والتملق والكذب والنفاق وغير ذلك .
ومن هنا يمكن ان نصل الى معنى اخر في هذه الاية بخلاف المسائل التيي خاض فيها المتكلمون وهو اهمية استعياب خطورة الشرك على المجتمع وانه ليس هناك من عمل يمكن ان يستره وانما الحل هو زوال هذه القيمة من مجتمعاتنا بخلاف باقي السيئات التي يمكن ان تزول او تختفي اثارها اذا زادت الاعمال الصالحة في المجتمع فالاية تتحدث عن الشرك كقيمة خطرة اكثر مما تتحدث عن المشرك .
وهو ايضا يدعو الى عدم الاستهتار بتفشي قيم الشرك في المجتمع والاكتفاء بالدعوة الى الاعمال الصالحة ربما تعيد التوازن في المجتمع فمع الشرك لاينفع عمل ما . والله اعلم
والامر مطروح على العلماء وطلبة العلم