ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالي "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(47) يس
قال المشركون مثل هذا القول ,وعللوا شركهم بالمشيئة الإلهية أيضا " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)الأنعام, وقوله تعالي " وقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) النحل ,وقد تكلمنا فيها في ترويحات سورة النحل , وكيف رد القران عليهم , وإذا كان أهل الفسق والفجور يجارون قول المشركين في ردهم للهداية وبقائهم علي ما هم فيه من معصية وفجور متعللين بالمشيئة الإلهية , فان البعض أيضا يعللون بخلهم وكزازة نفوسهم وإمساكهم عن الإنفاق والبذل والعطاء في سبيل الله يعللون ذلك بمثل قول الكفار في هذه الآية " أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ " فيقولون ماذا نفعل للفقراء وقد أراد الله بهم الفقر انغنيهم نحن ؟
والمشكلة في هذه التعليلات أنها تلبس الحق بالباطل فالله حقا لو شاء لهدي الناس جميعا والله حقا لو شاء الله لبسط الرزق لعباده, لكن هذه التعليلات المضللة التي قد تلبس علي بعض المسلمين تأتي بسبب عدم وضوح القانون الذي قامت عليه الحياة وهو قانون الابتلاء, فالدنيا قامت أساسا علي الابتلاء " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) الكهف ,وجميع مفردات ومظاهر الحياة الدنيا من الموت و الحياة هي لأجل الابتلاء " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك ,ووضوح هذا القانون يزيل إشكالات عديدة وتزول مثل هذه الالتباسات فلا الغني غني لان الله راض عنه ولا الفقير فقير لان الله غضبان عليه فكلاهما في ابتلاء الغني مبتلي بماله والفقير مبتلي بحرمانه والفائز ليس هو من أعطاه الله او حرمه ولكن الفائز فيهم من ينجح في الابتلاء " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) فلا الغني علامة علي الإكرام ولا الفقر علامة علي الإهانة , وقد غرر الشيطان بالمنحرفين فأوهمهم أن ما هم فيه من زيادة مال وولد إنما هو رضا من الله والله يرد عليهم بأنه ليس كذلك بل هو الاختبار " أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون.
ووضوح قاعدة الابتلاء يريحنا من إشكاليات عديدة ويجلي استفسارات كثيرة عما نراه في هذا الكون منها الصراع بين أهل الحق والباطل وعلوا اهل الباطل أحيانا ,وتركهم يفسدون في الأرض أحيانا ,رغم استغاثة المؤمنين بربهم فالجواب هو الابتلاء الذي قامت عليه الحياة الدنيا" وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) محمد , قد يعلوا أهل الباطل علوا كبيرا لكن ليس ذلك دليلا علي صحة موقفهم او رضا الله بحالهم لأنه الاختبار وقد يعلوا أهل الضلالة ثم يمدد لهم الرحمن مدا كل ذلك للابتلاء الدنيا كلها لجنة امتحان تتعدد فيها أوراق الأسئلة بتعدد مفردات الحياة ولكل اختبار زمنه والفائز هو من يجيد قراءة ورقة الأسئلة جيدا ثم يجيب عليها جيدا في الوقت المحدد لها وليس بعد فوات الوقت
قال المشركون مثل هذا القول ,وعللوا شركهم بالمشيئة الإلهية أيضا " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)الأنعام, وقوله تعالي " وقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) النحل ,وقد تكلمنا فيها في ترويحات سورة النحل , وكيف رد القران عليهم , وإذا كان أهل الفسق والفجور يجارون قول المشركين في ردهم للهداية وبقائهم علي ما هم فيه من معصية وفجور متعللين بالمشيئة الإلهية , فان البعض أيضا يعللون بخلهم وكزازة نفوسهم وإمساكهم عن الإنفاق والبذل والعطاء في سبيل الله يعللون ذلك بمثل قول الكفار في هذه الآية " أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ " فيقولون ماذا نفعل للفقراء وقد أراد الله بهم الفقر انغنيهم نحن ؟
والمشكلة في هذه التعليلات أنها تلبس الحق بالباطل فالله حقا لو شاء لهدي الناس جميعا والله حقا لو شاء الله لبسط الرزق لعباده, لكن هذه التعليلات المضللة التي قد تلبس علي بعض المسلمين تأتي بسبب عدم وضوح القانون الذي قامت عليه الحياة وهو قانون الابتلاء, فالدنيا قامت أساسا علي الابتلاء " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) الكهف ,وجميع مفردات ومظاهر الحياة الدنيا من الموت و الحياة هي لأجل الابتلاء " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك ,ووضوح هذا القانون يزيل إشكالات عديدة وتزول مثل هذه الالتباسات فلا الغني غني لان الله راض عنه ولا الفقير فقير لان الله غضبان عليه فكلاهما في ابتلاء الغني مبتلي بماله والفقير مبتلي بحرمانه والفائز ليس هو من أعطاه الله او حرمه ولكن الفائز فيهم من ينجح في الابتلاء " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) فلا الغني علامة علي الإكرام ولا الفقر علامة علي الإهانة , وقد غرر الشيطان بالمنحرفين فأوهمهم أن ما هم فيه من زيادة مال وولد إنما هو رضا من الله والله يرد عليهم بأنه ليس كذلك بل هو الاختبار " أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون.
ووضوح قاعدة الابتلاء يريحنا من إشكاليات عديدة ويجلي استفسارات كثيرة عما نراه في هذا الكون منها الصراع بين أهل الحق والباطل وعلوا اهل الباطل أحيانا ,وتركهم يفسدون في الأرض أحيانا ,رغم استغاثة المؤمنين بربهم فالجواب هو الابتلاء الذي قامت عليه الحياة الدنيا" وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) محمد , قد يعلوا أهل الباطل علوا كبيرا لكن ليس ذلك دليلا علي صحة موقفهم او رضا الله بحالهم لأنه الاختبار وقد يعلوا أهل الضلالة ثم يمدد لهم الرحمن مدا كل ذلك للابتلاء الدنيا كلها لجنة امتحان تتعدد فيها أوراق الأسئلة بتعدد مفردات الحياة ولكل اختبار زمنه والفائز هو من يجيد قراءة ورقة الأسئلة جيدا ثم يجيب عليها جيدا في الوقت المحدد لها وليس بعد فوات الوقت