ترويحات قرآنية من سورة النساء " القوامة "

إنضم
04/03/2006
المشاركات
179
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
58
الإقامة
جمهورية مصر العر
يقول تعالى :" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) 34) النساء
هذه الآية التي تتحدث عن قوامة الرجال علي النساء نموذج للآيات التي تدخل الهوى في فهمها وفهمت تحت ضغط منظومة من الأعراف والتقاليد في التمييز ضد المرأة لا صلة لها بالإسلام وينبغي فهمها وفهم مفرداتها في ضوء سياقها من النص القرآني كالمنهج الرشيد في فهم القران
فهذه الآية خاصة بترتيب وتنظيم الأوضاع داخل مؤسسة الأسرة المكونة من رجل وامرأة ذكرت السورة في أولها إنهما نفس واحدة خلق منها زوجها , هذه الأسرة هي اللبنة الأولي في المجتمع المسلم فإذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع في ظل اهتمام الإسلام بهذه الأسرة جاءت الآية لترتيب أوضاع الرجل والمرأة فيها وبيان حدود كل منهما قبل الآخر ولا صلة لها بوضع المرأة داخل المجتمع اذ يظل وضع المرأة داخل المجتمع كوضع الرجل سواء بسواء لا فرق بينهما وهذا يؤخذ من الأحاديث التي تتحدث عن ان النساء شقائق الرجال ومن قوله تعالي فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ000( 196) ال عمران, وقوله تعالي " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97( النحل .
والأدلة علي ذلك كثيرة و كلها تؤكد ان المرأة داخل المجتمع المسلم ,لا فرق بينها وبين الرجل ,كل حسب مؤهله وحسب عطائه , ولا يتميز عنها الرجل في شيء ولا تتميز عن الرجل في شيء بل تساوي الرجل في الحقوق والواجبات والتمايز يكون بمقدار ما يحمل كل منهما من مؤهلات وإمكانيات فقد يكون الرجل قدوة للنساء في عمل ما وقد تكون المرأة هي القدوة للرجال في عمل آخر ويكفي ان نعلم ان الله عندما ضرب مثلا للذين امنوا ضربه بامرأتين قال تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم .
أما القوامة التي تتحدث عنها الآية الكريمة فهي تتحدث عنها داخل مؤسسة الأسرة وليس داخل المجتمع والدليل علي ذلك نهاية الآية نفسها" واللاتي تخافون نشوزهن " التي تتحدث عن نشوز الزوجة عطفا علي حديث القوامة فالنشوز لا يحدث إلا من زوجة عن زوجها في داخل الأسرة وليس داخل المجتمع
ونعود إلي مفردات الآية فالقوامة حسب الاستعمال اللغوي صيغة مبالغة من قائم أي انه هو من يكثرُ من القيام، مثل" فلان صوّامٌ قوّامٌ": أي كثير الصيام وكثير القيام. "بما فَضّل اللهُ بعضَهُم على بعض": وليس بما فضلهم عليهن فالرجل مُفضّل على المرأة،في بعض الأمور والمرأة مفضّلة على الرجل. في بعض الأمور ومعلوم أنّ الفضل في اللغة هو الزيادة. ولا شك أنّ لدى الرجل زيادة شاءها الخالق الحكيم لتتناسب مع وظيفته، ولدى المرأة زيادة تتناسب مع وظيفتها. فإذا كان الفضل متبادل فلماذا أصبح الرجل قيما علي المرأة داخل الأسرة تجيب الآية " بما أنفقوا من أموالهم" ولكن هذه القوامة كما يقول الشهيد سيد قطب ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني ولا إلغاء وضعها "المدني" - كما بينا ذلك من قبل - وإنما هي وظيفة - داخل كيان الأسرة - لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها. ووجود القيم في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها. فقد حدد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله ا.ه
والآية تربط القوامة بالإنفاق وهو ارتباط بعمل يقوم به الرجل وليس بجنس الرجل " بما أنفقوا من أموالهم " وهي مسئولية وليس فضل ,و في المقابل فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله وهذه هي الصفات اللازمة في المرأة لتسيير شئون البيت وإنشاء أسرة تؤدي دورها في المجتمع والخلل في أداء هذه الواجبات يؤدي الي النشوز سواء نشوز الرجل وقد تناولته الاية 128 من السورة نفسها (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) النساء .
او نشوز المرأة وهو الذي تحدثت عنه الآية نفسها " ‏‏وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏} ‏[‏النساء‏:‏34‏]‏،
فأنت تري النشوز يمكن أن يحدث من الرجل أو المرأة علي السواء عند اخلال كل منهما بواجبه ولكل حالة علاجها كما بينتها الآيات بعد ذلك
 
نموذج للآيات التي تدخل الهوى في فهمها؟ إذن لا مجال لإعتراض أو الإستشكال لأن ذلك سيكون من باب "الهوى" إن عرض علينا أحد قراءة لا تمييز فيها بين الوضع الفردي والأسري والإجتماعي وغيره للمرأة، بل سيكون ذلك مما لا صلة له بالإسلام لأنه تمييز ضد المرأة. أظن هذا يجوز لكن في "الملتقى المفتوح" هناك يمكن الكتابة بالأسلوب الدعوي الإرشادي الخطابي والمذهبي وغيره؛ أما في "الملتقى العلمي" فالطرح يجب أن يتصف بالحيادية، وبعزل القناعة الشخصية جانبا، ويقتضي الطرح أحيانا مخالفة القناعة الشخصية، لأن الممارسة العلمية بحث ونظر وتواصل ونقاش واستشكال وو..

جزاك الله خيرا، ورمضان مبارك.
 
الاخ الاستاذ شايب زاوشثتي
كل عام وانتم بخير دعنا نتجاوز المكان المفضل لنشر المقال او بعض العبارات التي وردت به فهمت منها اني احجر علي معارضيها فلم اقصده ولا استطيع ويعلم الله اني اقصد من وراء النشر في هذا الملتقي ان اسمع تعقيبات العلماء وطلاب العلم علي ما اكتب فالعلم رحم بين اهله وهو غاية المطلوب لقد عرضت ما اقتنع به نحو فهمي للاية في ضوء سياقها من السورة وفي ضوء القواعد العامة للشريعة وقدمت رؤية وسقت علي ذلك ادلة ولم يكن ذلك عن تشهي او هوي واتمني ان اسمع مايخالفها بالدليل
 
إلى جانب السياق الداخلي هناك ما يؤكد أن تلك الآية الكريمة "خاصة بترتيب وتنظيم الأوضاع داخل مؤسسة الأسرة" وهو ما ذكره أهل التفسير القدامى من النصوص الثانوية مثل مرويات أسباب النزول، وفي ظل تلك النصوص تم تأويل القوامة بالتسلط على معنى الهيمنة فالرجال مسلطون في الأدب والأخذ على أيديهن (مقاتل)، وكان الزهري يقول: "ليس بين الرجل وامرأته قصاص فيما دون النفس" (الطبري). ولاحظ بعضهم الإختلاف بين تأويل القوامة بالتسلط الذي يبيح الضرب في حالة النشوز والحديث الشريف «لن يضرب خياركم»، فحاولوا حل الإختلاف هذا بما يُحتمل من إحتمالات وأهمها: يحتمل أن يكون قبل نزول الآية بضربهن ثم أذن لهم بعد نزولها بضربهن (الجصاص).
 
عودة
أعلى