ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالى :" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) 34) النساء
هذه الآية التي تتحدث عن قوامة الرجال علي النساء نموذج للآيات التي تدخل الهوى في فهمها وفهمت تحت ضغط منظومة من الأعراف والتقاليد في التمييز ضد المرأة لا صلة لها بالإسلام وينبغي فهمها وفهم مفرداتها في ضوء سياقها من النص القرآني كالمنهج الرشيد في فهم القران
فهذه الآية خاصة بترتيب وتنظيم الأوضاع داخل مؤسسة الأسرة المكونة من رجل وامرأة ذكرت السورة في أولها إنهما نفس واحدة خلق منها زوجها , هذه الأسرة هي اللبنة الأولي في المجتمع المسلم فإذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع في ظل اهتمام الإسلام بهذه الأسرة جاءت الآية لترتيب أوضاع الرجل والمرأة فيها وبيان حدود كل منهما قبل الآخر ولا صلة لها بوضع المرأة داخل المجتمع اذ يظل وضع المرأة داخل المجتمع كوضع الرجل سواء بسواء لا فرق بينهما وهذا يؤخذ من الأحاديث التي تتحدث عن ان النساء شقائق الرجال ومن قوله تعالي فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ000( 196) ال عمران, وقوله تعالي " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97( النحل .
والأدلة علي ذلك كثيرة و كلها تؤكد ان المرأة داخل المجتمع المسلم ,لا فرق بينها وبين الرجل ,كل حسب مؤهله وحسب عطائه , ولا يتميز عنها الرجل في شيء ولا تتميز عن الرجل في شيء بل تساوي الرجل في الحقوق والواجبات والتمايز يكون بمقدار ما يحمل كل منهما من مؤهلات وإمكانيات فقد يكون الرجل قدوة للنساء في عمل ما وقد تكون المرأة هي القدوة للرجال في عمل آخر ويكفي ان نعلم ان الله عندما ضرب مثلا للذين امنوا ضربه بامرأتين قال تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم .
أما القوامة التي تتحدث عنها الآية الكريمة فهي تتحدث عنها داخل مؤسسة الأسرة وليس داخل المجتمع والدليل علي ذلك نهاية الآية نفسها" واللاتي تخافون نشوزهن " التي تتحدث عن نشوز الزوجة عطفا علي حديث القوامة فالنشوز لا يحدث إلا من زوجة عن زوجها في داخل الأسرة وليس داخل المجتمع
ونعود إلي مفردات الآية فالقوامة حسب الاستعمال اللغوي صيغة مبالغة من قائم أي انه هو من يكثرُ من القيام، مثل" فلان صوّامٌ قوّامٌ": أي كثير الصيام وكثير القيام. "بما فَضّل اللهُ بعضَهُم على بعض": وليس بما فضلهم عليهن فالرجل مُفضّل على المرأة،في بعض الأمور والمرأة مفضّلة على الرجل. في بعض الأمور ومعلوم أنّ الفضل في اللغة هو الزيادة. ولا شك أنّ لدى الرجل زيادة شاءها الخالق الحكيم لتتناسب مع وظيفته، ولدى المرأة زيادة تتناسب مع وظيفتها. فإذا كان الفضل متبادل فلماذا أصبح الرجل قيما علي المرأة داخل الأسرة تجيب الآية " بما أنفقوا من أموالهم" ولكن هذه القوامة كما يقول الشهيد سيد قطب ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني ولا إلغاء وضعها "المدني" - كما بينا ذلك من قبل - وإنما هي وظيفة - داخل كيان الأسرة - لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها. ووجود القيم في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها. فقد حدد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله ا.ه
والآية تربط القوامة بالإنفاق وهو ارتباط بعمل يقوم به الرجل وليس بجنس الرجل " بما أنفقوا من أموالهم " وهي مسئولية وليس فضل ,و في المقابل فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله وهذه هي الصفات اللازمة في المرأة لتسيير شئون البيت وإنشاء أسرة تؤدي دورها في المجتمع والخلل في أداء هذه الواجبات يؤدي الي النشوز سواء نشوز الرجل وقد تناولته الاية 128 من السورة نفسها (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) النساء .
او نشوز المرأة وهو الذي تحدثت عنه الآية نفسها " وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء:34]،
فأنت تري النشوز يمكن أن يحدث من الرجل أو المرأة علي السواء عند اخلال كل منهما بواجبه ولكل حالة علاجها كما بينتها الآيات بعد ذلك
هذه الآية التي تتحدث عن قوامة الرجال علي النساء نموذج للآيات التي تدخل الهوى في فهمها وفهمت تحت ضغط منظومة من الأعراف والتقاليد في التمييز ضد المرأة لا صلة لها بالإسلام وينبغي فهمها وفهم مفرداتها في ضوء سياقها من النص القرآني كالمنهج الرشيد في فهم القران
فهذه الآية خاصة بترتيب وتنظيم الأوضاع داخل مؤسسة الأسرة المكونة من رجل وامرأة ذكرت السورة في أولها إنهما نفس واحدة خلق منها زوجها , هذه الأسرة هي اللبنة الأولي في المجتمع المسلم فإذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع في ظل اهتمام الإسلام بهذه الأسرة جاءت الآية لترتيب أوضاع الرجل والمرأة فيها وبيان حدود كل منهما قبل الآخر ولا صلة لها بوضع المرأة داخل المجتمع اذ يظل وضع المرأة داخل المجتمع كوضع الرجل سواء بسواء لا فرق بينهما وهذا يؤخذ من الأحاديث التي تتحدث عن ان النساء شقائق الرجال ومن قوله تعالي فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ000( 196) ال عمران, وقوله تعالي " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97( النحل .
والأدلة علي ذلك كثيرة و كلها تؤكد ان المرأة داخل المجتمع المسلم ,لا فرق بينها وبين الرجل ,كل حسب مؤهله وحسب عطائه , ولا يتميز عنها الرجل في شيء ولا تتميز عن الرجل في شيء بل تساوي الرجل في الحقوق والواجبات والتمايز يكون بمقدار ما يحمل كل منهما من مؤهلات وإمكانيات فقد يكون الرجل قدوة للنساء في عمل ما وقد تكون المرأة هي القدوة للرجال في عمل آخر ويكفي ان نعلم ان الله عندما ضرب مثلا للذين امنوا ضربه بامرأتين قال تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم .
أما القوامة التي تتحدث عنها الآية الكريمة فهي تتحدث عنها داخل مؤسسة الأسرة وليس داخل المجتمع والدليل علي ذلك نهاية الآية نفسها" واللاتي تخافون نشوزهن " التي تتحدث عن نشوز الزوجة عطفا علي حديث القوامة فالنشوز لا يحدث إلا من زوجة عن زوجها في داخل الأسرة وليس داخل المجتمع
ونعود إلي مفردات الآية فالقوامة حسب الاستعمال اللغوي صيغة مبالغة من قائم أي انه هو من يكثرُ من القيام، مثل" فلان صوّامٌ قوّامٌ": أي كثير الصيام وكثير القيام. "بما فَضّل اللهُ بعضَهُم على بعض": وليس بما فضلهم عليهن فالرجل مُفضّل على المرأة،في بعض الأمور والمرأة مفضّلة على الرجل. في بعض الأمور ومعلوم أنّ الفضل في اللغة هو الزيادة. ولا شك أنّ لدى الرجل زيادة شاءها الخالق الحكيم لتتناسب مع وظيفته، ولدى المرأة زيادة تتناسب مع وظيفتها. فإذا كان الفضل متبادل فلماذا أصبح الرجل قيما علي المرأة داخل الأسرة تجيب الآية " بما أنفقوا من أموالهم" ولكن هذه القوامة كما يقول الشهيد سيد قطب ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني ولا إلغاء وضعها "المدني" - كما بينا ذلك من قبل - وإنما هي وظيفة - داخل كيان الأسرة - لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها. ووجود القيم في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها. فقد حدد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله ا.ه
والآية تربط القوامة بالإنفاق وهو ارتباط بعمل يقوم به الرجل وليس بجنس الرجل " بما أنفقوا من أموالهم " وهي مسئولية وليس فضل ,و في المقابل فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله وهذه هي الصفات اللازمة في المرأة لتسيير شئون البيت وإنشاء أسرة تؤدي دورها في المجتمع والخلل في أداء هذه الواجبات يؤدي الي النشوز سواء نشوز الرجل وقد تناولته الاية 128 من السورة نفسها (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) النساء .
او نشوز المرأة وهو الذي تحدثت عنه الآية نفسها " وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء:34]،
فأنت تري النشوز يمكن أن يحدث من الرجل أو المرأة علي السواء عند اخلال كل منهما بواجبه ولكل حالة علاجها كما بينتها الآيات بعد ذلك