ابو العزايم عبد الحميد
New member
قال تعالي " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر
الموت مخيف وذكراه مرعبة وهو هازم اللذات ومفرق الجماعات وقاهر الجبابرة والمتكبرين ومذل الملوك والسلاطين وهو آت لا محالة ولا مفر منه " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " و الحقيقة أنا أشفق كثيرا علي الملحدين والذين حرموا الإيمان بالله واليوم الأخر كيف يتعايشون مع هذه الحقيقة فالموت بالنسبة لهم هو بوابة إلي المجهول فكيف يعيش هذا الإنسان بهذا الشكل خاصة أنه يعتبر الموت نهاية وهذا امر غير صحيح وهو أمر غير مضمون للملحدين سبحان الله كيف اطمأنوا لذلك ؟ فما بعد الموت فعلا سيظل مجهولا مخيفا لهؤلاء وهم سائرون إليه لا محالة والآية تكشف لنا ان الموت بالنسبة للمؤمنين ليس بهذا الشكل المخيف فهو يتكرر في حياة الإنسان كل يوم وتدعوه الاية الي ان يتفكر في هذا الامر " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " فالوفاة تحدث للإنسان كل يوم عندما ينام فالروح تنفصل عن الجسد وهذه وفاة حقيقية فالنوم ليس كالوفاة كما يقولون لكنه هو الوفاة فعلا فيه تنفصل الروح عن الجسد ثم هي قد تعود إليه مرة أخري وقد لا تعود هكذا نص الآية " الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " ففي كلا الحالين فالإنسان النائم متوفي فعلا وقد اخبرنا القران الكريم أن النوم آية من آيات الله "ومن آيته مناكم بالليل" فالنوم فضلا عن فوائده للبدن إلا انه يجعل المؤمن يعايش حقيقة الموت بصورة متكررة حتي يصبح الموت مألوفا له فلا يهابه ولا يخشاه فهو يجربه كل يوم وقد ورد في السنة النبوية الحالة التي يجب ان يكون عليها المؤمن وهو ذاهب الي النوم يعيش شعور الذاهب الي الموت يتطهر ويستغفر وبتوب الي الله ثم يسلم روحه لله وهو لا يعلم هل تعود إليه مرة أخري أم لا "عنِ البراء بن عازبٍ -رضي اللَّه عنهما- قال : ” قال لي رسول اللَّه -صلّى الله عليه وسلَّم-:” إذا أتيتَ مضْجعكَ فتوضَّأْ وضُوءَكَ للصَّلاة ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ ، و قلْ اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك و فوضتُ أمري إليك و ألجأتُ ظهري إليك رغبةً و رهبةً إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت ؛ فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة و اجعلهنّ آخر ما تتكلم به .
ومعناه ان المسلم يعيش مع الموت كحالة متكررة في يومه وليلته فتذهب هيبته من نفسه حتى إذا جاءت لحظة الموت الدائم يشعر المقربون كأنهم في فسحة ونزهة "روح وريحان" فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم" وفي قوله تعالي قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)البقرة تنفي استحقاق دار الثواب وولاية الله عن بني إسرائيل بسبب كرههم للموت فأساس الكوارث التي أصابت الأمة هي حب الدنيا وكراهية الموت وهو الوهم كما اخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم إن فهم الآية يحرر الإنسان من عقدة الخوف من الموت وكم يحرم الإنسان بسبب هذه العقدة من خير كثير في الدنيا
فضلا عن ذلك فان ما يحدث للإنسان في نومه من رؤي وأحلام هو عبارة عن مقدمات لطبيعة الحياة في الدار الاخرة التي لاتتقيد بقوانين المادة وقوانين الزمان والمكان الموجودة في الدنيا فالإنسان يشعر بالتنعم والشقاء دون قوانين المادة في اللذة والشقاء كما يعيش أحداثا بالسنوات وهو لم يمكث في نومه الا دقائق فيستطيع بسهولة ان يتصور طبيعة الحياة الآخرة فالزمان ليس هو الزمان فان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون والمكان ليس كالمكان فيتنقل الإنسان في أقطار الأرض في لحظات ومعناه ان حركة النفس بعد ان تفارق البدن سيكون لها قوانينها الخاصة في السعادة والشقاء والزمان والمكان آيات كثيرة نعيشها كل يوم يلفت القران إليها نظرنا ونحن كنا عنها غافلون
الموت مخيف وذكراه مرعبة وهو هازم اللذات ومفرق الجماعات وقاهر الجبابرة والمتكبرين ومذل الملوك والسلاطين وهو آت لا محالة ولا مفر منه " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " و الحقيقة أنا أشفق كثيرا علي الملحدين والذين حرموا الإيمان بالله واليوم الأخر كيف يتعايشون مع هذه الحقيقة فالموت بالنسبة لهم هو بوابة إلي المجهول فكيف يعيش هذا الإنسان بهذا الشكل خاصة أنه يعتبر الموت نهاية وهذا امر غير صحيح وهو أمر غير مضمون للملحدين سبحان الله كيف اطمأنوا لذلك ؟ فما بعد الموت فعلا سيظل مجهولا مخيفا لهؤلاء وهم سائرون إليه لا محالة والآية تكشف لنا ان الموت بالنسبة للمؤمنين ليس بهذا الشكل المخيف فهو يتكرر في حياة الإنسان كل يوم وتدعوه الاية الي ان يتفكر في هذا الامر " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " فالوفاة تحدث للإنسان كل يوم عندما ينام فالروح تنفصل عن الجسد وهذه وفاة حقيقية فالنوم ليس كالوفاة كما يقولون لكنه هو الوفاة فعلا فيه تنفصل الروح عن الجسد ثم هي قد تعود إليه مرة أخري وقد لا تعود هكذا نص الآية " الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " ففي كلا الحالين فالإنسان النائم متوفي فعلا وقد اخبرنا القران الكريم أن النوم آية من آيات الله "ومن آيته مناكم بالليل" فالنوم فضلا عن فوائده للبدن إلا انه يجعل المؤمن يعايش حقيقة الموت بصورة متكررة حتي يصبح الموت مألوفا له فلا يهابه ولا يخشاه فهو يجربه كل يوم وقد ورد في السنة النبوية الحالة التي يجب ان يكون عليها المؤمن وهو ذاهب الي النوم يعيش شعور الذاهب الي الموت يتطهر ويستغفر وبتوب الي الله ثم يسلم روحه لله وهو لا يعلم هل تعود إليه مرة أخري أم لا "عنِ البراء بن عازبٍ -رضي اللَّه عنهما- قال : ” قال لي رسول اللَّه -صلّى الله عليه وسلَّم-:” إذا أتيتَ مضْجعكَ فتوضَّأْ وضُوءَكَ للصَّلاة ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ ، و قلْ اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك و فوضتُ أمري إليك و ألجأتُ ظهري إليك رغبةً و رهبةً إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت ؛ فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة و اجعلهنّ آخر ما تتكلم به .
ومعناه ان المسلم يعيش مع الموت كحالة متكررة في يومه وليلته فتذهب هيبته من نفسه حتى إذا جاءت لحظة الموت الدائم يشعر المقربون كأنهم في فسحة ونزهة "روح وريحان" فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم" وفي قوله تعالي قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)البقرة تنفي استحقاق دار الثواب وولاية الله عن بني إسرائيل بسبب كرههم للموت فأساس الكوارث التي أصابت الأمة هي حب الدنيا وكراهية الموت وهو الوهم كما اخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم إن فهم الآية يحرر الإنسان من عقدة الخوف من الموت وكم يحرم الإنسان بسبب هذه العقدة من خير كثير في الدنيا
فضلا عن ذلك فان ما يحدث للإنسان في نومه من رؤي وأحلام هو عبارة عن مقدمات لطبيعة الحياة في الدار الاخرة التي لاتتقيد بقوانين المادة وقوانين الزمان والمكان الموجودة في الدنيا فالإنسان يشعر بالتنعم والشقاء دون قوانين المادة في اللذة والشقاء كما يعيش أحداثا بالسنوات وهو لم يمكث في نومه الا دقائق فيستطيع بسهولة ان يتصور طبيعة الحياة الآخرة فالزمان ليس هو الزمان فان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون والمكان ليس كالمكان فيتنقل الإنسان في أقطار الأرض في لحظات ومعناه ان حركة النفس بعد ان تفارق البدن سيكون لها قوانينها الخاصة في السعادة والشقاء والزمان والمكان آيات كثيرة نعيشها كل يوم يلفت القران إليها نظرنا ونحن كنا عنها غافلون