ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالى "وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد
جواب لو محذوف تقديره لكان هذا القران فيكون المعنى لو كان هناك كتاب تسير به الجبال او تكلم به الموتى لكان هذا الكتاب هو القران لكن القران كتاب هداية للنفوس وتقويم لانحرافات البشر فليس كتابا لإحداث خوارق في الكون , وهدما لنواميسه ,قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما " إن الكفار قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : سير جبلي مكة فقد ضيقا علينا ، واجعل لنا أرضا قطعا غراسا ، وأحي لنا آباءنا وأجدادنا ، وفلانا وفلانا ، فنزلت معلمة أنهم لا يؤمنون ولو كان ذلك كله . ولما ذكر تعالى علة إرساله ، وهي تلاوة ما أوحاه إليه ، ذكر تعظيم هذا الموحى وأنه لو كان قرآنا تسير به الجبال عن مقارها ، أو تقطع به الأرض حتى تتزايل قطعا قطعا ، أو تكلم به الموتى فتسمع وتجيب ، لكان هذا القرآن لكونه غاية في التذكير ونهاية في الإنذار والتخويف" . ( تفسير البحر المحيط)
وفي هذه الآية وقفات :
الأولى:- ينبغي التعامل مع القران على انه كتاب هداية ما يحدثه من تغير إنما يحدثه في نفوس البشر وسلوكهم نحو الطريق المستقيم وهو بهذا الوجه فاعل ومؤثر لكنه لا يحدث خوارق للعادة ولا يقلب نواميس الكون فلا ينبغي التوجه بالقران نحو هذا المنحى .
الثانية:- في قوله تعالى " وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" من المفسرين من حملوا الآية على قوم مخصوصين هم كفار مكة إلا أن الرأي الذي نميل إليه هو ظاهر الآية وعمومها في الأشخاص وفي الأزمان أي أنها ليست خاصة بزمن الرسول أو كفار قريش بل عامة في كل زمن وفي كل الكفار فالفعل "ولا يزال" يعني الاستمرار يقول في تفسير البحر المحيط " والكفار عام في جميع الكفار ، وهذا الأمر مستمر فيهم إلى يوم القيامة قاله الحسن ، وابن السائب ، و هو ظاهر اللفظ" .
و في ضوء عموم الزمن والأشخاص ,تخبرنا الآية عن سنة اجتماعية تحدث للكفار في فترة الصراع والمدافعة مع المؤمنين, قبل الغلبة عليهم ,وظهور المؤمنين عليهم ,وهي انه باستمرار تصيبهم قارعة ,أو يحل النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من دارهم , حتى تأتي ساعة الحسم معهم , والقارعة كما يقول في التحرير والتنوير: في الأصل وصف من القرع . وهو ضرب جسم بجسم آخر . يقال : قرع الباب إذا ضربه بيده بحلقة . ولما كان القرع يحدث صوتا مباغتا يكون مزعجا ، لأجل تلك البغتة صار القرع مجازا للمباغتة والمفاجأة ، ومثله الطرق ، وصاغوا من هذا الوصف صيغة تأنيث إشارة إلى موصوف ملتزم الحذف اختصارا لكثرة الاستعمال ، وهو ما يؤول بالحادثة أو الكائنة أو النازلة ، كما قالوا : داهية وكارثة ، أي نازلة موصوفة بالإزعاج فإن بغت المصائب أشد وقعا على النفس . ومنه تسمية ساعة البعث بالقارعة.
ومعنى هذا أن مجتمع الكفار, في كل وقت ظهورهم, قبل ظهور المؤمنين عليهم تحدث لهم باستمرار أحداث مباغتة ومزعجة , تؤرق نفوسهم وتزلزل كيانهم وتجعلهم دائمي القلق والانزعاج ,كما يكون قرب أهل الحق من ديارهم يرونهم ويسمعونهم فيصيبهم هذا بالإزعاج والتوتر والقلق فهم دائما متوترين من مستقبل مجهول , فليسوا في سكينة واطمئنان حتى قبل غلبة المؤمنين عليهم وربما ظن بعض ضعاف النفوس عند عدم قدرته على تحمل تكاليف الابتلاء للمؤمنين فيظن أن السلامة والأمان هو الركون لأهل الباطل ومجاراتهم في باطلهم فالآية تخبرنا بعكس ذلك فهم ليسوا في سلامة ولا أمان هم في انزعاج دائم من أحداث ومصائب تقع عليهم تترا تقرعهم باستمرار ويفاجئ من ركن إليهم طالبا السلامة , بالحقيقة الثابتة, وهي أن تكلفة الركون إلى الباطل, والدفاع عنه اكبر بكثير من تكلفة مقاومته ,ومدافعته وإزالته ,حتى يأتي وعد الله بان الأرض يرثها عباده الصالحون وعد الله لا يخلف الله الميعاد .
جواب لو محذوف تقديره لكان هذا القران فيكون المعنى لو كان هناك كتاب تسير به الجبال او تكلم به الموتى لكان هذا الكتاب هو القران لكن القران كتاب هداية للنفوس وتقويم لانحرافات البشر فليس كتابا لإحداث خوارق في الكون , وهدما لنواميسه ,قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما " إن الكفار قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : سير جبلي مكة فقد ضيقا علينا ، واجعل لنا أرضا قطعا غراسا ، وأحي لنا آباءنا وأجدادنا ، وفلانا وفلانا ، فنزلت معلمة أنهم لا يؤمنون ولو كان ذلك كله . ولما ذكر تعالى علة إرساله ، وهي تلاوة ما أوحاه إليه ، ذكر تعظيم هذا الموحى وأنه لو كان قرآنا تسير به الجبال عن مقارها ، أو تقطع به الأرض حتى تتزايل قطعا قطعا ، أو تكلم به الموتى فتسمع وتجيب ، لكان هذا القرآن لكونه غاية في التذكير ونهاية في الإنذار والتخويف" . ( تفسير البحر المحيط)
وفي هذه الآية وقفات :
الأولى:- ينبغي التعامل مع القران على انه كتاب هداية ما يحدثه من تغير إنما يحدثه في نفوس البشر وسلوكهم نحو الطريق المستقيم وهو بهذا الوجه فاعل ومؤثر لكنه لا يحدث خوارق للعادة ولا يقلب نواميس الكون فلا ينبغي التوجه بالقران نحو هذا المنحى .
الثانية:- في قوله تعالى " وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" من المفسرين من حملوا الآية على قوم مخصوصين هم كفار مكة إلا أن الرأي الذي نميل إليه هو ظاهر الآية وعمومها في الأشخاص وفي الأزمان أي أنها ليست خاصة بزمن الرسول أو كفار قريش بل عامة في كل زمن وفي كل الكفار فالفعل "ولا يزال" يعني الاستمرار يقول في تفسير البحر المحيط " والكفار عام في جميع الكفار ، وهذا الأمر مستمر فيهم إلى يوم القيامة قاله الحسن ، وابن السائب ، و هو ظاهر اللفظ" .
و في ضوء عموم الزمن والأشخاص ,تخبرنا الآية عن سنة اجتماعية تحدث للكفار في فترة الصراع والمدافعة مع المؤمنين, قبل الغلبة عليهم ,وظهور المؤمنين عليهم ,وهي انه باستمرار تصيبهم قارعة ,أو يحل النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من دارهم , حتى تأتي ساعة الحسم معهم , والقارعة كما يقول في التحرير والتنوير: في الأصل وصف من القرع . وهو ضرب جسم بجسم آخر . يقال : قرع الباب إذا ضربه بيده بحلقة . ولما كان القرع يحدث صوتا مباغتا يكون مزعجا ، لأجل تلك البغتة صار القرع مجازا للمباغتة والمفاجأة ، ومثله الطرق ، وصاغوا من هذا الوصف صيغة تأنيث إشارة إلى موصوف ملتزم الحذف اختصارا لكثرة الاستعمال ، وهو ما يؤول بالحادثة أو الكائنة أو النازلة ، كما قالوا : داهية وكارثة ، أي نازلة موصوفة بالإزعاج فإن بغت المصائب أشد وقعا على النفس . ومنه تسمية ساعة البعث بالقارعة.
ومعنى هذا أن مجتمع الكفار, في كل وقت ظهورهم, قبل ظهور المؤمنين عليهم تحدث لهم باستمرار أحداث مباغتة ومزعجة , تؤرق نفوسهم وتزلزل كيانهم وتجعلهم دائمي القلق والانزعاج ,كما يكون قرب أهل الحق من ديارهم يرونهم ويسمعونهم فيصيبهم هذا بالإزعاج والتوتر والقلق فهم دائما متوترين من مستقبل مجهول , فليسوا في سكينة واطمئنان حتى قبل غلبة المؤمنين عليهم وربما ظن بعض ضعاف النفوس عند عدم قدرته على تحمل تكاليف الابتلاء للمؤمنين فيظن أن السلامة والأمان هو الركون لأهل الباطل ومجاراتهم في باطلهم فالآية تخبرنا بعكس ذلك فهم ليسوا في سلامة ولا أمان هم في انزعاج دائم من أحداث ومصائب تقع عليهم تترا تقرعهم باستمرار ويفاجئ من ركن إليهم طالبا السلامة , بالحقيقة الثابتة, وهي أن تكلفة الركون إلى الباطل, والدفاع عنه اكبر بكثير من تكلفة مقاومته ,ومدافعته وإزالته ,حتى يأتي وعد الله بان الأرض يرثها عباده الصالحون وعد الله لا يخلف الله الميعاد .