ابو العزايم عبد الحميد
New member
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴿٧٣﴾الحج
أنا من الذين لا يرتاحون لموضوع الإعجاز العلمي في القران واري أن ضره اقرب من نفعه وان الانشغال به قد شوش علي هداية القران وتأثيره في النفوس وحرمنا من الانتفاع بالايات علي الوجه الصحيح اذ شغل النفوس بأمور علمية مجالها المعامل وقاعات الدرس وليس القران فضلا عن ذلك فان أنصار الاعجاز العلمي كثيرا ما يقعون في التعسف ولي أعناق النصوص القرانية بعيدا عن السياسة الرشيدة في فهم القران الذي جري عليه علماء الامة من سلفها وخلفها وذلك ليصلوا الي ما يرومونه من نتائج كما اري انهم قوم مفتونون بما وصل اليه العلم الحديث تحركهم عقد التخلف التي منيت بها الامة فيريدون اثبات ان كل ماوصل اليه العلم موجود في القران . وقد تعرض الامام الشاطبي قديما لهذه النظرة وفندها في كتابه الموافقات فليراجع اليه من اراد وفي العصر الحديث هيمنت ، قضية الإعجاز العلمي على عدد من الباحثين المسلمين ، فتحول القرآن عندهم الي كتاب في الجغرافيا والجيولوجيا والأحياء والكيمياء والفيزياء والفلك، أكثر من كونه وحي السماء والهداية الروحية والقيمية في الأرض، ما اعلمه ان القران نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ليخرجهم من الظلمات الي النور ويهديهم الي صراط مستقيم وليس موسوعة علمية ينبغي التنقيب في فروع العلوم التطبيقية بداخله وقد اثرت هذه السياسة غير الرشيدة اثر علي الانتفاع بالقران في هداية النفوس وتقويم السلوك واصلاح المجتمعات وهذه الاية من الايات التي صالوا فيها وجالوا و اخذت حيزا ضخما عند رواد الاعجاز العلمي فعندما تقرا لهم في تفسير هذه الاية تشعر كانك تقرا في كتاب تشريح او فسيولوجيا او احياء فتراهم يتحدثون عن الذباب وعدد اجنحته وارجله واجهزته وطريقة طعامه وشرابه واخراجه الي اخر ما جاء في كتب علم الحشرات بشكل يدفعك الي الملل والسئامة يذهب بمقاصد الاية في موضوعها وفي سياقها من السورة ,ولنقرا هذه الاية بعيدا عن سفسطات رواد الاعجاز العلمي فهذه الاية كباقي ايات القران التي تحث علي التفكر كوسيلة لغرس الايمان فهي تقلب افئدتنا وابصارنا فيما حولنا من الكائنات دقها وجليلها لتغرس في وجدان الانسان وتشعره بقدرة اللله وضعف الانداد والشركاء الذين يلجا اليهم الناس من دون الله يطلبون من الغوث والعون ولقد تحدثن الاية ان الذين تدعون ولم تقل تعبدون فشملت كل انواع الاستعاذة والمعونة والمساعدة التي يطلبها الانسان من غير الله حتي لو لم تصل الي العبادة وتبدا الاية بنفير عام "يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له " ان الذين تلجاون اليهم بالعون والمساعدة لن يخلقوا ذبابا والذباب معروف لايخلوا انسان من التعامل معه والشعور بمهانته وضعفه بل وقذارته فيلقي في روعه وينغرس في وجدانه مدي تهلهل هؤلاء الانداد والشركاء والامام القرطبي يتحدث عن سبب ضرب المثل بالذباب فيقول "وخص الذباب لأربعة أمور تخصه: لمهانته، وضعفه، ولاستقذاره، وكثرته , وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان فتلفت الاية عقولنا الي امر هام فالذين تدعون من دون الله لن يستطيعوا ان يخلقوا هذه الذبابة وبهذه العبارة يسقط من النفوس قيمة ما اتخذه الناس من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والشهيد سيد قطب عند تفسيره لهذه الاية وبحكم تكوينه الادبي وعبقريته في ملاحظة التصوير الفني في يالقران يذكر لماذا خص الله الذباب بهذا المثل مع انه لايستطيع احد ان يخلق شيئا فيقول "وخلق الذباب مستحيل كخلق الجمل والفيل. لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة. فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل.. ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير. وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب!
اذا لاحظنا سياق النص الذي وردت فيه هذه الاية من سورة الحج لوجدنا الايات التي قبلها ومابعدها تتحدث عن قدرة الله وضعف الشركاء المعبودين من دونه ثم تضرب هذا المثل الذي تراه كثيرا
فهذه الذبابة بحقارتها وقذارتها لايستطيع احد ان يخلقها الا الله بل لو اخذت الذبابة ممن تطلبون منهم عونا ومساعدة شيئا لايستطيعون ان يستنقذوه منه فقد ياخذ منك الكلب شيئا فتستطيع ان تغالبه وتسترده اما الذباب فلا تستطيع ان تسترد ما اخذته منك ليس بسبب قوتها بل بسبب ضعفها وصغرها فكانها بضعفها قهرت قوتك فلم اللجوء الي غير الله ان كانوا لايملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا الا ماقبح واسفه هؤلاء الذين يتركون جناب الله القوي ويلوذون بغيره من الضعفاء هؤلاء { ما قدروا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } عندما ساووا بين الفقير العاجز من جميع الوجوه، والغني القوي من جميع الوجوه، تري لو تذكرت هذا المعني كلما رايت ذبابة وما اكثرها ماذا سيكون حالك فهذه الاية ومثلها من الايات القرانية تعاملت بها ستجعلك في حالة ذكر دائم لله مستشعرا عظمته وحكمته وفي حالة تواجد مستمر في رحاب الحضرة الالهية بعيدا عن التعقيدات التي تذهب بك بعيدا عن مقاصد هذه الايات
أنا من الذين لا يرتاحون لموضوع الإعجاز العلمي في القران واري أن ضره اقرب من نفعه وان الانشغال به قد شوش علي هداية القران وتأثيره في النفوس وحرمنا من الانتفاع بالايات علي الوجه الصحيح اذ شغل النفوس بأمور علمية مجالها المعامل وقاعات الدرس وليس القران فضلا عن ذلك فان أنصار الاعجاز العلمي كثيرا ما يقعون في التعسف ولي أعناق النصوص القرانية بعيدا عن السياسة الرشيدة في فهم القران الذي جري عليه علماء الامة من سلفها وخلفها وذلك ليصلوا الي ما يرومونه من نتائج كما اري انهم قوم مفتونون بما وصل اليه العلم الحديث تحركهم عقد التخلف التي منيت بها الامة فيريدون اثبات ان كل ماوصل اليه العلم موجود في القران . وقد تعرض الامام الشاطبي قديما لهذه النظرة وفندها في كتابه الموافقات فليراجع اليه من اراد وفي العصر الحديث هيمنت ، قضية الإعجاز العلمي على عدد من الباحثين المسلمين ، فتحول القرآن عندهم الي كتاب في الجغرافيا والجيولوجيا والأحياء والكيمياء والفيزياء والفلك، أكثر من كونه وحي السماء والهداية الروحية والقيمية في الأرض، ما اعلمه ان القران نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ليخرجهم من الظلمات الي النور ويهديهم الي صراط مستقيم وليس موسوعة علمية ينبغي التنقيب في فروع العلوم التطبيقية بداخله وقد اثرت هذه السياسة غير الرشيدة اثر علي الانتفاع بالقران في هداية النفوس وتقويم السلوك واصلاح المجتمعات وهذه الاية من الايات التي صالوا فيها وجالوا و اخذت حيزا ضخما عند رواد الاعجاز العلمي فعندما تقرا لهم في تفسير هذه الاية تشعر كانك تقرا في كتاب تشريح او فسيولوجيا او احياء فتراهم يتحدثون عن الذباب وعدد اجنحته وارجله واجهزته وطريقة طعامه وشرابه واخراجه الي اخر ما جاء في كتب علم الحشرات بشكل يدفعك الي الملل والسئامة يذهب بمقاصد الاية في موضوعها وفي سياقها من السورة ,ولنقرا هذه الاية بعيدا عن سفسطات رواد الاعجاز العلمي فهذه الاية كباقي ايات القران التي تحث علي التفكر كوسيلة لغرس الايمان فهي تقلب افئدتنا وابصارنا فيما حولنا من الكائنات دقها وجليلها لتغرس في وجدان الانسان وتشعره بقدرة اللله وضعف الانداد والشركاء الذين يلجا اليهم الناس من دون الله يطلبون من الغوث والعون ولقد تحدثن الاية ان الذين تدعون ولم تقل تعبدون فشملت كل انواع الاستعاذة والمعونة والمساعدة التي يطلبها الانسان من غير الله حتي لو لم تصل الي العبادة وتبدا الاية بنفير عام "يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له " ان الذين تلجاون اليهم بالعون والمساعدة لن يخلقوا ذبابا والذباب معروف لايخلوا انسان من التعامل معه والشعور بمهانته وضعفه بل وقذارته فيلقي في روعه وينغرس في وجدانه مدي تهلهل هؤلاء الانداد والشركاء والامام القرطبي يتحدث عن سبب ضرب المثل بالذباب فيقول "وخص الذباب لأربعة أمور تخصه: لمهانته، وضعفه، ولاستقذاره، وكثرته , وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان فتلفت الاية عقولنا الي امر هام فالذين تدعون من دون الله لن يستطيعوا ان يخلقوا هذه الذبابة وبهذه العبارة يسقط من النفوس قيمة ما اتخذه الناس من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والشهيد سيد قطب عند تفسيره لهذه الاية وبحكم تكوينه الادبي وعبقريته في ملاحظة التصوير الفني في يالقران يذكر لماذا خص الله الذباب بهذا المثل مع انه لايستطيع احد ان يخلق شيئا فيقول "وخلق الذباب مستحيل كخلق الجمل والفيل. لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة. فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل.. ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير. وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب!
اذا لاحظنا سياق النص الذي وردت فيه هذه الاية من سورة الحج لوجدنا الايات التي قبلها ومابعدها تتحدث عن قدرة الله وضعف الشركاء المعبودين من دونه ثم تضرب هذا المثل الذي تراه كثيرا
فهذه الذبابة بحقارتها وقذارتها لايستطيع احد ان يخلقها الا الله بل لو اخذت الذبابة ممن تطلبون منهم عونا ومساعدة شيئا لايستطيعون ان يستنقذوه منه فقد ياخذ منك الكلب شيئا فتستطيع ان تغالبه وتسترده اما الذباب فلا تستطيع ان تسترد ما اخذته منك ليس بسبب قوتها بل بسبب ضعفها وصغرها فكانها بضعفها قهرت قوتك فلم اللجوء الي غير الله ان كانوا لايملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا الا ماقبح واسفه هؤلاء الذين يتركون جناب الله القوي ويلوذون بغيره من الضعفاء هؤلاء { ما قدروا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } عندما ساووا بين الفقير العاجز من جميع الوجوه، والغني القوي من جميع الوجوه، تري لو تذكرت هذا المعني كلما رايت ذبابة وما اكثرها ماذا سيكون حالك فهذه الاية ومثلها من الايات القرانية تعاملت بها ستجعلك في حالة ذكر دائم لله مستشعرا عظمته وحكمته وفي حالة تواجد مستمر في رحاب الحضرة الالهية بعيدا عن التعقيدات التي تذهب بك بعيدا عن مقاصد هذه الايات