ابو العزايم عبد الحميد
New member
قال تعالي "ولَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ(88) الحجر
تعددت أقوال المفسرين في المقصود بالسبع المثاني فمنهم من قال هي السبع الطوال وهي البقرة، آل عمران، التوبة، الأنفال، النساء، المائدة، الأنعام، والأعراف " على اعتبار أن سورتي التوبة والأنفال هما سورة واحدة.. ومنهم قال هي سورة الفاتحة والسبع لأن عدد آياتها سبع آيات من دون البسملة، والمثاني أي لأن المصلي يكرر قراءتها أو يثني على الله في كل صلاة سواء في الفرض أو النوافل وأنا أميل إلي أن السبع المثاني هو القرآن كله ، وقد وصف الله القران بانه كله مثاني وهو في قوله تعالى في سورة الزمر (كتابا متشابها مثاني فوصف كل القرآن بكونه مثاني ، وهذا القول منقول عن ابن عباس رضي الله عنه
وليس عندي مشكلة واو العطف فالعطف لايقتضي المغايرة حتما حتي نقول عطف السبع المثاني علي القران العظيم يقتضي غيرها فالعطف افاد زيادة الصفات للقران مثل قوله تعالي " ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم والايات هي من الذكر الحكيم فهذه اوصاف للقران قران عظيم , سبع مثاني ومثله كثير في القران اما دلالة العدد سبع فالعدد سبعة في القران لا يعني بالضرورة مجرد العدد الذي هو بعد الستة وقبل الثمانية اذ يعني ايضا النهاية والعرب كانت تطلقه علي ماكتمل عندهم معناه فالسبع عندهم من الحيوان ماتكاملت فيه القوى الحيوانيه ، والسباعي من الناس من كان تام الخلقة مكتملها،وعلى هذا ذهب كثير من المفسرين في تأويل قوله تعالى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) الى أن هذا من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد ، لا أنه لوزاد على السبعين فسيغفر الله لهم ـ أي المنافقين فمعني سبع مثاني اي مثاني كثيرة غير متناهية ومنه قوله تعالي والبحر يمده من بعده سبعة ابحر أي ابحر كثيرة غي متناهية
ومن هنا فان الله يمن علي رسوله بنزول القران يحمل سبعا من المثاني أي وجوها شتي وكثيرة وهو مقدمة للنهي الوارد بعد الاية عن التطلع الي متاع الحياة الدنيا في قوله تعالي ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) ولاحظ المشاكلة بين ازواجا ومثاني فمعني ازواجا منهم أي اشكالا من متع الدنيا وناسب النهي عن التطلع اليها المن بنعمة القران وهو مثاني متعددة وكثيرة فبعد ان عرف رسوله عظيم نعمه عليه فيما يتعلق بالدين ، وهو أنه آتاه سبعا من المثاني والقرآن العظيم ، نهاه عن الرغبة في الدنيا وأن يمد عينيه إليها رغبة فيها . اذ ان من اوتي القران فلا ينبغي عليه ان يشغل خاطره بالالتفات الي الدنيا فكل متاع الدنيا بجانب هذه النعمة قليل وتافه فنعمة القران نعمةٌ عظمى تتضاءل أمامها جميع النعم، والملذات والشهوات وتقصر دونها جميع الفضائل والمنن،
ذكر الامام الطبري في تفسيره عن ابن عيينة أنه كان يتأول هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " : أي من لم يستغن به ، ويقول : ألا تراه يقول ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) فأمره بالاستغناء بالقرآن عن المال ، قال : ومنه قول الآخر : من أوتي القرآن ، فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم صغيرا وصغر عظيما . والذين عاشوا مع القران يعرفون ذلك يقول الشهيد سيد قطب لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟ وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟
تعددت أقوال المفسرين في المقصود بالسبع المثاني فمنهم من قال هي السبع الطوال وهي البقرة، آل عمران، التوبة، الأنفال، النساء، المائدة، الأنعام، والأعراف " على اعتبار أن سورتي التوبة والأنفال هما سورة واحدة.. ومنهم قال هي سورة الفاتحة والسبع لأن عدد آياتها سبع آيات من دون البسملة، والمثاني أي لأن المصلي يكرر قراءتها أو يثني على الله في كل صلاة سواء في الفرض أو النوافل وأنا أميل إلي أن السبع المثاني هو القرآن كله ، وقد وصف الله القران بانه كله مثاني وهو في قوله تعالى في سورة الزمر (كتابا متشابها مثاني فوصف كل القرآن بكونه مثاني ، وهذا القول منقول عن ابن عباس رضي الله عنه
وليس عندي مشكلة واو العطف فالعطف لايقتضي المغايرة حتما حتي نقول عطف السبع المثاني علي القران العظيم يقتضي غيرها فالعطف افاد زيادة الصفات للقران مثل قوله تعالي " ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم والايات هي من الذكر الحكيم فهذه اوصاف للقران قران عظيم , سبع مثاني ومثله كثير في القران اما دلالة العدد سبع فالعدد سبعة في القران لا يعني بالضرورة مجرد العدد الذي هو بعد الستة وقبل الثمانية اذ يعني ايضا النهاية والعرب كانت تطلقه علي ماكتمل عندهم معناه فالسبع عندهم من الحيوان ماتكاملت فيه القوى الحيوانيه ، والسباعي من الناس من كان تام الخلقة مكتملها،وعلى هذا ذهب كثير من المفسرين في تأويل قوله تعالى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) الى أن هذا من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد ، لا أنه لوزاد على السبعين فسيغفر الله لهم ـ أي المنافقين فمعني سبع مثاني اي مثاني كثيرة غير متناهية ومنه قوله تعالي والبحر يمده من بعده سبعة ابحر أي ابحر كثيرة غي متناهية
ومن هنا فان الله يمن علي رسوله بنزول القران يحمل سبعا من المثاني أي وجوها شتي وكثيرة وهو مقدمة للنهي الوارد بعد الاية عن التطلع الي متاع الحياة الدنيا في قوله تعالي ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) ولاحظ المشاكلة بين ازواجا ومثاني فمعني ازواجا منهم أي اشكالا من متع الدنيا وناسب النهي عن التطلع اليها المن بنعمة القران وهو مثاني متعددة وكثيرة فبعد ان عرف رسوله عظيم نعمه عليه فيما يتعلق بالدين ، وهو أنه آتاه سبعا من المثاني والقرآن العظيم ، نهاه عن الرغبة في الدنيا وأن يمد عينيه إليها رغبة فيها . اذ ان من اوتي القران فلا ينبغي عليه ان يشغل خاطره بالالتفات الي الدنيا فكل متاع الدنيا بجانب هذه النعمة قليل وتافه فنعمة القران نعمةٌ عظمى تتضاءل أمامها جميع النعم، والملذات والشهوات وتقصر دونها جميع الفضائل والمنن،
ذكر الامام الطبري في تفسيره عن ابن عيينة أنه كان يتأول هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " : أي من لم يستغن به ، ويقول : ألا تراه يقول ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) فأمره بالاستغناء بالقرآن عن المال ، قال : ومنه قول الآخر : من أوتي القرآن ، فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم صغيرا وصغر عظيما . والذين عاشوا مع القران يعرفون ذلك يقول الشهيد سيد قطب لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟ وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟