ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالى "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم.
وردت قصة نوح عليه السلام في العديد من سور القران بمساحة أوعب وأكثر ,وقد افرد له القران له سورة سميت باسمه ,وفي كل ذلك لم يأتي ذكر لامرأته ,وهذا هو الموضع الوحيد في القران الذي يتحدث عن امرأة نوح وقد ضرب الله بها مع امرأة لوط مثلا للذين كفروا, كما ضرب الله مثلا للذين امنوا بعدها بامرأتين أيضا هما امرأة فرعون ومريم ابنة عمران , وفي هذه الآيات نقف وقفتين
الوقفة الأولى :- معنى ضرب الله مثلا يقول الالوسي في تفسيره "ضرب المثل في مثل هذا الموقع عبارة عن إيراد حالة غريبة لتعرف بها حالة أخرى مشاكلة لها في الغرابة أي جعل الله تعالى مثلا لحال الكفرة حالا ومآلا "
ومعنى هذا أن هذا المثل الذي ضربه سواء للذين كفروا أو للذين امنوا يظهر في صورته النموذج الكامل لحالة الكفر وحالة الإيمان فامرأة نوح وامرأة لوط هي الحالة النموذجية الكاملة للكفر فقد توفر لكل منهما البيئة الصالحة للإيمان كما توفرت دواعي الإيمان ومع ذلك فقد اختارتا طريق الكفر فقد كانتا تحت عبدين من عباد الله صالحين وهما نبيان كريمان فوجودهما في بيت النبوة يسمعان آيات الله تتلى عليهما ثم اختيارهما رغم ذلك طريق الكفر فهذا هو نموذج الكفر وبالمقابل فامرأة فرعون تمثل النموذج الكامل للإيمان اذ وجدت في حالة تتوفر فيها جميع دواعي الكفر فكانت تحت فرعون وفي بيت الضلال والكفر والبيئة من حولها كلها بيئة للكفر ومع هذا فقد اختارت الإيمان هذا هو نموذج المؤمن اختار الإيمان مع توفر دواعي الكفر وعدم تأثره بالبيئة المحيطة به , وبهذا فالآيات تؤكد بمثال واضح ان الإيمان ليس نتاج البيئة المحيطة بالشخص كما أن الكفر ليس نتاج البيئة بل كلاهما اختيار الإنسان ومن ثم فهو مسئول عن اختياره فقد اختارت امرأة نوح وامرأة لوط طريق الكفر مع توفر دواعي الإيمان فقيل لهما ادخلا النار مع الداخلين واختارت امرأة فرعون طريق الإيمان مع توافر دواعي الكفر فبني الله لها بيتا في الجنة ونجاها من فرعون وعمله ونجاها من القوم الظالمين .
الوقفة الثانية :- مع مريم ابنة عمران ووجه ورودها في المثل ,ولقد ضرب الله مثلا للذين امنوا بامرأتين كما ضرب مثلا للذين كفروا بامرأتين غير أن مثل الذين كفروا كانتا امرأتين متشابهتين امرأة نوح وامرأة لوط زوجتين لنبيين كريمين , ورغم ذلك ماتا على الكفر , لكن مثل الذين امنوا ليستا متشابهتين فمريم ابنة عمران لم تكن مثل امرأة فرعون تحت رجل كافراو في بيئة كافرة , فلم تتأثر به ,بل كانت من أسرة كريمة مؤمنة اصطفاها الله على العالمين هي اسرة آل عمران "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران , فلماذا ضربت مريم مثلا للذين امنوا وما وجه المثل عندها بدا لي والله اعلم عندما تأملت ذلك أن حالة الكفر إذا وقعت لا يضرها ولا ينفعها عمل بخلاف حالة الإيمان فانه يتأثر بالعمل الصالح ,فالإيمان في عقيدتنا يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ,بخلاف الكفر فهو حالة واحدة ,ومن ثم ضرب الله مثلا للذين امنوا بامرأتين إحداها في اختيار طريق الإيمان مع توافر دواعي الكفر وهي امرأة فرعون , والأخرى في اكتمال الإيمان عندها وهي مريم ابنة عمران فهي تمثل كمال الإيمان وليس الإيمان فقط ولذلك ذكر القران هذا المظهر من الكمال وهو إحصان الفرج " ويمثل الكمال في العفة وفي طهارة النفس " والتصديق بكلمات ربها وكتبه " ويمثل الكمال في العقيدة " وكانت من القانتين " ويمثل الكمال في السلوك البشري فقال تعالى في وصفها " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم
وردت قصة نوح عليه السلام في العديد من سور القران بمساحة أوعب وأكثر ,وقد افرد له القران له سورة سميت باسمه ,وفي كل ذلك لم يأتي ذكر لامرأته ,وهذا هو الموضع الوحيد في القران الذي يتحدث عن امرأة نوح وقد ضرب الله بها مع امرأة لوط مثلا للذين كفروا, كما ضرب الله مثلا للذين امنوا بعدها بامرأتين أيضا هما امرأة فرعون ومريم ابنة عمران , وفي هذه الآيات نقف وقفتين
الوقفة الأولى :- معنى ضرب الله مثلا يقول الالوسي في تفسيره "ضرب المثل في مثل هذا الموقع عبارة عن إيراد حالة غريبة لتعرف بها حالة أخرى مشاكلة لها في الغرابة أي جعل الله تعالى مثلا لحال الكفرة حالا ومآلا "
ومعنى هذا أن هذا المثل الذي ضربه سواء للذين كفروا أو للذين امنوا يظهر في صورته النموذج الكامل لحالة الكفر وحالة الإيمان فامرأة نوح وامرأة لوط هي الحالة النموذجية الكاملة للكفر فقد توفر لكل منهما البيئة الصالحة للإيمان كما توفرت دواعي الإيمان ومع ذلك فقد اختارتا طريق الكفر فقد كانتا تحت عبدين من عباد الله صالحين وهما نبيان كريمان فوجودهما في بيت النبوة يسمعان آيات الله تتلى عليهما ثم اختيارهما رغم ذلك طريق الكفر فهذا هو نموذج الكفر وبالمقابل فامرأة فرعون تمثل النموذج الكامل للإيمان اذ وجدت في حالة تتوفر فيها جميع دواعي الكفر فكانت تحت فرعون وفي بيت الضلال والكفر والبيئة من حولها كلها بيئة للكفر ومع هذا فقد اختارت الإيمان هذا هو نموذج المؤمن اختار الإيمان مع توفر دواعي الكفر وعدم تأثره بالبيئة المحيطة به , وبهذا فالآيات تؤكد بمثال واضح ان الإيمان ليس نتاج البيئة المحيطة بالشخص كما أن الكفر ليس نتاج البيئة بل كلاهما اختيار الإنسان ومن ثم فهو مسئول عن اختياره فقد اختارت امرأة نوح وامرأة لوط طريق الكفر مع توفر دواعي الإيمان فقيل لهما ادخلا النار مع الداخلين واختارت امرأة فرعون طريق الإيمان مع توافر دواعي الكفر فبني الله لها بيتا في الجنة ونجاها من فرعون وعمله ونجاها من القوم الظالمين .
الوقفة الثانية :- مع مريم ابنة عمران ووجه ورودها في المثل ,ولقد ضرب الله مثلا للذين امنوا بامرأتين كما ضرب مثلا للذين كفروا بامرأتين غير أن مثل الذين كفروا كانتا امرأتين متشابهتين امرأة نوح وامرأة لوط زوجتين لنبيين كريمين , ورغم ذلك ماتا على الكفر , لكن مثل الذين امنوا ليستا متشابهتين فمريم ابنة عمران لم تكن مثل امرأة فرعون تحت رجل كافراو في بيئة كافرة , فلم تتأثر به ,بل كانت من أسرة كريمة مؤمنة اصطفاها الله على العالمين هي اسرة آل عمران "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران , فلماذا ضربت مريم مثلا للذين امنوا وما وجه المثل عندها بدا لي والله اعلم عندما تأملت ذلك أن حالة الكفر إذا وقعت لا يضرها ولا ينفعها عمل بخلاف حالة الإيمان فانه يتأثر بالعمل الصالح ,فالإيمان في عقيدتنا يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ,بخلاف الكفر فهو حالة واحدة ,ومن ثم ضرب الله مثلا للذين امنوا بامرأتين إحداها في اختيار طريق الإيمان مع توافر دواعي الكفر وهي امرأة فرعون , والأخرى في اكتمال الإيمان عندها وهي مريم ابنة عمران فهي تمثل كمال الإيمان وليس الإيمان فقط ولذلك ذكر القران هذا المظهر من الكمال وهو إحصان الفرج " ويمثل الكمال في العفة وفي طهارة النفس " والتصديق بكلمات ربها وكتبه " ويمثل الكمال في العقيدة " وكانت من القانتين " ويمثل الكمال في السلوك البشري فقال تعالى في وصفها " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم