ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالي ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ( 47 ) البقرة
في هذه الآية لنا وقفتان
الوقفة الأولي :- هذه الآية جاءت في معرض الذم والتوبيخ والتقريع لبني إسرائيل ,وليس في مجال المدح والتقريظ كما توهم البعض , فمثلا عندما تقول لولدك لقد عملت لك كذا وكذا فتحت لك حسابا غير محدود في البنك واشتريت لك سيارة فخمة , ووفرت لك سائقا وخادما ,وأعطيتك من كل ما سالت ,حتى تكون من أوائل المتفوقين ,لكنك خيبت الظن, و كنت من أول الراسبين وأول الفاشلين, فحق أن يحل عليك غضبي , فأنت بهذا توبخه ولا تمدحه وعندما تقرأ هذه الآية في سياقها في السورة كالمنهج الرشيد في قراءة القران ستري أن ما تلاها من آيات حتى نهاية الجزء الأول من السورة تقريبا , يعدد الله فيها النعم علي بني إسرائيل و يعقب بعد كل نعمة بما قابلوا هذه النعم من الجحود والنكران فعرض عليهم كيف نجاهم من آل فرعون الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب وكيف ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى, وكيف غفر عنهم موبقات ,وعظائم صدرت منهم كعبادتهم العجل ,وقولهم أرنا الله جهرة إلي أخر الآيات ,وكان ينبغي عليهم وقد انعم الله بهذه النعم كلها وجعل الله فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا واتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ,كان ينبغي عليهم أن يكونوا أول المؤمنين بمحمد صلي الله عليه وسلم ولا يكونوا أول كافر به فهذا توبيخ وتقريع لهم وفتح الملفات السوداء لهم , لتزيل عن المؤمنين حالة الاستغراب والدهشة من عدم إيمانهم بالنبي وهم الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم بل كانوا يستفتحون به علي الذين كفروا , فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فحقت عليهم اللعنة وأصبحوا هم المغضوب عليهم حقا مستحقا وعدلا وقسطا وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمون .
الوقفة الثانية :- كل هذا التقريع والتوبيخ كان درسا موجها للأمة الإسلامية التي تحولت إليهم الرسالة وأصبحوا بها خير امة أخرجت للناس إذ يمكن ان يحدث معهم ما حدث مع بني إسرائيل ,وتتحول عنهم الرسالة ويزول عنهم التشريف , فلا شان لنا بأفعالهم فهم الذين سيحاسبون عليها ونحن سنحاسب علي أفعالنا لذلك عقب القران في نهاية هذا السياق بقوله تعالي " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134( البقرة .
وإنما ينبغي أن نكون معنيين بان هذه الأفعال قد حولت امة كانت مفضلة علي العالمين إلي أن أصبحت من المغضوب عليهم فهل نعي الدرس ؟ للأسف الشديد فقد ظهر فينا الكثير من أمراض بني إسرائيل التي كانت سببا في تحول الرسالة عنهم وزوال التشريف عنهم فظهر فينا من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ,وظهر فينا الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا, وظهر فينا كثير من العلماء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله كما فعل الأحبار والرهبان وظهر فينا كثير من العلماء ساروا في ركاب السلاطين ولم ينهوهم عن قولهم الإثم وأكلهم السحت كما فعل أحبار ورهبان بني إسرائيل
إن خيرية هذه الأمة مشروطة وليست مطلقة "تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " , والإيمان ليس بالأماني وإنما حركة في الحياة بهذا الإيمان" لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) النساء .
الآية مخيفة والتهديد بالاستبدال قائم “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38). محمد
في هذه الآية لنا وقفتان
الوقفة الأولي :- هذه الآية جاءت في معرض الذم والتوبيخ والتقريع لبني إسرائيل ,وليس في مجال المدح والتقريظ كما توهم البعض , فمثلا عندما تقول لولدك لقد عملت لك كذا وكذا فتحت لك حسابا غير محدود في البنك واشتريت لك سيارة فخمة , ووفرت لك سائقا وخادما ,وأعطيتك من كل ما سالت ,حتى تكون من أوائل المتفوقين ,لكنك خيبت الظن, و كنت من أول الراسبين وأول الفاشلين, فحق أن يحل عليك غضبي , فأنت بهذا توبخه ولا تمدحه وعندما تقرأ هذه الآية في سياقها في السورة كالمنهج الرشيد في قراءة القران ستري أن ما تلاها من آيات حتى نهاية الجزء الأول من السورة تقريبا , يعدد الله فيها النعم علي بني إسرائيل و يعقب بعد كل نعمة بما قابلوا هذه النعم من الجحود والنكران فعرض عليهم كيف نجاهم من آل فرعون الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب وكيف ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى, وكيف غفر عنهم موبقات ,وعظائم صدرت منهم كعبادتهم العجل ,وقولهم أرنا الله جهرة إلي أخر الآيات ,وكان ينبغي عليهم وقد انعم الله بهذه النعم كلها وجعل الله فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا واتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ,كان ينبغي عليهم أن يكونوا أول المؤمنين بمحمد صلي الله عليه وسلم ولا يكونوا أول كافر به فهذا توبيخ وتقريع لهم وفتح الملفات السوداء لهم , لتزيل عن المؤمنين حالة الاستغراب والدهشة من عدم إيمانهم بالنبي وهم الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم بل كانوا يستفتحون به علي الذين كفروا , فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فحقت عليهم اللعنة وأصبحوا هم المغضوب عليهم حقا مستحقا وعدلا وقسطا وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمون .
الوقفة الثانية :- كل هذا التقريع والتوبيخ كان درسا موجها للأمة الإسلامية التي تحولت إليهم الرسالة وأصبحوا بها خير امة أخرجت للناس إذ يمكن ان يحدث معهم ما حدث مع بني إسرائيل ,وتتحول عنهم الرسالة ويزول عنهم التشريف , فلا شان لنا بأفعالهم فهم الذين سيحاسبون عليها ونحن سنحاسب علي أفعالنا لذلك عقب القران في نهاية هذا السياق بقوله تعالي " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134( البقرة .
وإنما ينبغي أن نكون معنيين بان هذه الأفعال قد حولت امة كانت مفضلة علي العالمين إلي أن أصبحت من المغضوب عليهم فهل نعي الدرس ؟ للأسف الشديد فقد ظهر فينا الكثير من أمراض بني إسرائيل التي كانت سببا في تحول الرسالة عنهم وزوال التشريف عنهم فظهر فينا من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ,وظهر فينا الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا, وظهر فينا كثير من العلماء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله كما فعل الأحبار والرهبان وظهر فينا كثير من العلماء ساروا في ركاب السلاطين ولم ينهوهم عن قولهم الإثم وأكلهم السحت كما فعل أحبار ورهبان بني إسرائيل
إن خيرية هذه الأمة مشروطة وليست مطلقة "تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " , والإيمان ليس بالأماني وإنما حركة في الحياة بهذا الإيمان" لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) النساء .
الآية مخيفة والتهديد بالاستبدال قائم “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38). محمد