ابو العزايم عبد الحميد
New member
قال الله تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159( آل عمران
جاء ذكر الشورى في القران في ثلاثة مواضع الموضع الأول في العهد المكي في سورة سميت بسورة الشورى للاهتمام بهذه القيمة في حياة الأمة قوله تعالي " وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) الشورى ,والموضع الثاني في سورة البقرة قوله تعالي " فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) البقرة ويأمر الله في هذا الموضع بالتشاور بين الأبوين في أمر فطام الصغير وعدم انفراد احدهما عن الأخر بهذا الأمر وقد لفتت هذه الآية انتباه الشيخ رشيد رضا فيعلق في تفسير المنار علي هذه الآية بقوله "إذا كان القرآن يرشدنا إلى المشاورة في أدنى أعمال تربية الولد ولا يبيح لأحد والديه الاستبداد بذلك دون الآخر فهل يبيح لرجل واحد أن يستبد في الأمة كلها ؟ وأمر تربيتها وإقامة العدل فيها أعسر ,ورحمة الأمراء أو الملوك دون رحمة الوالدين بالولد وأنقص ؟ "!
والموضع الثالث هذه الآية في سورة آل عمران وبالتأمل في السياق التاريخي لنزول الآية إذ نزلت في أعقاب غزوة أحد نري أن هذه الآية جمعت خصائص أربعة لقيمة الشورى كما يريدها القران .
السمة الأول :-أهمية توافر بيئة آمنة خالية من الخوف عند التعبير عن الرأي بحيث يبدي الإنسان دون خوف او تهديد أثناء ممارسة الشورى وهذا واضح من قوله تعالي" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" فرحمة النبي صلي الله عليه وسلم بأتباعه وعدم فظاظته وعفوه عن المخطئ منيهم واستغفاره لهم جعلت الكل يقول ما يشاء دون خوف وهذا من أهم الأمور في الشورى أن تقول رأيك وأنت غير خائف وإلا أصبحت شوري صورية لا معني لها إذ سيقول الإنسان في حالة الخوف ما يرضي المسئول لاما يقتنع به وهذا ما نلاحظه في المستشارين الذين يحيطون بكل مستبد إذ يقولون له ما يعجبه وما يحب ان يسمعه حتى لو جانب الصواب خوفا منه فجميع النظم المستبدة فيها مجالس شورية لكنها معطلة وصورية إذ تقول للزعيم ما يريد ان يسمعه ولا تجرؤ علي معارضته فتصبح هي والعدم سواء
السمة الثانية موضوع الشورى:- جاءت هذه الآية للتشاور في أمر معركة والنظم التي تتهرب من الشورى تقول انه أمور المعارك لا يصح ان تتداول فيها الآراء فلا صوت يعلوا علي صوت المعركة وهذه الآية في هذه المناسبة تقول أن هناك من يعلو علي صوت المعركة وهو الشورى فصوت الشورى يعلو علي صوت المعركة مهما كان الأمر
السمة الثالثة :- توجيه الأمر بالشورى لشخص النبي " وشاورهم في الأمر فيه دلالة علي انه لا يجوز لأحد ان يستغني عن الشورى بزعم أن عنده من الحكمة ومن الذكاء ما يستغني عن استشارة الآخرين وهذا وهم فلو كان لأحد أن يستغني عن الشورى لرجاحة عقل وموفور حكمة لكان هو النبي فهو أكمل الناس علما وخلقا وحكمة أما وقد أمر النبي بالشورى فلا يجوز لأحد أن يزعم انه لا حاجة له في الشورى مهما بلغ
السمة الرابعة :- الشورى واجبة أيا كانت النتيجة التي أدت إليها الشورى وهذا واضح من الأمر بالشورى في التعقيب علي غزوة احد فلا يجوز التخلي عنها مهما كانت نتيجتها وقد وردت هذه الآية في أعقاب ما حدث للمسلمين في احد وكان بسبب الشورى فلو كان يمكن ترك الشورى إذا كانت نتيجتها سيئة لكان الأولي تركها في أعقاب غزوة احد لكن خوطب النبي " وشاورهم في الأمر " حتى لا يكون ما حدث لهم مبررا عن العدول عن الشورى ولذلك ما وجدنا النبي صلي الله عليه وسلم ترك أمر الشورى في أي شان من شئونه العامة أو الخاصة استشار في بدر وفي الخندق وفي أعقاب الإفك وفي كافة الأمور وإذا راجعنا سيرة النبي صلي الله عليه وسلم لم نره ترك الشورى قط إلا عند ما يكون هناك وحي وفي غير الوحي كان يعرض الأمر علي أصحابة ويأخذ بما انتهى إليه الشورى وكان هذا دأب الخلفاء الراشدبن لقد كانت الشورى كما جاء في سورة الشورى جزء لا ينفك عن شخصية المؤمن كالصلاة والزكاة والاستجابة لأوامر الله وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) الشورى
جاء ذكر الشورى في القران في ثلاثة مواضع الموضع الأول في العهد المكي في سورة سميت بسورة الشورى للاهتمام بهذه القيمة في حياة الأمة قوله تعالي " وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) الشورى ,والموضع الثاني في سورة البقرة قوله تعالي " فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) البقرة ويأمر الله في هذا الموضع بالتشاور بين الأبوين في أمر فطام الصغير وعدم انفراد احدهما عن الأخر بهذا الأمر وقد لفتت هذه الآية انتباه الشيخ رشيد رضا فيعلق في تفسير المنار علي هذه الآية بقوله "إذا كان القرآن يرشدنا إلى المشاورة في أدنى أعمال تربية الولد ولا يبيح لأحد والديه الاستبداد بذلك دون الآخر فهل يبيح لرجل واحد أن يستبد في الأمة كلها ؟ وأمر تربيتها وإقامة العدل فيها أعسر ,ورحمة الأمراء أو الملوك دون رحمة الوالدين بالولد وأنقص ؟ "!
والموضع الثالث هذه الآية في سورة آل عمران وبالتأمل في السياق التاريخي لنزول الآية إذ نزلت في أعقاب غزوة أحد نري أن هذه الآية جمعت خصائص أربعة لقيمة الشورى كما يريدها القران .
السمة الأول :-أهمية توافر بيئة آمنة خالية من الخوف عند التعبير عن الرأي بحيث يبدي الإنسان دون خوف او تهديد أثناء ممارسة الشورى وهذا واضح من قوله تعالي" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" فرحمة النبي صلي الله عليه وسلم بأتباعه وعدم فظاظته وعفوه عن المخطئ منيهم واستغفاره لهم جعلت الكل يقول ما يشاء دون خوف وهذا من أهم الأمور في الشورى أن تقول رأيك وأنت غير خائف وإلا أصبحت شوري صورية لا معني لها إذ سيقول الإنسان في حالة الخوف ما يرضي المسئول لاما يقتنع به وهذا ما نلاحظه في المستشارين الذين يحيطون بكل مستبد إذ يقولون له ما يعجبه وما يحب ان يسمعه حتى لو جانب الصواب خوفا منه فجميع النظم المستبدة فيها مجالس شورية لكنها معطلة وصورية إذ تقول للزعيم ما يريد ان يسمعه ولا تجرؤ علي معارضته فتصبح هي والعدم سواء
السمة الثانية موضوع الشورى:- جاءت هذه الآية للتشاور في أمر معركة والنظم التي تتهرب من الشورى تقول انه أمور المعارك لا يصح ان تتداول فيها الآراء فلا صوت يعلوا علي صوت المعركة وهذه الآية في هذه المناسبة تقول أن هناك من يعلو علي صوت المعركة وهو الشورى فصوت الشورى يعلو علي صوت المعركة مهما كان الأمر
السمة الثالثة :- توجيه الأمر بالشورى لشخص النبي " وشاورهم في الأمر فيه دلالة علي انه لا يجوز لأحد ان يستغني عن الشورى بزعم أن عنده من الحكمة ومن الذكاء ما يستغني عن استشارة الآخرين وهذا وهم فلو كان لأحد أن يستغني عن الشورى لرجاحة عقل وموفور حكمة لكان هو النبي فهو أكمل الناس علما وخلقا وحكمة أما وقد أمر النبي بالشورى فلا يجوز لأحد أن يزعم انه لا حاجة له في الشورى مهما بلغ
السمة الرابعة :- الشورى واجبة أيا كانت النتيجة التي أدت إليها الشورى وهذا واضح من الأمر بالشورى في التعقيب علي غزوة احد فلا يجوز التخلي عنها مهما كانت نتيجتها وقد وردت هذه الآية في أعقاب ما حدث للمسلمين في احد وكان بسبب الشورى فلو كان يمكن ترك الشورى إذا كانت نتيجتها سيئة لكان الأولي تركها في أعقاب غزوة احد لكن خوطب النبي " وشاورهم في الأمر " حتى لا يكون ما حدث لهم مبررا عن العدول عن الشورى ولذلك ما وجدنا النبي صلي الله عليه وسلم ترك أمر الشورى في أي شان من شئونه العامة أو الخاصة استشار في بدر وفي الخندق وفي أعقاب الإفك وفي كافة الأمور وإذا راجعنا سيرة النبي صلي الله عليه وسلم لم نره ترك الشورى قط إلا عند ما يكون هناك وحي وفي غير الوحي كان يعرض الأمر علي أصحابة ويأخذ بما انتهى إليه الشورى وكان هذا دأب الخلفاء الراشدبن لقد كانت الشورى كما جاء في سورة الشورى جزء لا ينفك عن شخصية المؤمن كالصلاة والزكاة والاستجابة لأوامر الله وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) الشورى