تذييل على القسم الأول من الجواب على فتوى لجنة مراجعة مصحف المدينة النبوية

إنضم
12/05/2013
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
51
الإقامة
أكادير
بسم الله الرحمن الرحيم
قال كاتبه عبد الهادي بن عبد الله حميتو نزيل آسفي بالمغرب تذييلا على القسم الأول من جوابه على فتوى لجنة مراجعة مصحف المدينة النبوية :
أسوق هنا أربع قصائد أنشئت في مناسبات مختلفة كنت خاطبت بها في حينها القارئ الشيخ يحيى بن محمد بن أسعد الفيفي من المملكة العربية السعودية مهنئا له في كل قصيدة منها بما حصل عليه مما هو مذكور في تلك القصائد على التوالي :
الأولى : بعنوان " في سلا عاشق " بمناسبة ختمه لمفردة الإصبهاني عن ورش استكمالا لما بقي عليه من العشر الصغير في الطرق النافعية بمضمّن كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع للحافظ أبي عمرو الداني ، بتاريخ الثلاثاء 14/7/1430هـ .
والثانية : بعنوان : "وكنتَ لطرق الغرب أول جالب" بمناسبة ختمه لقرائتي ابن عامر الشامي وعاصم الكوفي جمعا بينهما , بتاريخ السبت التاسع من شوال لعام 1431 هـ , وكان إلقاء القصيدة مساء الحادي عشر منه .
والثالثة : بعنوان : "هم الأكابر" بمناسبة ختمه لقرائتي أبي عمرو ويعقوب البصريين جمعا بينهما بتاريخ الاثنين 29 صفر 1433 هـ .
الرابعة : بعنوان " يا فخر فيفاء " , وهي بمناسبة عرضه لقراءة خلف العاشر تمام العشر الكبير من الشاطبية والدرة , ولم أشهد الختم لعارض حال دون ذلك , لكني أنشأتها فيما بعد بتاريخ 2 ربيع الثاني 1434 هـ.
وكانت الختمات الثلاث الأول بمحضرنا بمدينة سلا العامرة على الشيخ محمد ابن الشريف السحابي الزعري العشراوي حفظه الله تعالى , في التواريخ المذكورة وكانت ثانيتهما في حفل عام بمنزل الشيخ السحابي المذكور , وبحضور عدد من جلة أهل العلم , منهم : الدكتور محمد المختار ولد أبّاه الشنقيطي من موريتانيا , والدكتور الناجي لمين الأستاذ بدار الحديث الحسنية بالرباط , والدكتور محمد العلمي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط , والشيخ يحيى المدغري مدير مدرسة ابن القاضي القرآنية بسلا , والشيخ محمد بن عبد الله الرشيد من علماء المملكة العربية السعودية.
وقد رأيت من المفيد إلحاق هذه القصائد بالقسم الأول من الرد لصلتها الوثيقة بموضوع سند كتاب التعريف والقراءة بمضمّنه , حتى يعلم أن الشيخ السحابي وغيره ممن انتصبوا لإقراء العشر الصغرى والكبرى بالمغرب وغيره , قد ظلوا مقصد الطلبة في هذا الشأن للقراءة والعرض , حتى تردّد صداهم في بلاد المشرق , ورحل إليهم بعض الطلبة في ذلك منه ومن البلاد المجاورة .

في سلا عاشق
في سلا عاشق لحفظ المثاني***غادر الشرق نحو هذي المغاني
هو يحي الفَيْفِيُّ ذو الأدب الجـمِّ المُجَلِّي في أحرف القرآن
طار من دوحةِ بفيفا ووافى***لسلا يرتجي حصول الأماني
يبتغي حرفَ نافعٍ من روايا***تٍ حِسانٍ عن الإمام الـدَّانــي
ويخص الإمام ورشا بما عنه تلقىَّ عن صحبه الأصبِهاني
مَن تراه يأوي إليه فيُلفي***عنده ما يشاء من إحســـان
مَن تُراهُ يؤُمُّه ويلاقيـه فيحظى بقطف تلك المجاني
ليس إلا الشيخ السحابيَّ مَن تُحْدى المطايا إليه في الإتقان
قارئَ الغربِ حافظَ السبعِ والعشْـرِ رفيع الإسنادِ للفرقان
مَن به الله جاد في زمن المحْـلِ فاحيا بِغَيْثه الهَتَّان
فهنيئا للشيخ يحي بما نا***ل من العَرْض من حروف القُران
مِن روايات نافع والكسائـيِّ وحمزة صفوةِ الأعيانِ
وهنيئاً له إجازتُه الغرَّاءُ زاخرةً بفيض المعاني
من طريق "التعريف" "والعِقْدِ" في العشرِ الصغيرِ وطُرْقِ "حِرْزِ الأماني"
قد شهدنا الختامَ والشيخُ في الحضرة مُصغٍ إليه في اطمئنانِ
فأتى بالبديع ممَّا يؤَدِّيهِ صحيحَ مقاطعٍ ومبان
جاريا في أصول ورشٍ على ما***قد رَوَى من أصوله الأصبِهاني
وانتهى العرضُ بالإجازة باللفْظِ فمنا إليه أغلى التهاني
*
ياأُهَيْلَ الوَفاء من عرب الحَيِّ ويحي نَزِيلُكُم في الأوانِ
جاء يروي الوداد بالسندِ العا***لي كما قد روى بطُرْقٍ حِسانٍ
حرفَ ورشٍ أبي سعيدٍ، فهاتوا***حمِّلوهُ أُصولَ هذي المعاني
وافرُشوا الفَرْشَ لِلْقِرَى من رَيَاحين الأقاحي وناضرات الجنان
حَدِّثوه عن مُفعَمات الأباريـقِ تُناغى بمُتْرعات الجِفان
وفواغي المسكِ الفَتيق تناجي***عَبَقَ الزهر من قطوف المجاني
وسُموطُ "العقدِ الفريدِ" تباري***بالحكايـــــا " قلائــــــدَ العِقيانِ"
عن شيوخ الآداب من عُصْبة القا***لي ومَن ضمَّه كتاب " الأغاني"
فليحي نزيلكم كَلَف بالشعر بل هو شاعر ومُعان
فاعْجبوا منه شاعرا وأديبا***ثم يروي رواية الإصبهانــي
إنه من صنيع ذي العرش للشيـخ وفَتْح المهيمن المنان
فتحياتنا لأوْعِية الفُرقانِ أهل الوداد والعرفان
مَن تواصوا بالحق والصبر في اللـه وقاموا في خدمة القرآن
وتحابوا في الله حبَّ المنيبيـن فذاقوا حلاوة الإيمان
ولشيخ القراء أعني السحابيَّ دعاءَ الشيوخِ والفتيانِ
زاده الله بسطةً في سجاياهُ وأبقاه غرةً في الزمان
=====
أهلَ ذي الكرام حياكم الله وأسنى لكم غوالي الأماني
سَعِدَتْ بكم المقارئ ونالت***أحرف الذكر قرة الأعيــــــان
أنتم مفخرُ الندِيّ وأنتم***لمزيد العطاء خير ضمان
جئتكم ونوازعُ الشوق تحدو***بي إليكم وتستجيش كيانـــــــي
ماأنا في هواكم بمداج*** أنا صبٌّ في حبكم مُتَفان
إن سلا عن سلا جنان فإني***ليس يسلو عن الوداد جنانــــي
فسلامي عليكم يملأ الآفاق طيبا من خالص الوجدان
وليحي الفيفي نابغة المشرق أهدي تحيتي وامتناني
بلَّغ الله قصده وتولاه بحسن القَبول كل أوان
ورعى الله بالعناية مسعاكم ودمتم في غبطة وأمان
سلا في : 14/07/1430 هـ الموافق 07/07/2009 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكنت لطرق الغرب أول جالب

تيممت من فيفاء شطر المغاربِ
أداءً لحق أو قضاء لواجبِ
فغلغلت في أفق المشارق ناشداً مآرب نفس فقن كل المآرب
طموحاً إلى أوجٍ إذا ما نحوته هفا لك منقاداً أجل المراغب
وهمة مغوار إذا العزم هزها تدانت لها الآمال من كل جانب
يقينا لقد أوتيت يحيى كرامة وأسنى لكل المولى سني المواهب
فحب لك الترحال من أجل مطلب أعز وأسمى من جميع المطالب
وأمسيت خير الناس تنشد خيرا ما إليه يشد الناس خير المراكب
وفي زمن أقصى هموم شبابه لعاب غوان أو فراه ركائب
ومنصب جاه في إدارة مكتب تدين له بالسمع سامي المكاتب
وجمع حطام من وفير تجارة وملك رصيد في حساب محاسب
ولولا صنيع الله عندك ماسرت بك الهمة العلياء في زي طالب
ولا ارتفعت منك المعالي لغير ما يتاح به عيش ونيل مكاسب
ولكن عطاء الله فيك ومنّه أتاح لك التوفيق أكرم صاحب
فأغريت بالعشر المقارئ طالباً من الحذق والتحقيق أسمى المراتب
فأوعبت طرق العشر عرضا ولم تزل تزاحم في تحريرها بالمناكب
تنقّل من حرف لحرف مجرداً مفاريد دانٍ أو مجاميع شاطبي
وألحقت بالعشر الكبير صغيره بجمع وإفراد ورمز مصاحب
"بتعريف" دانيّ ونقل رجاله كتفصيل "عقد الدر" فوق الترائب
عنيت بها بدءا وعوداً ولم تزل تروم من التحرير أسنى المذاهب
وتقطف من شرق وغرب أجايزاً شهادات حذق من كرام المناصب
مشايخ أثبات بها حلقت بهم أسانيدها الغرّاء فوق الكواكب
أجازوك في العشر الكبير حفاوة وفي طرق العشر الصغير المواكب
وحسبك بالشيخ السحابيّ من سمت له الرتبة القعساء فوق السحائب
تألق في دنيا المقارئ وانتهت إليه أسانيد العصور الذواهب
قلائد من طرق صحاح ينصها عن العلية الماضين أهل المناقب
تزيّن منها بالزوين وصحبه وقلدة علال أزهى العصائب
فمد إلى "كنبور" منه بشعبة وأخرى إلى شيخ الشيوخ الأطايب
"محمد نجل الشيخ عبد سلامهم" بطرق له عمّت غزار المسارب
هنيئا لك التوفيق يحيى لمثله منارة فضل في ليالي الغياهب
إماما به ازدان الزمان تبلجت مصابيحه فارتاده كل راغب
إذا فاه بالعشر المقارئ جامعا رواياتها جمعا أتى بالغرائب
وإن أفرد الإقراء أرسل طبعه يفصل في أحكامها غير هائب
فما شئت من حذق وتحرير أوجه وإحسان تجويد وحفظ مراتب
سرى ذكره نحو المشارق وارتمت إليه من الآفاق أرضى الرغائب
فلما هداك الله يحيى لربعه وصاحبك التوفيق من خير واهب
ترحلت من فيفاء شرقاً تؤمه بأرض سلا الفيحاء أقصى المغارب
وساق لك الرحمن شيخاً مباركاً حفياً بأهل العلم زاكي المناسب
فأدمنت كرعاً في ينابيع ورده وصادفت للإتقان أصفى المشارب
وأمسيت للشيخ السحابيّ صاحباً سفيراً له في الشرق ذخراً لطالب
فلازمته في السبع والعَشَرَيْنِ في عروض توالت بالأداء المواظب
فلما تناهى العرض عدت لبعضها بسبر وتذليل لتلك المصاعب
فأوردت حفصاً من موارد شعبة لدى عاصم ورداً روى كل شارب
وعمّرت ربع العلم من نجل عامر بنقل هشام وابن ذكوان عاقب
فجددت عهداً بالإجازة بالذي تجدد عرضا شاهداً غير غائب
وأسمعك الشيخ الإجازة ناطقاً بمحضر من أمضى وتسجيل كاتب
وكان تمام الختم حادي عشرة لشوال في عام "لشاة" مناسب
فهذي تهانينا إليك نزفها عرائس تجلى من سلا في المواكب
وتغنيك عن أهل وعن طول غربة وتغنيك أنساً عن حديث الكواعب
وترفع من معناك في كل محضر وتعظم قدراً في عيون الأقارب
فما قبلها قد عاد مثلك راحل بمثل الذي أوقرته من حقائب
حقائب علم لا حقائب ثروة ومضمار جدّ ليس مضمار لاعب
فحق لأهل الشرق تقديراً مابه إلى أفقهم قد أبت ياخير آيب
أعدت إلى تلك الديار قطينها سليماً إلى أوكاره والملاعب
فعانق إسماعيل قالون والتقى بإسحاق ورش في ظلال المضارب
فكنت الذي أحييت "يحيى" مواتها وعدت بها صفوا بغير شوائب
وقربت منها ما نأى ووصلت ما تقطع من أوصال تلك الذوائب
ودر لك الضرع الذي لم يدر من قرونا فأنت اليوم أول حالب
قبست علوماً طال بالشرق فقدها وكنت لطرق الغرب أول جالب
وإنا لنرجوا أن تعود إلى الحمى قريراً بأحبابٍ به وحبائب
بتحقيق آمآل ونيل مآرب وتبليغ مطلوب وحسن عواقب

آسفي مساء السبت 9 شوال 1431هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هَــمُّ الأكابر
قــال المُـــــجـاز لـه يــحكي خواطــــــــــــــــــــــــره وقـد أَلـمَّ بــهــا ســيــلٌ مـن الفِكَـــــــــــــــــــــــــــــــرِ
نـــاجيتُ طيْفَ الـمُــنَى في مُنتهَى بــصـري فرُحــتُ أدأَبُ في جِـدٍّ وفي سَـــهَــــــــــــــــــــرِ
قـالــــت لـي النـفس: هَـــمُّ الـمجـد أَرَّقَــــنـــي فلا هَـــوَادةَ عــــنـــدي أو أرى وَطَــــــــــــــــــري
طُــوِّقــتُ هــمّــــاً فـما ســـعـيـي بــمُــتَّــئِــــــــــــــــــــدٍ حــتى أوَافــيَ مـــــنــــه غــــايــــة الـــــظــــفَــــــــــــــــرِ
وَقْـــــدُ الشبيبةِ في الأحـــنـــاء جَشَّمَنـــــــــــــــي هَــمَّ الأكابــر في الرَّيـعـــانِ من صِـغَـــــــــرِي
أَبْـغـِي العُـلَا فـأُنــــاجي الـــنجـم في سَـمـَري وأستَـقِــلُّ مَــســــارَ الشمـس والـــقَـــمَــــــــــــــــرِ
فـــلا رضــا لــيَ بالــمَــــيْســــــــور في دَعَــــــــــــــةٍ ولا قنـــــاعـةَ بـالـــمبـــذول فـــي يـــــَسَـــــــــــــــــــرِ
نـــادَتْــنيَ النــفس "يا يـــــحيى" مـــخــــاطبـــــــةً "خـــذ الكتــاب" قــــويّـــاً غَـيْــــــرَ ذي خَـــوَرِ
"خـــذ الكتـــاب" ونــقِّـــبْ عن مـــــقــــــارئــــــــه واطلُبــه مُجتهــــدا فـــي كل مُـحْــتـَــضـَــــــــــــرِ
واجْمَعْ وأفْـــِردْ بـــطـُرْق الـشـاطبيِّ وصــــــــل مَـا شِئْت َمن دُرَر "بالنَّـــــــشر" لــلـجَــــزَرِي
وَطِــبْ بِــــطَـيِّبـــةٍ نـفســـــا ومـــــا جَــــمَــــــــــــعَت وَغُـصْ على اللؤلؤ المكـنون في"الدُّررِ"
وَلَا تُـقـصِّر عـن "الـتـعـريـف" مـحتـفـــــــــــــــــلاً بِـطُـرْقـــه الـــعشـــر في تــفــصيـلها العَطِــــــــــرِ
فـــلــيْــس يَــــثـْــنِــي مــشوقــاً عــــن إرادتـــــــــــــــــه زَحْــفٌ على الجَمْر أو سَيْرٌ على الإِبـــــرِ
شُـــــدَّ الـــرحـــــــال إلى الآفــاق مُــــــــدّرِعـــــــــــــاً عَــــزْمَ الــرُّجُــولـــة وانــْبـِــذْ جــانبَ الحَــــــــذَرِ
ولا تَـــــــــهـِــــنْ خـــلــــفَ مـــــــأمـــــولٍ تُـــــؤَمِّـــلُـــــه ولـو تَـكَــبَّـــدتَ فـيــه بـــالــغَ الـــــــــــضَّـــــــــــــــرَرِ
عــســاكَ تــبـعــث من أوْكَـــــانِها هِـــمَمــــــــــــــــــاً مُـسـتـمِـرْئَاتٍ هَنيءَ الدفء في الأُسَـــــــــرِ
وانـشُـد مـُـنــاكَ وإن أعــيـــاك مــطــلــبـــهـــــــــــــا فــالـدرُّ يُــلــقَــط فــي الأعــمــاقِ بالــغَــــــــــــرَرِ
فقلت: يا نفسُ قد أَجْملْتِ فــاحـتـسِــببي جَــهداً طـويلَ المَدَى يَشْفيكِ من وَحَـــــرِ
لَـــتَــحْمَــدِنَّ الـسُّــــرَى في رحــــلـــةٍ أزفَــــــــــتْ نـحـو الـمغــارب تُـمْـسِي فـرْصَةَ الــعُــمُــــــــرِ
أَلقَى بـهـا مــن فــحــول الــفــن واحــدَهـــــــــم والمستَقِلَّ بِـطُـرق الـــســـبع والعَشَــــــــــــــــــــرِ
قُــطـبَ القراءات من "حِـــرْز" ومن "دُرر" مُطَــــرِّزَ "الـعِـقـدِ" و "التعريف" بالـــطُّــــــــرَرِ
"أبا مــعــاذ" نـزيـلَ الـثـغـرِ ثـغـرِ ســـــــــــــــــــــــــــلا مــجَـدِّدَ الفـــــن محيـــي رَوْضـِـه الخضِـــــــــرِ
ذَاكَ الــسَّــحـابيُّ شــيـخ الــغــرب قـــاطـــبـــــــةً "محمدُ بن الشريف العونيُّ الزعَـــــــــــري"
مــن جــــال في طــلــب الأشـيــاخِ همَّتُــــــــــــه لُـقـيـا الأكــابــر قبل الضُّعف والكِبَــــــــــــــــــرِ
فـلـم يَــــــــزَل يـــتــــقــــصَّى مــــــن أمـــــاثــــلـــهـــــم خـِيـــارَ مــن شُـــهِّـــرُوا بالـــحِــذق والبَصَـــــــرِ
حـتـى أتــــى قــــارئ الــــدنــــيــــا وحــافــــظَــــهـــا "عَــلَّالَ" مُقرئَ سيدي الزوين في نَفَـــــــرِ
فــصـال "عـــلالُ" فـيـهــم صَـــوْلـةً فـَــتـــقــــت مــــــن الــمـواهب أزهــــى من جنـــا الزَّهَــــــرِ
ثـم اصـطـــفى صـــفــــوةً مـــنــهــم بِحَضرَتِــــــــهِ كانـوا هـــنــالك مِـلءَ الــسـمـع والبَصــــــــــرِ
روَّاهُمُ "الــعــَشَـرَيــْن" عــن إمـــامـــهـمــا الـــــــــــ ـمــاسِّيْ ذي الـسـند المــوصــول بالغُــــــــررِ
فـلـم يَزَل بــالـــســحـــــــابي في مَـــدَارجــــــهــــا يطـــوي الـمـراحــل في الآصـــال والـبُـكَـــرِ
والشيخ "عَـــــــلَّال" يُـدنــــيـــه ويُـــــــــقـــــرئــــــــــــهُ حتى غدا حـفـظـهـا كـالـنقش في الحجَـرِ
يا شيخُ "يحيى" ســفــيــرَ الـــشـــرق رائَـــــدَه ويا ســلــيــلَ الــــمـــــعـــــالِي خِـــيــــرَةَ الخِيَــــــــرِ
هــا أنت في حــضــرة الـشـيخ المجيز بها سَـعِـدت بـالــعـرض بـعـد الــوِرد والصَّــــــدَرِ
قد صـانـهـا الشيخ دهـــراً كالـضـنـيـن بــهــــا حتـــــى رآك لــهــا كُـــــفــــئـــــــاً فـلـم يَـــــحُــــــــــرِ
مُــــــحَــــــــرَّراتٍ لـــــديْــــــــه في مــــــقـــــارئــــــهـــــــــا مُـــحَبَّــــراتٍ نــفــيــــــسَ الــحِبـــــــْـر والــحِبَـــــــرِ
مُـــــدوَّنــــــــاتٍ بـــــأســـــــفَـــــــار لـــــــهـــا عَـــــبَــــــــــقٌ يُــنـْـــبِيك عــن تـــالــــدٍ زَاكٍ مــن الأثـــــــــــــــــــــرِ
فــكـــنــتَ أَوَّل مـــحـــظــــوظٍ بِـــــصُــــحـــبــــتــــــه عَــمــَّتْ إجـــــــازاتُــه فــيــمــــا عـــلــيــه قُـــــــــري
وظـــلـْــتَ تَـــــقــــطِــف مـــن جَـــنَّــاتــه زَمـــــــَنــــــــاً حتى تَــــمــــلَّأْتَ مــــن تَــــمْــــر ومــن ثَـــمَـــــــرِ
ونـــــلــــــت شــــتَّــــى إجــــــــــــازات مــــــحـــــــــــرَّرة مـمـا عــرضت عـلـيـه الـــــــســبـعِ والــعـــَشَـــرِ
كُــبــرى وصـــغـــرى بـــــحــــــرز ثــم درَّتـــــهـــــــــا وعَـشْــــــرِ نـافِـــعِـــهَـا المــوصــوفِ بالصِّغَــــــرِ
وحـيـث أدركــت أن لــم تُــبــْقِ مــــن أحــــــــدٍ إلَّا رَوَيْــتَ لــه ضِــــــمْــــــــنـــــــــاً ولــــم تَــــــــــــذَرِ
زَاَوجْـــــــتَ بــــــيـــن أبــي عـــمـــرو وصـــاحبِـــــه في المـصر يــعــقــوبَ ذي الآثار والسِّيَـرِ
فــاهـــنـأ بـمـا نِـلـْتَه في ظــــل مـــقــــــرَأةِ الــــــــــــــ ــشيخ الســحـــابيِّ مـن ذِكــــر ومن ذِكَـــــــرِ
وافــخَــر علـى كـل مــن يـــزهــو بــمــشــيــخة ولا تُـــحــــاشِ فـلـيـس الــخُــبــــر كـالــخَــبــــــرِ
واعــــــدد إجــــازاتِـــهــــم لَــــغْـــواً إذا ذُكِـــــــرت يـومـا فـمـا أكـثـر الـدعـوى لـدى الـبـشــرِ!
وتِـــهْ حُــبــــوراً بــــمـــا أحــرزتَ مــن أمــــــــــــــــل مــا تــمَّ قــبــلــك في بـــدو ولا حَـــــــضَـــــــــــرِ
قــضــيت لــلــشــرق دَيــْنــاً كــان مــرتــهَــنــــــــــــاً في ذمَّــــة الـــغــرب لــلمـــاضــيــن مُدَّخــــــــــرِ
والــيــوم عُــدتَ بــه مــن حــيث طَــالَــعَــــــنــــــا بــه الــبـــــــــدورُ إلى أوطـــــانــــه الــــــــــــغُــــيـُـــــــــرِ
فــاســعَــد بــهــا حُـــظـــوةً في الـــعـصر رائـدةً تــســمو بــهـا عــنـد بــيــت الله والــحَـــجَـــــرِ
واعـمـَلْ عـلى بَــثــِّهــا واقــرأ بـــجـــمــلـــتــهــــــــا وانْــشــُرْ روايــاتــهــا في قُــطــرك النـَـضِـــــــــــرِ
أجـــرَى لــك اللهُ أجـــر الــقــــارئــيــن بـــــهـــــــــا وأكـــــــرَمَ الأَبَ بـــالـــــجـــــنــــات والنَّهَــــــــــــــرِ
وزاد قــدرَ الــســــحـــــابيِّ الــجــلــيــل عُــــــــــلًا وصـــان مُــهْــجَــتَـــه فــي الْحِــلِّ والسَّفَـــــــــــرِ
وتــــــمَّ تَـــــــاريـــــخُ مــا قــد نِـــــلْـــــتَ آخــــــــــــــرَه من الإجــازات في الــتــقــويــم بالقَمَــــــــري
وذاك في مــقـــرإ الـــشيخ الــمــجيز ضحى تـسـع وعـشــرين في الإثـنـيـن مــن صـفـــــرِ
مــن عــام ألــــــفٍ وبـــعـد الألــف أربــــعــــــــــــةٌ مـــن الـــمـــِئــيــن تـــلي "لُــــــجٍّ" مــن الغُـــــــــرَرِ
والله يَـــــسْـــــلُــكــــُنـــــا في أهـــــــل طـــــــاعـــــتــــه مع الذيـــن اصــطـــفــى في ســـورة الـــزمــــرِ
والــحــمـد لله حمـــداً لا انــــــــقـــــــضــــاءَ لــــــه ثــم الــصــلاة علــى الـمخــتــــار مــن مضــرِ
مــا نـــــاح في الأَيْـــكِ قُـمـْــرِيٌّ عـلى فَــــنَـــــنٍ وفــــــاحَ بالـمــســك خَــيْــريٌّ لــدى سَــحَــــرِ
***
كان إنشاء هذه القصيدة بمناسبة حفل تكريم الشيخ يحيى بن محمد الحكمي الفيفي على إثر حصوله على إجازة في الجمع بين قراءتي أبي عمرو ويعقوب البصريين تكملة لسلسلة العروض المصحوبة بإجازات من الشيخ المقرئ الجليل :أبي معاذ محمد بـــن الشريف السحابي العوني الزعري ، وذلك بمقرأته العامرة بمدرسة ابن القاضي بحاضرة سلا المغربية ، في حفل عام أقيم لذلك ، تم إلقاء القصيدة فيه من إنشاد ناظمها الشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا فخر فيفاء
طفت المقارئ من ورش إلى خلف***ورحت من كنف منها إلى كنفِ
كل البدور وكل الشُّهب طفت بها***فهل تركت مكانا فيه لم تطف؟
(أَدَحْ) بها (كَنْفَرٍ) عن نجلِ شاطبةٍ***في السبع ثم تمام العشر من (أَحَفِ)
لم يبق يا شيخ يحيى ما تحاوله***حفظا وتجمعه من فاخر التحف
فخُضْ بعزمك لجَّ البحر إن به***منابت الـلؤلـؤ المكنون في الصـدف
رد ابن فـيفاء بحـري غـير ذي ثَبَجٍ***لكنه زاخرُ الأرجاء بالطُّرَف
ب "جَيْتَصٍ بَمْحَقٍ" زانت جواهرُه***جِيدَ المقاري إلى "سود لَفَزْ" أضفِ
فما نُكوصيَ عنها وهي شاخصةٌ***في الغرب ناضرة كالروضة الأنف
خل الخمول وخل العجز ناحيةً***وانشد مراميك القصوى ولا تقفِ
واركب متون العُلا في الأرض مرتحلا***بالعزم من طَرَف منها إلى طرف
حتى توافي شيخا في حمى وطن***في الغرب حاز لواء العز والشرف
أعني السحابيَّ شيخَ العصر حجتَه***نصا من الصدر لا قَصّاً من الصحف
من خصه الله بـ "العشْرين" سَرْدُهما***كسورة الحمد في يسر وفي لُطُفِ
تنساب من نبعه الرقراق صافية***تلا بها مفردات أو على رُدَفِ
سر المهيمن في سامي خليقَته***في خير ما خلف عن خير ما سلف
دعني وشيخيَ أستقصي مقارئه***حرفا بحرف بوعي ثاقب ثَقِفِ
وجدت فيه مَعيناً غيرَ ذي كَدَر***وفزت منه بفكر غيرِ ذي خَرَف
*****
يا فخرَ فيفاءَ قد أرهقت مقتفيا***يبغي لَحاقك لا ينفك ذا لهف
لله درك من ذي همة بلغت***أَوْج العَلاء ونالتْ شامخ الغُرف
طلبت علمَ مقارٍ عزَّ طالبُها***فنلت منها مَنالا في ذُرَى شَرَف
لاقيت في الشرق أشياخا جهابذة***همو نجوم الأدا في ذلك الكنف
فنلت شتى إجازات ظفرت بها***من الأكابر أهل العلم والنَّصَفِ
وجئت للغرب تستوفي مشايخه***وتستفيد الجنا من خير مقتطَف
حتى تضلعت من علم ومن أدب***وفُقت جيلَك في فضل وفي شرف
لقد رجعت بدَيْن كان مُرْتَهنا***تقاصرت عنه عجزا هِمَّةُ الخَلف
كم من مقارئ لا يسخو الزمان بها***لولا يقينك لم تخرج من السَّدَف
لا تعجبنَّ فربُّ العرش ذو منن***ما إن تنال بمحض الحظ والصدف
وإنما هي ميراث لواردها***يحوزه مَنْ بشرط العقد فيه يفي
كان السحابيُّ مخبوءا بموضعه***حتى نشرت الشذى من روضه الورف
فجادك الغيث منه هاميا وطَمَتْ***منه المشارب والأنواء فاغترِف
وارشف هنيئا لك السقيا معتقة***مختومة بختام العشر من خَلَف
*****
هذي التحية عن بعد محبَّرةً***تُهدي إليك صَفيَّ الوُد من أسفي
مُنَوِّها بالذي أحرزت من منن***في العشر كبرى وصغرى غير معتسِف
حبَّرتها لك عرفانا بموقعها***ليست تُسام بمن لا ولا سَرَف
قد كنت في كل عرض كنت تختمه***أهديك من حُرِّ أشْعاري ومن طرفي
أشيد بالفضل إكراما لنائله***وغبطةً بالذي بلّغت من هدف
فاسلم ودم في مراقي العز مؤتلفا***ودام شيخك للخيرات والزُّلَف
آسفي عبد الهادي حميتو 2 ربيع الثاني 1434 هـ.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى