في بداية هذا الفصل الأول من العام الجامعي الجديد انطلقت فعاليات وأنشطة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.
ففي مساء الأربعاء 18 / 11 / 1436ه انعقد المجلس الثاني عشر من برنامج (مجالس أكاديمية) بعنوان:
الفروق الدلالية بين ألفاظ الخوف وأثرها في فهم القرآن الكريم
قدم هذا اللقاء فضيلة الشيخ: أ.د. نبيل بن محمد الجوهري, الأستاذ بقسم التفسير وعلوم القرآن.
بدأ فضيلته بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وبين أن أصل الخوف هو (توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة), وأن ألفاظ الخوف استعمل القرآن الكريم منها تسعة تقريباً، وإن كانت في اللغة تقارب خمسة عشر لفظاً, إلا أن هناك فروقاً كثيرة بين هذه الألفاظ: إما في الأصل اللغوي، وإما في الدلالة التي تحملها، وإما في المعاني.
وأوضح فضيلته أن الخوف غالباً ما يكون من مجهول، فينشأ من دلالة الخوف أن المخوف منه مجهول.
وأخذ فضيلته في بسط معاني الألفاظ الأخرى، فذكر أن الخشية تدل على خوف معه تعظيم للمخوف، ولهذا نجد أن الخشية لا تستعمل إلا مع العلم، كما قال تعالى: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}.
وأردف أن الرهبة خوف يدعوا إلى الهرب، وهي في الأصل تدل على خفة وحدة, وأن الرَّوع خوف شديد يصيب القلب في المقتل، وأن الوجيف شدة حركة ناشئة عن سرعة أو عن خوف، كما قال تعالى: {قلوب يومئذ واجفة}, وأن الهيبة تدل على خوف فيه إجلال, وأن الوجل هو استشعار للخوف وغالبا ما يستعمل مع المؤمنين، كما قال تعالى: {وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون}.
وأضاف فضيلته أن كل الآيات التي جاءت في الخوف جاءت على المعنى الموضوعة له، إلا سبعة آيات خرجت فيها عن المعنى الأصلي، وأن كل لفظ من الألفاظ المتقدمة ما عدا الخوف يدل على الخوف وعلى أمر زائد عليه.
وختم المجلس بمداخلات قيمة من أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة التدريس بالكلية ومن الطلاب الحاضرين.
أ.د. نبيل الجوهري يقدم المجلس الثاني عشر من برنامج مجالس أكاديمية.