تدريس مادة التفسير

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد، فبعض المقررات التي تتناول تدريس مادة التفسير الخاص هي عبارة عن :
دروس تتألف من مجموعات من الآيات ، حسب المواضيع المختلفة في السورة .
تدرس كالتالي :
1 ـ عرض الآية أو الآيات حسب المشترك بينها من مواضيع .
2 ـ التطرق للقراءات إن وجدت .
3 ـ المعنى الإجمالي
4 ـ اختيار عناصر من مضامين الآيات السابقة ، ومناقشتها من خلال :
أ ـ ما ورد عنها من الآثار
ب ـ ما ورد عنها من أقوال المفسرين

فهل هناك طريقة أنجع لتدريس هذه المادة

مع فائق التقدير والاحترام
 
للتوضيح أكثر :
إذا أخذنا في الاعتبار ما قال به الشيخ مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ عن تعريف التفسير :
"إذا انطلقت من التعريف اللغوي الذي هو البيان ، وعرف التفسير بأنه : بيان القرآن الكريم وإيضاح معانيه ، فإن الضابط فيما يدخل في صلب التفسير هو البيان ؛ أي : ما كان فيه بيان عن المعنى المراد بالآية ، فهو من صلب التفسير ، وما كان خارجاً عن حد البيان ، بحيث يفهم المعنى من دونه ، فهو من متممات التفسير وعلومه ، لا من صلبه واصله ، إذ المقصود من التفسير فهم معاني القرآن ، فإذا حصل هذا الفهم وصح ، صحت الفوائد المستنبطة عليه غالباً ، وإذا كان الفهم غير صحيح ، كانت الفوائد المستنبطة والمترتبة عليه غير صحيحة ."
وإذا عرفنا أن الطالب يدرس في نفس الفصل المواد التالية : النحو ، الصرف ، علوم القرآن ، عرض القرآن والقراءات ، رسم وضبط القرآن ، القراءات شرحا وتوجيها ، التفسير الموضوعي .
كيف يكون درس التفسير الخاص إذا افترضنا أن الدرس الواحد كمثال عبارة عن : " ربع من القرآن في سورة معينة " مقسمة على آيات حسب موضوع كل مجموعة .
 
التفسير المقيد والتفسير الحر

التفسير المقيد والتفسير الحر

إذا كان الدرس الواحد عبارة عن " ربع حزب في سورة " وهذا الربع مقسم إلى وحدات حسب موضوع كل وحدة . كيف نستطيع أن نجعل الطالب يدرس التفسير الخاص مع الاحتياط على ألا نقتحم التخصصات الموازية للمادة . ولا نتجاوز الزمن المحدد ، مع هاجس إكمال المقرر في الوقت المعين .
ما هي الأهداف المتوخاة من هذه العملية التعليمية التعلمية .
هل للمادة معالم مضبوطة داخل هذا السياج المحكم .
كيف نجعل الطالب يمارس التفسير ممارسة حقيقية .
هذه بعض الأسئلة التي أرجو الإجابة عنها من طرف السادة الدكاترة الممارسين للتفسير في هذه الظروف الخاصة .
 
إذاً ، فهناك فرق بين من يمارس التفسير حرا طليقا ، لا يبالي إلا بالتوقيت الذي يحد محاضرته أمام طلابه ومريديه . وبين من يجد نفسه مسيجا بحواجز لا قبل له بها . وبهذا نقول : تغطية المقرر بالطريقة الحرة من طرف الأستاذ المحاضر ، عملية مستحيلة .فما العمل ؟
 
المخرج من هذه الإشكالية هو تغيير طريقة التدريس .
فعوض أن تكون العملية التعليمية التعلمية من طرف واحد ، تصبح شراكة بين جهتين : الأستاذ من جهة ، والطلبة من جهة ثانية . معتمدا على التوجيه والمساعدة .
وهذا الأسلوب نجده كثيرا في السنة المطهرة ، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان موجهاً للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى يتوصلوا إلى الحل عن طريق التعلم الذاتي . ولنتأمل هذا النموذج :
حدث المنذري في (الترغيب والترهيب) عن أنس بن مالك : " أنَّ رجلًا من الأنصارِ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله فقال أما في بيتِك شيءٌ قال بلى حِلسٌ نلبَسُ بعضَه ونبسُطُ بعضَه وقِعبٌ نشربُ فيه الماءَ قال ائْتِني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه وقال من يشتري هذَيْن قال رجلٌ أنا آخُذُهما بدرهمٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من يزيدُ على درهمٍ مرَّتَيْن أو ثلاثًا قال رجلٌ أنا آخُذُهما بدرهمَيْن فأعطاهما إيَّاه فأخذ الدِّرهمَيْن فأعطاهما الأنصاريَّ وقال اشتَرِ بأحدِهما طعامًا فانبُذْه إلى أهلِك واشتَرِ بالآخرِ قَدومًا فائْتِني به فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عودًا بيدِه ثمَّ قال اذهَبْ فاحتطِبْ وبِعْ ولا أرَيَنَّك خمسةَ عشرَ يومًا ففعل فجاءه وقد أصاب عشرَ دراهمَ فاشترَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نُكتةً في وجهِك يومَ القيامةِ"
ـ خلاصة حكم المحدث: [لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما] ( الدرر السنية ) ـ

ما أروع هذا التوجيه النبوي التشاركي في سبيل التركيز على الذات المتلقية ، لتأخذ طريقها الطبيعي في الميدان المعين . وتصل إلى بر الأمان بكل ثقة واطمئنان .
خلاصة الحديث هو : إعطاء المتلقي الأداة المساعدة على النجاح .
وهذه الطريقة هي الأنجع للتوصل إلى الهدف المنشود . وهي طريقة شائعة عند الآخرين اعتمادا على المثل الصيني القديم : " لا تعطني سمكة ، بل علمني كيف أصطاد السمك ".
 
يقول مصطفى عاشور في مقدمة أثناء إعداده لكتاب التحرير والتنوير للشاملة : " وحرص [ابن عاشور] على أَن يصطبغ التَّعْلِيم الزيتوني بالصبغة الشَّرْعِيَّة والعربية، حَيْثُ يدرس الطَّالِب الزيتوني الْكتب الَّتِي تنمي الملكات العلمية وتمكنه من الغوص فِي الْمعَانِي؛ لذَلِك دَعَا إِلَى التقليل من الْإِلْقَاء والتلقين، وَإِلَى الْإِكْثَار من التطبيق؛ لتنمية ملكة الْفَهم الَّتِي يَسْتَطِيع من خلالها الطَّالِب أَن يعْتَمد على نَفسه فِي تَحْصِيل الْعلم."
 
تطبيق لمادة : أصول تدبر القرآن الكريم ، للدكتور فهد بن مبارك الوهبي :
" يتم التطبيق على آيات مختارة من كتاب الله تعالى بحيث يتناول الأستاذ مع طلابه تحليل هذه الآيات وتدبرها واستخراج ما فيها من حكم وأحكام وعبر وعظات من خلال المحاور التالية :
تفسير الآية بالمأثور ويشمل :
تفسير الآية بالمنقول عن الصحابة والتابعين .
معنى المفردات التي تتكون منها الآية في لغة العرب والرجوع إلى أصل اشتقاق هذه المفردات وأثر العلاقة من حيث المعنى بين الألفاظ المشتقة من هذا الأصل ، وأثر ذلك في التفسير ، والخروج بطيف واسع من المعاني التي تحتملها الآية ، ثم يبدأ الأستاذ مع طلابه بتحرير هذه المعاني المحتملة ، وتمييز ما يصلح منها وما لا يصلح حسب الضوابط المعتبرة . على ضوء ما اشترطه أهل العلم للتفسير بالرأي .
ما يؤخذ من الآيات من أحكام فقهية .
ما يؤخذ من توجيهات وآداب وسلوك وأخلاق وقيم .
ما يؤخذ من بلاغة وتركيب .
ما يؤخذ من دلائل الإعجاز .
ما يؤخذ من حكم وأمثال وعظات .
ما يؤخذ من تعظيم وإجلال وصفات أو رغبة أو رهبة لله عز وجل ."
 
وهذه محاضرة للأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ، يبسط فيها القول في شرح طرق تدريس التفسير ، بأسلوب رائع ومحبب كما عهدناه . وقد ذكر فيها أنواعاً من طرق التدريس التي تُقرب هذا العلم من المتلقي حسب أطواره التعليمية المختلفة .
والمحاضرة تجيب عن كثير من الأسئلة التي يحتاجها مدرس التفسير .
جزى الله أستاذنا الكريم ، ونفعنا الله بعلمه ، وجعل جهوده في نشر العلم في ميزان حسناته .
وهذا رابط المحاضرة : http://vb.tafsir.net/tafsir37724/
 
العبر والعظات

العبر والعظات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم...جزاك الله تعالى خيرا أخي عبد الكريم ونفع بك...أرى والله تعالى أعلم ان نضيف الى ماذكرته استنباط العبر والعظات
من الآيات الكريمة وخاصة بمايلائم اوضاع واحتياجات مجتمعاتنا وماتعانيه من مشاكل ومصائب....(...ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل
شيء...) فكنوزه لاتنتهي...والله اعلم.

البهيجي
 
عودة
أعلى