تدريس القرآن الكريم في المرحلة الجامعية

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png

مقرر القرآن الكريم يدرسه الطالب عندنا منذ الصف الأول الابتدائي ويستمر معه بشكل إجباري تقريباً حتى يتخرج من المرحلة الثانوية، ويبدأ في دراسة علم تجويد القرآن منذ الصف الرابع تقريباً، والمفترض أن يتقن الطالب تلاوة القرآن الكريم مع تطبيق أحكام التجويد بتفاصيلها قبل تخرج الطالب من المرحلة الابتدائية، لسهولة تلاوة القرآن الكريم وتيسير الله لتعلمه وفهمه، وللحاجة الماسة لإتقان تلاوة القرآن لكل مسلم فضلا عن الطلاب الذين يدرسون ويتعلمون طيلة ستة عشر عاماً في مدارس وجامعات بلاد الحرمين الشريفين ، فالمسلم يجب عليه قراءة القرآن في صلاته وخارجها، ولا يجوز له هجر القرآن والتهاون في تلاوته وتدبره والعمل به.
غير أنني من خلال خبرة في تدريس هذا المقرر للمرحلة الجامعية يظهر لي الخلل الكبير في تلاوة الطلاب للقرآن، حيث لا يمثل المتقنون للتلاوة إلا نسبة ضئيلة جدا لا تكاد تتجاوز 7% من الطلاب، والبقية يلحنون في التلاوة فلا يتقنون أحكام التجويد نظريا ولا عملياً، مما يشعرني بالحزن والأسى.
إن القرآن الكريم له خصوصية في تلاوته وحفظه والتعامل معه ، وإتقان تلاوته أول خطوة لحفظه حفظاً صحيحاً دون لحن أو خطأ، فإذا حفظ الطالب القرآن قبل أن يتقن تلاوته بشكل صحيح فإن الخلل يستمر معه في التلاوة بعد ذلك، ويجد صعوبة في التخلص منه، وبعد إتقانه للتلاوة تأتي مرحلة تدبر القرآن وفهمه فهماً صحيحاً، وإذا لم يستقم لسان المسلم بتلاوة كتاب الله فلن يكمل انتفاعه بما فيه.
الغرابة في تجاوز الطالب لمراحل التعليم وهو لم يتقن تلاوة القرآن، وليس من المقبول الاعتذار بالتخصصات في هذا الأمر، فالقرآن الكريم يهمنا جميعا بدرجة متساوية، فهو يهم طالب الطب والهندسة كما يهم طالب الدراسات الإسلامية ولا فرق، ويجب على الجميع إتقان تلاوته، وتعلم أحكام تجويده.
والحل الوحيد لهذه المشكلة في المرحلة الجامعية هي أن تأخذ الجامعة على عاتقها إصلاح الخلل بعيداً عن المقررات الدراسية بإجبار الطلاب على الجلوس بين يدي معلمي القرآن الكريم وعرض القرآن الكريم عليهم حتى يستقيم لسان الطالب بالقرآن فلا يتخرج من البكالوريوس وإلا قد حصل على شهادة إتقان تلاوة القرآن الكريم، وهذا أهم من حفظه ، فالحفظ مرحلة تالية لإتقان التلاوة، والاشتغال بالحفظ قبل إتقان التلاوة خطأ انتشر وما كان ينبغي له أن يقع.

المصدر : صحيفة رسالة الجامعة (العدد 1089) السبت 10 ربيع الثاني 1433هـ (ص 10) ويمكن تصفح النسخة الورقية من هنا
 
ما أوردته أعلاه هو نص المقالة المنشورة والمحدودة بعدد محدد من الكلمات لظروف النشر الصحفي ، وأتوقع أن أجد أفكاراً عملية إبداعية من الجميع في الملتقى لحل هذه المشكلة في ضعف الطلاب في المرحلة الجامعية في قراءة القرآن الكريم وتلاوته تلاوة صحيحة تراعي أحكام التجويد ، وترفع عنا حرج ضعف طلابنا في هذا .
وفقكم الله لكل خير .
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هل يختار الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة تخصصاتهم في التعليم العالي أم هناك توجيه وتدخل الأسرة وغير ذلك؟ الحل في برنامج يناسب التخصص مثلما عندنا إذا أردت الإلتحاق بالتعليم العالي فكل تخصص له متطلباته، يعني إذا تخرجت من الثانوية إتجاه فيه وزن خفيف لمادة الرياضيات أو اللغة فهناك حلول لملء الفراغ بسنة قنطرية أو ببرامج الصيف قبل بداية العام الدراسي، و من يختار تخصص عن قناعة فلابد يجتهد قبل الالتحاق بالقسم لأن تخصص في التعليم العالمي يخبرك برنامجه أن مستواك الفرنسي يجب يكون ١.٤ و يفضل ٢.١ فلن تدخل بما هو أقل وإن كان يسمح لك بالمغامرة على حسابك ووقتك، أو يخبرك برنامج هذا التخصص أنه يتطلب ٦ ساعات الرياضيات في السنتين الأخيرتين من الثانوية كل أسبوع و يفضل ٨ ساعات فلن تسجل نفسك بشهادة ثانوية شعبة وزن الرياضيات فيها أربعة أو ثلاثة ساعات. الطالب يجب أن يتحمل المسؤولية أيضا لأن الحل عنده قبل المؤسسة و قبل الأساتذة. ثم الحرية التي تزود بها المؤسسة أساتذتها قد تفتح الباب للأستاذ أن يبتكر و يجتهد، أنا لا أعرف كيف يتم ذلك عندكم لكن عندنا الاستاذ يستطيع أو يوزع وزن الإمتحانات 20% تمارين و 40% شفهي و 40% كتابي. في 20% قد تختار مجموعة من الطلبة و تلزمهم بتمرينات في مادة هم فيها ضعفاء بالنسبة للآخرين.
هناك حلول الأول يبدأ من الطالب ثم المؤسسة ثم الأستاذ.
جزاكم الله خيراً..
 
ضعف قراءة الطالب الجامعي تكمن أسبابه في مَن يقرِّر ما يُدَرَّس وما يُعتَبَرُ لاجتياز الطالبِ مقرَّراً تجويديًّا ، وفي المُدَرِّس نفسه ، وفي الطالب ، وهذه المَحاوِر الثلاث لو أُصلِحت ما عاد لدينا مشكلة .
وكما أن لكل جامعة من الجامعات وحدة مستقلة خاصة بالحاسب الآلى ومركز مستقل خاص باللغات فأقترح أن تُحظى جامعاتنا بما هو أولى من الحاسب واللغات : أن يكون هناك ما يسمى بوحدة القرآن الكريم يكون المسؤول عنها متخصص في التجويد والقراءات ابتداءً ( وهذا يغلق باب القرارات اللا مسؤولة التي قد يتفوه بها غير المختص ثم يُسائِلُ عن تطبيقها كأَمْرٍ مُنْتَهٍ من مثل قرار إلغاء التفخيم والترقيق برمته من خانة المحاسبة التجويدية للطالب وغير ذلك مما قد لا يعي أثره غير المختص ) ، وتكون هذه الوحدة مسؤولة عن تقديم مُقَرَّر تلاوة القرآن الكريم لطلاب الجامعة التابعة لها ، والجامعة بدورها تُدْرِج هذا المقرر ضمن المقررات الإجبارية العامة الموحدة لجميع كلياتها ، هذا في المسار النظامي أما المسار الحر فتقوم الوحدة بعمل الدورات ذات المرحلة والمرحلتين والثلاث بحسب ما يقتضيه الحال لطلاب الجامعة في جميع ما يُعنى بعلوم القرآن الكريم على نحوٍ تربوي مقرِّب بَنّاء .​
 
[FONT=&quot]بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل على طرح هذا الموضوع ، وقد عشت معاناة هذا الأمر عند تدريسي لمادة القرآن الكريم لطالبات المرحلة الجامعية، كانت مسألة المخارج وما يتعلق بهذا الباب تشغلني كثيرا ،لكني تفاجأت من مستوى الطالبات، فالأمر لم يتوقف عند التجويد واللحن فقط ؛بل تعدى إلى التحريف والعياذ بالله لدرجة أن المصحف مفتوح أمام الطالبة وهي تزيد حروف وتنقص أخرى وتغيّر في المعنى ،الأمر الذي ساءني كثيرا ومررت بمواقف كثيرة ، وعندما تحاورت مع طالباتي عن سبب ذلك كن يلقين بالمسؤولية على المراحل السابقة وأنهن لم يتأسسن جيدا ، فكنت استغرب من الإجابة وأبين لهنّ أن الأمر إن كان يتعلق بالتجويد فهو سهل ونستطيع تدارك ذلك فكيف إن كان الأمر يتعلق بالقراءة ذاتها !!
[/FONT]

[FONT=&quot]وكيف وقد منّ الله علينا باللسان العربي،وإن كنت تأتي عند أغلب الأعاجم وتجد تلك التلاوة التي تقشعر منها الجلود .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومن الحلول التي استخدمتها لحل هذه المشكلة تكوين حلقات تساعد الطالبات على تحسين تلاوتهن تكون بمثابة نشاط للطالبات في أوقات فراغهن ويحصلن بالمقابل على درجات حتى تحفزهن على الإقبال عليها، ويتم اختيار الطالبات المتقنات للتلاوة للإشراف على تلك الحلقات،أيضاً إجبار الطالبات على الاستماع للأشرطة السمعية أو المرئية .[/FONT]
[FONT=&quot]كما ينبغي أن يعتنى حقا بمن يدرس هذه المادة وأن لا يوكل الأمر لمن ليس أهلا لذلك، وإن كان البعض يقلل من قيمة تدريس هذه المادة -وهو يصل لمرحل من المراحل العليا وعندما يتلو آية من كتاب الله يلحن فيها لحن جلي ثم يقول هل الأمر يستحق هذا العناء- وإن كنت أطالب بزيادة ساعات تدريس مادة القرآن الكريم وأن لا يتوقف الأمر عند تصحيح التلاوة فقط بلا لا بد من اعطاء وقفات إيمانية من خلال تلاوة القرآن الكريم، ووقفات للتدبر.
[/FONT]
 
[FONT=&quot]أتمنى من الجميع التفاعل في إيجاد الأفكار العملية الإبداعية لحل هذه المشكلة التي ستساعد أبنائنا الطلاب على تخطي هذه المشكلة من أجل تلاوة القرآن الكريم على الوجه الذي ينبغي ،غضاً طرياً كما أنزل على الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.
وأثني على ما قاله شيخنا الفاضل بأن القرآن الكريم مهم لجميع التخصصات؛ فقد وجدت هضماً من قبل بعض التخصصات العلمية في تنظيم الجدول المتعلق بمادة القرآن الكريم.
[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
 
جزاكم الله خيرا شيخنا على طرح هذا الموضوع المهم، والذي يحتاج منا نهضة جادة..
أنا برأيي وكما أسلف كل من أجاب أن المشكل الأول والأساسي يكمن في أهلية مدرِّسي القرآن الكريم، وحزمهم مع الطلبة..
وهذا يستلزم أن تكون هناك هيئة متخصصة من القراء يمر عليها هؤلاء للاختبار، لتحديد من هو جدير بتلقين كتاب الله وتعليمه للطلبة...
ولا بد من الإعتناء بهذه الخطوة في المراحل الأولى للتعليم وليس في آخرها، ولعل كل من علَّم القرآن يعلم خطورة تأصل الخطأ على لسان قارئه، وكيف يُتعب المعلمَ تصحيحُه..وقد يفتُر الطالب ولا يُبدي استعدادا للتخلص من هذا الخطأ لما يُسببه هذا الجهد له من العناء...لكن للأسف ، نحن مع أهمية المراحل الأولى في التعليم، هي أكثر المراحل عندنا إهمالا وعدم مراعاة للكفاءات فيها..
كما أرى أن المشكلة يشترك فيها معلمي اللغة العربية على حد سواء، فتجد الطالب يخرج من المدرسة الإبتدائية ولا يُفرق بين حرف بحركة واحدة، وبين حرف موصول بمد، ولا يفرق بين التاء والثاء ولا بين الضاد والظاء..ولا بين السين والصاد ..وهكذا..
الأمر يحتاج إلى حزم لا أكثر ولا أقل..حزم تقوده طليعة من القراء، على مستوى المؤسسات التعليمية ، والإبتدائية منها خاصة..
هذه الهيئة تحدد من سيُدرس القرآن، وتحدد البرامج الهادفة، وتنظم المسابقات التي تُظهر المستوى الحقيقي للطلبة وللأساتذة على حد سواء..
وفقنا الله جميعا لخدمة كتابه الكريم...
 
الشكر لأبي عبدالله على إثارة هذه القضية المهمة، لا سيما وهي متعلقة بكتاب الله الذي يفترض أن يكون محل عناية فائقة من كل مسلم.
وأحسب أن الاتفاق حاصل على وجود الخلل الكبير في مستويات غالبية طلاب الجامعات لمادة القرآن.
وفي نظري أن علاج هذه الظاهرة قائم على معرفة العوامل التي أوصلت لذلك، ليكون العلاج بخطة استرتيجية تنشيء أجيالاً قادرين على الاهتمام بالقرآن واعطائه ما يستحقه من حيث الأداء .
وخلال ذلك يكون العلاج المرحلي لضعف الطلاب الحاليين .

كما أن المستوى المتدني لدى الطالب قد يكون نابعا من الخلفية الذهنية في تهميش قيمة المستوى التحصيلي لتدريس مادة القرآن في السنوات الدراسية العامة، فالاهتمام بمادة القرآن في مرحلة الابتدائية حتى الثانوية ليست بدرجة الاهتمام بمادة العلوم أو الرياضات أو الإنجليزي وغيرها سواء من قبل الطلاب أو من المنظومة التعليمية من مدرس أو إدارة ... إلخ واستمرت هذه الحالة حتى طالت المرحلة الجامعية.
حتى أضحى الأستاذ الجامعي الذي يدرس القرآن:
إما أن يهتم برفع مستوى طلابه وقد يصيبه في أثناء ذلك أمراض الضغط والسكري بل والزهايمر لجمود حال الطلاب دون الصفر أو قريب منه في تحسين تلاوتهم والاهتمام بكتاب الله !!
أو إما أن يضع نفسه مع فريق تهميش تدريس القرآن ويعتبر المحاضرة كحصص النشاط التي هي للترويح فحسب ولا وزن لها في عقول الكثير !!
فالقضية الأولى في نظري رفع الشعور المعنوي والحسي للعناية بمادة القرآن عبر منظومة متكاملة في الأدوات والمراحل العمرية، ثم يتبع ذلك الأساليب الإبداعية والتطويرية في تدريس القرآن .
 
أخي الكريم أبا عبدالله ، الخلل عام وليس خاصا بتدريس القرآن ، بل هو موجود كذلك في اللغة والتي يدرسها الطالب من الابتدائية ثم يأتي إلى الجامعة وهو لا يفرق بين الاسم والفعل ، وقل مثل ذلك في بقية التخصصات ، ولا شك في أن الخلل تراكمي ، فمخرجات الجامعة ضعيفة ، وهؤلاء هم المعلمون ، والضعيف لا يخرج إلا ضعيفا.
وعلى ذكر التجويد فقد كان لي زملاء من معلمي التربية الإسلامية في بداية عملي في التعليم العام وقد كانوا يتدافعون تدريس مادة (القرآن) والسبب كما أسر لي بذلك أحدهم هو عدم إتقانهم لأحكام التجويد. وهذا مع الأسف نوع من الخلل عند بعض خريجي كليات الشريعة ، وفاقد الشيء لا يعطيه.
 
الحديث عن هذه المسألة ذو شجون، ومن العجائب أن إحدى الكليات جعلت حل هذه المشكلة إلغاء هذه المادة بتاتاً في قسم الشريعة لأنه لا جدوى في تدريسها للأعداد الكبيرة في ساعة واحدة أسبوعياً ؟
من الحلول المناسبة في رأيي:
1- وضع اختبار قبول في مقدار معين من القرآن الكريم للمتقدمين للأقسام الشرعية، كما يفعل قسم اللغة الإنجليزية وغيره من الأقسام.
2- عدم التهاون في امتحان الطلاب في مادة القرآن ولا سيما في المستوى الأول، للأسف نرى الطالب في كلية الطب والهندسة واللغة الأنجليزية وغيرها يعكف الساعات على حفظ ومذاكرة وتصحيح نطق الكلمات والمصطلحات الانجليزية ويشتري الكتب والوسائط الاكترونية ويدخل الدورات لرفع مهارته في هذا الجانب، بينما نرى طالب كلية الشريعة لا يكلف نفسه بحفظ ومراجعة القرآن في أوقات الفسح ! والسبب الأساتذة أو إدارة كليات الشريعة الذين ربما لا يستسيغون رسوب الطالب أو تخلفه عن التخرج بسبب إخفاقه في اجتياز امتحان مادة القرآن الكريم.
3- يلاحظ كثرة عدد الطلاب في الشعبة الواحدة في مادة القرآن، والواجب ألا يتجاوز عددهم 20 طالباً كحد أقصى.
4- لابد من إيجاد مقارىء خاصة للطلاب الضعاف.
5- لا بد من إيجاد معلمين أكفاء يجمعون بين الإتقان ومعرفة طرق التدريس والأمانة والحزم؛ لأن من أسباب هذه المشكلة وجود أساتذة لا يحسنون التدريس، كما وجد منهم كرماء ينثرون الدرجات على الطلاب نثراً لسبب أو لآخر.
أحسب أن الكليات إذا أخذت بالحزم مع توفير وسائل التعليم وإيجاد طريقة متميزة ومنهج مدروس لتعليم القرآن في الجامعة ستنجح نجاحاً كبيراً في ذلك.
 
عودة
أعلى