تدريس التفسير في الجامعات

رزان

New member
إنضم
05/06/2011
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة وبركاته
اطلب من اخواني الافاضل افادتي عن افضل الطرق لتدريس التفسير في الجامعة حيث اني سأقوم
بتدريسه في هذا الفصل بإذن الله تعالى وذلك للمرة الاولى فارجو من الجميع الا يبخلوا علي بنصائحهم
وتجاربهم وجزاهم الله عني خير الجزاء..
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة
و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين​
الأخت الفاضلة رزان
حفظها الله​
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته​
أقدر فيكم شجاعتكم الأدبية لطرح هذا الموضوع المشكل ، ذلك أننا كأساتذة جامعيين لم نتلق أي تكوين في البيداغوجية الجامعية، وطرق التدريس ، ومن ثم فإننا ـ في الحقيقة ـ نتعلم عن طريق التجربة و الخطأ وهي أسوء طرق التعليم، وقد نتعلم عن طريق محاكاة بعض أساتذتنا المبرزين، وهي طريقة لا تحقق المقصود، المتمثل في التدريس الجامعي الفعال، الذي يعتمد إيصال المعلومة العلمية إلى الطالب، مع تدريبه على المنهجية العلمية، المتمثلة في معرفة طرق الوصول إلى المعلومات في مظانها الأصلية، مع القدرة على توظيفها في المجال الذي نريد، وما يصاحب ذلك من توثيق علمي للمعلومات، وفهمها فهما صحيحا، فالعلم يسير في اتجاهين متوازيين و متكاملين : التوثيق و الفهم، وهما اللذان ابتكرتهما الحضارة الإسلامية، فأنتجت علوم الحديث، وأصول الفقه، والتفسير و علومه.
والواقع أنني كنت منذ مدة قد أعددت مقالا في الموضوع، وكنت أنوي نشره، لكن بعض الزملاء ألح على بإرفاقه يتجربة عملية كنت خضتها مع طلبتي، لتعزز الجانب النظري، مما جعلني أتأخر في نشره.
ويسعدني هنا أن أعيد نشر جزء من مقال سبق نشره في انتظار نشر المقال الجديد :
أول ما يتعين البدء به تحديد الهدف من درس التفسير؟ و الذي يمكن أن يكون أحد هذه الأهداف الثلاث، أو اثنين منها أو كلها جميعا :
1- معرفة المعاني التي انتهى إليها المفسرون " نقل المعرفة ".
2- امتلاك الطالب القدرة على التفسير ، أي تأهيله لكي يكون مفسرا " إنتاج المعرفة " .
3- امتلاك الطالب القدرة على البحث في التفسير وقضاياه " البحث عن المعرفة أو البحث في المعرفة ، أم هما معا " .
في تصوري الخاص إن الهدف الذي يمكننا كأساتذة الباحثين العمل على تحقيقه هو تخريج طلبة ناقلين للمعرفة المحصلة من علوم القرآن، وتفاسير القرآن الكريم، ومؤهلين للقيام بمهام البحث في التفسير وقضاياه وذلك كهدف للتكوين العام. أما أهداف التكوين الخاص الموجهة لصفوة الطلبة ونخبتهم فإنه يتجاوز هذا الهدف إلى القدرة على التفسير، أي تأهيله للاستجابة لحاجيات المجتمع، بإيجاد مفسرين قادرين على الإجابة على أسئلة العصر، وحل أزماته، انطلاقا من القرآن الكريم، أي قادرون على تنزيل النص القرآني على الواقع ، بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، مما يجعل من التفسير مشروعا حضاريا .
وبناء على ما سبق فإنني أقترح أن تعتمد مادة التفسير المحاور التالية :
1- تفسير آيات العقيدة .
2- تفسير آيات الأحكام .
3- تفسير الآيات المتضمنة للقصص القرآني .
4- تفسير آيات الأخلاق والسلوك .
وذلك حتى يمتلك الطالب تصورا متكاملا عن التفسير ومجالاته، وطرق المفسرين في تفسير كل محور من المحاور القرآنية السابقة التي تعتبر الموضوعات الكبرى للقرآن الكريم، مع الوقوف على خصوصياته اللغوية والأسلوبية والتشريعية ، ومعرفة طرق الاستدلال والإقناع التي اعتمدها القرآن الكريم في المواقف المختلفة . كما يتمكن الطالب من معرفة عوامل استخراج المعنى من الخطاب القرآني، وكيف يعمل المفسر على مقاربة النص القرآني بما يلائمه من أدوات معرفية ومنهجية .
ويتعين على الأستاذ التخطيط لموضوع محاضرته وإعدادها إعدادا مسبقا وكافيا، مع تنويع مصادره التفسيرية واستخدام أفضل طرق التدريس ، والعمل على إشراك الطالب . مع تخصيص حصص للدروس التوجيهية والتطبيقية حيث تختار نصوص قرآنية تتم دراستها بناء على المحاور التالية : أ ـ مدخل عام يعد فيها الأستاذ بطاقات تقنية عن الموضوعات و المباحث التالية:
1- الفضائل .
2- أسباب النزول وملابسات النزول .
3- الناسخ والمنسوخ .
4- المحكم والمتشابه .
5- القراءات القرآنية .
ب ـ المحور اللغوي :
1- المعجم .
2- الصرف و الاشتقاق .
3- النحو .
4- الدلالة .
5- البلاغة .
ج ـ مصادر التفسير :
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بقول الصحابي .
4- تفسير القرآن بقول التابعي .
5- تفسير القرآن بقول تابع التابعي .
د ـ أسباب الاختلاف في التفسير .
هـ ـ قواعد الترجيح .
و ـ الثابت و المتطور في التفسير : حيث يعمل الأستاذ على استقصاء التفاسير ما أمكنه ذلك ، ويرتبها ترتيبا تاريخيا ، بحيث نصبح أمام جرد لتفسير المفسرين للآية أو السورة موضوع التفسير ، يقترب من الاستقراء التام ، ويقتصر فيه على تفسير المفسر ، ويتجنب مانقله أو حكاه عن غيره ، لنستطيع معرفة ماهو الثابت، وتمييزه عن المتطور في التفسير من جهة، ومعرفة التفاسير و المفسرين واستنباطاتهم، و طرق استخراج المعنى المعتمدة من قبل كل واحد منهم.
اختيار نصوص تفسيرية من تفاسير مختلفة ودراسته على ثلاث مستويات :
1- الدراسة الوصفية .
2- الدراسة التحليلية .
3- الدراسة المقارنة .
( تجدر الإشارة إلى أننا عالجنا هذه القضية في موضوع نشر بعنوان القراءة العلمية للتفاسير تجدونها على الرابط التالي :
( القراءة العلمية للتفاسير )
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن درس التفسير يأخذ الأبعاد التالية :
1- علوم القرآن .
2- أصول التفسير .
3- دراسة نصوص قرآنية ( التفسير ) .
4- دراسة التفاسير ( مناهج المفسرين .
وتفضلوا بقبول فائق التحيات والتقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .​
 
التعديل الأخير:
أسأل الله لك المعونة والتوفيق، وما أعظم المنة على العبد حين يوفق لتعليم كتاب الله.

سبق طرح هذا الموضوع المهم في عدد من المناسبات منها هذا الموضوع [ هنـا ].
وكنت كتبت مداخلة على خلفية لقاء مركز تفسير المشار إليه أعلاه هذا نصها:

تتحدد معالم منهجية تدريس التفسير من خلال الهدف المراد تحقيقه خلال هذه الفترة الجامعية.
واذا نظرنا في الأهداف المراد تحقيقها نجدها ترجع إلى نوعين :
- البناء العلمي
- تكوين المَلَكة
ففي الاول يكون الحرص على إعطاء الطالب المعلومات التفسيرية بغرض استيعابها وحفظها.
وهذا الهدف نجد الجامعات قد أولَته اهتمامها وبنت المناهج على اعتباره الهدف الاول.
أما الهدف الثاني فنجد مساحته محدودة جدا ولا تكاد تذكر.
ولو سئل طالب عن منهج التفسير لما خطر بباله غير الأول.


وهذه هي الإشكالية، فالأصل ان الجامعة تعطي مفاتيح العلوم ولا تلقنها.
والتفسير بحر لا ساحل له، فاجتزاؤه بكتاب معين أو سور معينة لدراستها لا يحقق الهدف الذي ينبغي للطالب تحقيقه خلال هذه الفترة الجوهرية من دراسته.


لذا أعتقد أن أهم ما ينبغي أن تبنى على أساسه المناهج الجامعية في التفسير هو التركيز على الوسائل المحققة لبناء الملكة، بالتركيز على دراسة أصول التفسير ومناهج المفسرين وجعل ساعة التفسير مشبعة بالأمثلة التطبيقية لهذه الأصول والمناهج ومعرفة الخلاف وأوجه الترجيح.
واذا اجتمع مع هذا إمكانية جرد كتاب كامل مختصر ومركز في التفسير خلال الفترة فهو الأحسن والأكمل ولا شك .. وإلا فتُختار سور معينة يتحقق بتدريسها الهدف السابق.


ولا نغفل أن البناء العلمي جزء لا يتجزأ عن بناء الملكة وأنهما يسيران مع الطالب في خطين متوازيين مدى الحياة، إلا أن الحديث هنا إنما هو عن منهجية فترة معينة من حياة الطالب ومشواره العلمي ...
والله الموفق​
 
(الأصل أن الجامعات تعطي مفاتيح العلوم ولا تلقنها ) عبارة ممتازة، لكن إعطاء المفاتيح وتكوين الملكة ينبغي أن يكون بعد التصور العام وتحصيل قدر لا بأس من المعلومات، وهذا هو ما ينبغي أن يحصل في المراحل السابقة للمرحلة الجامعية، لكن الواقع أن هذا في الغالب لا يحصل، وعندما أدرس مادة البلاغة في كلية اللغة العربية اضطر لتقمص دور مدرس المرحلة المتوسطة وأركز على إيصال أصل المعلومة لأن أغلب الطلاب (حديث عهد ببلاغة)، ولذلك لا أحب تسميتها محاضرة وإنما هي في الواقع حصة، وأرجو ألا يفهم من كلامي أن المراحل السابقة للجامعة غير مهمة بل هي أهم عندي من الجامعة لأنها بمثابة الأساس، لكن هذا الأساس - وبالذات في التخصصات الشرعية واللغوية كثيرا ما يكون ضعيفاً للغاية، وعلى سبيل المثال فإنك عندما تصادف طالبا مجتهدا متخرجا من ثانوية شرعية تهتم مناهجها بالتأسيس فإن إعطاء المعلومة يختلف ويبدأ النقاش العلمي وتكوين الملكة، وعندما يكون أكثر الطلاب حفاظاً لكتاب الله فإن طبيعة درس التفسير لا بد أن تختلف ، أما أن أسعى لتكوين الملكة ومعظم الطلاب - وهذا واقع شاهدته - ليس عنده أدنى تصور عن العلم المدروس فهذا بناء في غير مكانه، والله أعلم .
 
عودة
أعلى