تدبر لاعظم سورة فى القرءان - الفاتحة

إنضم
22/10/2015
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
66
الإقامة
مصر
" تدبر لسورة الفاتحة "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه. وبعد
أوصى كثير من اهل العلم بشرح سورة الفاتحة لعموم المسلمين، وقد ورد في فضلها احاديث صحيحة جاء فيها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انها أعظم سورة في القرءان ) ، (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)، وقال ( لم يرد في التوراة والانجيل والقران مثلها ) . وقد اجمع اهل العلم انها من السّور الجامعة، حيث جمعت كل مقاصد الدّين الإسلامي، ففيها التّوحيد، والعبادة، والدّعاء، والجزاء والوعيد. ولعظمة هذه السّورة جُعلت ركناً في الصلاة ، هي أُم الكتاب التي جمعتْ معاني الوحي ومقاصد الشرع:
عقيدة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). ، عبادة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، - منهج الحياة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ). انها تبين للإنسان الغاية من حياته، وتُرْشده إلى وسيلة تحقيقها،
بدأت السورة بالبسملة وفيها الارشاد الى الاستعانة بالله الذى وسعت رحمته كل شيء في كلِّ الأمور. واسم الجلالة (الله) علمٌ على ذاته، وهو الاسم الجامعٌ لمعاني أسماء الله الحسنى كلها، ومعنى الرّحمن أنّ رحمته عظمية وعامه لجميع الخلق ومعنى الرّحيم أنّ رحمته دائمة، و رحمة خاصة بعباده المؤمنين .
بعد البسملة ثلاث آيات كلها ثناء على الله، وتعظيمه جل وعلا بربوبيته للعالمين، وبكمال رحمته ، ثم بملكه لليوم الآخر. وفيها الإشارة الى الايمان بالله وباليوم الاخر. ومن هدايات الآيات ان عمارة النفوس بمعرفة الله وكمال صفاته وتمجيده وحمده يجب ان تكون أولوية من أولويات المسلم ومنهج الدعوة والتربية الايمانية.

دلَّ قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ على انفراده جل وعلا بالخَلْق والتدبير والنعم، وقد قرنَ سبحانه رحمته بربوبيَّته للعالمين، فشملَ جميعَ الخلائق برحمته؛ فوسِعتْ رحمتُه كلَّ شيءٍ، ووسعتْ نعمتُه كلَّ حيٍّ، فبلغتْ رحمتُه حيث بلغَ عِلمُه ، فالنعم كلها أثر من آثار رحمته . وهو سبحانه وتعالى المحمود في ألوهيَّته، المحمود في ربوبيَّته، المحمود لكمال صفاته ، وعظيم عطائه ، ورجاء ثوابه .
تدبر ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أسلوب يفيد الحصر، فلا يعبد إلا الله، ولا يستعان او يستغاث بأحد من دون الله. وفيها البراءة من عبادة الهوى والشيطان والدنيا. وفيها عهدا يردده المؤمن ليذكّره بأن المطلوب الأكبر له في هذه الحياة هو عبادة الله وحده وان تحقيق هذا المقصود لا يكون إلا بـ الاستعانة بالله. والعبادة تُبرئ من الشرْك، والاستعانة تبرئ من الحول والقوة، وإلى هذين المعنيين يرجع الدين كلُّه. العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة وحقيقةُ العبادة، غاية الحبِّ مع غاية الذلِّ والخضوع و حقيقة الاستعانة هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك ، ومَنشأ ذلك معرفة القلب بمولاه، وأنه سبحانه المتفرِّد بالخَلق والتدبير، والضُّر والنفْع، والعطاء والمنع، فهذه حال المتوكِّل ومَن كان هكذا مع الله، فالله كافيه؛ قال الله تعالى ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3] . ولا تكون العبادة مقبولة الا إذا تحقق فيها شرطان هما الإخلاص لله والاتباع لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما يوم الدين فهو يوم الجزاء بالعدل، وهو يوم لا تنفع فيه إلا الطاعة، وخصَّه بالملك لتفرُّده سبحانه فيه بالحُكْم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار: 17 – 19 ولا تستقيم حياة البشر على منهج الله ما لم يؤمنوا بيوم البعث والنشور،
وتختم السورة، بالدعاء والله سبحانه هو الذي اختار لنا هذا الدعاء،. وهذا الدعاء الراتب الذي يتكرر بتكرر الصلوات، بل الركعات فرضها ونفلها، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم﴾، فيه الدلالة الواضحة على ان كل عبد محتاج على الدوام إلى معرفة الحق والعمل به والثبات عليه والبراءة من كل ما يخالف الإسلام وشريعته. إذا مطلوب الاجتهاد في معرفة الحلال والحرام والاوامر والنواهي وما يحبه الله وما يبغضه ثم الانقياد لهذه الاحكام عن رضى وتسليم، وتشير الآيات إلى محل الهداية وهو "الصراط المستقيم " وتؤكد انه صراط واحد، ومستقيم.. فهو لا يحتمل الخروج او الميل عنه. فالصراط وصف للإسلام.. والمستقيم وصف لاتباع السنة. كلمات قليلة ومعان عظيمه وصفت منهج الإسلام.

وبينت الآيات التالية تفصيلا لحقيقة الصراط المستقيم هذا فقال تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾..، ومن ينطبق عليه هذا الوصف هم الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والصديقون والشهداء والصالحون، فالصراط المستقيم ما عليه من الكتاب والسُّنَّة دليل، وما دَرَجَ عليه سَلَفُ الأمة، وتؤكد الآيات البراءة والحذر من طريق المغضوب عليهم، وهم الذين حصلوا العلم وتركوا العمل، وطريق الضالين، وهم الذين اجتهدوا في العمل بلا علم.. وأهل الصراط المستقيم جمعوا العلم والعمل.
ومن هدايات السورة ان الإسلام دين الجماعة لاحظ الجمع في الكلمات (نعبد) (نستعين) (اهدنا)، والجمع بين الترغيب (الرحمن الرحيم) وبين الترهيب (مالك يوم الدين) أي الحساب والجزاء. وفيها بيان أهمية القدوة للمسلم، وبمن يقتدى[AA2] قال تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) وفيها الإشارة ان الهداية للإسلام والثبات عليه من أعظم النعم.






مرفق ملف وورد تدبر مختصر لسورة الفاتحة
 
عودة
أعلى