تدبر في (...ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء...)

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,520
مستوى التفاعل
92
النقاط
48
العمر
65
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الكرام...الاخوة الاعضاء الكرام..الاخوات العضوات الكريمات...في الآية رقم 89 من سورة النحل(ويوم نبعث في كل أمة
شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيءوهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)
والذي ارغب بتدبره هو(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)...فهذا الجزء من الآية فيه من البلاغة والاختصار الشيء الكثير
قال الشوكاني رحمه الله تعالى:اي بيانا له والتاء للمبالغة مثل تلقاء نحو (مافرطنا في الكتاب من شيء) وفيه البيان لكثير من الاحكام
والاحالة فيما بقي منها على السنة وقد صح في الحديث(اني أوتيت القرآن ومثله معه) والذي ارغب في تدبره مايلي:
1- انظر ايها الانسان ان هذا القرآن العظيم يحل لك جميع مايهمك ويشغلك في الدنيا والآخرة.
2- ان هذه الآية تذكرنا بالمقولة التي تقول ان القرآن هو الكون المقروء والكون المادي هو الكون المنظور فاذا اردنا ان نفهم
الكون المنظور علينا ان نستعين بالكون المقروء.
3- ثم هل هذه الآية تعني ان مشاكل العلم المادي وغموضه نجد لها حلولا في القرآن الكريم لكونه( تبيانا لكل شيء)؟
4- ولهذا فهل من الصحيح ان نقول لعلماء الفيزياء والكيمياء والاحياء اذا واجهتكم مسألة معقدة فعليكم بتدبر الآيات التي
لها علاقة بتلك المسألة فقد تجدوا أشارة لحل وتفسير؟
يتبع

البهيجي
 
ونستمر

ونستمر

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في سياق بيان القرآن لكل شيء (( فما من شيء يحتاج الناس إليه إلا وجد في القرآن ، لكن وجوده في القرآن : إما أن يكون على وجه صريح ، أو على وجه ظاهر ، أو على وجه الإيماء والإشارة ، أو على وجه الشمول والعموم ، أو على وجه اللزوم ، فالمهم أن القرآن مبين لكل شيء ، تارة يذكر الدليل على المسألة ، وتارة يذكر التوجيه إلى الدليل ... أما ما ليس فيه مصلحة فإنه لا حاجة إلى ذكره ، وقد يكون الشيء الذي لم يذكر موكولاً إلى عقول الناس وتجاربهم ، كما في كثير من طبائع الأشياء الأمور الطبيعية سواء الفلكية أو الجولوجية أو غير ذلك ، نجد أن القرآن لم يفصلها ولم يبينها ، لأنه ليس فيها فائدة ، فائدتها تكمن في أن الناس يطلبونها وينظرون في آيات الله ، ويتحركون حتى يدركوها ، ولهذا تجد بعض المسائل التي يتنازع فيها الناس كمسألة دوران الأرض ليست موجودة في القرآن على وجه صريح ، ولو كان هذا مما يتعين علينا اعتقاده إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينه بياناً واضحاً كما بين الأمور التي لا بد لنا من الاعتقاد فيها على وجه صريح ، إذا هي موكولة إلى للناس.. )) تفسير سورة يس (250-252) بتصرف
ان مفهوم الآية الكريمة يتطابق مع قوله تعالى(وكل شيء أحصيناه في امام مبين)(يس_12) قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى امام مبين
هو اللوح المحفوظ فالقرآن الكريم يبين كل شيء واللوح المحفوظ فيه كل ما جرى ويجري في الكون والحياة والله أعلم.
 
عودة
أعلى