تدبر في نظم القرآن ورسمه

إنضم
25/02/2011
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[FONT=&quot]تدبر في نظم القرآن ورسمه[/FONT]
[FONT=&quot] لقد عزز الله تعالى رسله إلى خلقه بالمعجزات، لإثبات نبوتهم. وتكون المعجزة أمرا خارقا للعادة، مقترنا بالتحدي لعجز البشر عن الإتيان بمثله. والمعجزات في الغالب نراها من جنس ما اشتهر به القوم المرسل إليهم . فموسى عليه السلام كانت العصا أكبر معجزة له تحدى بها القوم الذين غلب عليهم السحر، وبرز فيه السحرة، فبزهم وقهرهم ، فآمنوا وقد عرفوا الحق. وعيسى عليه السلام برز قومه في الطب والإشفاء، فكانت معجزته إبراء الأكمه والأبرص، بل إحياء الموتى . أما النبي عليه السلام فقد خصه الله تعالى بمعجزات تكاد لاتحصى. قيل بلغت ألفا، وجعلها بعضهم تنيف على الثلاثة آلاف. لكن أعظمها كان القرآن الكريم الذي تحدى العرب أن يأتوا بمثله. وقد كانت المعجزة من جنس ما اشتهر به القوم وفوقوا فيه . فقد ملكوا أصول البيان، واقتدروا في ذلك اقتدارا عظيما، جعلهم يتصرفون في فنون القول ، ويمتلكون اللغة امتلاكا أصبحوا به مضرب المثل في الفصاحة والبيان. فكان الشعر والخطابة . فيها يتنافسون وبها يتفاخرون . وبلغوا من تمجيد الشعر أن رفعوا منزلة الشاعر في القبيلة وعظموه . فكان إذا نبغ في القبيلة شاعر أقاموا الاحتفالات وجاءت القبائل مهنئة . بل إنهم عمدوا إلى أرقى ما ارتضوه من الشعر ، فاختاروا منه قصائد كتبوها بماء الذهب وعلقوها على جدار الكعبة ، لذلك سميت بالمعلقات أو المذهبات .[/FONT]
[FONT=&quot]في هذا الجو الحافل بالبيان والفصاحة يظهر القرآن بلغتهم، وعلى مقاييس بيانهم وفنون قولهم. لكن على نظم لم يألفوه، وتأليف لم يعرفوا له نظما من قبل. فبهرهم وتحداهم فأعجزهم ، فخلطوا وخبطوا. تحداهم بعشر سور، ثم بسورة ثم بآية، ثم قال تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " .فوقف الشعراء والخطباء عاجزين يرون سلطتهم تنفلت من بين أيديهم، فعارضوه وناصبوه العداء، ووجهوا سهامهم للنيل منه . فلم تبق لهم معه صولة . وهكذا طفق صوت القرآن يعلو . وزاد أثره في الناس، ودخل البيوت فحرك القلوب وهز الجوانح بهذا البيان الراقي، بكل معاني الرقي والسمو. لكن لماذا هذا التأثير كله، والذي لم يشذ عنه أحد لا مساند ولا معاند ؟ إنها الفطرة ؛ القرآن خاطب الفطرة التي خلق الله الناس عليها . ولن يحرك هذه الفطرة إلا رب الفطرة " فطرة الله التي فطر الناس عليها " والتي نجدها ممثلة في قوله تعالى " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" . إن للغة قوة لا يعلمها إلا الله تعالى ، وقد هيأ بقدرته الإنسان ليكون محلا لأثر هذه القوة . وقد عرفوا قديما أن للصوت سلطة قاهرة على الجسد، فكان كبار الفرسان في الحروب القديمة يشلون حركة من ينازلهم بصيحة عظيمة تجمد كل عضلة فيهم، فيعاجلون بضربة ، فيسقطون صرعى. بل أكثر من ذلك إن نهاية العلم وإفناءه وقيام الساعة، سيكون بالنفخ في الصور، يسمعه الناس فيصعقون ثم يسمعونه فإذا هم قيام ينظرون. من هنا كانت معجزة النبي عليه السلام الكبرى معجزة سمعية، بينما معجزات الأنبياء من قبله كلها بصرية . لذلك خلدت معجزته وبقيت، وانتهت معجزاتهم بانتهائهم، بل بانتهاء اللحظة التي ظهرت فيها . مما جعل القرآن في نظر العلماء سيظل قائما فيه التحدي للناس مستمرا إلى يوم القيامة. وهكذا كان السمع هو مدخل التأثير على النفس والعقل، لتحريك الفطرة الكامنة التي غلفتها أدران الشرك ومفاسد الجاهلية . وأنت ترىمن ذلك عجبا . فالسمع في القرآن أبدا سابق على البصر فنجد ( سميع بصير ) ولا نجد قطعا (بصير سميع). بل إن علم الأحياء الحديث كشف أن السمع يتكون في الجنين قبل البصر. وصدق الله العزيز الحكيم حين قال " وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة " وقال عز من قائل " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ". فقدم السمع على البصر. لهذا كان تأثير القرآن أقوى عند القراءة. وهذا يوصلنا في ترابط تام إلى أول كلمة نزلت من القرآن " اقرأ " سمعها النبي من جبريل. فقرأ النبي على الناس، واستمع الناس، وآمن الناس على اختلاف في الزمن، وقد أخذهم القرآن ببيانه لأن الله تعالى فصله على قدر النفس البشرية . ومع ذلك كابر المكابرون وعاند المعاندون ، لكن القرآن كان أقوى منهم ، وأبلغ أثرا. فهذا عمر بن الخطاب تخر نفسه الشديدة صريعة أمام فواتح سورة " طه " فيسلم وهو يقول ما أحسن هذا الكلام . ومثله أسيد بن حضير في يثرب قبل الهجرة، يقول ماأحسن هذا الكلام وأجمله . ثم يسلم بعد أن جاء عازما على الفتك بمصعب بن عمير، وهو يدعو الأوس إلى الإسلام. بل أكثر من ذلك كان من أثر القرآن في النفوس في مكة أمر عجب، فقد روى الزهري في قصة طويلة أن أبا سفيان بن حرب و أبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق، وهم من رؤوس الشرك ، كانوا يتسللون ليلا إلى بيت رسول الله ليستمعوا إليه وهو يقرأ القرآن. وقد أخفى بعضهم عن بعض أمره. فلما تكاشفوا تلاوموا ، لكنهم عادوا، وعادوا، حتى تعاهدوا عهدا خوفا من انفضاح أمرهم للناس. هذا كان أثر القرآن في النفوس. ولنا أن نتصور كيف تلقى النلس القرآن في تلك الفترة، وكيف كان الوقع عليهم قويا، والهزة عنيفة.[/FONT]
[FONT=&quot]فلنر أمثلة من النظم المعجز في القرآن نتأملها، لأن الموضوع واسع لا يحيط به الحصر، وألفت فيه كتب أغنت وكفت. ولتكن من آيات نحفظها جميعا. الأول من سورة " الشرح"، في قوله تعالى " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ". أول ما يلفت الانتباه في هذه الآتية أمران : التوكيد والتكرار. وهما متكاملان؛ فالتكرار له في التوكيد وجه . لكن ما يهمنا من كل ذلك هو تكرار كلمتي " العسر " و" يسرا ". فإن من وراء هذا النظم البديع معنى عميقا يحتاج إلى فضل تأمل وتدبر. جاء "العسر " معرفا بــ "ال " أما "عسرا " فنكرة منونا. وعلماء النحو يعتبرون التكرار بالمعرفة لايقتضي المغايرة، فقولك: "استقبلت ضيفا فأكرمت الضيف" يكون فيه الضيف الثاني هو نفسه الأول. وعلى ذلك قوله تعالى " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة". والتكرار بالنكرة يقتضي المغايرة، فيكون الاسم الأول غير الثاني.وهكذا فالعسر الأول في الآية هو نفس العسر الثاني فهو عسر واحد لكن اليسر الأول يغاير اليسر الثاني، فنحن هنا أمام عسر واحد ومعه يسران . لذلك ثبت عن النبي عليه السلام قال: " لايغلب عسر يسرين ". فحيثما دخل العسر دخل معه يسران فغلباه. وهي بشرى من الله لـكل من ضاقـت به الأرض بما رحبت بالانفراج و الانـكشـاف. والـمثال الثــانـــــي نأخـــذه من سورة " الضحى " التي إذا حللناها انكشف لنا نظم معجز يحتوي السورة كلها. لكننا سنقف عند وجه واحد من النظم نتدبره: تبدأ السورةبالقسم بالضحى ثم بالليل. جمع فيه تعالى بين النهار والليل ؛ نهار الناس في سعيهم وراء الرزق وانتشارهم في الأرض، وليل الناس في سكونهم لباسا وسباتا. ثم تأتي تسع آيات منظمة ثلاثا ثلاثا هكذا:( كما أشار الدكتور التهامي الراجي)[/FONT]
1- ما ودعك ربك وما قلى 2- وللآخرة خير لك من الأولى 3- ولسوف يعطيك ربك فترضى
4 - ألم يجدك يتيما فآوى 5- ووجدك ضالا فهـــــــــــــــــــــدى 6-ووجدك عـــــــائــــــــــلا فـــــأغـــــــنى
7-فأما اليتيم فلا تقـــــــــــــهر 8-وأما الســـــــــائل فـــــــلا تــــنــــــــهر 9-وأما بنعـــــــمة ربـــــــك فحـــدث

[FONT=&quot]فإذا تأملنا هذا التقسيم بدت لنا علاقات عمودية بين الآيات التسع تترابط فيها ثلاثا ثلاثا، تنتظم مسلسلة من الإخبار إلى بسط الحجة ثم إقرار الحكم الناتج عن ذلك. فإذا نزلنا بالقراءة رأسيا وجدنا في[/FONT][FONT=&quot]الآيات(1- 4-7 ) إخبارا بأن الله تعالى لم يَـقــْـــِل نبيه ودليله أنه آواه عن يتم، وحكمه النهي عن قهر اليتيم، وهو حكم مترتب عما سبق . وفي الآيات (2- 5- 8- ) يخبر الله نبيه بأن الآخرة خير له، ودليله هدايته[/FONT][FONT=&quot]من بين قوم ضالين، وحكمه النهي عن نهر السائل[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]ويميل بنا السياق إلى تغليب أن المقصود بالسائل هو سائل الهداية ومعرفة الدين، ولو أن مدلول كلمة "السائل" تعم سائل الصدقة وسائل المعرفة معا . لكن بقرينة "ضالا فهدى" ، ينفتح لنا وجه من وجوه تغليب أن يكون المقصود سائل المعرفة. وفي الآيات (3- 6- 9- ) نجد إخبارا بالعطاء حتى الرضى، ودليله أن الله أغناه بعد العيلة، أما الحكم فإشهار نعمة الله. وهكذا يمضي هذا النظام البديع في تناسق محكم لا يسع المتدبر إلا أن يسلم بحكمة الله البالغة ويقف عاجزا كما عجز من قبله من هم أبلغ بيانا وأفصح لسانا[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]وكما يكون النظم معجزا كما رأينا من هذه الأمثلة، فإن الرسم معجز أيضا. وأغلب العلماء على أن الرسم في القرآن كان توقيفا من الله تعالى، وأن النبي عليه السلام كان يرشد كتاب الوحي إلى الكتابة وضبط لهم نهجا، لذلك بحسب ما أوحى إليه ربه، فكان الرسم في القرآن أعقد بكثير وأغنى مما نعرفه من الإملاء المنتشر بين الناس، لسر أراده الله في كتابه. ألم يقل تعالى: " قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض " وقال تعالى في سورة الأعراف : " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يومنون ".وقد روي ما يثبت هذا من حديث أنس بن مالك قال: " كان النبي عليه السلام إذا دعا رجلا إلى الكتابة يقول : ألق الدواة، وحرف القلم، وجود بسم الله الرحمن الرحيم، أقم الباء، وفرج السين، وافتح الميم، وجود الله، وحسن الرحمن الرحيم " وفي رواية أخرى تعززها وهي من حديث معاوية قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألق الدواة، وحرف القلم، وانصب الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم وحسن الله، ومد الرحمن الرحيم "( ألـِـــِق الدواة: فعل أمر من لاق الدواة يليقها،إذا أصلح مدادها) . وهكذا كان الرسم توقيفا من الله تعالى لنبيه، ووحيا معجزا كما كان النظم معجزا . لكن الكتب المؤلفة في علم الرسم على كثرتها وغناها لا ترقى إلى مستوى التعليل والتفسير والبحث عن الحكمة الإلهية من دقائق الرسم وأسراره على قدر ما يسمح به قصور العقل البشري، وما يوفق الله تعالى عباده إلى الإحاطة به، والكشف عنه هذه الكتب قليلة جدا . إلا ما كان من كتاب واحد كان المنهل لكل طالب وعالم، باحث في تعليل الرسم، وكل من جاء بعده تأثر به. وعنه أخذ الإمام الزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " . وهو كتاب " عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل " للعالم المغربي أبي العباس المراكشي المشهور بابن البناء. وهو عالم برز في الرياضيات والفلك والهندسة وكانت كتبه من أهم ما استفاد منه الغرب في بناء هذا العلم لديهم . ويقوم الإعجاز في الرسم على مبدأ عام هو : التغيير في المبنى يقتضي زيادة في المعنى، والتغيير يكون بالزيادة والنقصان، والقبض والبسط... ولنأخذ أمثلة من ذلك. ولن يكون القصد منها إلا حث الهمم على تدبر كتاب الله والتمعن في آياته والتأني أثناء القراءة للاعتبار والتفكر فيكون التركيز على المعنى والمبنى جميعا. قال تعالى في سورة الأنعام (المصحف من رواية ورش عن نافع) " إن الله فـ[/FONT][FONT=&quot]ˡ[/FONT][FONT=&quot]ــلِـق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي[/FONT][FONT=&quot] ذلكم الله فأنى توفكون فــالق الاصباح وجاعل الليل سكنا..." . فجاءت كلمة "فـ[/FONT][FONT=&quot]ˡ[/FONT][FONT=&quot]ـلق " الأولى بلا ألف بيـّــٍن فيها، وإنما حذف ووضعت علامة تدل عليه، وهي بعض الألف. بينما " فــالق " الثانية جاء الألف فيها مثبتا كاملا تاما. فإذا تدبرنا الأمر مليا وجدنا أن سياقي الكلمتين يختلفان فاختلف الرسم فيهما . فالأولى وردت في قوله " فلق الحب والنوى " وهو أمر من غيب الله، يتم في خفاء عن الخلق في باطن الأرض، لذلك أخفيت الألف من الكلمة في إشارة إلى اختلاف في المعنى . وأما الثانية فوردت في قوله " فـــالق الاصباح " ولايخفى على ذي بصر أن الإصباح ينفلق على مرأى من كل الخلق، ثابتا للبصر مكشوفا من عالم الشهادة كشفا ساطعا، تضاء منه الأرض كلها، لذلك أثبتت الألف فيه دلالة على هذا المعنى . إن هذا الاختلاف في الرسم يكشف عن عالمين مختلفين ؛ عالم الغيب وعالم الشهادة أو كما سماه ابن البناء أيضا عالم الملكوت وعالم الملك . وفي ذلك يقول في كتابه ص(15) " كل ألف تكون في كلمة لمعنى له تفصيل في الوجود ، إذا اعتبر ذلك من جهة ملكوتية أو صفة حالية أو أمور علوية مما لا يدركه الحس ، فإن الألف تحذف في الخط، علامة لذلك . وإذا اعتبر من جهة مُـلكية أو صفة حقيقية في العلم أو أمور سفلية ، ثبتت الألف".[/FONT]
[FONT=&quot]والمثال الثاني يكون عن الاختلاف في التاء المربوطة والتاء المبسوطة، في قوله تعالى في سورة " الصافات " : " ذلك خير أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون " فقد كتبت " شجرة " بتاء مربوطة . وقوله تعالى في سورة " الدخان " : " إن شجرت الزقوم طعام الأثيم كالمهل تغلي في البطون كغلي الحميم .خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم....ذق إنك أنت العزيز الكريم " . حيث كتبت "شجرت " بتاء مبسوطة . وذلك لأن الأولى شجرة نكرة مجهولة لايعرف حقيقتها هنا إلا الله تعالى وإنما يقرب وصفها إلى الكافرين . لذلك قبضت تاؤها علامة لخفائها واستئثار الله بعلم غيبها. وأما الثانية فشجرة قد خرجت إلى عالم الشهادة قد عرفها الكافر وذاق طعمها وأكل منها فانكشف له خبثها فبسطت تاؤها لأن الله بسط له المعرفة فيها وأطلعه على بشاعتها . إنه نفس المعنى الإخفاء والقبض مقابل الإظهار والبسط . ونفس المعنى نجده في كلمات أخرى على نفس الصورة والرسم كالرحمة والمعصية والسنة والنعمة ...وهكذا فالمتدبر للقرآن يقف على أسرار مبهرة تتدفق ينابيع من الجلال والجمال الرباني ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم. وتخبت له نفوسهم .[/FONT]
[FONT=&quot]هذا غيض من فيض أنوار الله عز وجل في هذا الكتاب المعجز . كان الهدف منه شحذ الهمم نحو تدبر القرآن الكريم، بأوسع معنى التدبر من رسمه إلى مضامينه، من حروفه إلى سوره . فالإعجاز يطاله كله . ولعل قول النبي عليه السلام، بأن من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة ثم أضاف : لاأقول " الم " حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. لعل هذا التركيز على الحروف أصغر وحدة مكونة لكتاب الله، لعل ذلك أن يكون مدعاة لتتبع كلام الله أثناء القراءة فيدفع القارئ إلى التأني وفضل تدبر . وأذكر هنا أن أحد الصالحين قال : لي مع القرآن ختمات ختمة كل يوم، وختمة كل جمعة، وختمة كل شهر، وختمة كل سنة، وختمة أنا فيها منذ ثلاثين سنة. وهكذا سيظل هذا القرآن قائما في الخلق لاتنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء .معجزة النبي الخاتم لكل الخلق. وسيظل يتلى إلى يوم القيامة محفوظا مصونا قد قام عليه رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله. كيف لا وقد قال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". [/FONT]

[FONT=&quot] مصطــفى بــوعــزة[/FONT]
 
عودة
أعلى