تدبر الجزء الاول للقران

إنضم
26/08/2010
المشاركات
242
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
العراق
بسم1
ان هذا الموضوع تكملة لموضوع تدبر كناب الله البداية...سائلا الله تبارك وتعالى ان ينفعنا بعلم التدبر
كلمة عن سورة البقرة
ان سورة البقرة موضوعها في اسمها...قصة البقرة المعروفة..لكنك يجب ان تنظر نظرة اوسع لقصة البقرة...انها قصة الانقياد لله ..الاسلام له..ان لاتناقش امره تعالى حتى لو امر بشرع غريب بعض الشيء ..فمادمت مؤمنا بالله سبحانه وتعالى تنفذ على الفور فلا تفعل كما فعل اليهود في هذه القصة..ان تسلم وجهك لله
لهذا تجد في السورة الشريعة الاسلامية ولهذا تجد من لم ينقاد مثل بني اسرائيل السلف والخلف ومن انفصل عن جيش طالوت وانقياد ابو الانبياء وانقياد من تبع قبلة المسجد الحرام وعدم انقياد ابليس وهناك صراع بين من اسلم وبين من لم يسلم هذا الصراع فكري وعقدي ففي السورة دفاع عن القران ومجادلة لاتهامات المشركين واليهود وستجد اثار الصراع حتى اخر السورة ويستمر في ال عمران
 
1

1

بسم1

في ايات نعم الله تعالى على بني اسرائيل من الاية 49 لغاية الاية 61 لو لاحظت اخي ستجد انها كلها لانقاذهم من الموت ولتنجيتهم من العدم وهي نعم متسلسلة حسب مامر معهم زمنيا وفي اخر اية منها تجد ماذا فعلوا تجاه هذه النعم ...بطروا النعمة واستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير
 
2

2

بسم1

لقد وصف اليهود في كتبهم الله سبحانه اسوا وصف وعرَفوه اسوأ معرفة ولو قرات ايها الاخ المحترم ايات النعم على بني اسرائيل الاوائل لعرفت الله عزوجل خلافا لما ادَعوه وافتروه
ففي اية نعرف كم هي جماليات ان يدافع عنك ربك ويكرمك ويرفع قدرك:: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) هاهو عدوك وهاهو البحر العظيم اكرمك وشرّفك وخرق ماهومعتاد من سنن ملكوته وكونه فانفرق البحر لك ..هلم انجو بنفسك ولربك ترتيب مع عدوك...ثم يغرق عدوك وانت تنظر ..عدوك الذي ذبح ابنائك واستحيا نسائك انظر كيف فعل ربك بهم...انظر الى ربك ماذا فعل بالقوة العظمى انذاك دولة فرعون مصر ..وانظر اين كنت واين اصبحت والايات التي بعدها اجمل واجمل فلو قراتها اخي المحترم لاحسست باسماء الله الحسنى تتوارد على الذهن:: اللطيف المنتقم الكريم المنعم الهادي الحليم الرحمن الغفور التواب الجليل
 
3

3

بسم1
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
السؤال::ماهو التناسب بين اية الغمام والمن والسلوى مع ماقبلها ((اية الصاعقة)) ومع مابعدها ((اية القرية))؟؟
1- ان الصاعقة اتت من السماء..وان الغمام اتى من السماء فالعقوبة والنعمة من مصدر واحد..فيذكرهم ان مصدر عقوبتهم ونعمتهم واحد بيده سبحانه
2- يميت ويحيي فيما بين ايتين سبحانه افلم يعتبروا
3- انهم تجراوا في اية الصاعقة وعوقبوا وبينت لنا اية الغمام انه قد غفر لهم وقد انعم عليهم وكرمهم رغم مابدر منهم
4- اية القرية ايضا للاطعام كاية الغمام والمن والسلوى وفيه اطعام من نوع اخر..وفوق ذلك زيادة المغفرة ان دخلوا القرية كما امرهم الله تعالى
5- اية الغمام اطعام بلا تعب وكد منهم واية القرية بتعب وجهد
6- فيه ملحظ جليل ونداء من بين السطور انكم يابني اسرائيل وان لم تروه جهرة فانكم ترونه في نعمته في مغفرته في تكريمه اياكم
 
4

4

بسم1
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
السؤال مامناسبة عبارة النهاية هنا؟ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ؟؟
1-لو قرات الايات ((ايات تعداد النعم)) لوجدت ان بعد كل نعمة جريمة وعصيان كظلمهم باتخاذ العجل
2- لان مابعد اية المن والسلوى اية القرية وبها كان ظلم جديد يظلمون بها انفسهم فحسنت هذه المقدمة
3-وبعد اية القرية والاستسقاء اية البطر كما اسميها او سميها اية كفران النعم واي ظلم اكبر
 
5

5

بسم1
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
السؤال كنت قد سألت نفسي لم تكررت الاشارة ((ذلك)) وما مغزاها الجمالي والبياني ولم اعلم بالجواب حتى قرات __قطف الازهار في كشف الازهار_ وانقل لكم مانقله عن الامام فخرالدين الرازي رحمه الله (( وهوكقول من يعاقب عبده عند آخر ذنوب فعلها:هذا بماعصيتني ,هذا بما تجرأت عليَ ,هذا بكذا,فيعدد ذنوبه تبكيتا له)) ا هـ
 
6

6

بسم1

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)

1-تبدأ هنا آيات العقيدة من 62-123 الايات التي تتعلق بعقيدة هؤلاء في نظر هؤلاء
2- السؤال:هل يوحي رفع الطور هنا بالاكراه؟الحق ان بعض المفسرين ذكروا ذلك ولكن المشكل في الامر الاسرائيليات التي تصورها لنا كالاكراه وهذا مالايقبل ابدا حاش لله ولذلك ارجح بان ماحصل هي اية كما ذكر المفسرون الاخرون ...انه عند الميثاق والتململ نتق الله الجبل القريب منهم فتحرك واضطرب فسجدوا هيبة لله وخافوا وظنوا انه واقع بهم لكنهم بعد فترة عرفوا انه لن يقع فازدادوا بالله ثقة وحينها تحمسوا لاتمام الميثاق ووصاهم الله بان يضعوا حماسهم في العمل بماوصاهم وان يدرسوا ويذاكروا ويعلموا مافيه ولايكتمونه
3- لكنهم تولوا بعد ذلك ..او تولوا من بعد ذلك ..اي بعد وقت قصير..وكانوا يستحقون العذاب ولكنه فضل الله ورحمته ...امهاله وفتح باب توبته
4- ((ثم ))التي في بداية الاية جميلة بحق فكأنه حالهم ماقبل ((ثم)) هذه قوم اخرين وخلق مختلف ومابعد ((ثم))هبوط الى اودية العصيان ودركات البُعد ((ثم)) هذه بقصرها فصلت بين حالين وبين قلبين قلب متحمس يهاب جلال الرب يسمع ميثاقه ويأخذ ماآتاه الرب بقوة ويتحمس ليدرسه بل ويعتز بذلك السجود فيعلمه للاجيال الاخرى ويقول بهذا السجود نلنا حظوة الرب فصلته عن قوم اخرين نسوا وحرفوا وعصوا واعتدوا وكتموا وحسدوا وهبطوا الى اسفل
 
7

7

بسم1
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)
1- الواو عطف الحال على ذلك التولي في الاية السابقة ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وهذا رغم انه حصل فيما بعد الميثاق بزمن يبين الله انه يمهل تارة وتارة لايمهل وما امهاله الا بفضل منه ورحمة وهذه مما لم يمهل
2- اللام في لقد معجزة قرانية...لان قصة السبت اتى الله بها من غياهب الغيب معجزة وماكان للنبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمها لولا القران...فاكد بلام القسم المضمر وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ فلا تكتموا واعتبروا ولهذا اقسم الله وكأنهم انكروا وقالوا مانعلم ما اصحاب السبت او مانعلم ماحصل لهم وهم يعلمون فجاء التوكيد بالقسم المضمر
3- اعْتَدَوْا أي افتعلوا عن عمد العدو ..وهو تجاوز حد السير او حد الغاية ...ودل صيغة الافتعال عدى اعتدى..على التكلف الذي يعني التعمد والقصد في يوم كتب عليهم فيه التعبد فعصوا الله في يوم تعبدهم فلتتعظ امة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولتتجنب مثل مافعل هؤلاء
4- وهنا ختام تلك الاية التي جاءت لتركز على العقوبة
فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) يهبط جزاءا وفاقا من مرتبة البشر الذي سجدت له الملائكة وكرمه الله وجعله خليفة الارض وراعيها وجعل الكون له وسخر له كل الارض وبعض السماء هبطوا من هذه المنزلة الى مادون...لانهم قاموا بما هو دون وارتكبوا معصية دونية ولقد رفع الله تعالى العقوبات التي مثل هذه عن امة المصطفى صلى الله عليه وسلم...لكن لتتعظ من حال من فكر بالدراهم والارباح التافهة مقابل هذا المصير ومقابل غضب الله الجليل الذي يمهل ولايهمل
خاسئين يبعدهم من لم يعتدي في السبت وملعونين من الله ولترتسم بالبال اناس استحالوا قردة بحركاتها الضائعة ووجوهها المتجهمة وهي ترى ماذا صنعت بنفسها بمعصية الرب ويطردها الذين لم يعتدوا بالسبت لئلا يغضب الله عليهم وهم يجاورون اولئك الملعونين فتمضي بعيدة في شتات القفار واللعنة اصبحت من اقرب الناس ومن رب الناس
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
فتتحول العقوبة ويريد الجليل عزوجل ان تتحول الى اصفاد وقيود تردع العاصين ان يقربوا هذه الكبيرة وترق لها قلوب المتقين ويتعظون بها ويعظ بعضهم البعض بها فتصبح موعظة لوحدها وبذاتها
ومن لطيف البيان ان اصبح النكال واقعا للظرف المكاني او الزماني وهي من البلاغة بمكان فاصبح ظرف الزمن المستقبل يمتنع من الاعتداء في السبت
نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا فاصبحت الازمنة والامكنة تمتنع من التقرب لهذه الكبيرة فكيف بمن كان من اليهود في تلك الازمنة والامكنة
وانظر اخي ان كنت من امة المصطفى عليه الصلاة والسلام ما امرك به في يوم الجمعة وما امرك به في شهر رمضان
فلا تعتدي فيه ولتتعظ ولتعظ غيرك بمثل ماكان وانظر الى الله عزوجل كيف انتقم لحرماته وقد قدم بالامر والنهي كيلا يظلم الانسان نفسه
 
8

8

بسم1
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)

1- وبعد المخالفة الاولى حول تنفيذ الشرع المكتوب في التوراة المتمثل بالانقطاع التعبدي في السبت الى مخالفة تنفيذ الامر المباشر من خلال الرسول فكان الاول للشرع والثاني للرسول...سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام..اعظم انبيائهم ..انها الحادثة المجملة المبيًنة الموجِزة ُ للعقيدة في نظر اغلب هؤلاء ولقد بين الله لنا ان العجل والبقر قد استمكن من القلوب فلا فكاك الا من رحم ربي
2- وبعد ان كان الجليل يخاطب ُفي اية السبت التفت السياق ُ الى اسلوب الغيبة ..لان مقام اية السبت العقاب والنكال البليغ من الجليل سبحانه..ومقام اية البقرة مقام بيان المكابرة والتوقـًحُ والعند والعنت وقلة الايمان ومحبة وتقديس معبود المصريين آنذاك
3- ولو تأملنا المخالفتين لرأيناهم يظنون بالله السوء فيظنون انه لايعلم بتحايلهم في اعتداء السبت ولرأيناهم يظنون بالرسول يتقوَل على الله مالم يأمر به...ويجهلون (يسيئون القول)على الرسول بسوء ادب ... وهذا هو الجهل بعينه....جهل بانه لايامرالرسول الابماامر الله ....جهل بان الله يعلم ويبصر ...جهل باسمه العليم البصير الخبير..ويستعيذ سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم ان يكون من الجاهلين..هذه ماتبينه ايات العقيدة بين سياقاتها
4- اما لاحظت ان كل الايات كان بها حواران بينهم وبين الرسول الا تلك الاية قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) افردها لانها دليل انهم تعبوا وبحثوا وعادوا للرسول وانهم اهتموا بايجاد البقرة ...وقد قيل لو لم يعلقوها بمشيئة الله لما وجدوها...والبحث لم يبدأ الابهذه الاية
5- في اية البقرة دليل على النسخ الذي اعترضت عليه اليهود في اية تحويل القبلة ...فلقد كان يكفي اية بقرة لكنهم سألوا الرسول تعنتا وانكارا فشدد الله عليهم ونسخ امره الى التحديد الذي اتعبهم حتى اهتدوا باذن الله ...وفي الاية دليل الانقياد وعدم الانقياد فلقد كادوا ان يعصوا الله في هذا التكليف...في الاية ملمح الى الوثنيات العالقة بقلوب هؤلاء....وفي اية البقرة ايضا اساءة النظر الى رسولهم الكريم بتكرارهم (ربك )



وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

1- وفي جمع كلمة قتلتم وفادًارأتم وتكتمون معنى الجريمة العامة المتعددة الاطراف ...واين هذا من الميثاق ووصية الله لهم بان يذكروا ما اوتوا وياخذوه بقوة
2- وفي الاية احقاق الحق وفي الاية اشهادهم كيف الله في مقدرته احياء الموتى والتعقيب يبين انهم كانوا غير ذي حكمة وغير ذي تفكر ورأي حصيف وبهذه الاية لعلهم يتعقلون
3- وبهذا الاسلوب..ان يامرهم الله بذبح بقرة تؤدي فيما بعد لكشف مؤامرة القتل..كانت العبرة ان لاتبحث عن حكمة التكليف بل تنفذ مادام الرب امر وتثق بحكمته وعظمته

4- فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا فتدافعتم فيها ...فلقد تكلفتم التدافع بينكم في هذه النفس في هذه الجريمة في دفع التهمة فاجتهدتم وانهم ينكرون التهمة عن انفسهم لكنهم كتموا الجريمة ايضا ممادل الاشتراك كفريق في الجريمة ممايدل على تآمر الجماعة على شخص واحد أوكأنهم اتفقوا على الكتمان واضاعة حق القتيل ولم يبين القران ان كان هناك بريء اتهم بالقتل او انهم نسبوا مقتله لشيء او حادث
5- الكتمان كتمان قصة السبت والكتمان هنا في الجريمة الجماعية والكتمان في هذا الجو للحقيقة متناسب منتظم مع جو سورة البقرة

6- وهل رأيت الى كلمة (مُخرج) فكأن المكتوم دخل الى حيز مستتر عن الانظار والله سبحانه يخرجه ..ثم هل رأيت الى صيغة الاخراج الصرفية باءسم الفاعل فدل على الثبات والاستمرار فكلما كتموا امرا فالله عزوجل ان شاء فمُخرجه

 
9

9

بسم1
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)

1- وب((ثم)) هذه ندرك ان العقول قد توقفت عن النظر لايات الله بعد آيات عِظام في ملكوت الله فلقد انفلق البحرُ واندحر العدوَ ونزل الكتاب وغفر الله الكفر الصراح وجرأة المتجرئين وجادت السماء باذن الله بالغمامِ والسلوى والمنً ووضعت لهم القرى الرغيدة أُكُلُها واهتزالجبلُ وانفجر الحجر بالمشربِ واحياهم الله من موتهم واحيا امامهم نفساً فاذا فجأةً بالقلوب وقد قست وشبهها الله هنا باقسى شيء منظور ولقد مدح خير هذا الشيء حتى انحدرت القلوب الى مرتبةِ الجحود بمكان فلا خير فيها
2- واذا نظرنا للحجر وقد ذكر الله فيه خيرا ودورا في كونه فمنه ماتنبع الانهار العظيمة متفجرة فهذا الخير الكثير وكذلك في عباده من هو قلبه متفجر بالخير ومن الحجر مايشقق فيخرج من الماء اليسير كالعيون وفي عباد الله من قلبه فيه خير يسير ومن الحجر مالايخرج منه الماء بل يهبط من خشيته سبحانه ومن قلوب عبادٍ قد لاتفعل الخير لكنها تخشى الله فلا تتعدى حدوده فتتدرج الاوصاف من الاولى بالذكر للاقل وفي كلٍ خير فأين مرتبة قلوب هؤلاء في ملكوتٍ هذا حجارته
 
10

10

بسم1
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)

1- (لكم)...انهم لم يؤمنوا لرسولهم تمام الايمان فكيف يؤمنون لكم!!...هو التيئيس لكنه ليست دعوة لعدم دعوة هؤلاء للاسلام..
2- ويقسم الله هؤلاء لاقسام منهم ماهو واضح انه من العلماء وقسم امَي وقسم من المنافقين المجادلين لكنهم يجمعهم شيء يبينه السياق هنا وهو الجهل
3- ويظن اليهود ان الله لايعلم ولا يسمع ويظنونه كالبشر تعبر عليه تحايلاتهم ومتاجراتهم بالدين واتفاقاتهم الربحية المحرمة ..يومنون بالحساب لكنهم يغترون والشيطان يعدهم ويخدعهم...وتصورات اليهود عن الاله مضحكة يكفي اخي المحترم ان تطلع على العهد القديم الذي كتبوا واضافوا فيه لتفهم عقلياتهم وعقدياتهم فهذا من كان من العلماء واي علماء واي علماء.؟!!!استغفر الله ..بل جهلاء
4- وعندما تدخل قسم منهم ليصبحوا مشرَعين توعدهم الله بالويل مرات عقوبة التحريف لكتاب الله وعقوبة التكسب به ...وانه لتحذير من الله الجليل الذي خلقنا ويعلم كيف نتألم اقصى الايلام ونتعذب ايًما عذاب وبيده ان يجعلنا نتجرع عذابه كيفما شاء سبحانه ...فانظر رحمك الله كيف ظلموا انفسهم فاهلكوها
5- وبصيغة الاسم الموصول ترتسم لنا معاني التكرار والتجدد فنرى في الكون متكسبين من الدين يدعون ان الله قال أويكتمون ماقال ...فلا يخلو الزمن منهم..ولتنظر الى مانتهت الاية فجاءت ((مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79))) كتبت بصيغة الماضي ويكسبون بصيغة المضارع ...لان الكتابة تحصل مرة..وحصاد التشريع المحرف يتجدد ربحه وكسبه لانه ادعى انه من عند الرب
6- ويحفز الله من لايعلم الكتاب ان يتعلم ويفهم ماتنزل عليه فلايكون مثل اولئك الاميين الذين لا يعلمون الكتاب الا تلاوات متكررة لايتدبرونها ولا يفهمونها الا ما وضح لهم احبارهم مااختلقوه من التاويلات كانه لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا ولن تمسهم النار الا اياما معدودة
 
11

11

بسم1

وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)

1- وبعد التحريف والكتابة الجريئة تلك يقولون احدى امانيهم او اكاذيبهم ...وتفيد الواو العاطفة انهم كان فريق منهم يسمعون كلام ربهم فيعقلونه ويحرفونه ويكتبون الكتاب بايديهم وفوق ذلك قالوا هذه المقالة .....وياتي القران هنا ليرد باجمل رد ...فيبدأ بالتبكيت ويثني بمن يخلد في النار ومن يخلد في الجنة ..ثم يذكر الميثاق ليتبين هل التزموا بها لينالوا هذا الذي تقوَلوه ..فهكذا مع شرع الله واما مع رسل الله فهل فعلوا مايستحقون التكريم لاجله.؟..ويبين السياق مافعلوه مع الرسل...ثم مافعلوه مع القران والاسلام وخاتم الرسل عليهم الصلاة والسلام وهنا يحتد الجدل الفكري وللقران الحجة الواضحة...ثم يختم باية تمني الموت وكلها لدحض مقالتهم وتصوراتهم التي يبلبلون الصف المسلم بها
2- بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ _ فما اجملها من صورة ....صورة الذي كسب سيئة فتنفعت بها شهوته فاحاطت به وقد تعاظمت فصارت خطيئة تسورت وحاصرت صاحبها فلا يملك الا ان يرتكبها لان قلبه تعلق بها فاصبح محاطا بها ..فانظر كيف صارت الخطيئة حائطا يتحرك فيحيط صاحبه فلايترك له منفذا للتوبة او الرجوع...وهي الكفر
3- سوال::في اية الميثاق لم كان تاخير الصلاة والزكاة وتقديم حسن التعامل مع الناس ابتداءا بالوالدين والضعفاء من الناس وانتهاءا بالقول الحسن مع الناس
الجواب:: لان الاية التي بعدها تمزق اجتماعي بقتل بني النسب والدين الواحد ونفيهم ولان المقام مقام القول السيء المكذوب كقولهم انهم لن تمسهم النار الا زمنا محدودا
4- والانتقال من الغيبة للخطاب من ميثاق الى ميثاق حدد من الثاني امرين وشدد فيه وهو القتل والنفي عصوا فيهما بالذات الزمهم بالعقوبة عليها لانهم كفروا ببعض الكتاب ..
5- من جميل قوله انه لماعبر عن قتل الاخوة قال ان دماؤهم دماؤكم وانفسهم انفسكم فانتم لحمة واحدة بهذا الدين السماوي وفي نظر التوراة وفي شرع الله ..او ان قتلهم يؤدي لقتلكم قصاصا ونفيهم يؤدي لنفيكم قصاصا ..او باعتبار انه اهلاك لانفسكم بابعادكم عن الجنة داركم الحقيقية والحياة الحقيقية فيها
6- وفي اية الميثاق وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) انتقل الخطاب من الغيبة الى الحضور ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ...الاية فلم؟؟الدلالة بمعنى ان سلفهم تلقوا الميثاق فتولى خلفهم والمقام مقام التقريع والذم فناسبه الخطاب المباشر من الجليل سبحانه ..
7- سوال::التولًي ...معناه الادبار والاعراض فلم قال وانتم معرضون؟؟ الجواب لان التولي له عدة معاني فأكده بانه الاعراض واتى بصيغة اسم الفاعل ليدل على الثبات
8- :: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ أي شيء من افعالهم كان من الايمان بالكتاب؟؟؟
فداء الاسارى...ولقد شنَع الجليل سبحانه فسمى مافعلوه كفرا ..اي سفك دمائهم واخراجهم من ديارهم وفيه موعظة لنا نحن المسلمين ان ناخذ بالقران كله ولانجتزئه في التشريع لكي لاناتي بمثل فعلتهم
9- السوال::لم كرر الله واكد جزاء اولئك أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) الجواب::لكون ما ارتكبوه عظيما,ولانهم اقروا بانهم يعذبون لكن لايام معدودة..فبين ان العذاب لايخفف..بالفعل المضارع الذي يفيد التجدد.. وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ فلا شفيع ولاناصر ((يدحض قولتهم))
10- السوال::مامناسبة اية الايمان الجزئي ببعض الكتاب مع مابعدها من اية الرسل؟؟
الجواب:: ان هذا الحال من ضعف الايمان مظنة ان الرسل لم يكونوا بالكثرة والكفاءة والبيان فبين الله وبالقسم المضمر انه كانت الرسل تترا عليهم وبالبينات الباهرة وبتاييد المعجزات العظيمة , ولمناسبة اخرى انه بين حالهم مع الشرع ثم بين حالهم مع مبلغي الشرع ,,ولمناسبة اخرى انهم قتلوا بني ملتهم واخوتهم في الدين وبين انهم قتلوا انبياء الله فوق ذلك فانتقل من الاقل جرما الى الاعظم جرما
11- السوال::لم وردت اية وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ هنا؟...الجواب انهم يجابهون النبي صلى الله عليه وسلم بهذا كمعنى..اما موضع الاية فيتناسب لانه اتى بعد اية موقفهم من الرسل ..فلكانهم قالوا قلوبنا مغلفة واكتفينا بمن اتانا من الرسل...فادحض حجة هذه المقالة من اساسها قبل ان يذكرها..فانهم كذبوا الرسل وهاهم يكذبون النبي عليه الصلاة والسلام
12- لم اضاف اضافة تاييد عيسى بجبريل عليه السلام الروح القدس؟؟؟ لان السياق انما يخاطب فيمن يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ..فهاهو مثلك قد كذبوا سيدنا عيسى المؤيد بالملك الذي ينزل عليك ايضا...ولمناسبة اخرى انهم ادعوا معاداة الملك جبريل عليه السلام
13- ويرتبط السياق بعد اية الرسل فيذكر كيف انهم يجابهون الرسول والكتاب(القران) فيرتكبون مايخلدهم في النار لا مجرد ايام معدودة ويذمهم الله ايما ذم فيلعنهم ويبين غضبه عليهم ويصف كفرهم باشد مايكون
14- ولقد ذكر الله الاسباب ..اسباب هذا الضلال...فلقد ذكر منها الاهواء ....والاستكبار....والحسد والبغي وحب الرياسة ...وذكر اساسه حب الثمن القليل وبيع الاخرة بالحياة الدنيا...استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير ...والوثنية العالقة في القلوب وللقارئ المحترم ان يستقرأ الايات ليجد الاسباب بين ثناياها
15- والعجب منهم انهم استفتحوا بالدين الجديد والنبي والكتاب على الذين كفروا فلما جاءهم اصبحوا هم الكافرين
16- لم قال وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ؟؟؟ ولم لم يقل عذاب عظيم او عذاب اليم؟؟لان الاهانة هنا انسب مع قوم تطاولوا واستكبروا وطلبوا الرياسة والتزعم وقالوا ان الله فضلهم وانهم داخلوا الجنة جزما
17- سوال ::في الايات وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) أ-لم قدّم قتل الانبياء على الكفر باتخاذ العجل؟ الجواب:: ان قتل الانبياء تكرر بدلالة الفعل المضارع في كل الازمنة اما اتخاذ العجل فكان مرة واحدة بدلالة الفعل الماضي ب- مالمناسبة بين الايتين؟؟انه لما ذكر ماتعودوا عليه من قتل الانبياء قيل فماذا فعلوا مع نبيهم الاول موسى فاجيب عنه بانه حتى مع موسى لم يؤمنوا تمام الايمان
18- في الايات وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) ماالتناسب بين الايتين؟ لقد ابتدأ فذكر ان رسولهم جائهم بالايات البائنة المبيّنة وانهم قابلوها بوثنيات المصريين والشاميين وهم ظالمون انفسهم فكأنما قيل فمافعلوا بعدها اوبعد ان تابوا فهل خلصوا واخلصوا لله فاتت لحظة الميثاق واشتملت على اية بيّنة اخرى ولكنهم مااخلصوا لله فعصوا
19- وفي اية وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ البلاغة ايما بلاغة فلقد بلغ حب العجل منهم مبلغا فشربوه بسهولة الشرب ليس في صدورهم بل في القلوب فاذا وصلت للقلوب فلا مخرج لهذا الحب ولهذه الوثنيات الامن رحم ربي واذا وصلت للقلوب فليس للحواس من ادراك ولعمت الابصار فلا ترى بينات موسى عليه الصلاة والسلام ولا الطور المرفوع فوقهم ولابت الاسماع ان تعمل وتمتثل ....هذا حال سلفهم فاما الخلف فيقولون ان اليهود مومنون فاي ايمان !!
20- ومن ادحاض الحجة كما علمنا القران ان تسلّم في النهاية جدلا بصحة المدّعى ثم تنقضه وهذا ابلغ..
21- يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ من جمال البيان ان الذي سيعذّب اصبح جرما ثقيلا ثابتا بثقله على الارض ينتظره العذاب ولو اردنا تخليصه لاضطررنا الى زحزحته بالجهد والقوّة
22- وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ومن جمال البيان وصف العمل بانه شيء اشتغل به العامل كأنه شيء منسوج او منحوت باليدين ثم ياتي به ويقدّمه ويمضي ليقدّم عملا اخر...وهذا يدلّ على الجهد والتكلف في العمل
 
12

12

بسم1
سؤال:: مالمناسبة بين ايات النعم 49-61وايات العقيدة 62-123 ؟؟ انه لما ختم ايات النعم بانهم باؤا بغضب من الله وبانهم عصوا وتكررت اعتداءاتهم فلقد فصل كيف اتت منهم المعاصي والاعتداءات السابقة ثم اتى الى محور بلبلتهم للمسلمين وانهم ليسوا اهلا ليكونوا ندا لاهل الاسلام لانهم ارتكبوا هم واسلافهم مايُخزي ..ولكن القران احترم رايهم فناقشهم وادحض حججهم ومنها الهجوم على النسخ وتحويل القبلة
 
13

13

ما ابرز مابدأ الله به في مخاطبة المومنين بالشكل المباشر؟؟
في اية((افتطمعون)) بدأ التركيز على اليهود كاقسام والتركيز على التحريف وبذلك خفف من حماسة المومنين في بحثهم عن نعت النبي عليه الصلاة والسلام في كتب التوراة فبين انها طالتها ايادي التحريف وبين ان اغلبهم اميون لايعلمون من كتابهم الامايلقنهم احبارهم وقلما حدث ان لم تفسد احبارهم ولم تتجاذبهم اهوائهم التي امتطتهم فكتموا اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم عن اهل ملتهم والمسلمين معاً
 
14

14

بسم1

قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)

السؤال::: لم ختم الله الفواصل باسم من اسمائه على ذلك الترتيب؟؟لم قال عليم هنالك وقال بصير هناك؟
الاجابة والله اعلم: لو نظرت الى اللفظين لرأيت ان عليم اعم من بصير..لان البصر من وسائل العلم..وفي الاية 94 كان الكلام عما عمله اليهود من عمل فقدمته ايديهم...والعمل يناسبه العلم به فمجازاته
في الاية الاخرى السياق عن حياة اليهود والذين اشركوا حتى لو عاشوا الف سنة...وهذه الحياة تستدعي العلم الدقيق بتفاصيلها فناسبته المراقبة باسمه البصير لان البصير من مبالغة البصر أي انه يرى حالهم في حياتهم ماذا يقترفون ويقولون ويدبرون وهكذا
فناسب ذكر كل واحد مااتى في سياقه والله اعلم
 
15

15

بسم1
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
فما السبب في تنوع اللفظ من سيئةٍ الى خطيئة؟؟
انه معلوم ان سيئة هي الذنب ان صح القول الصغير اما الخطيئة فهي اعظم من السيئة ولقد ورد في القران ماثبت انهما كذلك
فورد مع الكسب::سيئة وورد مع الاحاطة::الخطيئة فتناسبا..فالذنب العظيم انسب ان يحاصر صاحبه فلا يرى للرشد سبيلا ولا للرجوع من منفذ
ولقد اجمع اغلب المفسرين بانه الكفر وهذا ينصرف للخطيئة التي احاطت بصاحبها فبقي ان نسأل فما السيئة اذن في هذا المقام ان كانت اقل من الخطيئة او الكفر بالله؟؟؟

 
16 اساليب النهي

16 اساليب النهي

بسم1
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
هناك تغاير في اسلوب النهي في الايات
قال لاتعبدون وما قال لاتعبدوا ثم عاد والتفت
الى النهي المباشر وقال وقولوا للناس...ثم عاد الى النهي ::لاتسفكون وماقال لاتسفكوا
ايش الفكرة في هاذي؟
اما اسلوب لاتعبدون ولاتسفكون....اسمه النهي بصورة الخبر...يعني اقول لابني مثلا:
تروح تقرا درسك ....بمعنى انا متاكد ان ياابني انت رح تفعل اللي امرتك بيه ولله المثل الاعلى
كأن الناهي لا يشك في عدم تحقق ما نهى عنه ، ولا يرتاب في أن المكلف المأخوذ عليه الميثاق سوف لا ينتهي عن نهيه، فلا يوقع الفعل قطعا
شيئ اخر الاية 83 بمعنى المأمورات و84 بمعنى المنهيّات
 
17 ثم انتم هؤلاء

17 ثم انتم هؤلاء

بسم1
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)

1- في الاية 84 لوتقرأوها اخوتي::النهي ان تكونوا على شاكلة قوم تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ و تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
2- في الاية 85 العجب العجاب ... ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ....حولتوا انفسكم الى مانهيتكم عنه فكنتم مثل القوم الذي نهيت ان تكونوه...اي انقلاب هذا ..وهو من اجمل العبارات القصيرة المعجزة بيانيا وتستمر اية 85 تخبرنا بالعجب
3- تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ ..وقد نهيتكم عن مجرد ان تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ
4- وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ...وقد نهيتكم عنه وفوق ذلك.. تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..
اي زادوا فوق ذلك النهي فارتكبوا الاكثر
5- ويرتكبون بعدها العجيبة الاخرى ان ياتوا الى الاسارى من اعدائهم فيفدونهم ويجمعوا المال لينقذوهم ولقد وردت في كتب التفسير عن ماحدث من حروب الاوس والخزرج قبل الاسلام..الجميل تعجب العرب من حالهم: فتعيرهم العرب وتقول : كيف تقاتلونهم وتفدونهم قالوا : إنا أمرنا أن نفديهم فيقولون : فلم تقاتلونهم ؟ قالوا : إنا نستحي أن يستذل حلفاؤنا
انهم كانوا مثار العجب لاي موضوعي محايد وتعجب العرب ماهوالا جزء من الخزي في الدنيا الذي عاقبهم الله به والخزي::هو ما استحيت ان تُفتضح به
 
18 اشكالية الصيغ

18 اشكالية الصيغ

بسم1
فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)
السوال ان الحدث في الماضي للتكذيب اقتضى ان يكون القتل بصيغة الماضي فمادلالة مجيئه بالمضارع ؟؟
1- جاء ( تقتلون ) بالمضارع عوضا عن الماضي لاستحضاروتخييل الحالة الفظيعة ، وهي حال قتلهم رسلهم أي زرعه في بال القاريء صورة العبد الذي اصطفاه الله ليحمل الرسالة واذا بهم يقتلونه وصورة انه فريق من الرسل يعني التكرار وعدم وجود اجيال تحمل الدين وتعظم شعائر الله وتنتهي بامره وتحتفي بالرسول المبعوث اليها
2- ( تقتلون ) الذي يفيد الاستمرار ( أن هؤلاء اليهود استمر قتلهم الرسل حتى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالسم الذي وضعوه له في خيبر
وهذا رايان ذكرهما العلماء والاول ارجح لان الثاني يعني ان كان صوابا فلقد انتهى زمن النبوة فلا يتحقق الفعل اذن الان
 
19

19

بسم1
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)
11 مرة..عدد المرات التي ذكر بها القلب والقلوب في سورة البقرة ولقد اتت في بداية السورة مرتين..قلوب الكفار المختومة وقلوب المنافقين المريضة .قلب النبي عليه الصلاة والسلام يتنزل عليه الملك بالوحي وقلب الد الخصام والقلب المطمئن لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام والقلب الاثم لكاتم الشهادة الحق والقلوب القاسية جد القسوة والقلوب الغُلف وقلوب تشرب الوثنية شُرباً وقلوب مادية تطلب الايات والجهاريات والقلوب القاصدة لليمين والحلف
لانه مناط الايمان ولانه مناط الانقياد ولانه ان صلح صلح الجسد والعكس قد صحّ ولانه مناط الهلاك ان فسد ومرض فلهذا ذكره لعظيم خطره وجسيم شأنه
 
20 غلف

20 غلف

بسم1
قُلُوبُنَا غُلْفٌ
لفظة غلف هنا دقيقة جد الدقة..قلوبنا محاطة بعدة اغلفة تحافظ على مافيها ((يدعون فيها ايمانهم بدينهم ونبيهم)) ولا تقبل شيئا من خارجها ((سوء ادب مع الاسلام ومن يدعوهم له))
ولقد اتت الاية في صيغة غيبة بعد خطاب ممايدل على ذمهم حتى بالصيغة الواردة بالغيبة

 
21

21

بسم1
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)

وَقِيلَ: لِأَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَى الْأُمَمِ الَّتِي كَذَّبَتْ رُسُلَهَا بِالْعَذَابِ وَالْوَعِيدِ، نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ حَدِيثٍ خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ
ولقد قالوا هذا الكلام مع كثير من تقولاتهم ولكن الله اورده في هذا الموضع
فلماذا؟مادلالة ورود قضية عداوة الملك جبريل عليه السلام في هذا الموضع من ايات سورة البقرة ؟؟؟
1- لو تمعنت الاية التي قبلها كان السياق فيها عن الموت والاخرة ومادامت ذلك اوان انكشاف
بعض المغيبات عن البشر كالملائكة والبعث فناسبه مجيء الحديث عن جبريل هنا
2- ان جميع الايات تترابط بان الدار الاخرة تكون نعيما بحق فريق من البشر وجحيما بحق فريق باذن الله وان الملائكة تتنزل باذن الله وان النار تمس الكفار باذن الله وان الجنة تفتح ابوابها باذن الله
3- انهم قالوا لما دعوا للايمان بالقران بانهم يومنون بما انزل عليهم فهو دفاع عن القران ايضا
عَلَى قَلْبِكَ
فلم ذكره هنا؟
لانه القابل الأول للوحي ومحل الفهم والحفظ وردا على ((قلوب غلف))
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ
اين جواب الشرط او ماتقديره::محذوف تقديره فلا تعادوه من عاداه فهو عدو لله فانه من نزله أي القران على قلبك باذن الله
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اذن عكس ماقلتم انه بالشر وللشر نزل ولهذا اتى بالبشرى هنا باعلى وصف توضع البشارة به
 
22 اية السحر

22 اية السحر

بسم1
ان الملاحظ ان اجواء السورة تمضي الى اجواء الاخرة والملائكة والشياطين والجنة في نسق متصل في هذه المجموعة من الايات الكريمة المرتبطة بالصراع مع افكار اليهود
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)
وبعد الدفاع عن الملائكة ياتي الدفاع عن القران والنبي عليه الصلاة والسلام
1- العهد المذكور هو عهد تصديقهم بالنبي عليه الصلاة والسلام والسياق دال عليه
2- وبين الله لم كفروا بالقران فقال وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ
3- فيه اشارة الى اية ضرب البعوضة مثلا
4- في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين السياق انهم قد تكرر منهم نقض العهود ومنه تصديق النبي الجديد كما في التوراة ايناسا وتسلية للنبي عليه الصلاة والسلام
5- ويتكرر النبذ في ايتين متتاليتين اين كانوا من قول الله تعالى خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ
6- وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ولما ترى صيغة مشددة للفعل وَاتَّبَعُوا تعلم انهم اتعبوا انفسهم في مسعاهم ...فريق منهم لهثوا خلف هذه التعاليم ويضعنا القران في صورة غريبة لنرى بعض اليهود تستمع للشياطين تتلو ...وهذا ما لايُتوقع في من نزل عليه التوراة...بل من اهل الوثنيات والجهلة...ان تجلس الى السحرة من شياطين الانس او الجن...يتلون ويتقوّلون على ملك سليمان..ولذا عُجِلت جملة تبرئة سيدنا سليمان
7- ولازالت ثقافة استبدال الادنى بالذي هو خير... فيستبدلون الايمان ومثوبته بالسحر الذي ماله في الاخرة من خلاق
8- في اية السحر هذه معلومة هي بابل فلم وضحها القران وذكرها الله بمثل هذا التصريح..ولم ذكر ايضا الملكين بالاسم..ان القران لم يبرز اسمائها الا لغاية وهي ان حادثة كهذه لن تتكرر لهذا صرح باسم ظرف المكان والمظروفين
9- انه جمع اية السحر وقرنه بالكفر في اية و انه افرد الايمان والتقوى وفصله باية اخرى فلم يجتمع الكفر والسحر بالايمان والتقوى
10- اذن لجأوا الى السحر ولكن غرضهم الايذاء والاضرار بالاسلام ونبي الاسلام ولقد حدد الله للبشر مفهوما وجب الايمان به هو قوله تعالى وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ باعظم اساليب التوكيد مع النفي والاستثناء...
 
23 اية النسخ

23 اية النسخ

بسم1
مالمناسبة بين اية(( راعنا)) واية ((السحر)) ؟المناسبة ان كليهما من اذى اليهود للنبي والمسلمين وفي كليهما دفاع الله عن المسلمين ونبي الاسلام
ولقد بدأ الله بالدفاع عن الملائكة والان عن القران والنبي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
سؤال:في الاية َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) بدأها بنداء المومنين وانهاها بوعيد للكافرين فما الدلالة؟؟ الدلالة ان السياق مستمر في الكلام على اعداء المومنين وفي دلالاتها جمال التفكر في او النظر الى... التكريم الالهي والرحمة في دفاعه عن المؤمن وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وحفظه من الزلل والانجرار وراء بلبلة هؤلاء

فائدة ومناسبة::وكأن احداً سأل لم مكروا بهذا المكر ولم اتبعوا السحر ...فذكر السبب وهو من الغيب بان قلوبهم حسدت حتى طغت وودت ان لاينزل على المومنين ادنى خير هم وباقي كفار اهل الكتاب والمشركين

مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)

هل لاحظت ان رب العزة يغيظ اولئك بقوله وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)
فيختص دونكم من يشاء وهو صاحب خير وفير وفير كثير كثير بل ليس كخيره خير لاكماولانوعا بل انه عظيم وليس بمثل عظمة خيره عظمة كل هذا الكلام اُختصر في تعقيب الاية ومن ذلك الخير ان اياته تُنسخ بخيرمنها وان احكام القران فيها اخير الاحكام نسخا لكتب اولئك لهذا تناسب مع مابعده

في الايات مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) دلالة بارزة ....من انت ايها الانسان لتناقش حكما لله اوتبديل حكم الك ملك كملكه سبحانه من ينصرك غيره من يتولاك بنعمه وحفظه غيره انت شيء في ملكه العظيم وفي ملكه من اشياء اعظم منك يتصرف فيها الجليل عزوجل كمايشاء ...ان دلالات الجلال والهيبة تبرز من ثنايا العبارات والكلمات

وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
في الاية حكم سيتم نسخه وهو مثال تطبيقي للمومنين على النسخ وهو في قوله تعالى فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ولاتتوهم بان هذا العفو والصفح لانه غير قادر على نصركم عليهم إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
كلمة تجدوه تعطي دلالة انك تبحث لتجد وهذا مايكون ...كلنا سنبحث ماقدمناه لانفسنا لاننا نحتاجها فعلا والله لايخلف الميعاد
 
24

24

بسم1
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)


1- قال ماقدمتم ايها المومنون من خير ستجدوه عندالله وهو بماتعملون بصير فناسب ذلك وجه التناسب مع اية مقالتهم عن الجنة
2- واختار الله للانقياد ..الوجه..لان اشرف موضع ظاهر ولانه به يعرف الذل والاستسلام...وبين حال الانقياد بانه محسن أي اتى بمازاد عن المفترض عليه محبة للاسلام والانقياد وهذه صورة مغايرة لصورة اولئك..وبين منزلة المنقاد بانه ماجور ومقرب عند الله واتى بلفظة تقرّب وعظمة منزلة واضحة فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وفي ابهام الاجر تعظيم للاجر فيذهب به الظانون الراجون كل مذهب وفي العندية شرف القرب وفي لفظة الرب دلالة الاحسان والرحمة والانعام والحفظ من كل مكروه والقرب من كل خير ..وفي افراده دلالة ان كل واحد منهم له الاجر العظيم المُبهَم ..فهو غير من اذا جاء بالجمع فقال فلهم اجرهم بل انه حدد كل واحد باجر عظيم من ربه عند ربه ...ثم جمع مسلمي الوجوه المنقادين الطائعين فنفى عنهم الخوف جملة ونفى عنهم الحزن المتكرر دلالة انه سيقع في الاخرين
3- ثم بين الله تخاصم الكافرين مع بعضهم البعض فلقد ادعى اهل الكتاب كل فرقة انه داخل الجنة وحده دون غيره فذاك دل على هذه الاية وكأنه قيل فان ادّعوا ذلك فمارايهم ببعضهم البعض؟
4- ثم بين الله حكمه على من صد المومنين به عن المساجد فلا احد اظلم منهم لان المساجد انما هي لمن امن به والظلم وضع الامور في غير موضعها فكانه في ظلام فلم يصب...فما التناسب هنا مع ماسبقها
قيل ان اهل الكتاب ادعوا انهم داخلون الجنة دون غيرهم وادعى المشركون انهم مقربين لله بعبادتهم للاصنام ...فوبخهم بانهم منعوا المسلمين من مساجدالله فاما اليهود فبلبلوا وزلزلوا الصف المسلم وكتموا امر الرسول في التوراة ففي محاربتهم وفتنتهم لمن امن كي يرتد منعا له وصدا عن مساجد الله
والنصارى كذلك وقد ذكر منعهم حقا ان يدخل احد بيت المقدس قال ابن عباس : أن ملك النصارى غزا بيت المقدس فخربه وألقى فيه الجيف وحاصر أهله وقتلهم وسبى البقية وأحرق التوراة ، ولم يزل بيت المقدس خراباً حتى بناه أهل الإسلام في زمن عمر .و قال الحسن وقتادة والسدي : نزلت في بختنصر حيث خرب بيت المقدس وبعض النصارى أعانه على ذلك بغضاً لليهود
وقيل اشترك مشركو مكة فصدوا عن المسجد الحرام وخربوا مساجد المسلمين في ديارهم السرية بعد الهجرة...فهل هذه افعال المُقرّبين لله
ولكن السياق ارتبط بحادثة القبلة وقصة المسجد الحرام ارتباطا اكثر فدل على ان الاغلب توجه الاية للمشركين في مكة لان تعميم الجهات في الاية التالية توضيح لذلك
5-اما ادعاء ان لله ولدا وبنات فلقد اشترك الجميع فيها ...وهنا يتبادرسوال لما اولى المساجد بالذكر قبل قضية الكفر بالولدية..الاجابة ان السياق سائر نحو قصة المسجد وقصة القبلة بعدها وان السياق في اذى المسلمين وبث الاقوال والافكار والتهجمات والادعاءات والاتهامات فناسب ان يدافع عنهم فهو سياق الدفاع

6- وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)
الكون كله ملكه وكله له قانت خاضع ....فكيف اتخذ منه ولد وهو غير محتاج
الكون ابدعه على غير مثال سبق....فكيف يُشبّهون خلقا من خلقه به سبحانه وهو ليس كمثله شيء
قضائه ماض بكلمة منه فلم تعجبوا بخلق عيسى من غير اب والايجاد من عدم من شأنه ويسير قدرته....
7- قوله تعالى وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)
من لطائف الاية ان كلمة بشيرا اقرب لكلمة يوقنون ونذيرا اقرب لاصحاب الجحيم والعياذبالله
اما التشابه فنتذكر الثمرة المتشابهة التي في الجنة تشبه ثمار رزقوا بها من قبل ...اذن فعلى عباد الله ان تختلف قلوبهم عن هذه القلوب القاسية
8- وتتوضح في الايات التسرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيخاطبه مباشرة ويقرّبه بالخطاب ويهون من شان هؤلاء الفاسقين ويشبه الحاضر بالماضي فليس جديداً طلب ايات معينة هذه قدحصلت لرسل من قبل ..وكي لايتفاجأ بانهم هم يريدونه ان يتبع ملتهم فيهون من امرهم ويعتني بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول ان القوم عبيد اهوائهم ليثبت وانهم الخاسرون فهم لايتلون كتبهم حقاً كما ينبغي
9- فائدة: سميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم من الاملاء
10- لم كرر الله النداء هنا؟؟ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)
ان الله هنا ينبههم بانه ينهي تحذيرهم ودعوتهم قبل ان يتطرق السياق الى منحى اخر فهو من باب ختم الموعظة بما بدأ به فاوجز ثم فصل ثم عاد الى الايجاز
11- وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123) لم اختلفت الاية عن الاولى ؟ قال اهل العلم ان الاية الاولى عن النفس التي تساعد نفسا اخرى وهنا يتحدث عن النفس التي تحاول انقاذ نفسها وقالوا ان الناس يختلفون فمرة يقدمون الفدية اولا ومرة يبحثون عن الشافع اولا فاقتضى التنويع والله اعلم
 
25 ايات الخليل -الاولى-

25 ايات الخليل -الاولى-

بسم1
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)

ولقد ابتلى الله بني اسرائيل فلم يتموها بالايمان والانقياد ولكن جدهم الاكبر وابو الانبياء الرجل الصالح في الدارين سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فكان امره عظيما بل كانت قصته موعظة
السؤال لم اتى السياق بقصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام هنا بالذات؟وفي سورة البقرة؟
1- ان تعقيب قصة ادم كان قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
ان بني اسرائيل كان مثالا عن الاية 39 واما سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فمثال عن الاية 38
2- ان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام جزء من التقولات الباطلة من اهل الكتاب كانت تقصده فقالوا عنه يهودي وقالوا عنه نصراني
3- انه تمهيد لقصة المسجد الحرام وتحويل القبلة وانه بما انه جعله اماما فاختصه بفضله بتطهير هذا المكان وحباه بهذا التشريف العظيم ...بان اختار للبيت اصلح الناس وقد ابتلاه فصبر فعظّم الله مكانته فجعل البشر يعملون بسننه ويصلّون خلف مقامه
4- انه دعوة لبني اسرائيل ان ينظروا الى جدهم الكبير كيف انقاد واسلم ووصى بالاسلام وحتى اسرائيل (يعقوب) عليه الصلاة والسلام والاسباط كيف كانوا مسلمين طائعين
5- ان الخلف بعمله لا بسلفه وقد اكده القران مرتين في ايتين متماثلتين مختلفتي السياق
6- انه شتان بين عهد الله لابراهيم الذي وفّى به وبين ناقضي العهود وناكثي المواثيق من ذريته افلا امتثلوا به
7- انه كان موحّداً خلافاً لمن قال ان الله تعالى اتّخذ ولداً سبحانه عما يقولون والتوحيد كانت ملّة ابراهيم عليه الصلاة والسلام فيظهر هؤلاء وهم من ذريته كالمختلفين في نسله فيعظم جرمهم و تُعلم فضيحتهم خاصة اذا نظرت الى حرص الاب بهداية ذريته فيدعو لهم بمن يزكيهم وبمن يعلمهم الكتاب والحكمة فلا يعيشوا جاهلين بربهم فاين بني اسرائيل واين النصارى وقد جهلوا بربهم جهلا اوردهم مورد الهلاك فاشركوا بالله وماكان ينبغي وقد حباهم الله بالرسل وكتب الهدى والنور فاستحبّوا الظلمات عليها وارتكنوا للحياة الدنيا وهي الدنيا من الدون فانحرفوا عن الدين التي وصّت بها العائلة ابنائها

السوال كيف اثنى الله عزوجل على عبده ابراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الايات؟
1- التقديم والتاخير في قوله وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ
2- كلمة رَبُّهُ الموحية المُشعرة لقربه عليه الصلاة والسلام من الله عزوجل
3- جعله اماماً للناس والناس كلهم ليس المومنين به فحسب...فلا تجد اليوم انسانا ً الاوقد استنّ بسنّة من سننه
4- جعل مقامه في الحرم دليلا على مكانته عند الله عزوجل وتوظيفه توظيفا ايمانيا فلا يراه عابد لله الا ويزداد تعبدا لله عنده
5- تشريفه بتطهير ماحول البيت للعابدين اجمعين في هذه الارض وبرفع قواعده الشريفة
6- استجابة دعائه في المكان فغدت مكة وماحولها مباركةً
7- استجابة دعائه في ذريته فبعث منهم الرسل والانبياء
8- قوله تعالى مثنيا عليه وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) وهذه لوحدها كانت لتكفي
9- ثنائه على عقيدته وطاعته بقوله تعالى إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)
10- ثنائه على انه وصّى بنيه بهذه العقيدة وبهذا التوحيد
11- ذمّه لمن لم يتبع ملته وهو امام للناس

سوال ماهي دلالات الابتلاء في قصة ابي الانبياء
1-ان جد بني اسرائيل قد اُبتلي ايضا كما اُبتلي بنو اسرائيل
2-ان المقامات الكريمة والمنازل العالية عندالله تعالى يكتسبها بنو ادم بالصبروالشكر بعد الابتلاء
3- ان الله عزوجل اوكل وعهد الى هذا الرجل المُصطفى عليه الصلاة والسلام مهمة جليلة وكبيرة في تطهير بيت الله الحرام ورفع قواعده فلهذا ترقّى بالابتلاء
سوال لم كان دعاء رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قبل دعاءه اثناء رفع القواعد رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
لان البركة حلّت على المكان قبل ان يُسكن المكان ومادامت البركة هنا فلابد ان فيه بلدا سيُقام
السوال ماهي الاشارات والفوائد والخواطر التي وجدتُها في هذه الايات عن سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم
1-انه في هذا المقام الشريف توزّعت البركات والجوائز واصبح النبي المُبتلى ابراهيم صلى الله عليه وسلم اماماَ للناس واصبح البيت مثابة للناس وامنا للناس وحلت البركة على المكان بل على من يسكن هناك واصبح لابراهيم سلام الله عليه اثرا يتذكره المؤمنون
2- ان سيدنا ابراهيم تتبين لنا شخصيته الايمانية بوضوح فهو لم يكد يشرع في رفع القواعد وهو يعلم ان هذا مقام استجابة الدعاء بفقهه الجليل وسبحان من علّمه وما يدعو في امر دنيا بل في امور التعبّد فيطلب القبول ويطلب زيادة العبادة والقرب من الله سبحانه وكأن الذي يقترب منه سبحانه لايشبع الا الى مزيد من القُرب فياله من مقام يبكي من اجله المؤمنون فلعلهم لايصلونه ويطلب الهدى لذريته في دعائه ووقت تشريفه بالامامة فاين نحن من رجل هذا همّه رجلٌ احب عبادة الله فيعجل وهو لم ينته من الرفع فيدعو وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا متعجل لاداء مناسك عبادة جديدة يتعبّد بها الله لم تكن قبل تطهير البيت فهو مشتاق ليكون اول من يتعبّد الله بها ونرى فقهه فيدعو بالتوبة فلابد للعابد من تقصير بشري ولابد لكل عبادة من استغفار يجبر بها نقص عبادته التي مهما بلغت فقليل ٌ عند الباريء سبحانه لم يعبده احد حقّ عبادته
3- ان هذه القصة واحة للايمان والمؤمنين ينهلون من قدوتهم وامام من ائمتهم وهو سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويقتربون من قلبه المؤمن العارف بالله الفقيه بكيفية عبادته والعالم باوقات دعائه والحريص على اهله وذريته ان يكونوا مهتدين ولكأن الرجل الذي رزقه الله بالولد وهو شيخ كبير قد استحال قلبه بحرا من الشكر والصبر وحب الله وحب التقرب اليه ومحبة ان يكون ذريته كلهم لله عبادا ..كل هذا واحة من الايمان بعد صحراء المعاصي واشواك الجهل والتخبط والكفر والشرك التي قراناها قبل هذه القصة فاين ذاك من هذا
 
25 ايات الخليل -الثانية-

25 ايات الخليل -الثانية-

بسم1
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)

سوال::ماهي الاشارات والفوائد التي يجدر النظر فيها لهذه الايات؟
1- رحم الله العبد المتدبر الصالح كما نقل ابن كثير رحمه الله في تفسيره: عن وهيب بن الورد: أنه قرأ: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } ثم كان يبكي ويقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مُشْفق أن لا يتقبل منك.
وهذا كما حكى الله تعالى عن حال المؤمنين المخلصين (1) في قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا } أي: يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات { وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [ المؤمنون : 60 ] أي: خائفة ألا يتقبل منهم.ا.هــــ
فرحم الله هذا الصالح انظروا كيف دقق وتدبر الاية وعاشها وهي موعظة جليلة
2- كيف يتناسب ذكر الظالمين في الاية قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
ذكر قبلها وبما يخصّ المساجد ايضا وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا فتناسب الموضوعان بذكر الظلم
3- كيف يتناسب ذكر العذاب بهذا اللفظ ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
ان هذه العبارة تذكّرنا بفصل من فصول ابتلاءات سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع نارٍ جُمعت له فأتمّ هذا الابتلاء وثبت ...وايضا المقام مقام تكريم فلم يذكر جهنم او الجحيم او لظى او السعير بل ذكر اخف الالفاظ للتعبير عن العذاب
4- من حذّرك فقد انعم عليك ورحمك لهذا يحذر الله ان يشركوا وينحرفوا عن ملة ابراهيم عليه السلام
5- مادلالة فأتمهن::أي انه اتم الكلمات التي كانت بها الابتلاء وهذه الكلمات اوامر من الله وتكاليف ..فاتمها تنفيذا وامتثالا
6- فما دلالة ((كلمات))
ان هذه اللفظة تذكّرنا بقصة ادم وقول الله فيها فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
7- ترابط اية وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ بما قبلها واضح فالاية قبلها حديث عن العدل والفدية والشفاعة لنفس خاطئة يوم القيامة فكأنه يقول لاتغتر بنسبك الى سيدنا ابراهيم عليه الصلاة السلام وقد اكّده بقوله تعالى تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فان الانتساب اليه لايعني انك تنجو بسبب هذا الانتساب ولاتنفع الشفاعة الامن رحم ربي وشاء ان يشفع له
8- في قوله تعالى من دعاء ابي الانبياء وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فانظر اخي واختي الى فقه الرجل الصالح كيف قد تعلم ان يخصص الخير لمن آمن من ذريته بعدما علمه الله فيما قبلها قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
9- مادلالة تكرار اية تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
اولا التوكيد ثانيا فرق بين الاولى والثانية ان المرة الاولى خاصة بال ابراهيم ويعقوب وبنيهما عليهما الصلاة والسلام والثانية في اليهود والنصارى والمسلمون
10- في اية الصبغة وحسب السياق ينفرد المسلمون الموحدون بالله بصبغة صبغههم الله او صبغ دينهم بها فتميزوا ...ان كل الامم لعنت اختها ورمتها بالضلال هي ورسلها الا المسلمون فهم امنوا بالرسل كلهم واعتبروا ان من اسلم من اوائل المومنين برسل الله اخوان لهم
 
كلمة

كلمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد فاني ساعود لاتملى هذا الجزء ماشاء الله ان افعل ...ولقد تذكرت قول سيد قطب رحمه الله في مقدمة تفسيره عن الحياة مع نصوص القران..واود ان انوه بان في تفاسير المتاخرين والمعاصرين افكارا وانوارا وخواطر وتدبرات وفوائد جمة لاتحصى فاحيلكم واشجعكم ان تقرأوها مع مراعاة الحذر من الاسرائيليات واحب ان اذكر اني ما احببت ان انقل عنهم الا قليلا مما طاب ان انقل منهم لانني اشجع اخواني ان يتدبروا بانفسهم كلام الجليل عز وجل بقلوبهم وباحساسهم على ان لايخرجوا عن حدود مااراد الله وما صح من المعاني وبمالايتعارض مع الحق واسال الله ان يغفر لي ان زللت وارحب بشدة بكل من اضاف فائدة او سئل سوالا في هذا الموضوع بين يديكم واشكر من يصوب خطأي في هذه الاشارات التي منّ الله بها عليّ وارجوه ان يصوّب برايه ان وجد فلا يبخل علينا بما عنده
وانني لازلت احث الاخوان على التزود من تدبر القرآن فانها من اشرف الاعمال وانه مما دعانا الله اليه سبحانه والسلام عليكم
 
اية النفاق...تقديم اية على اية

اية النفاق...تقديم اية على اية

السؤال:: لم تقدم قوله وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
على قوله وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ اي لم تقدم النهي عن الافساد على الامر بالايمان؟؟؟
الجواب والله اعلم::لان النهي عن المضرة الكبيرة وهي الفساد اولى من الامر بالايمان كالناس وهي دفع للمضرة الاقل وهي عدم ايمانهم ايماناً مثل الناس
 
امثال المنافقين- الاشارة الثانية

امثال المنافقين- الاشارة الثانية

وانا مازلت اقلّب النظر الى امثال المنافقين المثل الناري والمثل الصيّبي المائي وادركتُ بفضل الله بعض الامور:
1- ان المثل الناري هو مثل ايجابي بمعنى ان هذا الانسان حاول ان يستوقد ناراً اي حاول ان يرى بعضاً من الحق..وكان سيهتدي لكن في النفس او في القلب كان مرضُ العادات والوثنيات والتقاليد وماكان يفعل ابائه وما اعتاد ان يفعل مما ياتي الاسلام ويحرّمه او مالا يرضى فعله كالتصدّق او التواضع او الجهاد ...والمنافق انسان لايستكمل ولا يفي بكلمته ((اذا وعد أخلف)) والشهادتين وعد....وعد وعهد ..بأن نأتي لنعمل بموجباتها ومنطوقها وبأن تنقاد للخالق عزوجل
ايضا نرى ان الله عندما كان هذا الانسان يسعى لرؤية الحق ويستوقد النار كان الله يؤيده وعندما ركن الى نفسه واخلد الى الارض ذهب الله بنوره وتركه الله تعالى

2- المثل الناري بصيغة الماضي ....استوقد....ذهب...تركهم
 
بسم1
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
ولقد نزلت تعاليم التوبة ليغفر لكم الله فحصلتم على مغفرته دون ان تخوضوا في هذا الحد
س/ لم قال بارئكم؟ولم يقل ربكم ؟ومادلالتها في السياق
البارئ اسم اخص من الخالق خلق أي أوجد الشيء من عدم.. والبارئ أي سَوَّاهُ على هيئة مستقيمة وعلى أحسن تقويم..
.. بارئكم مأخوذة من برئ السهم.. وبرئ السهم يحتاج إلى دقة وبراعة.

ان بارئكم جائت لتحس ان الانسان المخلوق باحسن تقويم ارتكب شنيعة وقبيحا في حق نفسه فلم يحترم غاية خلقه في احسن تقويم فاسجد نفسه لماهو ادنى منه للعجل الذي هو في خدمته اصلا
لقد صنعك الله في احسن صورة وجعلك سيد الكون واسجد لك الملائكة فاين تهبط بنفسك ولم تظلم نفسك فتحرمها من المقام الكريم الذي اعطاك الله
ولقد سمعت الشيخ خالد الجندي وفقه الله ناقلا عن اهل العلم في مناسبة ذكر بارئكم هنا انقله للفائدة::
ان الباريء اي الموجد على غير مثال سابق والمبدع والخالق هو عكس الباريء اي انه على مثال سابق.. وفيه ملمح الى هؤلاء المتّخذين للعجل كيف انهم خلقوا الها مزيفا من مثال سابق اي انهم ما اتوا بخلق جديد على غير مثال :هذا الاله المزيف عبارة عن خلق مصطنع له بداية :::صنعه السامري :::ماخوذ من مثال سابق فهو اذن لايستحق ان يُعبد وليس باله...والاله الحق من خلق من غير مثال سبق وبلا تقليد
 
الحمد لله رب العالمين


[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
عودة
أعلى