أبو عبد الله محمد مصطفى
New member
تخريج الأحاديث الواردة فيمن باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها
قال ابن ماجه في سننه : حدثنا هشام بن عمار وعمرو بن رافع قالا ثنا مروان بن معاوية ثنا أبو مالك النخعي عن يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان t قال : قال رسول الله r من باع داراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها " ([1]).
وقال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم يعني بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال : حدثني أخي سعيد بن حريث t قال سمعت رسول الله r يقول من باع عقاراً كان قمناً أن لا يبارك له إلا أن يجعله في مثله أو غيره ([2]).
وقال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا قيس بن الربيع ثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال قدمت المدينة فقاسمت أخي فقال سعيد بن زيد ان رسول الله r قال : " لا يبارك في ثمن أرض ولا دار لا يجعل في أرض ولا دار " ([3]).
وقال الطحاوي : ومما قد كان ابن عيينة انتزع فيه أنه وجد الله عز وجل يقول : } وبارك فيها وقدر فيها أقواتها { ، يعني الأرض فكان من باع داراً أو عقاراً فقد باع ما بارك الله عز وجل فيه فعاقبه بأن جعل ما استبدله به يعني من ما سواه من الآدر والعمارات غير مبارك له فيه والله عز وجل نسأله التوفيق ([4]).
قال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا محمد بن أبي المليح الهذلي حدثني رجل من الحي أن يعلى بن سهيل مر بعمران بن حصين فقال له يا يعلى ألم أنبأ انك بعت دارك بمائة ألف قال بلى قد بعتها بمائة ألف قال فإني سمعت رسول الله r يقول :" من باع عقدة مال سلط الله عز وجل عليها تالفاً يتلفها "([5]).
وقال الطبراني في الكبير : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وعبدان بن أحمد قالا ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف ثنا بشير بن سريج البزار عن قبيصة بن الجعد السلمي عن أبي المليح عن عبد الملك بن يعلى عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله r : " ما من عبد يبيع تالداً إلا سلط الله تعالى عليه تالفاً " ([6]).
وقال الطبراني في الأوسط : حدثنا محمد بن نوح بن حرب نا عبد القدوس بن محمد العطار نا يزيد بن تميم بن زيد حدثني أبي تميم بن زيد حدثني أبو مرحوم السعدي حدثني المنتصر بن عمارة عن أبيه عن أبي ذر t قال : قال رسول الله r :" من باع داراً لم يستخلف لم يبارك له في ثمنها " ([7]).
قال أبو جعفر الطحاوي : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا التالد عند العرب هو القديم فكان معناه عندنا والله أعلم على من متعه الله عز وجل بشيء طال مكثه عنده صار بذلك نعمة من الله عز وجل عليه فكان ببيعه ما أنعم الله عز وجل به عليه من ذلك مستبدلاً ما هو ضد لذلك فيسلط الله عز وجل عليه عقوبة له متلفاً لما استبدله به وكان معنى تالفاً أي متلفاً كما يقولون هالك بمعنى مهلك قال العجاج : ومهمه هالك من تعرجا بمعنى مهلك من تعرجا ومثل ذلك ما روي عن رسول الله r من قوله من باع داراً أو عقاراً ثم لم يجعل ثمنه في مثله وفي بعض الحديث أو من ثمنه في مثله لم يبارك له فيه ([8]) .
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا علي بن الجعد أخبرنا أبو مالك النخعي عن يوسف مولى قريش عن أبي عبيدة بن خارجة عن أبيه أن النبي r قال : " من باع داراً فلم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه " ([9]).
قال الدولابي في الكنى والأسماء : أخبرني أحمد بن شعيب قال أنبأ موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال أنبأ زيد بن الحبيب الحباب قال أنبأ فضالة بن حصين قال حدثني عبد الوارث بن أبي محمد عن يعلى أبي عبد الملك قاضي البصرة الليثي قال : قال لي عمران بن حصين الخزاعي يا يعلى بعت دارك قلت نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من باع عقدة وهو يجد بداً من بيعها إلا وكل الله بذلك المال من يتلفه ([10]).
قال ابن عدي في الكامل : حدثنا صالح بن أبي الحسن المنبجي حدثنا يحيى بن محمد بن حريش العسكري حدثنا إبراهيم بن حيان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة t قال : قال رسول الله r : " من باع عقدة من حلال ثم لم يضع ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها قال الشيخ وهذان الحديثان مع أحاديث غيرها بالأسانيد التي ذكرها إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة مناكير وهكذا سائر أحاديثه " ([11]).
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا يحيى بن آدم عن مندل بن علي عن مسعر عن أبي عون الثقفي قال : قال عثمان بن مظعون : " وجدت ما يقول أهل الكتاب حقاً إنه مكتوب في التوراة من باع عقاراً أو ورثها عن أبيه لم يجعل ثمنها في عقار دعت عليه طرفي النهار أن لا يبارك له فيه " ([12]).
قال أبو المحاسن الحنفي : باب في بيع التالد ، روي مرفوعاً من باع تالداً سلط الله عليه تالفا وما من عبد يبيع تالداً إلا سلط الله عليه تالفاً التالد عند العرب هو القديم والمعنى والله أعلم أن من متعه الله بشيء طال مكثه عنده فقد أنعم عليه بذلك فإذا أباعه فقد استبدل به ضد ما أنعم الله عليه به فيسلط الله عز وجل عليه عقوبة له متلفا لما استبدل به لأن معنى تالف متلف قال العجاج ومنزل هالك من تعرجا أي مهلك ومثله ما روي عن النبي r من باع دارا أو عقارا ثم لم يجعل ثمنه في مثله وفي رواية من ثمنه في مثله لم يبارك له فيه وفي رواية فمن أن لا يبارك له فيه قال ابن عيينة في قوله تعالى : وبارك فيها وقدر فيها أقواتها يعني الأرض فكان من باع عقاراً باع ما بارك الله عز وجل فيه فعاقبه إذا استبدل بغيره وإن يجعله غير مبارك له فيه ([13]).
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق :" أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا ثنا أبو جعفر بن المسلمة ثنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه قال : قال عبد الله بن أبي أحمد قدمت عند معاوية بثلاثمائة ألف دينار ثم أقمت سنة فحاسبت قوامي فوجدني أنفقت مائة ألف دينار ليس بيدي منها إلا رقيق وغنم وقصور وأثاث ففزعت من ذلك فزعاً شديداً إذ لقيت كعب الأحبار فذكرت ذلك له فقال أين أنت عن النخل فإنها تجدها في كتاب الله المطعمات في المحل الراسيات في الوحل وخير المال النخل بايعها ممحوق ومبتاعها مرزوق مثل من باعها ثم لم يحمل ثمنها في مثلها كمثل رماد على صفوان اشتدت به الريح في يوم عاصف ففزعت للنخل فابتعتها "([14]).
قال ابن أبي الدنيا في كتابه إصلاح المال :" حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا عمر بن السكن السعدي قال : جاءت امرأة من ثقيف إلى الحسن فقالت إني في ضيق وكلم أخي يبيع بعض سباخنا أو بعض أرضنا فنتسع فأرسل إليه فجاء وكلمه وأخبره بخبر أخته وما شكت وهو ساكت ثم قام فقال يا أبا سعيد إنا أهل بيت نبيع التراب هكذا ، قال ابن أبي الدنيا حتى نصير إلى التراب "([15]).
([1]) سنن ابن ماجه في كتاب الرهون ، باب من باع عقاراً ولم يجعل ثمنه في مثله رقم ( 2491 ) 2 / 832 ، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير رقم ( 3195 ) 8 / 327 ، والطيالسي رقم ( 422 ) ص56 ، والبزار رقم ( 2967 ) 7 / 368 ، وأحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال رقم ( 4900 ) 3 / 209 ، وابن أبي حاتم في علل الحديث رقم ( 2373 ) 2 / 290 ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3947 – 3948 ) 10 / 100، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 10957 ) 6 / 33 ، وابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر ص421، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال رقم ( 1447 ) 5 / 303 ، ورقم ( 2070 ) 7 / 165وقال : هذه الأحاديث مع ما لم اذكرها ليوسف الصباغ ما أرى بها بأساً ، وابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه 2 / 503 ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير وفيه الصباح بن يحيى وهو متروك ، ومحمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ رقم ( 5191 ) 4 / 2234 وقال : رواه يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه ويوسف ضعيف وأورده في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر النخعي عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث وإسماعيل ضعيف ، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة رقم ( 688 ) 3 / 87 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 2491 ) 2 / 832 ، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 2327 ) 5 / 427 ، وفي صحيح الجامع رقم ( 6119 ) .
([2]) مسند أحمد بن حنبل رقم ( 15880 ) 3 / 467، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الرهون ، باب من باع عقارا ولم يجعل ثمنه في مثله رقم ( 2490 ) 2 / 832 بلفظ : " من باع داراً أو عقاراً " ، وابن أبي شيبة في المصنف رقم ( 666 ) 2 / 181 ، والدارمي رقم ( 2625 ) 2 / 353 ، وأبو يعلى رقم ( 1458 ) 3 / 42 والدارمي رقم ( 2625 ) 2 / 353 ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل رقم ( 37 ) 4 / 11 ، وفي علل الحديث رقم ( 2492 ) 2 / 324، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم ( 709 – 710 ) 2 / 34 ، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال رقم ( 294 ) ص89 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 10958 – 10959 ) 6 / 34 ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3949 ) 10/101، وابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة رقم ( 3255 ) 3 / 101 ، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة رقم ( 588 ) 3 / 87 ، وذكره الكتاني في نظم المتناثر في الأحاديث المتواترة من حديث حذيفة بن اليمان ، وسعيد بن حريث ، وسعيد بن زيد ، وعمران بن حصين ، وعمرو بن حريث ، ومعقل بن يسار، وأبي ذر رقم ( 169 ) ص155 ، وقال العجلوني في كشف الخفاء : حديث من باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنه في نظيره فجدير أن لا يبارك له فيه رواه أبو داود والطيالسي في مسنده عن حذيفة وأحمد والحارث في مسنديهما والطبراني عن سعيد كلاهما رفعه ، وقد كتب السخاوي فيه جزءاً ، وقال النجم : قلت حديث حذيفة ابن ماجه والضياء في المختارة بلفظ من باع داراً ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه وحديث سعيد أخرجه ابن ماجه أيضا بلفظ من باع داراً أو عقاراً فليعلم أنه مال قمن أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعله في مثله وأخرجه الطبراني عن معقل بن يسار بلفظ من باع عقر دار من غير ضرورة سلط الله على ثمنها تالفا يتلفه والله أعلم . كشف الخفاء رقم ( 2415 ) 2 / 308 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 2490 ) 2 / 832 .
([3]) مسند أحمد رقم ( 1650 ) 1 / 190 ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112 وقال : وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما ،
([4]) الطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3949 ) 10/101 ، وانظر : السنن الكبرى للبيهقي رقم ( 10959 ) 6 / 34 .
([5]) مسند أحمد بن حنبل رقم ( 20016 ) 4 / 445 ، والروياني في مسنده رقم ( 144 ) 1 / 137، ووكيع بن الجراح في أخبار القضاة 2 /15 - 17، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112 وقال : رواه أحمد وفيه رجل لم يسم ، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث معقل بن يسار رقم ( 8586 ) 8 / 263 وقال : لم يرو هذا الحديث عن حفص بن أبي حرب إلا علي بن عثمان اللاحقي ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم منهم عبد الله بن يعلي الليثي ، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم ( 4577 ) .
([6]) المعجم الكبير للطبراني رقم ( 555 ) 18 / 222 ، وأخرجـه الدولابي في الكنى والأسماء رقم ( 1237 ) 2 / 704 – 705 ، والروياني في مسنده رقم ( 129 ) 1 / 130، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3946 ) 10 / 98 ، وابن ما كولا في الإكمال 3 / 201 ، وابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه 2 / 502 – 503 قال : وقال أبو الحسن حازم بن يحيى الحلواني التالد أن يبيع داره وعقاره ، قال : وقال الروياني : فيه النخعي وشيخه ضعيفان وللحديث طريق أخرى عن الحسين بن إدريس حدثنا بندار حدثنا سلم بن قتيبة أخبرنا شعبة عن يزيد أبي خالد عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه قال رسول الله r من باع داره فلم يشتر مكانها داراً لم يبارك له ورواه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر حدثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد مرفوعاً بنحوه وهو من مناكير إسماعيل . وأخرجه وكيع بن الجراح في أخبار القضاة 2 /16 - 17، من حديث رجل من آل معقل بن يسار ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 /110- 112وقال : رواه الطبراني في الكبير وفيه بشير بن شريح وهو ضعيف ، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم ( 5200 ) .
([7]) المعجم الأوسط للطبراني رقم ( 7108 ) 7 / 143 وقال : لا يروى هذا الحديث عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد القدوس بن محمد ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم .
([8]) شرح مشكل الآثار للطحاوي رقم ( 3946 ) 10 / 98 ،
([9]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 293 ) ص89 .
([10]) الكنى والأسماء للدولابي رقم ( 1523 ) 1 / 867 ،
([11]) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي رقم ( 84 ) 1 / 254 ، وأخرجه ابن ماكولا في الإكمال 2 / 313 ، وذكره محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ 4 / 2234 وقال : وهذا موضوع منكر والحمل فيه على إبراهيم .
([12]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 295 ) ص89 ، وأخرجه يحيى بن آدم القرشي في كتابه الخراج رقم ( 265 ) ص91.
([13]) معتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي 2 / 338 .
([14]) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 29 / 360 .
([15]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 296 ) ص90 .
قال ابن ماجه في سننه : حدثنا هشام بن عمار وعمرو بن رافع قالا ثنا مروان بن معاوية ثنا أبو مالك النخعي عن يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان t قال : قال رسول الله r من باع داراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها " ([1]).
وقال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم يعني بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال : حدثني أخي سعيد بن حريث t قال سمعت رسول الله r يقول من باع عقاراً كان قمناً أن لا يبارك له إلا أن يجعله في مثله أو غيره ([2]).
وقال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا قيس بن الربيع ثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال قدمت المدينة فقاسمت أخي فقال سعيد بن زيد ان رسول الله r قال : " لا يبارك في ثمن أرض ولا دار لا يجعل في أرض ولا دار " ([3]).
وقال الطحاوي : ومما قد كان ابن عيينة انتزع فيه أنه وجد الله عز وجل يقول : } وبارك فيها وقدر فيها أقواتها { ، يعني الأرض فكان من باع داراً أو عقاراً فقد باع ما بارك الله عز وجل فيه فعاقبه بأن جعل ما استبدله به يعني من ما سواه من الآدر والعمارات غير مبارك له فيه والله عز وجل نسأله التوفيق ([4]).
قال في مسند أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا محمد بن أبي المليح الهذلي حدثني رجل من الحي أن يعلى بن سهيل مر بعمران بن حصين فقال له يا يعلى ألم أنبأ انك بعت دارك بمائة ألف قال بلى قد بعتها بمائة ألف قال فإني سمعت رسول الله r يقول :" من باع عقدة مال سلط الله عز وجل عليها تالفاً يتلفها "([5]).
وقال الطبراني في الكبير : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وعبدان بن أحمد قالا ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف ثنا بشير بن سريج البزار عن قبيصة بن الجعد السلمي عن أبي المليح عن عبد الملك بن يعلى عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله r : " ما من عبد يبيع تالداً إلا سلط الله تعالى عليه تالفاً " ([6]).
وقال الطبراني في الأوسط : حدثنا محمد بن نوح بن حرب نا عبد القدوس بن محمد العطار نا يزيد بن تميم بن زيد حدثني أبي تميم بن زيد حدثني أبو مرحوم السعدي حدثني المنتصر بن عمارة عن أبيه عن أبي ذر t قال : قال رسول الله r :" من باع داراً لم يستخلف لم يبارك له في ثمنها " ([7]).
قال أبو جعفر الطحاوي : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا التالد عند العرب هو القديم فكان معناه عندنا والله أعلم على من متعه الله عز وجل بشيء طال مكثه عنده صار بذلك نعمة من الله عز وجل عليه فكان ببيعه ما أنعم الله عز وجل به عليه من ذلك مستبدلاً ما هو ضد لذلك فيسلط الله عز وجل عليه عقوبة له متلفاً لما استبدله به وكان معنى تالفاً أي متلفاً كما يقولون هالك بمعنى مهلك قال العجاج : ومهمه هالك من تعرجا بمعنى مهلك من تعرجا ومثل ذلك ما روي عن رسول الله r من قوله من باع داراً أو عقاراً ثم لم يجعل ثمنه في مثله وفي بعض الحديث أو من ثمنه في مثله لم يبارك له فيه ([8]) .
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا علي بن الجعد أخبرنا أبو مالك النخعي عن يوسف مولى قريش عن أبي عبيدة بن خارجة عن أبيه أن النبي r قال : " من باع داراً فلم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه " ([9]).
قال الدولابي في الكنى والأسماء : أخبرني أحمد بن شعيب قال أنبأ موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال أنبأ زيد بن الحبيب الحباب قال أنبأ فضالة بن حصين قال حدثني عبد الوارث بن أبي محمد عن يعلى أبي عبد الملك قاضي البصرة الليثي قال : قال لي عمران بن حصين الخزاعي يا يعلى بعت دارك قلت نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من باع عقدة وهو يجد بداً من بيعها إلا وكل الله بذلك المال من يتلفه ([10]).
قال ابن عدي في الكامل : حدثنا صالح بن أبي الحسن المنبجي حدثنا يحيى بن محمد بن حريش العسكري حدثنا إبراهيم بن حيان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة t قال : قال رسول الله r : " من باع عقدة من حلال ثم لم يضع ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها قال الشيخ وهذان الحديثان مع أحاديث غيرها بالأسانيد التي ذكرها إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة مناكير وهكذا سائر أحاديثه " ([11]).
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا يحيى بن آدم عن مندل بن علي عن مسعر عن أبي عون الثقفي قال : قال عثمان بن مظعون : " وجدت ما يقول أهل الكتاب حقاً إنه مكتوب في التوراة من باع عقاراً أو ورثها عن أبيه لم يجعل ثمنها في عقار دعت عليه طرفي النهار أن لا يبارك له فيه " ([12]).
قال أبو المحاسن الحنفي : باب في بيع التالد ، روي مرفوعاً من باع تالداً سلط الله عليه تالفا وما من عبد يبيع تالداً إلا سلط الله عليه تالفاً التالد عند العرب هو القديم والمعنى والله أعلم أن من متعه الله بشيء طال مكثه عنده فقد أنعم عليه بذلك فإذا أباعه فقد استبدل به ضد ما أنعم الله عليه به فيسلط الله عز وجل عليه عقوبة له متلفا لما استبدل به لأن معنى تالف متلف قال العجاج ومنزل هالك من تعرجا أي مهلك ومثله ما روي عن النبي r من باع دارا أو عقارا ثم لم يجعل ثمنه في مثله وفي رواية من ثمنه في مثله لم يبارك له فيه وفي رواية فمن أن لا يبارك له فيه قال ابن عيينة في قوله تعالى : وبارك فيها وقدر فيها أقواتها يعني الأرض فكان من باع عقاراً باع ما بارك الله عز وجل فيه فعاقبه إذا استبدل بغيره وإن يجعله غير مبارك له فيه ([13]).
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق :" أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا ثنا أبو جعفر بن المسلمة ثنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه قال : قال عبد الله بن أبي أحمد قدمت عند معاوية بثلاثمائة ألف دينار ثم أقمت سنة فحاسبت قوامي فوجدني أنفقت مائة ألف دينار ليس بيدي منها إلا رقيق وغنم وقصور وأثاث ففزعت من ذلك فزعاً شديداً إذ لقيت كعب الأحبار فذكرت ذلك له فقال أين أنت عن النخل فإنها تجدها في كتاب الله المطعمات في المحل الراسيات في الوحل وخير المال النخل بايعها ممحوق ومبتاعها مرزوق مثل من باعها ثم لم يحمل ثمنها في مثلها كمثل رماد على صفوان اشتدت به الريح في يوم عاصف ففزعت للنخل فابتعتها "([14]).
قال ابن أبي الدنيا في كتابه إصلاح المال :" حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا عمر بن السكن السعدي قال : جاءت امرأة من ثقيف إلى الحسن فقالت إني في ضيق وكلم أخي يبيع بعض سباخنا أو بعض أرضنا فنتسع فأرسل إليه فجاء وكلمه وأخبره بخبر أخته وما شكت وهو ساكت ثم قام فقال يا أبا سعيد إنا أهل بيت نبيع التراب هكذا ، قال ابن أبي الدنيا حتى نصير إلى التراب "([15]).
([1]) سنن ابن ماجه في كتاب الرهون ، باب من باع عقاراً ولم يجعل ثمنه في مثله رقم ( 2491 ) 2 / 832 ، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير رقم ( 3195 ) 8 / 327 ، والطيالسي رقم ( 422 ) ص56 ، والبزار رقم ( 2967 ) 7 / 368 ، وأحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال رقم ( 4900 ) 3 / 209 ، وابن أبي حاتم في علل الحديث رقم ( 2373 ) 2 / 290 ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3947 – 3948 ) 10 / 100، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 10957 ) 6 / 33 ، وابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر ص421، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال رقم ( 1447 ) 5 / 303 ، ورقم ( 2070 ) 7 / 165وقال : هذه الأحاديث مع ما لم اذكرها ليوسف الصباغ ما أرى بها بأساً ، وابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه 2 / 503 ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير وفيه الصباح بن يحيى وهو متروك ، ومحمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ رقم ( 5191 ) 4 / 2234 وقال : رواه يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه ويوسف ضعيف وأورده في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر النخعي عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث وإسماعيل ضعيف ، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة رقم ( 688 ) 3 / 87 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 2491 ) 2 / 832 ، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 2327 ) 5 / 427 ، وفي صحيح الجامع رقم ( 6119 ) .
([2]) مسند أحمد بن حنبل رقم ( 15880 ) 3 / 467، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الرهون ، باب من باع عقارا ولم يجعل ثمنه في مثله رقم ( 2490 ) 2 / 832 بلفظ : " من باع داراً أو عقاراً " ، وابن أبي شيبة في المصنف رقم ( 666 ) 2 / 181 ، والدارمي رقم ( 2625 ) 2 / 353 ، وأبو يعلى رقم ( 1458 ) 3 / 42 والدارمي رقم ( 2625 ) 2 / 353 ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل رقم ( 37 ) 4 / 11 ، وفي علل الحديث رقم ( 2492 ) 2 / 324، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم ( 709 – 710 ) 2 / 34 ، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال رقم ( 294 ) ص89 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 10958 – 10959 ) 6 / 34 ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3949 ) 10/101، وابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة رقم ( 3255 ) 3 / 101 ، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة رقم ( 588 ) 3 / 87 ، وذكره الكتاني في نظم المتناثر في الأحاديث المتواترة من حديث حذيفة بن اليمان ، وسعيد بن حريث ، وسعيد بن زيد ، وعمران بن حصين ، وعمرو بن حريث ، ومعقل بن يسار، وأبي ذر رقم ( 169 ) ص155 ، وقال العجلوني في كشف الخفاء : حديث من باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنه في نظيره فجدير أن لا يبارك له فيه رواه أبو داود والطيالسي في مسنده عن حذيفة وأحمد والحارث في مسنديهما والطبراني عن سعيد كلاهما رفعه ، وقد كتب السخاوي فيه جزءاً ، وقال النجم : قلت حديث حذيفة ابن ماجه والضياء في المختارة بلفظ من باع داراً ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه وحديث سعيد أخرجه ابن ماجه أيضا بلفظ من باع داراً أو عقاراً فليعلم أنه مال قمن أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعله في مثله وأخرجه الطبراني عن معقل بن يسار بلفظ من باع عقر دار من غير ضرورة سلط الله على ثمنها تالفا يتلفه والله أعلم . كشف الخفاء رقم ( 2415 ) 2 / 308 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 2490 ) 2 / 832 .
([3]) مسند أحمد رقم ( 1650 ) 1 / 190 ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112 وقال : وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما ،
([4]) الطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3949 ) 10/101 ، وانظر : السنن الكبرى للبيهقي رقم ( 10959 ) 6 / 34 .
([5]) مسند أحمد بن حنبل رقم ( 20016 ) 4 / 445 ، والروياني في مسنده رقم ( 144 ) 1 / 137، ووكيع بن الجراح في أخبار القضاة 2 /15 - 17، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112 وقال : رواه أحمد وفيه رجل لم يسم ، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث معقل بن يسار رقم ( 8586 ) 8 / 263 وقال : لم يرو هذا الحديث عن حفص بن أبي حرب إلا علي بن عثمان اللاحقي ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم منهم عبد الله بن يعلي الليثي ، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم ( 4577 ) .
([6]) المعجم الكبير للطبراني رقم ( 555 ) 18 / 222 ، وأخرجـه الدولابي في الكنى والأسماء رقم ( 1237 ) 2 / 704 – 705 ، والروياني في مسنده رقم ( 129 ) 1 / 130، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم ( 3946 ) 10 / 98 ، وابن ما كولا في الإكمال 3 / 201 ، وابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه 2 / 502 – 503 قال : وقال أبو الحسن حازم بن يحيى الحلواني التالد أن يبيع داره وعقاره ، قال : وقال الروياني : فيه النخعي وشيخه ضعيفان وللحديث طريق أخرى عن الحسين بن إدريس حدثنا بندار حدثنا سلم بن قتيبة أخبرنا شعبة عن يزيد أبي خالد عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه قال رسول الله r من باع داره فلم يشتر مكانها داراً لم يبارك له ورواه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر حدثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد مرفوعاً بنحوه وهو من مناكير إسماعيل . وأخرجه وكيع بن الجراح في أخبار القضاة 2 /16 - 17، من حديث رجل من آل معقل بن يسار ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 /110- 112وقال : رواه الطبراني في الكبير وفيه بشير بن شريح وهو ضعيف ، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم ( 5200 ) .
([7]) المعجم الأوسط للطبراني رقم ( 7108 ) 7 / 143 وقال : لا يروى هذا الحديث عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد القدوس بن محمد ، وذكره الهيثمي مجمع الزوائد 4 / 110- 112وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم .
([8]) شرح مشكل الآثار للطحاوي رقم ( 3946 ) 10 / 98 ،
([9]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 293 ) ص89 .
([10]) الكنى والأسماء للدولابي رقم ( 1523 ) 1 / 867 ،
([11]) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي رقم ( 84 ) 1 / 254 ، وأخرجه ابن ماكولا في الإكمال 2 / 313 ، وذكره محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ 4 / 2234 وقال : وهذا موضوع منكر والحمل فيه على إبراهيم .
([12]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 295 ) ص89 ، وأخرجه يحيى بن آدم القرشي في كتابه الخراج رقم ( 265 ) ص91.
([13]) معتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي 2 / 338 .
([14]) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 29 / 360 .
([15]) إصلاح المال لابن أبي الدنيا رقم ( 296 ) ص90 .