تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم

إنضم
18/04/2012
المشاركات
3,483
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
جدة
تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم




محمد بن عائض القرني


******************************




ما بالُ مكةَ قد ضجت نواحيها ؟ *** ودمعُ طيبةَ يجري من مآقيها ؟



ما للجزيرةِ قد مادت بساكنِها ؟ *** فاهتزَّ شامخُها وارتجَّ واديها !



ما للعروبةِ والإسلامِ روَّعها *** خَطبٌ ألمَّ وظُلمٌ من أعاديها ؟



أيسخرون من الهادي الذي شرُفت *** به البريةُ قاصيها ودانيها ؟!



أيسخرون من الأنوارِ قد كَشفت *** مجاهلَ الظلمِ فانزاحت غواشيها



أيسخرون من المجد الذي خضعت *** له الجبابرُ حتى ذلَّ طاغيها



أيهزؤون به ؟ شُلَّت أكفُّهمُ *** ودمرَّ اللهُ ما تجني ، وجانيها



أعداءُ كلِّ نبي جاء يُنقذُهم *** من الضلالةِ لما أُركسوا فيها





محمدٌ خيرُ من سارت به قدم *** وأكرمُ الناس ماضيها وباقيها


أوْفَى الخليقةِ إيماناً وأكملُها *** ديناً ، وأرجحُها في وزن باريها


من مثلُه في الورى بِراً ومرحمةً ؟ *** ومن يشابهُه لطفاً وتوجيها ؟


جاءت رسالتُه للناسِ خاتمةً *** وجاء بالنعمةِ المسداةِ يهديها


أحيا الحنيفيةَ الغراءَ متبِعاً *** نـهْجَ الخليلِ ولم يخطئ مراميها


وسار في كنفِ الرحمنِ يكلؤه *** إلى الحسانِ من الأخلاق يبنيها


هو البشيرُ لمن أصغى لدعوتِه *** هو النذيرُ لمغرورٍ يعاديها






كسرى تَكَسَّرَ إذعاناً لهيبته ، قصورُ قيصرَ هُدت من أعاليها !


وأقبلت أممٌ شتى مبايعةً *** تمُد للعدلِ والإحسانِ أيديها


نالت بدعوته نُعمى ومكرُمةً *** وأسعدَ الله بعد البؤسِ ناديها


في الهندِ والصينِ والقوقازِ طائفةٌ ** تذودُ عن عرضِ خير الناس تنـزيها


وفي ( أُورُبَّةَ ) أقوامٌ قلوبُهمُ *** بدين أحمدَ قد نالت أمانيها


الصامدون بوجهِ الكُفرِ ما ضعُفوا *** يجابـهون المنايا في تحديها


يفدون عرضَ رسول الله ما بخلوا *** وبالنفوس إذا نادى مناديها





حتى إذا نشرَ الأنذالُ حقدَهُمُ *** وبارزوا اللهَ من عدوانهم تيها


تؤزُّهم زُمَرٌ ضاقت نفوسهمُ *** لهم عيونٌ شعاعُ الحق يُعشيها


بنو اليهودِ ومن ساءت سريرتُه *** فأبدل الصدقَ تزويراً وتمويها


أيسخرون من المعصومِ ويلهمُ ؟ *** ويطلبون له ذماً وتشويها ؟


من جاء بالملةِ البيضاءِ صافيةً *** نقيةً ، وبنور الوحي يحييها


أقام بالعدلِ مجداً لا زوال له *** وأمةً كنفُ الرحمنِ يحميها


من بئرِ زمزمَ سُقياها ومَطعمُها *** من تمر طيبةَ قد طابت مغانيها


أرواحها بظلال البيت هائمةٌ *** من دونهِ تُرخِصُ الدنيا وما فيها





فداءُ عرضِ رسولِ الله أنفسُنا *** وكلُّ نفسٍ وما تحويه أيديها


وصلِّ يا ربِّ ما هبَّ النسيمُ على *** معلمِ الأممِ الحَيَرى وهاديها


تحيةً لرسولِ اللهِ أبعثُها *** ويومَ هجرته الغراءِ أُهديها





***************


مجلة البيان العدد 222 ص 58
 
259.jpg
 
Crac3KOWYAAQBrm



الشاعر البردوني يمدح صحابة النبي الكريم
رضوان الله عليهم
 
عودة
أعلى