هدى بنت محمد
Moderator
قال الشيخ صالح العصيمي في شرح منظومة الزمزمي في علوم القران :
(وتحقيق المقام المذكور: أن مما يجتمع فيه المتنازعون في هذه المسألة ثلاثة أصول:
أولها: أنه لا يوجد في تركيب القرآن شيء غير عربي، فالخلاف في المفرد، لا الجملة وتركيب الكلام.
فالقرآن واقع وفق أساليب العرب إجماعا، ذكره القرطبي في تفسيره.
وثانیها: أن في القرآن أعلاما بغير لغة العرب؛ كإبراهيمٌ، وإسماعيل، وغيرهما، ذكره إجماعا القرطبي في تفسيره، والسيوطي في الإتقان.
وثالثها: أنه ليس في القرآن كلمة أعجمية باقية على عُجمتها، فكل ما فيه عربي باعتبار أصله، وهو قول النفاة هنا، وإما باعتبار تحويله و استعماله، وهذا قول المثبته.
فما أختلفوا فيه من العرب صار له حكم العربي آتفاقا، لكن نزاعهم في الأصل، فمن ينفي المعرب يقول: أصله عربي، ومن يثبته يقول: إنه صار عربيا باعتبار استعماله.
وتحقيق المسألة:ماذهب إليه أبو عبيد القاسم بنُ سلام وتبعه آبن فارس في الصاحبي: أنها غير عربية باعتبار المبتدأ، وعربية باعتبار المنتهى، فأصل ما ذكر من
المعرّب هو من كلام غير العرب، ثم صار عربيا باعتبار أستعماله واندراجه في كلامهم،وهذا أحس الأقوال في المسألة، والله أعلم.
ف (المشكاة) و(الكفلُ)و (الأواه) هي من لغة الحبشة.
وأما (السجيل) فمِن لغة فارسٍ.
وأما (القسطاس) فمن لغة الروم.
وكثير المذكور منها في الحبشيّة - لما تقدم عند ذكر لغات النبي صلى الله عليه وسلم
استطرادا أن من أكثر ما وقع هو بالحبشية؛ لقربهم من العرب و آختلاطهم بهم، فهم مختلطون بالعرب من جهة اليمن، فإن ملك الحبشة كان يصل في بعض الأوقات إلى
إقليم اليمن فيدخل تحت سلطانهم، وتارة ينحسر ملكهم عنه، فدرجت كلمات من الحبشية لما وقع من الصلة بين جِنس العرب وجنس الحبشة.
وأما الروم وفارس: فالمنقول عنهم قليل، لأنهم وإن كانوا ايضا ملاصقين للعرب؛ إلا أنه كانت بينهم نفرة أكثر مما بين العرب وبين الحبشة.
فما بين العرب والروم وفارس من النفرة والمخالفة شهير، ولهم معهم مواقع مشهورة قبل الإسلام، من أشهرِها معركة ذي قـارِ بين العرب وبين فارس قبل الإسلام.
قال السيوطي في نقاية العلوم:(وجمعت نحو ستين لفظا)، ثم قال في الاتمام:
ومنها: الاستبرق، والسندس، والسلسبيل، و الكافور، و ناشئة الليل، وغيرها ..أهـ.
وله كتاب مفرد أسمه: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب.
وفي هذا النوع منظومة تتابع عليها السبكي، فابن حجر، فالسيوطي، فإن السبكي نظم جملة من هذه الألفاظ في أبیاتِ، ثم زاد عليها ابن حجر أبياتا، ثم زاد السيوطي أبياتا، فانتظمت الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن في تلك الأبيات المجموعة، وهي مذكورة بتمامها في كتاب الإتقان وکتاب المهذب المذكور آنفًا.)
منقول من شرح منظومة الزمزمي في علوم القران للشيخ صالح العصيمي بتصرف بسيط..
(وتحقيق المقام المذكور: أن مما يجتمع فيه المتنازعون في هذه المسألة ثلاثة أصول:
أولها: أنه لا يوجد في تركيب القرآن شيء غير عربي، فالخلاف في المفرد، لا الجملة وتركيب الكلام.
فالقرآن واقع وفق أساليب العرب إجماعا، ذكره القرطبي في تفسيره.
وثانیها: أن في القرآن أعلاما بغير لغة العرب؛ كإبراهيمٌ، وإسماعيل، وغيرهما، ذكره إجماعا القرطبي في تفسيره، والسيوطي في الإتقان.
وثالثها: أنه ليس في القرآن كلمة أعجمية باقية على عُجمتها، فكل ما فيه عربي باعتبار أصله، وهو قول النفاة هنا، وإما باعتبار تحويله و استعماله، وهذا قول المثبته.
فما أختلفوا فيه من العرب صار له حكم العربي آتفاقا، لكن نزاعهم في الأصل، فمن ينفي المعرب يقول: أصله عربي، ومن يثبته يقول: إنه صار عربيا باعتبار استعماله.
وتحقيق المسألة:ماذهب إليه أبو عبيد القاسم بنُ سلام وتبعه آبن فارس في الصاحبي: أنها غير عربية باعتبار المبتدأ، وعربية باعتبار المنتهى، فأصل ما ذكر من
المعرّب هو من كلام غير العرب، ثم صار عربيا باعتبار أستعماله واندراجه في كلامهم،وهذا أحس الأقوال في المسألة، والله أعلم.
ف (المشكاة) و(الكفلُ)و (الأواه) هي من لغة الحبشة.
وأما (السجيل) فمِن لغة فارسٍ.
وأما (القسطاس) فمن لغة الروم.
وكثير المذكور منها في الحبشيّة - لما تقدم عند ذكر لغات النبي صلى الله عليه وسلم
استطرادا أن من أكثر ما وقع هو بالحبشية؛ لقربهم من العرب و آختلاطهم بهم، فهم مختلطون بالعرب من جهة اليمن، فإن ملك الحبشة كان يصل في بعض الأوقات إلى
إقليم اليمن فيدخل تحت سلطانهم، وتارة ينحسر ملكهم عنه، فدرجت كلمات من الحبشية لما وقع من الصلة بين جِنس العرب وجنس الحبشة.
وأما الروم وفارس: فالمنقول عنهم قليل، لأنهم وإن كانوا ايضا ملاصقين للعرب؛ إلا أنه كانت بينهم نفرة أكثر مما بين العرب وبين الحبشة.
فما بين العرب والروم وفارس من النفرة والمخالفة شهير، ولهم معهم مواقع مشهورة قبل الإسلام، من أشهرِها معركة ذي قـارِ بين العرب وبين فارس قبل الإسلام.
قال السيوطي في نقاية العلوم:(وجمعت نحو ستين لفظا)، ثم قال في الاتمام:
ومنها: الاستبرق، والسندس، والسلسبيل، و الكافور، و ناشئة الليل، وغيرها ..أهـ.
وله كتاب مفرد أسمه: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب.
وفي هذا النوع منظومة تتابع عليها السبكي، فابن حجر، فالسيوطي، فإن السبكي نظم جملة من هذه الألفاظ في أبیاتِ، ثم زاد عليها ابن حجر أبياتا، ثم زاد السيوطي أبياتا، فانتظمت الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن في تلك الأبيات المجموعة، وهي مذكورة بتمامها في كتاب الإتقان وکتاب المهذب المذكور آنفًا.)
منقول من شرح منظومة الزمزمي في علوم القران للشيخ صالح العصيمي بتصرف بسيط..