ياسر القحطاني
New member
- إنضم
- 29/01/2004
- المشاركات
- 3
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
كنت قد كتبت اسم ابن جزي في المشاركة السابقة هكذا " جزيء" بهمزة، وقد كان في نفسي منها شيء قبل كتابتها ولكنه الاستعجال
كعادته مؤذٍ بالتوثيق، وعندما قرأت تعليق الشيخ/ عبد الرحمن الشهري. وجدته قد كتب الاسم بغير همزة فعندها عزمت على التأكد من اسمه فكان الأمر كما أثبته وفقه الله لكل خير.
وللفائدة فإن اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي المالكي
وهو معروف بمحمد بن جُزي بالتصغير ويقال له: محمد الكلبي، ومن اللطائف أن ابنه "محمد" يشاركه في هذه التسمية، وهو كاتب أديب، كما يشاركه فيها جده العلامة الوزير، فكل منهم يعرف بمحمد بن جزي.
ولكن إذا قيل: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي. فإنه يتميز عن ابنه وجده بلا نزاع.
واتفق جميع المترجمين له أنه من أقحاح العرب حيث إنه كلبي نسبة إلى قبيلة كلب بن وبرة إحدى القبائل اليمنية، يرجع نسبها
إلى حمير، ومن هذه القبيلة دحية الكلبي وزيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهم.
ولد سنة 693هـ في مدينة غرناطة، وكان رحمه الله نابغة زمانه في مختلف العلوم، حيث كان إماماً في الأصول والفقه والتفسير والحديث واللغة أديباً فاضلاً، رضي الخلق، عذب الشمائل..
ومن عجائبه رحمه الله أنه ألف بعض الكتب من أجل ابنائه ، رغبة ً في تسهيل العلم عليهم، ومن ذلك كتاب " تقريب الوصول إلى علم الأصول" فقد ألفه لابنه أبي عبد الله محمد بن جزي الآنف الذكر، وقد ورد في أول الكتاب ما يبين ذلك حيث يقول: (وإني أحببت أن يضرب ابني محمد أسعده الله في هذا العلم – يعني علم أصول الفقه- بسهمه، فصنفت هذا الكتاب برسمه ووسمته بوسمه، لينشط لدرسه، وفهمه، وعولت فيه على الاختصار والتقريب مع حسن الترتيب والتهذيب...)
وألف كتاب" الأنوار السَنية في الألفاظ السُنية " وهو كتاب مختصر في أحاديث مختارة من أجل تسهيل حفظ بعض الأحاديث على ابنه أبي بكر أحمد بن جزي، كما هو واضح في مقدمته حيث قال بعد الاستفتاح: (ولما يسر الله على ابني أحمد المكنى أبا بكر- أبلغ الله فيه الأمل، وجعله من أهل العلم والعمل- حفظ القرآن العظيم، أحببت أن يفوز بحظ من حفظ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فجمعت له في هذا الكتاب جملة صالحة من كلام رسول الله صلى عليه وسلم...)
وإضافة لعنايته بالعلوم الشرعية لا سيما علم التفسيرمنها؛ فقد كان له اهتمام بالشعر، إلا أنه كغيره من علماء الشريعة لا يقول الشعر إلا في الأغراض السامية التي تخدم الخلق والدين.
ومن شعره ما قاله في تمني الشهادة في سبيل الله حتى تكفر ذنوبه:
قصدي المؤمل في جهري وإسراري ومطلبي من إلهي الواحد الباري
شهادة في سبيل الله خالصة تمحو ذنوبي وتنجيني من النار
إن المعاصي رجس لا يطهرها إلا الصوارم في أيمان كفار
وبعد أن أنشد الأبيات قال: أرجو أن يعطيني ما سألته في هذه الأبيات، فأعطاه الله ما تمنى وأكرمه بالشهادة
ففي سنة 741هـ قتل في موقعة طريف مع النصارى، حيث فقد وهو يحرض المؤمنين ويشحذ هممهم على القتال بعد أن أبلى بلاءً حسناً، وقد بارك الله في عمره حيث عاش 48 سنة فقط عمرها بالعمل الصالح- كما تقدم -، فنرجو الله أن يتقبل شهادته وأن يبارك في أعمارنا كما بارك له في عمره.
ملحوظة: أغلب الترجمة منقول من مقدمة محقق كتاب: " تقريب الوصول إلى علم الأصول " لابن جُزي، تحقيق: د.محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
كعادته مؤذٍ بالتوثيق، وعندما قرأت تعليق الشيخ/ عبد الرحمن الشهري. وجدته قد كتب الاسم بغير همزة فعندها عزمت على التأكد من اسمه فكان الأمر كما أثبته وفقه الله لكل خير.
وللفائدة فإن اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي المالكي
وهو معروف بمحمد بن جُزي بالتصغير ويقال له: محمد الكلبي، ومن اللطائف أن ابنه "محمد" يشاركه في هذه التسمية، وهو كاتب أديب، كما يشاركه فيها جده العلامة الوزير، فكل منهم يعرف بمحمد بن جزي.
ولكن إذا قيل: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي. فإنه يتميز عن ابنه وجده بلا نزاع.
واتفق جميع المترجمين له أنه من أقحاح العرب حيث إنه كلبي نسبة إلى قبيلة كلب بن وبرة إحدى القبائل اليمنية، يرجع نسبها
إلى حمير، ومن هذه القبيلة دحية الكلبي وزيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهم.
ولد سنة 693هـ في مدينة غرناطة، وكان رحمه الله نابغة زمانه في مختلف العلوم، حيث كان إماماً في الأصول والفقه والتفسير والحديث واللغة أديباً فاضلاً، رضي الخلق، عذب الشمائل..
ومن عجائبه رحمه الله أنه ألف بعض الكتب من أجل ابنائه ، رغبة ً في تسهيل العلم عليهم، ومن ذلك كتاب " تقريب الوصول إلى علم الأصول" فقد ألفه لابنه أبي عبد الله محمد بن جزي الآنف الذكر، وقد ورد في أول الكتاب ما يبين ذلك حيث يقول: (وإني أحببت أن يضرب ابني محمد أسعده الله في هذا العلم – يعني علم أصول الفقه- بسهمه، فصنفت هذا الكتاب برسمه ووسمته بوسمه، لينشط لدرسه، وفهمه، وعولت فيه على الاختصار والتقريب مع حسن الترتيب والتهذيب...)
وألف كتاب" الأنوار السَنية في الألفاظ السُنية " وهو كتاب مختصر في أحاديث مختارة من أجل تسهيل حفظ بعض الأحاديث على ابنه أبي بكر أحمد بن جزي، كما هو واضح في مقدمته حيث قال بعد الاستفتاح: (ولما يسر الله على ابني أحمد المكنى أبا بكر- أبلغ الله فيه الأمل، وجعله من أهل العلم والعمل- حفظ القرآن العظيم، أحببت أن يفوز بحظ من حفظ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فجمعت له في هذا الكتاب جملة صالحة من كلام رسول الله صلى عليه وسلم...)
وإضافة لعنايته بالعلوم الشرعية لا سيما علم التفسيرمنها؛ فقد كان له اهتمام بالشعر، إلا أنه كغيره من علماء الشريعة لا يقول الشعر إلا في الأغراض السامية التي تخدم الخلق والدين.
ومن شعره ما قاله في تمني الشهادة في سبيل الله حتى تكفر ذنوبه:
قصدي المؤمل في جهري وإسراري ومطلبي من إلهي الواحد الباري
شهادة في سبيل الله خالصة تمحو ذنوبي وتنجيني من النار
إن المعاصي رجس لا يطهرها إلا الصوارم في أيمان كفار
وبعد أن أنشد الأبيات قال: أرجو أن يعطيني ما سألته في هذه الأبيات، فأعطاه الله ما تمنى وأكرمه بالشهادة
ففي سنة 741هـ قتل في موقعة طريف مع النصارى، حيث فقد وهو يحرض المؤمنين ويشحذ هممهم على القتال بعد أن أبلى بلاءً حسناً، وقد بارك الله في عمره حيث عاش 48 سنة فقط عمرها بالعمل الصالح- كما تقدم -، فنرجو الله أن يتقبل شهادته وأن يبارك في أعمارنا كما بارك له في عمره.
ملحوظة: أغلب الترجمة منقول من مقدمة محقق كتاب: " تقريب الوصول إلى علم الأصول " لابن جُزي، تحقيق: د.محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي